متابعة الصحافة العالمية لأحداث اليمن .. السبت 11 ابريل 2015
السبت 11/أبريل/2015 - 07:32 م
طباعة
اهتمام الصحف الأجنبية بعاصفة الحزم لا يزال مستمرا، ما بين مخاوف من زيادة النعرات الطائفية والقبلية، وبين تردى الأوضاع المعيشية لأهل اليمنن إلى جانب احتمالية طرح حلول سياسية بدلا من تفاقم الأزمة.
فى تقرير لها نقلت وكالة رويترز عن مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تقوم بتعزيز تبادل معلومات المخابرات مع السعودية لتزويدها بقدر أكبر من المعلومات بشأن الأهداف المحتملة في الحملة الجوية التي تشنها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن، ويأتي تعزيز هذه المساعدة بعد أن أخفقت إلى حد كبير الغارات الجوية التي تشنها السعودية وحلفاء آخرون منذ أسبوعين في وقف تقدم المقاتلين الحوثيين المرتبطين بإيران.
وتمت الاشارة فى التقرير إلى إن المساعدة الموسعة تتضمن بيانات مخابرات حساسة ستسمح للسعودية بتحسين مراجعتها لأهدافها في القتال الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى وتشريد عشرات الآلاف منذ مارس الماضي، واضافوا بقولهم " إننا نساعدهم في تعزيز تفهم ساحة القتال والموقف مع قوات الحوثيين ، ونساعدهم أيضا في تحديد مناطق يتعين عليهم تفاديها لتقليل أي خسائر في صفوف المدنيين."
اشار التقرير الى أن السعودية حليفة الولايات المتحدة تشعر بقلق من إمكان امتداد أعمال العنف عبر الحدود التي تتقاسمها مع اليمن كما تشعر بقلق أيضا من نفوذ إيران الشيعية التي نفت مزاعم السعودية بتقديم دعم عسكري مباشر للحوثيين، خاصة بعد أن أدى استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء وإسقاط الحكومة السابقة إلى إصابة جهود الولايات المتحدة لمحاربة مقاتلي القاعدة في اليمن بنكسة كبيرة وتفادت الولايات المتحدة القيام بدور مباشر في الصراع المتفاقم.
وقال المسؤولون الأمريكيون الأربعة الذين تحدثوا شريطة عدم نشر اسماءهم إن واشنطن لن تصل إلى حد اختيار أهداف للسعوديين، إلا أن واشنطن تعرضت لضغوط لبذل المزيد لمساعدة التحالف الذي تقوده السعودية والتي تخشى أن يؤدي تقدم الحوثيين إلى توسيع نفوذ خصمها اللدود إيران إلى حدودها.
رويترز
من جانبها اكدت الواشنطن بوست الأمريكية إلى أن الحملة العسكرية بقيادة السعودية في اليمن، تسرع في تجزئة البلاد إلى قبائل وميليشيات متحاربة، في حين لا تفعل شيئاً يُذكر لتحقيق هدف إعادة الرئيس اليمني المخلوع إلى السلطة، خاصة وأن الحوثيين تقدموا في هجومهم، ويبدو أنهم قاموا بحماية العديد من مخزونات الأسلحة الخاصة بهم من قصف التحالف.
أشارت الصحيفة في تقرير لها أن المعارك المستمرة تخلق، بشكل متزايد، المشاكل التي تتجاوز المتمردين المعارضين للرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي، والقوى الداعمة له، بعد أن قلل الصراع من إمدادات المياه والمواد الغذائية المتاحة في بلد يعاني بالفعل من مستويات خطيرة من سوء التغذية، كما خلق فراغاً أمنياً سمح بتقدم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ويؤكد محللون، أنه بالنسبة للحكومة السعودية وحلفائها، قد تتحول العملية العسكرية في اليمن إلى مستنقع، وقال جون ألترمان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: إن عامل تغيير اللعبة المحتمل في كل هذا ليس مجرد تشريد الملايين من الناس، ولكن هذا الانتشار الهائل للمرض والجوع وعدم إمكانية الوصول للمياه، جنباً إلى جنب مع بيئة تعمل فيها الجماعات المتطرفة بشكل مفتوح وتقوم بالتجنيد على نحو متزايد. مضيفاً: أن الصراع في اليمن قد يصبح صراعاً لا أحد يمكنه معرفة من الذي بدأه أو كيف يمكن وضع حد له.
أشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية تنظر، وهي قوة سنية، إلى الحوثيين كوكلاء لإيران الشيعية. وينظر إلى الحملة الجوية التي بدأت في 25 مارس على نطاق واسع في المنطقة على أنها محاولة من قبل السعوديين لمواجهة توسيع نفوذ إيران، التي اكتسبت موطئ قدم في دول عربية أخرى، مثل العراق وسوريا ولبنان، حيث يتألف التحالف الذي تقوده السعودية، والذي تدعمه حكومة الولايات المتحدة بالمخابرات والأسلحة، من دول سنية إسلامية وعربية في معظمه، وقد أثار مستوى التنسيق الهادئ بين القوات المسلحة لهذه الدول إعجاب المحللين.
بينما قال تيودور كاراسيك، وهو محلل للقضايا العسكرية في الشرق الأوسط، إنه يعتقد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن انضمتا إلى المملكة العربية السعودية في إجراء الغارات الجوية التي دمرت عشرات القواعد العسكرية ومستودعات الأسلحة. وأضاف، أن السعوديين تلقوا، أيضاً، دعماً من القوات البحرية المصرية لمراقبة السواحل اليمنية.
وبرغم ذلك، قال كاراسيك، إنه يبدو أن الحوثيين قد أخفوا مخازن كبيرة من الأسلحة بنجاح، وإنهم قد فعلوا ذلك، ربما، عن طريق نقلها إلى المناطق الجبلية. وأضاف، أنه لتدمير تلك الأسلحة، وإقناع الحوثيين بوقف هجومهم والموافقة على محادثات السلام، سيكون من الضروري شن هجوم بري.
وأكد كاراسيك: هذا يوضح أن القوة الجوية وحدها لا تستطيع تخليص القوات البرية للعدو من أسلحتها وقدرتها. إنها تجعلهم مبعثرين، وتجعلهم يقومون بإخفاء أسلحتهم لاستخدامها في وقت لاحق.
ولم تستبعد المملكة العربية السعودية شن هجوم على الأرض، لكن حلفاءها يبدون حذرين من مثل هذه الخطوة. وقد رفض برلمان باكستان المشاركة في الحملة يوم الجمعة.
بينما قال عماد سلامي، وهو الخبير في شؤون الشرق الأوسط في الجامعة اللبنانية الأمريكية، إنه على الرغم من أن هذا الخيار محفوف بالمخاطر إلا أن استمرار القصف الجوي واحتمال التوغل البري هي الخيارات الوحيدة التي قد تواجهها المملكة العربية السعودية، مضيفا أن المسؤولين في الرياض يشعرون بالقلق ربما من أن التراجع سوف ينظر إليه على أنه ضعف، خاصة من قبل إيران. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعتبر اليمن حديقتها الخلفية، ويعتقد السعوديون أن هذا الكفاح هو قتال من أجل وطنهم، ووجود نظامهم.
وتعد حملة اليمن جزءاً من سياسة سعودية أكثر حزماً على نحو متزايد في المنطقة، يدفعها إلى حد ما يصفه محللون بأنه قلق سعودي بشأن اتفاق محتمل على برنامج إيران النووي. ويخشى السعوديون من أن مثل هذه الصفقة قد تصل إلى اعتراف الولايات المتحدة بتزايد النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقد قال السعوديون بأنهم يريدون استعادة حكومة هادي. ولكن قاعدة دعم الرئيس المخلوع هادي لدى الجمهور تبدو متداعية. ويقول العديد من السكان، إنهم يشعرون بالاستياء من تشجيع هادي وزملائه القادة المنفيين لاعتداءات التحالف من الخارج، بينما يواجه سكان عدن الحوثيين المدججين بالسلاح.
واشنطن بوست
"عاصفة الحزم" تؤجج المشاعر في السعودية
سعود الشريم
في الوقت الذي تدخل فيه الحرب التي تشنها السعودية على الحوثيين أسبوعها الثالث، تشهد المملكة العربية السعودية تأججا للمشاعر الوطنية من جهة، وإثارة المشاعر الطائفية بشكل ملحوظ؛ ما يعرض البلاد لمشكلة الانقسام الطائفي.
ورغم أن السلطات السعودية تحاشت لحد الآن استخدام العبارات الطائفية في وصف الحوثيين الذين يعتبرون تيارا شيعيا، لكن الكثير من الدعاة والصحافيين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لم يتقيدوا بهذا النهج.
وفي تغريدة على حسابه بموقع تويتر نشرت في اليوم التالي لإعلان بدء الضربات الجوية وصف الداعية السني المتشدد ناصر العمر الشيعة بالكلمة التي تعتبر إنقاصا من قدرهم وهي "الرافضة". ويتابع حساب العمر على تويتر 1.64 مليون شخص. واستعمال مثل هذه اللغة حتى من جانب مواطنين عاديين يحمل مخاطر للمملكة في صراع يقدم فيه الحوثيون أنفسهم كمدافعين عن تراث ديني محلي ضد التطرف السني الذي يقولون: إن الرياض تنشره.
بيد أن الصراع الطائفي بين السنة والشيعة لم يهيمن بعد على النزاع اليمني الداخلي المعقد، لكن محللين للشأن اليمني كرروا التحذير من أن الطائفية خطر يتنامى، وأنه يمكن أن يؤدي إلى تصعيد خطير في القتال.
من جانب آخر يقول سعوديون كثيرون: إن الضربات الجوية للحوثيين تمثل إمساكا سعوديا بزمام القيادة السنية، ويضيفون أن ذلك يشكل ردا كان واجبا أن تقدم عليه الرياض قبل عقد من الزمن يرون أنه شهد عدوانا إيرانيا في الدول العربية باستخدام وكلاء شيعة.
وفي الوقت الذي تنشر فيه الصحف السعودية أخبار الحملة العسكرية المعروفة رسميا باسم "عاصفة الحزم" باعتبارها حملة ناجحة، يتجاهل ذات الإعلام تقارير عن الضحايا المدنيين وتكيل المديح لحكام المملكة.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الهوية الوطنية في السعودية مرتبطة بشكل وثيق بالمدرسة السنية الوهابية التي تعتبر الشيعة ضالين، وأحيانا يثير كبار دعاتها الشك علنا فيما إذا كان الشيعة مسلمين حقيقيين.
لكن الحكومة السعودية عملت جاهدة في السنوات الماضية لتجنب استعمال اللغة الطائفية في العلن، كما أوفدت أمراء ومسئولين كبار لحضور جنازة شيعة سعوديين قتلهم سنة متشددون في هجوم نوفمبر الماضي. وفي العام الماضي ألقت السلطات القبض على داعية احتفل حسابه على موقع تويتر بمقتل حوثيين بأيدي أعضاء في تنظيم القاعدة في اليمن مستخدما لغة طائفية.
ومن جهته قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود الشريم: إن "سلامة المجتمع من الحروب منة من الله يجب الشكر عليها، والمجتمع الواعي هو من يفرق بين العدو الداخلي والخارجي". وقال الشريم: إن "بلاد الحرمين لم تسلم من الطامعين وهي ليست بلادا طائفية".
دويتشه فيله