"الفتوى بغير علم" شعار من لا شعار له؛ بحيث يفتي كلٌّ بدون مرجعية يرجع لها؛ لذلك نرى العجب العجاب، ما بين محلل ومحرم، وكاره ومحب، وها هي النتيجة فتاوى غريبة وعجيبة، يستنكرها أهل الأزهر المعتدلون، ويسخر منها غير المسلمين، ويضيع في طياتها- للأسف- رجل الشارع البسيط الذي قد يتخذها ذريعة لسلوك طريق المتشددين ظنا منه أنها خارجة عن رجل علم.

ففي أعقاب توالي زيارات الشيعة لمقام الحسين، وما تبع ذلك من أحداث إشاعة فتنة بين بعض الطوائف الإسلامية، أفتى الشيخ عبد الله بن جبرين بمنع التعامل مع الشيعة بل وبالجهاد ضدهم، وأيده في ذلك الشيخ عائض الدوسري، حيث أفتى بجواز الدسيسة ضد الشيعة وأصحاب الأفكار المنحرفة، هذا ليس بالنسبة للشيعة وحدهم، ولكن الشيخ سليمان الخراشى أفتى أيضًا بجواز نهب أموال العلمانيين والحداثيين والعصرانيين وغيرهم من أصحاب الفكر المنحرف والعقائد الباطلة وانتهاك حرماتهم، وهم إن كانوا في بلاد المسلمين ويقيمون معهم فهم مرتدون عن الإسلام ويتعامل معهم كما يتعامل مع المرتد وفق الشرع.