بعد المشاركة في مكافحة داعش والاتفاق النووي.. هل تكون طهران شرطي أمريكا في المنطقة؟
الخميس 09/أبريل/2015 - 06:35 م
طباعة

مازال الاتفاق المبدئي حول البرنامج النووي الإيراني من جهة، والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، محل درسٍ ونقاش من قبل الأوساط السياسية، خاصة أن مراقبين بدأوا في التأكيد بأن هناك انفتاحًا إيرانيًا على الولايات المتحدة، إلى الدرجة التي رجح فيها عدد من الخبراء أن تتحول طهران إلى شرطي أمريكا في المنطقة.
ويمكن رصد الانفتاح الإيراني على الولايات المتحدة في عدة نقاط، بينها التعاون في مجالات مكافحة تنظيم (الدولة الإسلامية) المعروف بـ(داعش) خاصة خلال عملية تحرير مدينة (تكريت) التي كان يقودها قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بإشراف أمريكي.

كما اشارت تقارير إعلامية بأن إيران شاركت لأول مرة في قصف جوي لمواقع تابعة لتنظيم "الدولة" في العراق وسوريا، وهو ما يعني دخول طهران على خط المواجهة مباشرة مع "داعش" ضمن إطار اتفاقي مع أمريكا، ربما تكون ملامحه الرئيسية، هو مساعدة إيران لأمريكا في حربها ضد إرهاب "داعش" في سوريا والعراق، مقابل الوصول إلى اتفاق نووي نهائي مع الغرب، مع رفع العقوبات.
ويبدو أن الأوساط المحافظة في إيران تعترض على الاتفاق النووي، إلا أنه من المؤكد أن المرجعية العليا هناك توافق عليه، ففي حين اعتبرت الأوساط المحافظة الاتفاق مخزي، قال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي اليوم الخميس إن ما تم الاتفاق عليه مع الدول الكبرى بشأن البرنامج النووي غير ملزم.
وأضاف أنه لا يؤيد ولا يرفض الاتفاق لكنه طالب برفع كل العقوبات المفروضة على إيران فور التوصل لاتفاق نهائي، مضيفاً: "تفاصيل الاتفاق ستكون حاسمة وأن نشر تقرير أمريكي يبين النقاط التي تتعارض مع الرؤية الإيرانية للاتفاق يوضح النوايا الأمريكية "الشيطانية" حسب تعبيره.

المرشد الأعلى الإيراني، قال إن الاتفاق الإطاري الموقع بين إيران والقوى الكبرى في لوزان، لا يضمن التوقيع على اتفاق نهائي بشأن هذا الملف في يونيو.
وفيما يبدو تناغماً، بين المرشد الأعلى والرئيس الإيراني، حسن روحاني، قال روحاني إن طهران لن توقع اتفاقا نوويا نهائيا إلا بعد رفع كامل للعقوبات عنها، مشدداً في تصريحات جاءت خلال كلمة له في مراسم الاحتفال باليوم الوطني للتقنية النووية، على أن "الشعب الإيراني سيستمر في مسيرة التطور ولن يتراجع عن تقنيته النووية السلمية".
وأشار روحاني إلى أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما اعترف بأن الشعب الإيراني لن يركع أمام الضغوط، معتبرا أن نتيجة المفاوضات مع مجموعة 5+1 انتصار في التمسك بحق طهران بنشاطها النووي السلمي.
ويبدو أن الأوضاع في اليمن لم تكن ضمن الاتفاق الأخير بين إيران وأمريكا، وأن طهران سارعت به كورقة تفاوضية للضغط على أمريكا، فبينما أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بلاده على علم تام بالدعم الذي تقدمه إيران لقوات الحوثي في اليمن، وانها ستدعم الدول التي تشعر بانها مهددة من قبل إيران في الشرق الأوسط، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني السعودية لوقف حملة الضربات الجوية على المقاتلين الحوثيين باليمن، وقال إن دول المنطقة يجب أن تساعد في إقناع الأطراف المتصارعة هناك بالجلوس إلى مائدة التفاوض.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن سلاح الجو الأمريكي بدأ عملية تزويد بالوقود في الجو لمقاتلات عملية "عاصفة الحزم" التي يشنها التحالف ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

وصرح المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ستيفن وارن أن أول عملية تزويد بالوقود في الجو تمت الليلة قبل الماضية حين زودت طائرة تزويد بالوقود من طراز كيه - سي135 تابعة لسلاح الجو الاميركي مقاتلة سعودية من طراز إف - 15 وأخرى إماراتية من طراز اف-16 اثناء تحليقهما.
وقال ان "طائرات التزويد بالوقود ستقوم بطلعات كل يوم"، موضحا ان عمليات التموين بالوقود اثناء التحليق تتم خارج المجال الجوي اليمني.
ولكن واشنطن التي تدعم الجهود السعودية ضد الحوثيين تؤكد أن دعمها العسكري لعملية "عاصفة الحزم" سيبقى "محدودا" ولن يصل الى حد المشاركة في تنفيذ غارات ضد المتمردين.
وبحسب مسئولين عسكريين أمريكيين هناك حاليًا حوالي عشرة عسكريين أمريكيين يعملون مع زملائهم السعوديين في قاعدة عسكرية في الرياض.
وكان الرئيس باراك أوباما وعد بتقديم مساعدة لوجستية واستخبارية في العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران لمنعهم من السيطرة على القسم الأكبر من اليمن.