الأنبار.. معركة داعش المصيرية

الإثنين 06/أبريل/2015 - 10:56 م
طباعة الأنبار.. معركة داعش
 
تمثل محافظة الأنبار كبرى المحافظات العراقية أهمية خاصة لتنظيم الدولة في العراق وبلاد الشام "داعش " والتي يسيطر على أكثر من 70  منها ويفرض سطوته على 6 أقضية هي القائم والرطبة وعانة وراوة وهيت والفلوجة  وخاصة بعد أن بدأ العد التنازلي لتحريرها وموقعها  الاستراتيجي  الذى يربط أراضي التنظيم  مع سوريا عبر مدينة القائم العراقية  وتعد امتداداً لداعش داخل  الأراضي السورية وبالتالي خسارتها  يعنى فقدان التنظيم لأهم خطوط الإمداد، لديه وملاذه الامن  في الأراضي السورية  بالإضافة الى قربها من بغداد بمسافة 60 كلم، هذا وتشهد المناطق الجنوبية من المحافظة عمليات عسكرية واسعة لتحرير قضاء الكرمة، وسط تحضيرات عسكرية مستمرة لتطهير المحافظة بالكامل واستعادت القوات العراقية بدعم من مقاتلي العشائر عدة مناطق في محافظة الأنبار غربي بغداد  وهى مناطق البوكليب والطوي والطريق الدولي السريع في شمال الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار.

الأنبار.. معركة داعش
وقد أعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي عقب لقائه رئيس الحكومة حيدر العبادي  عن قرب إكمال التحضيرات اللازمة للبدء في عملية تحرير المحافظة وأن  معركة الأنبار قادمة واستعدادات القوات الأمنية جيدة والمحافظة قامت بعمليات تنسيق أخرى مع شيوخ العشائر ومسلحيها وكل القوى السياسية والدينية داخل المحافظة من أجل دعم عملية التحرير القادمة أن ساعة الصفر باتت قريبة بالإضافة إلى أن وفدًا أمنياً من وزارة الداخلية وصل إلى الرمادي للبحث في الاستعدادات الجارية لإطلاق العملية العسكرية، الوفد زار أيضاً معسكر الحبانية واطلع على استعدادات الجنود وكيفية تسليحهم.
وكشف عيد عماش رئيس لجنة الثقافة والاعلام في مجلس محافظة الانبار أن رئيس الوزراء حيدر العبادي خول محافظ الانبار صهيب الراوي بالتعاقد لشراء اسلحة واعتدة لمقاتلي العشائر و أن حكومة الانبار بانتظار موافقة الامن الوطني على التخويل.

الأنبار.. معركة داعش
وطالب نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، عشائر الانبار بتوحيد الصف والاستعداد لمعركة طرد "داعش"  قائلا " معركة الانبار على الأبواب ويتوجب على الجميع توحيد الصف والاستعداد لطرد مجاميع داعش من المناطق التي يأسرونها وعدم السماح للمندسين بتشويه العملية  لأن  مساحة الانبار شاسعة وان قطعات الجيش والشرطة ستكون فعاليتها ليس كما يجب إذا لم تشترك العشائر في القتال والمساندة ومسك الأرض  ونحن نعلم أن لديكم العدد الكافي إلا أن ما ينقصكم هي العدة التي لا بد للحكومة والقيادة العسكرية من أن تمدكم بها بأسرع وقت ممكن وان جميع أهالي الانبار وعشائرها صامدين  وخاصة مناطق عامرية الفلوجة والخالدية وحديثة والبغدادي".

معوقات تحرير الأنبار

معوقات تحرير الأنبار
هناك العديد من المعوقات تواجه القوات العراقية عند بدء عملية تحرير الأنبار تتمثل فيما يلي 
1- التخوف من تكرار سيناريو تكريت  بعد التجاوزات التي ارتكبتها ميليشيات الحشد الشعبي من حرق ونهب للمنازل والمحال وهى امور  قد تجعل من مشاركتها في القتال أمراً غير مرحب به، ما قد يشكل عقبة في طريق تحرير المدن العراقية لاسيما أن تعداد تلك الميليشيات وعتادها العسكري أصبح ينافس الجيش العراقي.
وقال الشيخ مظفر الحلبوسي، أحد وجهاء ناحية الكَرمة، إن “ما حصل في البو عجيل والدور من عمليات حرق للمنازل وسلب للممتلكات العامة والخاصة للمواطنين وتفجير للدور السكنية تجعلنا نتخوف بشكل كبير من تكرار نفس المأساة في ناحية الكَرمة”.
2- يحاول داعش شن هجمات استباقية على معاقل الحكومة في المحافظة استباقاً لأي عمل عسكري واجهاض مخطط تحرير المحافظة 
3- تخوف  مقاتلو العشائر السنية من مواجهة داعش بسبب  قلة عددهم مقارنة بمقاتلي  التنظيم  وعدم نجاح  الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في حسم الصراع على الارض .
4- محاولة داعش  الحفاظ على الأراضي وعدم خسارتها من  خلال خلق  استراتيجية جديدة  تضمن له البقاء أكثر في المناطق والمُدن التي يُسيطر عليها بحفر  الانفاق  وشن غارات من خلالها ضدّ القوّات الأمنية في مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار
5-  استهدفت داعش  المباني الحكومية  من خلال التفجيرات المتتالية  ، في مخطط منها  للسيطرة على مباني الحكومة المحليّة
6- خطف وقتل وتصفية أبناء العشائر المعارضة لداعش  في مدينة القائم، غربي محافظة اﻷنبار وباقي مدن المحافظة 
الأنبار.. معركة داعش
7-  قيام داعش بشق الخنادق  والسواتر الترابية داخل مدن المحافظة  تحسّباً لأي عمليّة أمنية لتطهير مدن المحافظة  من عناصرها  وخاصة في مدينة الفلوجة. 
وكشف الرائد عارف الجنابي مدير شرطة ناحية عامرية الفلوجة   عن إن  تنظيم  داعش يحاول تحصين عناصره من هجمات القوات الأمنية بعد ان تمكنت القوات الأمنية في العامرية من صد جميع الهجمات التي قام بها التنظيم والتي استهدف خلالها السيطرة على الناحية و أنه  بدأ يحفر الخنادق وينشئ السواتر الترابية حول محيط ناحية العامرية جنوب مدينة الفلوجة تحسباً لأي هجمات قد تشنها القوات الأمنية". 
 وأكد النقيب ياسر الفهداوي، الضابط في شرطة الأنبار،  على أن  داعش بين فترة وأخرى يقوم بتنويع هجماته على القوات الأمنية و أن “حفر الخنادق وإنشاء السواتر الترابية ما هي الا محاولة لعرقلة تقدم القوات الأمنية في حالة شن هجوم على منطقة يسيطر عليها التنظيم من جهة ومحاولة لاستخدام تلك الخنادق في التصدي لأي تقدم للقوات الأمنية من جهة أخرى”. 
8- تمثل التركة  الطائفية عبئًا على الجيش العراقي في الأنبار بسبب غضب سكانها وأغلبهم من السنة من حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التي تمثل الأغلبية الشيعية وسخطوا عليه عندما أمر القوات بفض اعتصام في الرمادي أواخر ديسمبر 2013م  
9- فقدنا القوات الحكومية للسيطرة على معظم الطرق الأساسية حول الرمادي ومدن المحافظة وهذا يجعل من الصعب للغاية الحفاظ على تدفق الإمدادات إلى المعسكرات والقوات المهاجمة ."
10- فشل مجلس محافظة الأنبار في عقد مؤتمر موسع لعشائر المحافظة لتنسيق مواقفها وتشكيل تحالف واسع ضد تنظيم داعش  كان من  بسبب الخلافات القبلية  التي قد تعرقل جهود محاربة  التنظيم .

الأنبار.. معركة داعش
وقال عبدالمجيد الفهداوي أحد شيوخ الأنبار "إن عشائر المحافظة أبدت استعدادها للمشاركة في معركة التحرير بمشاركة قوات الجيش والحشد الشعبي إن عشائر الرمادي عقدت اجتماعات عدة مع مسؤولين في الحكومة الاتحادية لهذا الغرض  وأن  عشائر الأنبار أوضحت للحكومة أن المحافظة تمتلك مقاتلين ينتمون إلى العشائر أثبتوا كفاءتهم وشجاعتهم، وتمتلك أيضاً المئات من أبنائنا المتطوعين في صفوف القوات الأمنية أكملوا تدريباتهم في معسكر الحبانية وينتظرون تسليحهم  ولا تتحفظ عن مشاركة الحشد الشعبي في المعركة المقبلة ما دامت تجري بمشاركة مع مقاتلي العشائر الذين سيكون لهم دور مهم في مسك الأرض والتبليغ عن أماكن داعش والمتعاونين معه ومنع حصول فوضى كما جرى في صلاح الدين
ولكن حميد الهايس رئيس مجلس إنقاذ الأنبار اكد على ان هناك  10 ألاف متطوع من أبناء العشائر مستعدون لمشاركة القوات الأمنية في عملية تحرير الأنبار المرتقبة، وأن لمتطوعين "بانتظار الضوء الأخضر من القيادات الأمنية والعسكرية".

محاولات داعش لمنع الهجوم على المحافظة

محاولات داعش لمنع
تحاول داعش بكافة الوسائل عرقلة الهجوم على المحافظة من خلال 
1- شنت هجوماً بقنابل الهاون على ناحية «عامرية الفلوجة» شرق الفلوجة التي تقع على خط التماس معها أدى إلى مقتل وإصابة عناصر من القوات الأمنية 
2- قتل نحو 25 شخصاً في ناحية «الرمانة» التابعة لقضاء القائم والمحاذية للحدود السورية بدعوى التعاون مع القوات الأمنية وقام التنظيم بإعدامهم وسط المدينة أمام الأهالي.
3- خطف وقتل وتصفية ما يزيد على 30 شابًا من عشائر "ألبو محل والسلمان والكرابلة " 
ويحاول تنظيم داعش ان يجعل معركته في الانبار معركة مصيرية حتى يحافظ على الروح المعنوية لماتليه في معركته الكبرى بالموصل. 

شارك