"عاصفة الحزم" بين تورط إيراني ودور تركي.. والغموض يحيط بالتدخل البري

السبت 11/أبريل/2015 - 06:20 م
طباعة عاصفة الحزم بين تورط
 
تتواصل قصص المأساة في اليمن؛ نتيجة لأطماع جماعات الإسلام السياسي، والذين يريدون السلطة على حساب الوطن، في ظل تواصل غارات التحالف العربي بقيادة السعودية، مع وجود تسريبات عن عمل بري قادم، في ظل رفض البرلمان الباكستاني الدفع بقوات جيشه إلى السعودية، مع استمرار غارات التحالف ووجود أنباء عن تجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات المسلحة، وما بين غارات التحالف والتحرك السياسي يبقى مصير اليمن رهن أطماع جماعة الحوثيين وطموح تنظيم القاعدة والإخوان بتحويل الأزمة في اليمن إلى حرب طائفية.

تواصل القصف

تواصل القصف
واصلت مقاتلات التحالف العربي "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، فجر اليوم السبت، غاراتها على عدد من المواقع العسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء، أهمها معسكر الحفاء جنوب شرق صنعاء، ومعسكر السواد الذي يضم مقر قيادة قوات الاحتياط الحرس الجمهوري سابقاً.
واستهدفت مقاتلات تحالف "عاصفة الحزم"، مواقع ومعسكرات الحوثيين في الضالع، بينها مقر اللواء 33، ومعسكر القوات الخاصة في سناح.
وكان أعنف قصف نفذته الطائرات على معسكر السواد جنوب صنعاء، حيث سقطت عدة صواريخ أصاب إحداها خزانا للوقود، ومخزنا للذخيرة، أدى إلى حدوث عدة انفجارات استمرت عدة ساعات.
وحسب مصادر محلية فقد أقدم الحوثيون على قطع الاتصالات والإنترنت عن محافظة الضالع، كما شنت طائرات تحالف "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، غارات على معسكر السوادية، الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح في البيضاء.
كما قصفت مواقع للحوثيين في محافظة شبوة، وقصفت قوة عسكرية تابعة للحوثيين وصالح، كانت في طريقها إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.
وسقط أكثر من 10 حوثيين في كمين نصبته اللجان الشعبية في منطقة المخادر في محافظة إب، كما قتل 12 في كمين بين منطقتي الراهدة وكرش التابعتين لمحافظتي لحج وتعز.
وفي سياق متصل، ارتفع عدد القتلى في الاشتباكات المستمرة منذ ليل الجمعة السبت، بين عناصر من القبائل ومسلحين من جماعة (الحوثي) في مديرية المخادر، بمحافظة إب وسط اليمن، إلى 20 حوثياً و4 من مسلحي القبائل، حسب مصدر أمني. 
وفي منطقة أمعين في محافظة أبين، تمكنت القبائل من تدمير مجموعتين، من الحوثيين، والجنود موالين لصالح، فيما شنت طائرات تحالف "عاصفة الحزم" غارات على مواقع للحوثيين شمال وجنوب صنعاء.
يأتي ذلك مع وجود أنباء عن هروب قائد قوات الاحتياط "الحرس الجمهوري سابقاً" اللواء الركن علي بن علي الجائفي من العاصمة اليمنية صنعاء.
وتأتي هذه الأخبار بعد صدور تصريحات من وزير الخارجية رياض ياسين أن قيادات عسكرية كبيرة أعلنت انشقاقها عن المخلوع علي عبدالله صالح، متحفظاً عن ذكر أي أسماء.
وفي عدن تتواصل المعركة ومعارك الكر والفر بين اللجان الشعبية التابعة للحراك الجنوبي، وميليشيات الحوثي والرئيس السابق صالح، مع تقديم القيادي الحوثي السابق علي البخيتي مبادة تنص على انسحاب الحوثيين والقوات الموالية للرئيس صالح خارج عدن ومدن الجنوب، حفظا لدماء اليمنيين.
وفي مدينة عتق إلى الشرق من عدن قال سكان: إن نحو عشر غارات جوية نفذت على قاعدة عسكرية تتحصن بها القوات الموالية لصالح؛ مما أدى إلى نسف مستودعات أسلحة وتصاعد كتل نارية ضخمة في الهواء.
وقصفت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة لتحالف عاصفة الحزم مواقع للحوثيين وقاعدة للجيش على قمة جبل، ويديرها جنود موالون لصالح قرب مطار المدينة.
كما أمهلت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، المسلحين الحوثيين وقوات الجيش المساندة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ثلاثة أيام للانسحاب من مدينة عدن أو تسليم أنفسهم. وتزامن الإنذار مع قصف جوي وبحري هو الأعنف لقوات التحالف، استهدف مواقع للمسلحين في المدينة لمنع تقدمهم، وترجيح كفة أنصار هادي ومسلحي «الحراك الجنوبي» الذين يتصدون للحوثيين.
وأكدت مصادر قبلية أن طائرات التحالف قصفت تجمعات لقوات الحوثيين في عتق، وأخرى في محافظتي لحج وعدن، فيما ذكر شهود أن بوارج حربية شاركت في القصف الذي دمر مقر المجلس المحلي في مديرية دار سعد شمال عدن، وطاول ملعب «22 مايو» الرياضي.

الدور الإيراني

الدور الإيراني
من جهة أخرى أفادت مصادر مطلعة في عدن للصحيفة بأن مسلحي المقاومة الشعبية تمكنوا من أسر عنصرين من الحرس الثوري الإيراني، وذلك بعد أيام من العثور على جثة مقاتل من عناصر “حزب الله” اللبناني في شبوة.
وأعلنت لجان المقاومة الشعبية أسرها لقائد في الحرس الثوري الإيراني، وهو يقاتل في صفوف الحوثيين في عدن. وقالت اللجان: إن اسمه هو شهبور بختياري، رتبته نقيب، حسب اعترافاته.
ويمثل إلقاء القبض على ضابط برتبة عالية بالحرس الثوري، بمثابة دليل واضح على مشاركة إيرانية فاعلة بالمعارك الدائرة في اليمن لدعم الانقلابيين الحوثيين.
فغيما تدرس الحكومة اليمنية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وذلك بعد أن قام عدد من الطلاب المتمردين على الشرعية، بالهجوم على مقر السفارة في طهران أول من أمس، والقيام بأعمال تخريبية، وقالت مصادر في الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»: إن القرار قيد الدراسة، وسيتم الإعلان عنه في حال موافقة الحكومة اليمنية على ذلك.
وأوضح المصدر في اتصال هاتفي، أن هذا الاتجاه الذي تدرسه الرئاسة اليمنية، يأتي بعد أن أثبتت طهران دعمها لميليشيا الحوثي وتقديمها الدعم اللوجستي لها، ناهيك عن وجود عدد من الخبراء الإيرانيين على الأراضي اليمنية لتقديم المساعدات للجماعة المتطرفة.
وقال المصدر: إن الرئاسة اليمنية قبل نحو 5 أعوام منعت الابتعاث الدراسي إلى إيران، وإن جماعة الحوثيين المتمردين على الشرعية اليمنية، ترسل الطلاب المبتعثين بطرق ملتوية عبر لبنان، مشيرا إلى أن الطلاب قاموا بتكسير نوافذ السفارة، وتمزيق صور الرئيس اليمني، وأن تلك الأعمال التخريبية تمت برضا وتواطؤ من قبل الأمن في طهران. وأضاف: «البعثة الدبلوماسية اليمنية في طهران، هي على أقل درجات التمثيل، إذ يمثل الرئاسة اليمنية، القائم بالأعمال فقط».

تجنيد الأطفال

تجنيد الأطفال
في كارثة إنسانية للميليشيات المسلحة باليمن، قالت قيادة المقاومة الجنوبية في اليمن إنها أسرت الخميس الماضي أكثر من 240 من مقاتلي جماعة «الحوثي» بينهم أطفال، خلال مواجهات عسكرية جرت في عدد من محافظات الجنوب، من بينها عدن.
فيما وصفت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تجنيد الأطفال في اليمن بـ «وصمة العار»، في وقت وثّقت التقارير الميدانية، وأجهزة المقاومة الشعبية تجنيداً ممنهجاً للأطفال في مختلف المحافظات اليمنية، من جانب الميليشيات الحوثية وأنصار الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح.
يأتي هذا في وقت كشف التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة كي مون، عن أن الأطفال في اليمن يجندون في القوات التي يقودها أقارب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وأشار إلى أن حملات التجنيد المكثفة تنفذها جماعة الحوثي في صعدة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أدرجت خلال الأشهر الماضية ثلاث جهات يمنية هي: جماعة الحوثي، والقوات المسلحة «الجيش النظامي»، وجماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» ضمن قائمة «وصمة العار» والقائمة السوداء لديها، لاستغلالها الأطفال واستخدامهم في النزاع المسلح في اليمن، فيما أشارت المنظمة إلى أن تجنيد الأطفال زاد في القوات المسلحة اليمنية بنسبة 47 في المائة تحت تهديدات بالاغتصاب والاعتداءات الجسدية والنفسية، فيما يبلغ عدد الأطفال المجندين في الجيش اليمني فقط- بحسب «يونيسيف»- أكثر من 40 ألف طفل، فيما لا يعرف عددهم في الجماعات المسلحة، خصوصاً جماعة «الحوثي».

غموض التدخل البري

غموض التدخل البري
بعد رفض البرلمان الباكستاني المشاركة في حرب اليمن، أشارت تقارير صحفية إلى أن التدخل العسكري البري من قبل الجيش المصري في اليمن أصبح وشيكًا، إذ لم يعد أمام المملكة العربية السعودية إلا الجيش المصري لقيادة الحرب البرية في اليمن، في ظل تأكيد تقارير غربية عن حشد الجيش المصري لـ20 ألف جندي للاقتحام البري. 
وتحركت مصر سريعًا لتوفير القطع العسكرية المطلوبة من قبل السعودية، لدعم عاصفة الحزم في اليمن، وذلك مباشرةً بعد إعلان باكستان عدم مشاركتها في قوات التحالف. 
وحسب جريدة العرب اللندنية، قالت مصادر مطلعة: إن زيارة الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع إلى السعودية، بعد زيارته باكستان، كان الهدف منها ترتيب أوراق التدخل البري في اليمن، بين الرياض والقاهرة، وإن "صبحي" أعلمَ نظيره السعودي الأمير محمد بن سلمان أن القاهرة جاهزة لتوفير كل ما يلزم لإنجاح مهمة قوات التحالف في اليمن، سواء العمليات الجوية أو البرية أو البحرية. 
وأضافت المصادر أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الانخراط العملياتي المصري في عملية عاصفة الحزم، وحال تحديد موعد نهائي بالتدخل بريًا، سيكون للقوات العسكرية المصرية دور أساسي في المرحلة المقبلة، مع إسناد وغطاء جوي من باقي دول التحالف. وأرسلت مصر حتى الآن لمضيق باب المندب، نحو ست سفن حربية، عليها قوات خاصة من المجموعة 999 المسئولة عن مكافحة الإرهاب في الخارج، وحوالي ألف عنصر من جنود الصاعقة البحرية. 

روسيا ومجلس الأمن

روسيا ومجلس الأمن
وفيما يتعلق بالدور الأممي، ذكرت تقارير إعلامية أن المندوب الروسي الدائم بمجلس الأمن الدولي، فيتالي تشوركين عقد اجتماعاً مع مندوبي دول مجلس التعاون الخليجي تم فيه مناقشة القضايا الخلافية في مسودة المشروع الخليجي بشأن اليمن والذي تعارضه موسكو حتى الآن.
وبحسب قناة العربية فإن مندوب السعودية عبدالله المعلمي أشار إلى معارضة روسيا لأربع نقاط وردت في مسودة القرار، وهي: كيفية وقف إطلاق النار وتوقيت ذلك وبحث صيغة أخرى توافقية، ومعارضة روسيا فرض عقوبات على عبدالملك الحوثي، وهذا ما تصر عليه دول مجلس التعاون، ونقطة الهدنة الإنسانية وتقديم المساعدات عالقة من دون توافق،
فيما قبلت روسيا بحظر تسليح جميع الأطراف ما عدا الحكومة اليمنية.
ويطالب مشروع القرار بتجميد الأصول التي تخص أحمد صالح الرئيس السابق للحرس الجمهوري اليمني وعبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين، وفرض حظر على سفرهما.
وكان مجلس الأمن أدرج الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح واثنين من كبار زعماء الحوثيين هما عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم على القائمة السوداء في نوفمبر تشرين الثاني. ويقاتل جنود موالون لصالح إلى جانب الحوثيين.
فيما بدأت روسيا عملية إجلاء ستستمر ثلاثة أيام في الفترة من 11 إلى 13 أبريل الحالي لرعايها دون أن تكشف عن عدد من سيتم إجلاؤهم.  

الدور التركي وتحفظ إماراتي

الدور التركي وتحفظ
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت متأخر مساء أمس الجمعة، اتصالين هاتفيين مع كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. قالت مصادر تركية: إن الأزمة اليمينة كانت محور المكالمتين الهاتفيتين، فضلا عن القضايا الإقليمية، حيث تبادل الزعماء الثلاثة وجهات النظر حولها، وخصوصا لجهة الحل السلمي والحوار في اليمن.  
 وتأتي اتصالات أردوغان مع الملك سلمان والشيخ تميم بعد قمة سعودية- قطرية في الرياض وبعد زيارته الخاطفة لطهران يوم الثلاثاء الماضي وسط تقارير عن وساطات حول الأزمة اليمنية، وإلى ذلك أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن مهام مهمة تقع على تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية؛ من أجل إيجاد حل سياسي في اليمن، وضمان وقف إطلاق النار، وإرسال مساعدات إنسانية. 
فيما وجه مسئول إماراتي انتقادات لاذعة لباكستان وتركيا على موقفهما الأخير من عاصفة الحزم. وانتقد وزير الدولة للشئون الخارجية أنور قرقاش ما سماه "الموقف الملتبس والمتناقض لباكستان وتركيا" من "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية على الميليشيات الحوثية باليمن.
واعتبر قرقاش هذه المواقف "خير دليل على أن الأمن العربي من ليبيا إلى اليمن عنوانه عربي"، بحسب ما ورد في سلسلة من التغريدات عبر حسابه على موقع التواصل "تويتر"، مشيرا إلى أن "اختبار دول الجوار خير شاهد على ذلك".
وأشار الوزير الإماراتي إلى تصريحات وزير الخارجية التركي التي يرى فيها "تطابق وجهات النظر مع إيران حول اليمن، والحل السياسي مسئولية تركية وإيرانية وسعودية"، معقبا بأن "مواقف الحياد المتخاذل مستمرة".

تواصل أعمال الإغاثة

تواصل أعمال الإغاثة
وعلى الصعيد الإنساني وبعيدا عن صوت المدافع ورائحة البارود، حطت في صنعاء السبت طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر محملة بـ35,6 أطنان من المساعدات الطبية ومعدات الإغاثة، لمساعدة ضحايا النزاع في اليمن. وهي الشحنة الثانية من المساعدات التي نجحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إيصالها جوا خلال يومين إلى اليمن.
وقالت الناطقة باسم اللجنة ماري كلير فغالي: إن "هذه الشحنة الجديدة تزن 35,6 أطنان بينها 32 طنا من المساعدات الطبية والباقي معدات لتنقية المياه ومولدات كهرباء وخيام". وكانت طائرتان تحملان مساعدات طبية، الأولى تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، والثانية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هبطتا في صنعاء الجمعة.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
أصبح المشهد اليمني واضحا، هذا الوضوح القي بظلاله على المنطقة ومدى تأثير القوى الإقليمية، وتحالفها ودعمها للخليج، في ظل رفض باكستان وجود قوات برية في حرب اليمن، ومساعي تركية للحوار، وتورط إيران في دعم الميليشيات الحوثية، والحديث عن تدخل بري وشيك لقوات الجيش المصري، مع توافقات تظهر حول قرار أممي بشأن اليمن بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي يضع الأمور في تطور جديد، يرجح وجود تغيرات على الأرض ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولصالح اللجان الشعبية للحراك الجنوبي، والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، ويبقى تنظيم القاعدة العنوان الأسوأ في مرحلة الحرب الدائرة، والمقدمات تشير إلى الحسم من الداخل أكثر من وجود تدخل بري، إلا في حالة الضرورة وتأزم الموقف في عدن والتي تعتبر بداية وضوح الرؤية لعاصفة الحزم.

شارك