الحوثيون مستعدون للحوار.. واجتماع عسكري مصري باكستاني يحدد مصير "عاصفة الحزم"

الإثنين 06/أبريل/2015 - 05:46 م
طباعة الحوثيون مستعدون
 
تستمر عملية التحالف العربي "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، في تنفيذ عملياتها في اليمن من دون أن يكون محسوماً ما إذا كانت ستنتقل إلى مرحلة العمليات البرية بعد الغارات الجوية أو الوصول لطاولة المفاوضات والحوار. سير العمليات العسكرية كان حاضراً في اجتماع رؤساء هيئات الأركان العامة لبعض دول التحالف المشاركة في عمليات عاصفة الحزم، يوم الجمعة، حيث تم استعراض الأهداف التي تحققت حتى الآن وتأكيد المضي في "إنجاز مهامهم بقوة وحزم"، مع استمرا العمليات في مختلف المدن اليمنية.

تواصل القصف

تواصل القصف
وواصلت طائرات قوات عملية "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، اليوم الاثنين، قصف مواقع لمسلحي جماعة أنصار الله “الحوثيين” في محافظة صعدة شمالي اليمن، بحسب شهود عيان.
وأفاد الشهود أن طائرات "عاصفة الحزم" قصفت مواقع لمسلحي الحوثي في منطقة الشعف التابعة لمديرية ساقين بمحافظة صعدة التي تعد أحد معاقل الحوثيين.
كما قصفت طائرات قوات عملية "عاصفة الحزم"، مواقع عسكرية في معسكرات الخرافي والحفافي شرق وجنوب صنعاء، كما استهدفت الضربات معسكر الصمع ومعسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة.
كما شنت طائرات التحالف فجر الاثنين، غارات جوية استهدفت مواقع مختلفة واقعة بجنوب مدينة لودر التابعة لمحافظة أبين (جنوب اليمن).
وقتل العشرات خلال معارك عنيفة اندلعت، ليل الأحد الاثنين؛ من أجل السيطرة على مدينة الضالع في جنوب اليمن، وفق ما أعلن مسئولون في الإدارة المحلية.
وقال مسئول لـ"فرانس برس"، رافضا ذكر اسمه، "قتل ما لا يقل عن 19 حوثياً و15 من اللجان الشعبية في المعارك"، مشيراً إلى أن المواجهات العنيفة دارت في المحاور الرئيسية من المدينة الواقعة شمال عدن، مؤكدا أن الطرفين "استخدما الأسلحة الثقيلة". 

معركة عدن

معركة عدن
وتتواصل معركة عدن بين اللجان الشعبية للحراك الجنوبي والداعية للرئيس عبدربه منصور هادي، في مواجهة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، دون أن يحسم أحد المعركة بشكل نهائي في عاصمة الجنوب.
واستطاعت اللجان الشعبية بقيادة العميد جواس الاثنين، السيطرة على مثلث العند في لحج جنوبي البلاد.
وذكرت مصادر محلية أن سيطرة اللجان الشعبية على العند تزامنت مع غارات جوية شنتها طائرات عاصفة الحزم على معسكر العند ولبوزة في عقان.
وفي غضون ذلك تقصف المقاومة بالمدفعية على مواقع الحوثيين في معسكر العند، مع اندلاع اشتباكات عنيفة، يستخدم فيها كل مختلف أنواع الأسلحة.
مع شهدت قصف طائرات التحالف مدينة عدن والمناطق المجاورة لها، ليل أمس الأحد، هو الأعنف منذ بداية عمليات "عاصفة الحزم"، وفق ما أفادت مصادر في المنطقة العسكرية الرابعة، وفي قيادة السلطة المحلية، و"اللجان الشعبية". 
وقالت مصادر متطابقة: إن مجاميع من الحوثيين وقوات الجيش تغادر العند وعقان باتجاه كرش، فيما آخرون غادروا باتجاه حوطة لحج.
لكن المهمة الأكبر للتعامل مع المتوغلين في عدن أوكلت للقوات البحرية، التابعة لقوات تحالف عاصفة الحزم، والتي شنت قصفاً وصف بالكثيف والدقيق في الأهداف التي يتواجد فيها "الحوثيون"، وقوات المخلوع صالح. 
وأفاد شهود عيان وسكان محليون أيضاً، بأن البوارج شنت قصفاً على شمال ووسط وجنوب وشرق وغرب عدن، وأمطرت المواقع التي يتمركز فيها المسلحون "الحوثيون" والقوات الموالية لصالح، في خور مكسر والمعلا ودار سعد، وغيرها من المناطق". 

مصر تستعد للتدخل البري

مصر تستعد للتدخل
وفيما يتعلق بالتدخل البري ذكرت صحيفة العرب اللندنية، أن القاهرة حسمت قرار التدخل البري تدريجيا في الحرب الدائرة في اليمن، بالتنسيق مع السعودية والدول المشاركة في عاصفة الحزم.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ"العرب" أنه تم ضبط التقديرات المختلفة بدقة شديدة، لتحاشي الوقوع في أخطاء يمكن أن تكبد القوات المصرية خسائر فادحة، خاصة أن البيئة في اليمن متحركة، وتتسم بدرجة عالية من السيولة الأمنية.
وأضافت أن هناك تدرجا في التدخل، ولن تتقدم القوات البرية دفعة واحدة، بل سيتم اللجوء أولا إلى القيام بعمليات نوعية، من خلال قوات النخبة المجهزة أمنيا بصورة عالية، والتي أسهمت عناصر منها في عملية خروج الرئيس عبدربه منصور هادي من عدن إلى الرياض مؤخرا بسلاسة.

البرلمان الباكستاني

البرلمان الباكستاني
بدوره أكد وبناء على طلب من رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، عقد البرلمان جلسة خاصة الاثنين لمناقشة مشاركة باكستان من عدمها في الائتلاف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أمام البرلمان "طلب منا السعوديون طائرات وسفنا حربية وقوات على الأرض"، مشيرا إلى ان باكستان لم تتخذ قرارها بعد، وأنها تفضل حلا "سياسيا" و"سلميا" للنزاع، مع التأكيد على الدفاع عن سيادة الأراضي السعودية إذا ما تعرضت لأي تهديد.
كما يقوم وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحى الاثنين بزيارة إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد على رأس وفد عسكري رفيع، يلتقي خلالها كبار المسئولين الباكستانيين، لتدعيم أوجه التعاون وتعزيز العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين.
من جهة ثانية أعلن وزير الدفاع الباكستاني عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للعاصمة الباكستانية الأربعاء لمناقشة الوضع في اليمن، في ما يمكن أن يكون جهدا مشتركا من باكستان وتركيا لإيجاد حل دبلوماسي لهذا النزاع.

تحرك ميليشيات عراقية

تحرك ميليشيات عراقية
وفي مقابل التحرك نحو التدخل البري، تسعى ميليشيات عراقية شيعية محسوبة على إيران إلى إرباك السعودية والقيام بأعمال عنف ضدها وهجمات تخريبية، ذكرت تقارير صحفية نقلا عن مصادر أمنية عراقية، أنها رصدت حركة مريبة لميليشيات عراقية، صباح الاثنين، قرب الحدود العراقية السعودية، معربة عن خشيتها من أن تكون تلك الميليشيات تُعد لعمليات عسكرية ضد المخافر الحدودية السعودية.
وذكرت المصادر لـ"الخليج أونلاين": إن عناصر تابعة لكتائب "حزب الله العراق" وميليشيات "أبو الفضل العباس" وميليشيات "عصائب أهل الحق"، انتشرت قرب الحدود السعودية مع العراق، مشيرة إلى أنها كانت تستقل عجلات رباعية الدفع، محملة عليها مدافع رشاشة ومدافع متوسطة الحجم.
وتضيف: "يبلغ عدد العناصر التي رصدت اليوم نحو 100 إلى 120 مسلح، وكانت منطقة حركتها جنوب النخيب عند طريق الحجاج، وتحديداً عند مخفر عناز وصخرية العراقيين".
وأوضحت المصادر أن القوات الأمنية العراقية التي تقوم بمهمة حماية الشريط الحدودي، طُلب منها الابتعاد عن أماكن وجود تلك الميليشيات وعدم التعرض لها، معربة عن خشيتها من تنفيذ هجمات تستهدف المخافر السعودية، على شاكلة ما تعرضت له تلك المخافر من عمليات قصف نفذتها ميليشيات شيعية وهجمات نفذها تنظيم "الدولة".
وكانت ميليشيات شيعية عراقية أعلنت في بيانات لها؛ رفضها لعملية عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع "علي عبد الله صالح". وأعلنت تلك الميليشيات عن استعدادها للقتال إلى جانب جماعة "الحوثي" المدعومة من قبل إيران.

الحوثيون مستعدون لحوار

الحوثيون مستعدون
وفيما يعتبر تراجعا لضغط تحت ضربات التحالف أعلنت جماعة الحوثي، استعدادها للحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات، فقد أعلن رئيس المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" صالح الصمد أن الحوثيين مستعدون للجلوس على طاولة المفاوضات؛ من أجل السلام في حال توقف التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية عن شن غاراته الجوية.
كما أن رئيس المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" في لقاء مع وكالة "رويترز" أكد على وقت سابق على رفض إجراء أي مفاوضات مع الرئيس الفار من البلاد.
كما أكد القيادي الحوثي ضيف الله الشامي لبوابة الحركات الإسلامية، على الجلوس إلى طاولة المفوضات، قائلا: "الثقة بالنسبة للحوار تكمن فيما لديك من معطيات والتزام المتحاورون بتغليب مصلحة الوطن والمواطن وعزته وكرامته على مصلحة الحزب أو الجماعة أو المصلحة الشخصية، وتلك هي الضمانات الحقيقية لقوة موقفك بالحوار".

أزمة إنسانية

أزمة إنسانية
فيما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من وقوع كارثة إنسانية في حالة عدم وصول المساعدات الغذائية لمن يحتاجها من اليمنيين، والذي يتضررون من مناطق الصراع.
وقالت سيتارا جبين: "لدينا التصاريح لإرسال طائرة شحن محملة بالمواد الطبية"، لكن هناك مشكلة الهبوط في مطار صنعاء، "حيث يتراجع عدد الطائرات التي يمكن أن تحط. نحاول تسوية هذه المشاكل اللوجستية".
وحول مدينة عدن، قالت الناطقة باسم اللجنة إنها تريد نقل فريق من الجراحين موجود حاليا في جيبوتي. وقالت: "نحتاج إلى موافقة كل الأطراف" المشاركين في النزاع "لأسباب أمنية".
ويفترض أن ينتقل الفريق الموجود في جيبوتي بسفينة.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطلقت نداء إلى هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة لتقديم دعم طبي للسكان.
وطالبت اللجنة بفتح كل الطرق الجوية والبحرية والبرية بدون تأخير لمدة 24 ساعة على الأقل، لتتمكن من مساعدة السكان الذين حرموا من المساعدة بعد أكثر من أسبوع من الغارات الجوية والمعارك البرية.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
صراع محتوم بين التدخل البري واستمرار العمليات العسكرية، ومساعي الحل السلمي والجلوس إلى التفاوض وإنهاء عاصفة الحزم، التي بدأت تظهر نتائجها من خلال ترحيب قادة الحوثيين على الجلوس إلى المفاوضات والسلم، مع اجتماع مصري باكستاني ومناورة إيرانية من أجل حلفائها في اليمن.. هل تنتصر حمامة السلام على صوت الرصاص في اليمن وتوقف الحرب؟ أم ستشهد قصة الحرب اليمنية فصلا جديدا من مأساة الإسلام السياسي والصراع والدماء التي يدفع ثمنها الشعب الأعزل؟

شارك