"الحزم" تواصل عملياتها.. واستعدادات لدخول حضرموت.. وتحرك إقليمي ودولي للحوار

الثلاثاء 07/أبريل/2015 - 07:00 م
طباعة الحزم تواصل عملياتها..
 
تدخل غارات التحالف العربي بـ"عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، يومه الثاني عشر اليوم، في ظلّ تفاقم الأزمة الإنسانية مع صعوبة وصول المساعدات الطبية، مع مساعي للحوار وفي وقتٍ لا تزال فيه احتمالات انتقال الحرب إلى مرحلة التدخل البرّي ضبابية، مع تردد مصر وباكستان في المشاركة، في ظلّ حراك دبلوماسي اقليمي، يمتد من طهران مروراً بإسلام أباد وأنقرة وبكين، وصولاً الى موسكو .

مواصلة الغارات:

مواصلة الغارات:
تواصل عاصفة الحزم عملياتها على مدار نحو أسبوعين، حيث تقوم طائرات التحالف العربي باستهداف مواقع لجماعة أنصار الله "الحوثيين"، والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، بهدف شل قدراتها وقطع طرق الإمدادات عنها، ومساندة اللجان الشعبية بالحراك الجنوبي في مواجهاتها ضد الحوثيين.
نفذت طائرات تحالف دعم الشرعية عاصفة الحزم"، عصر الثلاثاء، سلسلة من الغارات الجوية الجديدة التي استهدفت مواقع عسكرية موالية للحوثيين وللمخلوع علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء.
واستهدفت غارات لتحالف، فجراً، معسكر المجد الذي يعتبر من الصفوة من الحرس الجمهوري التابع لصالح في مكيراس بمحافظة أبين.
وذكر شهود عيان أن غارات جوية استهدفت، الثلاثاء، معسكري "خالد بن الوليد" و"العمري"، التابعين للجيش اليمني، واستولى عليهما الحوثيون مؤخراً، في مدينة المخا القريبة لمضيق باب المندب، في محافظة تعز، جنوبي اليمن.
أما في جبهة شبوة، دارت اشتباكات عنيفة في منطقة بيحان بين قبائل شبوة وميليشا الحوثي وصالح التي حاولت التقدم باتجاه مدينة عتق، وسط مقاومة شديدة من القبائل لمنعهم رغم الفارق الكبير من حيث التسليح بين الطرفين.
وفي محافظة إب تمكن مسلحو قبائل القفر من الاستيلاء على ثكنات الحوثيين في المحافظة، تنفيذاً لإنذار كانوا وجهوه للحوثيين قبل يومين بمغادرة مناطقهم والتهديد بضرب أي إمدادات تمر عبرها باتجاه عدن.
أفاد ناشطون أن طائرات عاصفة الحزم استهدفت لواء "المجد" المؤيد للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في محافظة أبين جنوبي اليمن، وسط اشتباكات عنيفة بالمحافظة، وسط تقدم قبائل من محافظة إب في المحافظة بعد استعادتها منطقتين أمنيتين كانتا تحت سيطرة الحوثيين.
وبدأ رجال القبائل في محافظة إب، وسط البلاد، اليوم الثلاثاء حراكهم المسلح ضد الميليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي في المحافظة. ووقعت اشتباكات في منطقة شقرة الساحلية بمحافظة أبين بين كتيبة اللواء 111 الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بمساندة القبائل وبين القوات الموالية للحوثيين.
وكان طيران التحالف قد شن سلسلة هجمات على معسكري الحرس الجمهوري في يريم والحمزة في محافظة إب، واللذين يشكلان أهم مراكز الدعم والإسناد اللوجستي للمعسكرات التي تهاجم محافظة الضالع جنوب اليمن.

مواجهة القاعدة:

مواجهة القاعدة:
وفي إطار تأزم الاوضاع في حضرموت مع سيطرة تنظيم أنصار الشريعة "القاعدة"، أوضح الناطق الرسمي باسم عاصفة الحزم العميد ركن أحمد عسيري إن قوات التحالف تدرس الوضع حالياً في حضرموت “المكلا” 
من جهته قال اذا كلف الأمر سنتدخل بشكل مباشر ، مشيراَ إلى أن هناك من يقدم تسهيلات لتنظيم القاعدة من خلال إضعاف قدرة الدولة على المجابهة صولاً الى اطلاق سجناء القاعدة في الوقت الراهن، مضيفا ان القاعدة تنشط في اليمن منذ زمن طويل، وبسبب دعم بعض الدول للحوثيين. نشط تنظيم القاعدة بشكل أكبر وهو يريد استدراجنا الى المدن وصرف انتباهنا عن الأعمال العسكرية.
وحول الوضع في عدن قال ان الحوثيين والقوات المتمردة كانوا في عدن من قبل بدء العمليات العسكرية للتحالف في اليم، وتلك القوات تستخدم اليوم عربات مدرعه واسلحة متنوعه تستهدف المباني والمواطنين العزل “في اشارة الى جريمة حرب”، ووعد بتقديم دعم انساني لسكان عدن لكنه شدد على التحري حتى لا يذهب الدعم للمتمردين، في حين سيستمر التحالف في تقديم الاسناد اللوجستي والمعلوماتي للمقاومين وضرب امدادات المتمردين.

معركة عدن:

معركة عدن:
ووقعت  اشتباكات بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي اندلعت صباحا في منطقة دار سعد عند الحدود الشمالية للمحافظة عدن، وتمكنت المقاومة الشعبية من تدمير دبابة للحوثيين. كما أفادت بوقوع قتلى وجرحى في صفوفهم جراء الاشتباكات.
وطرد  المقاومة الشعبية مسلحي الحوثي الذين تدعمهم قوات الرئيس المخلوع من منطقة حجيف في المعلا بمحافظة عدن باتجاه الميناء، حيث دار تبادل لإطلاق النار بين الجانبين.
وكانت قوات المقاومة الشعبية قد أعلنت أمس سيطرتها على قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج (جنوب) تحت غطاء جوي من تحالف عاصفة الحزم إثر استعادة السيطرة على مثلث العند في لحج بعد أن كان في أيدي مسلحي جماعة الحوثي.
وتتواصل في اليمن عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية استجابة لدعوة الرئيس هادي بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وشنهم هجوما على مدينة عدن.
قال زعيم قُدامى المحاربين في جنوب اليمن، ومؤسِّس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة: "إن المملكة بتحركها لوقف التغول الحوثي في الجنوب عبر تحالف عاصفة الحزم، رسمت ملامح جديدة ومختلفة، عن يمن المخلوع علي صالح والتحالفات القبلية الحوثية في الشمال".
وأضاف النوبة، في حديث لصحيفة "سبق" السعودية: "إن المملكة منحت القوى الانقلابية أكثر من فرصة، لكن هذه القوى أمعنت في غطرستها وتوجّهت بجحافلها إلى الجنوب، وهاجمت عاصمته عدن، بعد أن أكملت السيطرة على الشمال"، ولفت إلى أن الدور السعودي الحالي تجاوز عثرات التأخير في اتخاذ القرار وسجّل حضوراً عسكرياً عبر عاصفة الحزم غيَّر كل المعادلات في اليمن والمنطقة.
ودعا العميد النوبة، المملكة إلى إكمال مهمتها في تحرير اليمن من ميليشيات الحوثي وجيش المخلوع علي صالح، بكل الوسائل الممكنة؛ للوصول باليمن إلى تسوية سياسية جديدة تقوم على التكافؤ بين كل المكونات السياسية، وإنهاء سطوة ونفوذ التحالف القبلي الحوثي الصالحي المهيمن على البلاد ومقدراتها.

الوضع المأساوي:

الوضع المأساوي:
وتشهد محافظة عدن أوضاع مأساوية في ظل الصراع الدائر بين اللجان الشعبية للحراك الجنوبي، ومليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس صالح، فقد ناشدت مؤسسات طبية ومستشفيات بمدينة عدن، جنوب اليمن، الصيدليات ورجال الأعمال توفير بعض المستلزمات الطبية والأدوية التي تحتاج إليها لمعالجة جرحى المواجهات المسلحة الحالية بين قوات خاضعة لنفوذ جماعة أنصار الله (الحوثيين) والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة، وبين أهالي مدينة عدن وقوات موالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.
وخاطب مركز الطوارئ في مديرية التواهي بمدينة عدن، أصحاب الصيدليات ومخازن الأدوية دعم المراكز الصحية بمجموعة أدوية ومستلزمات طبية بهدف مداواة الجرحى والمصابين جراء القصف العشوائي على الأحياء السكنية في المدينة.
وحددت وثيقة المناشدة، والممهورة بختم مديرية التواهي، وتوقيع مدير المديرية، محمد عبده الدوش، قائمة أدوية ومستلزمات تحتاج إليها من ملاك الصيدليات ومخازن الأدوية لمواجهة العجز القائم لديهم. 
كما دعا مكتب الصحة بمحافظة عدن قبل أيام، كافة الأطباء والممرضين، للتحرك إلى المستشفيات والمجمعات الطبية، بعد تزايد أعداد الجرحى والمصابين جراء المواجهات المسلحة المستمرة.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الثلاثاء، أن الوضع الإنساني في اليمن صعب جدا و"كارثي على أقل تقدير"، في مدينة عدن التي ينقصها الغذاء والماء، وخصوصا اللوازم الطبية والجراحية.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة في صنعاء، ماري كلير فغالي، إن "الوضع الإنساني في اليمن صعب جدا، لا سيما أن البلاد تستورد 90 في المائة من احتياجاتها الغذائية، وأن الطرق البحرية والجوية والأرضية مقطوعة". كما ذكرت أن الحرب تؤثر بشكل كبير على البنى التحتية، لا سيما شبكات المياه الشحيحة أصلا في صنعاء.
كما اعلن مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دومينيك ستلهارت، في تغريدة على "تويتر"، اليوم الثلاثاء، وصول أول طائرة تنقل طاقما طبيا إلى صنعاء. وكتب ستلهارت في تغريدة: "اليمن. هبوط أول طائرة للجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء. المزيد جوا وبحرا بعد الحصول على الإذن لنقل المعدات الطبية العاجلة".
من جهتها، أكدت مسؤولة بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن، ماري إليزابيث إنغر، أن الوضع في عدن "كارثي، ويزداد سوءا يوما بعد يوم". وأوضحت أن فريق المنظمة في عدن "لم يعد يستقبل جرحى بأعداد كبيرة منذ بضعة أيام، ليس بسبب عدم وجود جرحى، وإنما لصعوبة الوصول إلى المراكز الطبية"، لا سيما إلى المستشفى الذي تديره المنظمة في عدن. وتابعت "نستقبل منذ أربعة أيام بين 10 إلى 15 جريحا يوميا فقط، مقابل 50 إلى 100 قبل ذلك". 
وفي تقرير حول اعداد الضحايا في اليمن ، نتيجة الحرب الحالية، أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، أن القتال الدائر في اليمن أسفر عن مقتل 540 شخصا وإصابة 1700 منذ 19 مارس الماضي.

خسائر الاقتصاد اليمني:

خسائر الاقتصاد اليمني:
فيما قدر مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن خسائر اقتصاد البلاد منذ بدء عملية عاصفة الحزم يوم 26 مارس/آذار الماضي، بأكثر من مليار دولار. ولا يتضمن هذا الرقم تقديرا للخسائر في الجانب العسكري، وسط تحذيرات دولية من انهيار اليمن اقتصاديا.
وأشار المركز -وهو منظمة محلية غير حكومية- في تقرير له إلى أن الاقتصاد اليمني أصيب بحالة ركود شبه كلي إثر تضرر عدد من المنشآت الاقتصادية، وانعدام النقد الأجنبي في السوق اليمنية، وتوقف الموانئ البحرية والجوية عن استيراد وتصدير السلع والمنتجات من وإلى اليمن.
وتوقع المركز أن يفوق عدد المواطنين الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة 12 مليونا، وأن تتجاوز نسبة الفقر 60% لمن يعيشون على أقل من دولارين في اليوم.
وحول ارتفاع أسعار المواد الأساسية، أوضح المركز أن هناك تفاوتا في الأسعار في العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة (غرب) وتعز (وسط) وعدن (جنوب) وبعض المدن الأخرى، مشيرا إلى إقبال اليمنيين على شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية، واحتكار بعض التجار للسلع الأساسية تحسبا لارتفاع أسعارها في الأيام المقبلة.

تركيا وإيران:

تركيا وإيران:
وفي اطار التحرك الدولي لتوصل الي حل للازمة اليمنية، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته، اليوم الثلاثاء، للعاصمة الايرانية طهران إلى "العمل جميعا" من أجل "وضع حد للموت ونزيف الدماء الذي يسيل في سورية والعراق"، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسن روحاني عقد، قبل قليل.  
ووصل أردوغان، صباح اليوم الثلاثاء، العاصمة الإيرانية بعد تراشق اتهامات بين مسؤولي البلدين تبع عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، قبل نحو أسبوعين.
وأكد روحاني على أن طهران وأنقرة وصلتا لوجهة نظر مشتركة فيما يخص اليمن بعد الدخول في حوار مفصل حول هذه القضية التي اختلف الطرفان حولها في وقت سابق.
وقال الرئيس الإيراني إن الطرفين يؤكدان اليوم على ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن، لدرء تعقد وتدهور الأوضاع الإقليمية، مضيفا إنه على الكل في المنطقة حقن الدماء، وإيصال المساعدات الإنسانية لليمنين بعد وقف إطلاق النار المنشود. 
هذه التصريحات تلت الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الداخلية السعودي ولي العهد الأمير محمد بن نايف إلى أنقرة، ليجري محادثات مع أردوغان قبل توجه الأخير إلى طهران بساعات قليلة، لتبدو هذه الزيارة محاولةً لتحريك وساطة تركية مع إيران بخصوص اليمن.
دعوات بوقف الغارات والجلوس للحوار
كما عبّرت وزارة الخارجية الصينية، اليوم عن مساندتها لدعوات وقف إطلاق النار في اليمن، بعدما طلبت روسيا والصليب الأحمر وقف العمليات العسكرية للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين.
وعبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ عن قلق الصين البالغ حيال الأوضاع في اليمن، مشددةً أن الصين «تدعو جميع لأطراف المعنية إلى تطبيق فوري لوقف لإطلاق النار وتجنب سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين»، وأضافت: «تأمل الصين أن تنفذ كل الأطراف المعنية بجدية قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومقترحات مجلس التعاون الخليجي وتحل الأزمة عبر الحوار السياسي من أجل استعادة الاستقرار والنظام القانوني الطبيعي في اليمن بسرعة"، وقالت هوا إن بكين تراقب عن كثب الوضع الانساني في اليمن وتحث كافة الأطراف على احترام القانون الدولي وتسهيل عمليات الإجلاء.
أما في موسكو، فأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن «خيبة أمل» بلاده، «لأنّ هذه العملية بدأت من دون مشاورات في مجلس الأمن الدولي». ودعا أطراف النزاع كافة إلى وقف أعمال العنف و «الجلوس إلى طاولة المفاوضات». وقال «على الحوثيين أن يوقفوا عملياتهم في جنوب اليمن، ويجب أن يكون وقف إطلاق النار غير مشروط. وعلى التحالف أن يوقف غاراته الجوية»، مشيراً إلى ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين وكذلك تضرّر المنشآت المدنية نتيجة هذا القصف.
وأكد لافروف أن بلاده تتشاور مع السعودية بهدف «إخراج الوضع من المرحلة العسكرية والانتقال إلى المفاوضات»، معرباً، في الوقت ذاته، عن استيائه من مماطلة مجلس الأمن الدولي في بحث مبادرة موسكو الخاصة بإعلان هدنة إنسانية في اليمن.
وفي إسلام اباد  دعا رئيس وزراء باكستان، نواز شريف، إيران إلى الانخراط في حوار بشأن أمن اليمن، وذلك أثناء مناقشة برلمان البلاد الطلب السعودي الخاص بانضمام إسلام آباد إلى تحالف "عاصفة الحزم".
وقال شريف في كلمة ألقاها أمام البرلمان، الثلاثاء: "يجب أن تنضم إيران أيضاً للنقاش، وينبغي تقييم ما إذا كانت سياستها صحيحة أم لا".

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
يتواصل المشهد اليمني لعاصفة الحزم في ربوع اليمن، في مواجهة اهداف الحوثين والقوات الموالية لصالح وسط إشارات بالتدخل لمواجهة تنظيم القاعدة في حضرموت جنوب البلاد، مع مساعي اقليمية ودولية لوقف العاصفة وجلوس الاطراف اليمنية للحوار، وإنقاذ البلاد من كارثة انسانية محققة، فهل سيتنجح مساعي الحوار في وقف الغارات؟

شارك