تسليح 10آلاف من الجيش الشعبي للقضاء على "داعش"
الأربعاء 08/أبريل/2015 - 10:06 م
طباعة

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما يربو على ستة آلاف مقاتل انضموا إلى تنظيم داعش في سوريا الشهر الماضي، وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد، قال إن عدد مقاتلي التنظيم تجاوز خمسين الفاً في سوريا، بينهم أكثر من عشرين الفاً من الأجانب، وتعد هذه أسرع وتيرة لتوسع التنظيم إلى الآن، منذ ظهوره في سوريا في ربيع العام 2013.
أما في العراق فيقدر عدد الدواعش بنحو 290 ألفًا وهذا غير الأعداد غير المحصاة بليبيا، وهذه الاعداد غير الدقيقة مع التمويل غير المحدود وغير المعروف المصدر حتى الآن يجعل هذا التنظيم وكانه بلا نهاية حيث يحارب في اكثر من جبهة ويقاومه الاكراد والبشمركة وقوات التحالف الدولي واليوم الأربعاء بدأت في محافظة الأنبار العراقية الغربية عمليات الإعداد لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، بالإعلان عن تسليح 10 آلاف من القبائل للمشاركة في معركتها، وتعيين ضابط رفيع في الجيش، قائدًا لقوات الحشد الشعبي للمتطوعين في المحافظة.
حيث أعلن رئيس مجلس الأنبار صباح كرحوت، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع للمجلس، بدء الجيش بتسليح 10 آلاف مقاتل من أبناء العشائر بأسلحة خفيفة ومتوسطة، بالإضافة إلى الاعتدة والذخيرة والمعدات . وقال كرحوت إن الجيش العراقي بدأ بتسليح ابناء العشائر الذين تطوعوا لمقاتلة تنظيم" داعش" في قاعدة الحبانية العسكرية التي تبعد 30 كيلومترًا شرق الرمادي عاصمة المحافظة، وأشار إلى انه تم الاتفاق على تعيين قائد الفرقة 12 في الجيش العراقي اللواء الركن محمد الفهداوي قائداً للحشد الشعبي في الأنبار. واكد أن قوات الحشد في المحافظة بلغت 10 آلاف مقاتل شكلوا أربعة ألوية وبأسلحة حديثة يتم تدريبهم عليها.
وأضاف أن فصائل أخرى من الحشد الشعبي في المحافظات الأخرى ستدعم حشد الأنبار والقوات الأمنية في حربها ضد "داعش"، معتبرًا أن هذه الاجراءات، تعني انطلاق العمليات العسكرية لتحرير جميع مدن ومناطق المحافظة، والتي اطلق عليها اسم "عملية تحرير الأنبار الكبرى". واوضح أن فصائل اخرى من الحشد الشعبي في المحافظات الاخرى ستدعم حشد الأنبار والقوات الأمنية في حربها ضد داعش.
وأوضح أن العمليات العسكرية لتحرير جميع مدن ومناطق محافظة الأنبار انطلقت اليوم من منطقة السجارية شرق الرمادي بمشاركة القطعات الأمنية من الجيش والشرطة المحلية والاتحادية ولواء الرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب وابناء عشائر المحافظة وبإسناد من الطيران الدولي والعراقي.
ويسيطر تنظيم داعش منذ عام على أجزاء كبيرة من المثلث السني بالعراق مناطق ومدن الأنبار، ومنها الفلوجة والقائم الحدودية بين العراق وسوريا، وهيت وراوة ونواحٍ أخرى منها كرمة الفلوجة القريبة من حدود العاصمة بغداد.
وجاء تعيين ضابط كبير من الجيش قائدًا للحشد الشعبي في الأنبار بعد يوم من اخضاع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تشكيلات الحشد الشعبي الذي يضم متطوعين وعناصر مليشيات شيعية مسلحة إلى قيادته من اجل السيطرة على حركتها، والحد من تجاوزات عناصرها وانتهاكاتهم ضد المدنيين وممتلكاتهم في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش".
وفي اجتماع لها برئاسة رئيسها حيدر العبادي، فقد قررت الحكومة ربط هيئة الحشد الشعبي للمتطوعين في مواجهة "داعش"، والتي تتشكل من المليشيات الشيعية المسلحة برئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة (العبادي)، وتتولى عمليات القيادة والسيطرة والتنظيم لقوات الحشد الشعبي. ووجهت الحكومة مؤسسات الدولة بالتعامل مع الحشد الشعبي على انه هيئة رسمية ترتبط برئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة. وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء قررت في وقت سابق اعتماد هيئة الحشد الشعبي كجهة وحيدة مخولة لإدارة هذه القوات.
يذكر أن مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض هو الذي يتولى رئاسة الحشد الشعبي رسميًا لكن مهمته ظلت مهمشة في ظل قيادة قادة مليشيات شيعية لعمليات مقاتلي الحشد في المعارك التي يخوضونها ضد "داعش" .. ثم جاء دخول قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني على خط المواجهة وتواجده بين المقاتلين ليزيد من عزلة الفياض وسيطرته على شؤون الحشد وحركته وممارساته على الارض.
وتأسس الحشد الشعبي اثر فتوى بالجهاد أصدرها المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني في 13 (يونيو) عام 2014 بعد ثلاثة ايام من سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية و.. حيث دعا القادرين على حمل السلاح إلى التطوع خاصة بعد أن هدد التنظيم بتدمير المراقد المقدسة في مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين. وقد كان من المفترض ان تكون هذه الفتوى ضمانة وأمانًا من المرجعية لبقية المكونات العراقية لكن ما حصل من عناصر المليشيات الشيعية المدعومة من ايران ضمن الحشد الشعبي مثل كارثة دينية ذات تبعات ميدانية ألحقت الضرر بالتعايش بين طوائف البلاد.
وكان العبادي قد أقر الاثنين الماضي بأن أعمال الحرق الواسعة على مدى الأيام القليلة الماضية في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) قد طالت 152 متجرًا ومنزلاً. وأوضح العبادي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في أربيل أن الأجهزة الأمنية اعتقلت أشخاصًا تورطوا في عمليات السلب والنهب في المدينة، وأكد على أن الدولة العراقية تدين أي تجاوز على أملاك المواطنين في أي مكان. وأضاف قائلاً "تابعنا التجاوزات التي حصلت في مدينة تكريت وقمنا باعتقال العديد من المسيئين لسمعة الجيش والحشد الشعبي (يضم ميليشيات شيعية موالية للحكومة) حينما قاموا بسرقة بعض الدور وسوف نقدمهم للقضاء وأشار العبادي إلى أن عدد المنازل التي تم حرقها في تكريت على يد المخربين بلغت 67 منزلاً، فيما حرقت هذه العصابات المسيئة 85 محلاً تجاريًا في مدينة يبلغ تعداد سكانها 100 ألف، وشدد بالقول إن "الحكومة العراقية ستواصل مطاردة هذه العصابات التي تحاول الإساءة لقواتنا الأمنية"، فهل تنتهي اسطورة داعش قريبا ام تظل لا تفني وتستحدث من الفكر الجهادي والتمويل السري.