من "الملتحين" إلى المنضمين لـ"أنصار بيت المقدس".. ضباط في صفوف الإرهاب
الخميس 09/أبريل/2015 - 08:38 م
طباعة

أثارت قضية الضباط الملتحين جدلا واسعا بعد ثورة 25 يناير، إلا أنها كانت أكثر جدلا بعد عزل الرئيس محمد مرسى، اتهامات بالعمالة لأمن الدولة والعمل على إسقاط الإخوان، وشكوك أخرى حول تآمرهم مع حزب النور لإحراج مرسي، منذ 3 يوليو وحتى الآن لم يسمع أحد عن هذه القضية التي تجاهلها الإعلام تمامًا، فلماذا ظهروا ولماذا اختفوا؟ وما علاقتهم بأمن الدولة وحزب النور؟ وهل حلقوا لحاهم وعادوا إلى عملهم؟ أم مازالوا متمسكين بقضيتهم؟ وما موقفهم مما حدث في 30 يونيه؟ وهل شاركوا في اعتصامي رابعة والنهضة أم لا؟

وبتتبع الأحداث وُجد أن آخر ظهور إعلامي لهؤلاء كان في 16 نوفمبر 2013 على موقع الأهرام الرقمي وكان بمثابة حوار مع أحد هؤلاء الضباط، حيث قال على بداية ظهورهم: "الضباط الملتحون لم يظهروا في عهد د. محمد مرسى، إنما بدأت قضيتهم في الظهور بعد تنحي مبارك مباشرة، ولم يكن هناك في الحكم سوى المجلس العسكري ولم تكن هناك أحزاب قد تكونت بعد، ولم يكن هناك برلمان ولا رئيس منتخب، وأنا ساعتها كنت في مأمورية في الأمم المتحدة في دارفور بالسودان، وأرسلت إلى وزارة الداخلية طلبا رسميا أكدت فيه إطلاق مجموعة من الضباط لحاهم، وأن هذا أمر شرعي ودستوري وقانوني مائة بالمائة، ولا يوجد مانع من الناحية العملية الفنية من إعفاء اللحية، وطالبتهم بالسماح لأى عضو هيئة شرطة بإعفاء لحيته، ومن هنا تم إنهاء مأمورية الأمم المتحدة لي وعدت إلى القاهرة، وأول حكم حصلنا عليه من مجلس الدولة بوقف قرار وزير الداخلية والعودة للعمل كان قبل تولي د. محمد مرسى، فقضيتنا سابقة على حكم د. محمد مرسي، واعتصامنا أيام د. مرسى لم يكن أبدا مؤامرة لإسقاطه، ولكن اعتصامنا كان لمطالبته بتنفيذ الأحكام القضائية التي حصلنا عليها بعودتنا للعمل، ومساعدته في اتخاذ هذا القرار، أما عدم تظاهرنا الآن وعدم اعتصامنا للمطالبة بحقوقنا، فيرجع ذلك إلى عدم اعترافنا بالسلطة الحالية التي جاءت بعد الانقلاب على السلطة الشرعية والإرادة الشعبية، مع احترامنا للمظاهرات التي خرجت يوم 30 يوليو والتي كان مطلبها هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فالسلطة الحالية لا تمثل إرادة الشعب المصري، وبالتالي فنحن لن نتظاهر ولن نعتصم لمطالبة هؤلاء الانقلابيين بعودتنا للعمل، لأن ذلك يعد اعترافا منا بتلك السلطة".
وعن انتمائهم لحزب النور قال: "أولا، نحن لا نتبع أي فصيل سياسي سواء أكان تيارا إسلاميا أم تيارا ليبراليا، والقانون لا يسمح لضباط هيئة الشرطة بالعمل السياسي، وحزب النور ساعدنا بالفعل كثيرا في إظهار قضيتنا للجمهور وعوام المواطنين من خلال تنظيم بعض المؤتمرات، لكن هل فعل ذلك مناكفة في الإخوان والرئيس؟ فلا علم لدينا ويسأل عن ذلك حزب النور، لكنه لم يتخذ أي آلية قانونية أو سياسية يملكها كحزب سواء استجواب للوزارة أم ضغط لإصدار تشريع معين في البرلمان لحل قضيتنا."
وحول فض اعتصامي رابعة والنهضة قال: "هذا لم يكن فض اعتصام، هذه كانت مجزرة، لأن فض الاعتصام له شروط نص عليها القانون، فلا يوجد فض اعتصام بالطائرات وقوات من الجيش، والأسلحة التي يجب أن تستخدم في الفض هي الماء والغاز والدرع والعصا، وهناك الخرطوش الكاوتش الذى لا يؤدى للقتل، ولا يسمح باستخدام الطلقات الحية إلا في أضيق الحدود، لكن ما حدث هو استخدام مجموعات فنية لمكافحة الإرهاب وليس مجموعات فنية لفض الاعتصام من خلال الطائرات والقناصة واستخدام الأسلحة النارية وعزل المنطقة بالكامل وغلق جميع المداخل والمخارج، مع أن المفروض أنك كشرطة تدخل من مكان واحد أو مكانين على الأكثر، وتترك باقي الأماكن لخروج المعتصمين، فهذا لم يكن فضا للاعتصام ولكنه كان قتلا للناس، وكان لابد من إنذار المعتصمين بصوت واضح ومسموع للجميع قبل الفض، ومعلوم مساحة ميدان رابعة وعدد المعتصمين الكبير، ولا يعقل أن ميكروفونا على سيارة يمكن أن يسمع كل هؤلاء، وكان لابد من استخدام طائرة في منتصف الميدان لإنذار المعتصمين، والإنذار لابد أن يشتمل على تحديد الوقت اللازم للانصراف، وأظن أن عملية إخلاء المعتصمين للميدان كانت تحتاج إلى ساعتين على الأقل، لكن ما حدث أنه كان يتحدث في الميكروفون وفى نفس الوقت يطلق الرصاص ويهدم ويحرق الخيام، فلم يترك للمعتصمين فرصة للخروج، وكان المقصود من ذلك هو توريط الضباط والقيادات في دماء كثير من المصريين بحيث يظلون يدافعون عما حدث من انقلاب في 3 يوليو."
وبعد ما قاله النقيب هاني الشاكري، المتحدث الرسمي باسم الضباط الملتحين يتضح جليا أن الشرطة كانت مخترقة من جماعات الإسلام السياسي وهذا ما تم إثباته مرارًا من اغتيالات قيادات شرطية بعد 30 يونيه 2013 وحتى الآن وكذلك ما أوضحته عمليتا مديرية أمن القاهرة ومديرية أمن الدقهلية.