في إعادةٍ لسيناريو الأزمة السورية.. مخاوف من بدء تسليح السعودية لقبائل اليمن

الأحد 05/أبريل/2015 - 10:02 م
طباعة في إعادةٍ لسيناريو
 
أعرب عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين عن تخوفهم مما بدأت المملكة العربية السعودية، في اتخاذه من خطوات إمداد اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن بالأسلحة، وهو ما يُعيد سيناريو الأزمة السورية حيث أمدت المملكة فصائل مسلحة في سوريا بالسلاح فتعقدت الأوضاع الميدانية، وظهرت "داعش" و"النصرة". 
المتحدث باسم (عاصفة الحزم) العميد أحمد عسيري، قال إن الخطوة ساعدت اللجان الشعبية في طرد الميليشيات الحوثية، من داخل القصر الرئاسي، في عدن، وأشار إلى أن قوات التحالف قامت الجمعة الماضية، بعملية إسقاط بهدف الدعم اللوجيستي للجان الشعبية في عدن.
وتابع: "اللجان استطاعت تغيير الوضع على الأرض وطرد عناصر الميليشيات الحوثية من داخل القصر الرئاسي والمناطق التي سيطروا عليها، حيث يتحصن المتمردون الآن في مناطق داخل مدينة عدن، ويتم التعامل معهم لطردهم، والعمل على عزل مدينة عدن من أي دعم خارجي.

في إعادةٍ لسيناريو
مساعي المملكة العربية لتسليح القبائل اليمنية الموالية لها، تعود إلى ما قبل البدء في عملية "عاصفة الحزم"، حيث قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية إن السعودية سعت إلى تقديم الأسلحة إلى رجال القبائل عبر حدودها الجنوبية، لدعمهم ضد الحوثيين، وهو ما رجح زيادة الاضطرابات، في المنطقة، وقال مسئولون يمنيون، "وبينما يتقدم المقاتلون الحوثيون للسيطرة على المزيد من الأرض، كانت السعودية ترسل الأسلحة والأموال لرجال القبائل في محافظة مأرب، شمالي اليمن، لدعمهم ضد المتمردين.
ورجح مراقبون أن تكون قبائل مأرب، - أحد أبرز القبائل اليمنية الموجودة على الحدود السعودية، ويحمل بعض شيوخها الجنسية السعودية - كونها تمثل خط الدفاع الأخير للمملكة على حدودها الجنوبية.
وقالت صحيفة يمنية نقلاً عن شيخ قبلي أن الرياض وجهت بتسليح القبائل اليمنية المناوئة للحوثيين وأنها سلمت زعيم قبلي بارز 200 الف قطعة سلاح لمواجهة الحوثيين، وذكرت صحيفة "حديث المدينة"، " أن السلطات السعودية سلّمت الشيخ الحسن أبكر، أبرز مشائخ قبائل الجوف 200 ألف قطعة سلاح نوع (جي 3)"، مشيراً إلى أن التسليم جرى في منطقة خب وشعف في الجوف، على الحدود مع السعودية.

في إعادةٍ لسيناريو
وبحسب المتحدث باسم قوات التحالف، فإن اللجان الشعبية واجهت ميليشيا الحوثيين، وطردتهم من القصر الرئاسي، كما أنها تقوم بمواجهة الحوثيين في جزيرة "ميون" التي تقع على باب المندب، وتستغلها قوات التحالف في عمليات التهريب، حيث تحوي الجزيرة عددا من العربات المدرعة والدبابات والصواريخ.
وأشار المتحدث باسم قوات التحالف إلى أن هناك احتمالا لوجود صواريخ من النوع الذي يطلق من البر إلى البحر لتعطيل أو بلبلة الملاحة في مضيق باب المندب، إلا أن قوات التحالف اختارت الوقت المناسب لعملية تدمير جميع مستودعات الذخيرة والدبابات ومراكز القيادة في الجزيرة، وهي إحدى العمليات المهمة والنوعية التي نفذت.
وذكر العميد عسيري، أن متابعة الأهداف وتقييمها والتأكد من نوعية الاستخبارات المتوفرة ومقارنتها بجميع الوسائل سواء التقنية أو البشرية تتطلب وقتا وجهدا كبيرين، والعمل مستمر على وتيرة واحدة، مبينا أن هناك ضغطا متزايدا على هذه الميليشيات الحوثية، والمؤشرات تدل على ضعف إمكاناتهم، وأن الميليشيات لا يمكن القضاء عليها بشكل كامل لأنها تتحرك بشكل فردي ومجموعات بسيطة، والحملات الجوية ستقلل من قدراتهم لتصبح غير قادرة على التأثير والإضرار بالشعب اليمني.

في إعادةٍ لسيناريو
في المقابل، وفي خطوة اعتبرها الكثير من المراقبين مراوغة من قبل الحوثيين، قال صالح الصماد عضو الجماعة، اليوم (الأحد)، إن الحوثيين مستعدون لإجراء محادثات سلام إذا توقفت الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية.
وقال المستشار السابق للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي صالح الصماد، في حوار مع وكالة رويترز، إن اليمنيين يرفضون عودة هادي الذي غادر إلى السعودية، بعد أن اقترب المقاتلون الحوثيون من قاعدته الجنوبية في عدن الشهر الماضي.
وشدد صالح الصماد قائلا "نحن لازلنا على موقفنا من الحوار ونطالب باستمراره، رغم كل ما حصل، على أساس الاحترام والاعتراف بالآخر"، مضيفا أن الحوثيين يشترطون وقف العدوان والجلوس إلى طاولة الحوار وفق سقف زمني محدد.
وطالب عضو جماعة الحوثي أن يتم بث جلسات الحوار للشعب اليمني ليعرف من هو المعرقل، مشيرا إلى أنه بإمكان أي أطراف دولية أو إقليمية ليس لها مواقف عدائية من اليمن والشعب اليمني أن تشرف على هذا الحوار.
ونفى صماد في تصريحاته نية الحوثيين السيطرة على الجنوب اليمني، مفيدا أن المقاتلين الحوثيين يواجهون تهديدات تنظيم القاعدة.
وأضاف المستشار السابق للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن أبناء الجنوب سيديرون شؤونهم بأنفسهم وسيكون دورهم أكثر بروزا في المشهد السياسي القادم.

شارك