أحزاب الإسلام السياسي وخريطة تحالفات انتخابات البرلمان القادم
الخميس 05/يونيو/2014 - 11:01 م
طباعة

تؤكد التجربة السياسية لتيارات الإسلام السياسي، على أنها تجيد عقد التحالفات والصفقات السياسية، فالبراجماتية التي تدير بها شئونها السياسية، لا تمنعها من وضع يدها مع ألد أعدائها والمخالفين لأيديولوجيتها، بهدف تحقيق مصالحها وأهدافها السياسية.
ومع مستجدات الوضع الذي تعيشه الكيانات المحسوبة على الإسلام السياسي، نجد أن خريطة التحالفات هذه المرة ضبابية، بعد أن أصيبت تيارات الإسلام السياسي بهزة عنيفة أفقدتها توازنها؛ لذا فقد اتجه عدد من المحللين والمتابعين إلى أن التيار الإسلامي سوف يلجأ إلى نوع جديد من الصفقات والمواءمات السياسية؛ بهدف الإفلات من مقصلة الإقصاء الشعبي، نتيجة الحصار والرفض المفروض على التيار من عموم الشعب المصري.
حلف الإخوان من الأحزاب المجهولة "الحضارة والفضيلة والأصالة"

دعمت جماعة الإخوان تأسيس عدد من الأحزاب المجهولة؛ بهدف استغلالها وضخ الدماء فيها ورفع شأنها وقتما تحتاج ذلك، منها من قام بدوره في تكوين ما يسمى "تحالف دعم الشرعية"، ومنها من ينتظر دوره، مثل أحزاب "الأصالة والحضارة والفضيلة"، ويشير متابعون لملف الحركات الإسلامية إلى أن الجماعة تبحث عن "منفذ" سياسي يمكنها من العودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى، وبسبب تراجع كل القوى السياسية الموجودة على الساحة المصرية عن التعاون أو التحالف مع الجماعة الإرهابية- لأسباب متباينة ومتعددة- لن يجد التنظيم أمامه إلا الاستعانة بالبوابات السياسية الخلفية، لأمثال الأحزاب سالفة الذكر.
وتؤكد مصادر مقربة من تلك الأحزاب أن هناك اتصالات تتم بينها وبين الإخوان، لبحث سبل الزج ببعض الشخصيات السرية التابعة للتنظيم "خلايا نائمة"، ودفعهم إلى المعركة الانتخابية المقبلة، بعدما تأكد لجماعة الإخوان أنه لا أحد سيتحالف معهم، خوفاً على مكتسباته السياسية، بعد الموقف الأمني والشعبي والدولي من التنظيم الإرهابي.
ويؤكد مراقبون أن التنظيم لن يغير إستراتيجيته في حالة الدفع بمرشحين له في الانتخابات البرلمانية المصرية المقبلة، حيث لن يتخلى عن أسلوب استقطاب الأصوات بالمال السياسي، وتوزيع السلع التموينية ودفع مبالغ مالية في المناطق ذات الطبيعة العائلية والقبلية، ويعتبر المراقبون أنه برغم إدراك التنظيم تطور الوعي السياسي لدى المواطن، إلا أنه لا يجيد مهارات التواصل الانتخابي التي تؤهله لانتهاج طرق جديدة للحصول على أصوات من خارج دائرة مؤيديه باستخدام المال "السياسي".
بداية "مصر القوية" يتحالف مع الدستور والكيانات الشبابية

أعلنت دوائر مقربة من حزب مصر القوية برئاسة القيادي الإخواني المفصول من التنظيم "عبد المنعم أبو الفتوح"، عن تحالفه الانتخابي مع حزبي الدستور والعدل، إلا أن قيادات الحزب برروا ذلك برفضهم بعض بنود قانون الانتخابات البرلمانية الذي لم يصدر بشكل نهائي حتى الآن؛ لأنه يعطي فرصة- على حد زعمهم- لدخول أصحاب المصالح ورجال الأعمال من أذناب الحزب الوطني المنحل.
وفي إطار من السرية يتواصل الحزب مع قيادات من شباب الحركات الثورية الرافضة لتولي المشير عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر، مثل حركة الاشتراكيين الثوريين وحركة شباب 6 أبريل "جبهة أحمد ماهر"، ليس بهدف أن يدخل معهم في تحالف انتخابي، إنما لاستغلال تواصلهم مع عدد من الشباب الممارس للعمل العام والسياسي "النشطاء"، ولخلق جبهة شبابية داعمة له؛ لاستقطاب أكبر عدد ممكن من العناصر الشبابية والحصول على أصواتهم في الانتخابات البرلمانية.
ويوضح محللون أن مكان "أبو الفتوح" في تنظيم الإخوان، حيث كان مسئول الشباب في التنظيم، قد أهله للتعامل مع هذه الفئة العمرية باحترافية عالية، حيث يتحدث بلغتهم وقادر على التواصل الذهني والفكري معهم، كما أنه يدرك متطلباتهم على عكس النخبة من جيله ، الذين يعانون من فجوة في التواصل مع الشباب.
وقد رصدت بعض العناصر الشبابية الرافضة لوجود مشتقات الجماعة الإرهابية على الساحة السياسة، عدة اجتماعت حضرها رموز الحركات الثورية مع "أبو الفتوح"، في أحد مقرات الحزب، واعتبروا أن سر تحالفه القوي مع الدستور، يعود إلى استهداف "أبو الفتوح" للعناصر الشبابية التي يزخر الحزب بها، وعلى وجه الخصوص المعارضين للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذين اثروا في موقف حزب الدستور من مرشحى الرئاسة باختيار دعمه للمرشح حمدين صباحي.
وعلى الجانب الآخر يرى سياسيون، أن تحالف "أبو الفتوح" مع الدستور لا يعد ذا قيمة للطرفين، ولا يتخطى كونه "شو إعلامي"، فالحزب الذي دعم المرشح صباحي لا يملك قاعدة شعبية تصويتية، تمكنه من المنافسة القوية على مقاعد البرلمان، واعتبر السياسيون أن عدد الأصوات التي حصل عليها صباحي قد لا تمكن الحزب في مجموعها من تولي 3 مقاعد، في دوائر عالية الكثافة التصويتية.
نرجسية "النور" وطموحاته تمنعه من التحالف

على عكس ما تتداوله الدوائر الإعلامية والسياسية عن عقد حزب النور السلفي تحالفات مع القوى السياسية، فإن النور السلفي لم يتواصل مع أي من الأحزاب أو الكيانات السياسية السابقة أو القائمة لعقد تحالفات، ويرجع محللون السبب في خوض النور الانتخابات البرلمانية بدون أي صفقات سياسية مع القوى الحزبية والسياسية- إلى أن الحزب يعاني من حالة نرجسية شديدة، بعدما رأى أنه قدم للنظام الحالي "كارت" اعتماد بالحراك السياسي الذي قام به في الانتخابات الرئاسية المنقضية، كما يرون أن النور يعتقد بأن خوضه الانتخابات منفردا، يأتي في إطار محاولة منه لإظهار قوته لتيار الإسلام السياسي، وتوصيل رساله مفادها، أنه قادر على الخوض في العمل السياسي دون الاعتماد على أيٍّ منهم.