السعودية تؤكد استمرار "عاصفة الحزم".. وإيران تواصل التهديد .. ظهور قوي لـ"خالد بحاح"
الأحد 12/أبريل/2015 - 06:16 م
طباعة

كلما اشتد القصف والخناق على جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن من قبل غارات التحالف العربي "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية كلما ازداد غضب وتهديد إيران وتوتر الحوثيين، ومحاولتهم الوصول لاتفاق مع قوى التحالف، فيما تواصل طهران التلويح بالهزيمة التي يذيقها التحالف لميليشيات الحوثيين.. يأتي ذلك مع تأكيد الرياض استمرار عاصفة الحزم، وأنباء عن تعيين المهندس خالد بحاح رئيس الحكومة اليمنية، نائبا للرئيس هادي، وسط مبادرة للرئيس اليمني السابق علي صالح بتشكيل مجلس رئاسي برئاسة "بحاح" أيضا، وهو ما يؤشر إلى أنه سيكون رجل المرحلة.
تواصل عمليات "عاصفة الحزم":

واصلت مقاتلات التحالف العربي "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، بتنفيذ غارات جوية عديدة طالت مناطق بين محافظتي الجوف (شمال اليمن) ومحافظة مأرب (شرق اليمن).
وشنت غارات جوية استهدفت نقطة الحجر الواقعة بالقرب من مدينة براقش الأثرية والتابعة إدارياً لمحافظة مأرب، وتقع على الحدود مع محافظة الجوف.
فيما تواصلت المواجهات المسلحة، بين ميليشيات جماعة أنصار الله والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة، ومسلحين بـ"المقاومة الشعبية" التابعة للحراك الجنوبي من جهة أخرى بمحافظة الضالع (وسط اليمن).
وسيطر مسلحون قبليون، صباح اليوم الأحد، على كتيبة عسكرية تابعة للواء الثاني مشاة جبلي في مديرية ميفعة، بمحافظة شبوة (شرق اليمن). يأتي هذا بعد ساعات من اغتيال رئيس عمليات اللواء الثاني مشاة جبلي العميد خالد الخطيب و4 جنود آخرين في كمين مسلح بمديرية عزان.
وعمت الغارات أغلب معسكرات قوات الاحتياط (التسمية الجديدة للحرس الجمهوري، بعد هيكلة الجيش عام 2012 و2013). وشمل القصف المتكرر، معسكرات أهمها، معسكر 48، حيث مقر قيادة قوات الاحتياط جنوبي العاصمة، ومعسكر "الصمع" أو ما يعرف باللواء 62، في منطقة أرحب شمال العاصمة، ومعسكرات أخرى في محيط صنعاء تعرضت للقصف أكثر من مرة.
وخارج صنعاء، تعرض العديد من المعسكرات الموالية لنجل صالح للقصف، وكان السبب على الأغلب وهو دورها في الإمداد بالقوات المتوجهة إلى عدن، حيث دارت أعنف المواجهات خلال الأسبوعين الماضيين.
ومن تلك المعسكرات، وأغلبها من وحدات الحرس الجمهوري سابقاً، معسكرات اللواء 55 مدفعية واللواء 30 مدرع في إب، ومعسكر اللواء 22 مدرع في تعز، ومعسكر اللواء 33 مدرع في الضالع، وأغلب المعسكرات في مدن صنعاء، والحديدة، إب، تعز، ذمار، البيضاء، الضالع، لحج، عدن، أبين، شبوة، وصعدة.
وقتل أكثر من 500 متمرد حوثي في مواجهات على الحدود الجنوبية للسعودية مع اليمن منذ بداية عملية "عاصفة الحزم" بقيادة الرياض في 26 مارس الماضي، وفق ما أعلنت السلطات السعودية السبت.
سعودي الفيصل: "الحزم" نجحت:

وفيما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن حملة التحالف الدولي للدفاع عن الشرعية في اليمن تسير بشكل جيد وفق الأهداف المرسومة لها، وعلى مسارها العسكري والإنساني، وذلك من خلال استهداف الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق والقوات المتمردة على الشرعية.
وأكد الفيصل أن فرنسا مستعدة لمساندة السعودية من كل النواحي لدعم الشرعية في اليمن، بعدما تم البحث مع الجانب الفرنسي جهود محاربة الإرهاب في المنطقة، في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس.
وأضاف وزير الخارجية السعودي "ندين استمرار ميليشيات الحوثي في إرهاب وترويع المدنيين، وعاصفة الحزم تسعى لوقف هجمات ميليشيات الحوثي على المدنيين"، مشيرا إلى أننا "نأمل أن يسفر الاتفاق النووي مع إيران في تعزيز الأمن الإقليمي"، لافتا إلى أننا "لسنا في حرب مع إيران، ونأمل ألا تقدم إيران الدعم للأنشطة الإجرامية للحوثيين، وإيران لم تعمل على تنمية اليمن، ودورها في اليمن أدى إلى زيادة العنف.
إيران تواصل التهديد:

وفي إطار التصريحات الإيرانية العنترية والتهديد للسعودية، وجه قائد القوات البرية التابعة للجيش الإيراني أمير أحمد رضا بوردستان، اليوم الأحد، وجه رسالة إلى الجيش السعودي "توعده فيها بالهزيمة شر هزيمة في اليمن. على حد تعبيره .
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن بوردستان، أن "التحركات السعودية في المنطقة غير مقبولة"، مهدداً الجيش السعودي قائلاً: إن عليه أن يوقف عملياته ضد اليمن؛ لأنه سيهزم "شر هزيمة في النهاية"، كذلك وصف قائد القوات البرية الإيرانية الجيش السعودي بالجيش "الأجير" على حد وصفه.
من جهته قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي اليوم أيضاً: إن كلاً من الخارجية ومؤسسة الحج قدمتا تقاريرهما حول هذه القضية للبرلمان، موضحاً أن طهران تنتظر رد الفعل السعودي، مطالباً بإنزال أشد العقوبات على الشرطيين اللذين تعرضا للمعتمرين الإيرانيين في المطار، بل وقال: إن "الإعدام عقوبة تناسبهما".
وكان عدد من المواطنين الإيرانيين قد تجمعوا أمام السفارة السعودية، أمس السبت، اعتراضاً على الانتهاكات السعودية بحق الشابين، كما تحدث نواب في البرلمان عن احتمال مناقشة مشروع قرار لإيقاف رحلات الحج والعمرة إلى المملكة، إلى حين توفير الحماية للإيرانيين، بحسب تعبيرهم.
صالح والحوثيون.. مبادرة مرة أخرى:

وفي إطار مساعي حل الأزمة، ومع استمرار عمليات غارات التحالف العربي، وقالت مصادر مقربة من الحوثيين: إن الجماعة المرتبطة بإيران تعمل ما في وسعها لإقناع وجهاء قبليين بالوساطة مع المملكة العربية السعودية للقبول بوقف المعارك مع تعهد منهم بالعودة إلى مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية.
وكشفت المصادر لـ"العرب" عن أن وجهاء القبائل الذين التقى بهم مبعوثون لزعيم الجماعة الشيعية عبّروا عن تخوفهم من أن تكون الدعوة إلى وقف الحرب مجرد مناورة لالتقاط الأنفاس مع الاحتفاظ بالمكاسب الميدانية التي حققها "أنصار الله". وأشارت إلى أن مسئولين بالتحالف العربي الذي يقود عاصفة الحزم شددوا لبعض الوسطاء على أن أيّ إيقاف للعمليات الحربية سيعني أن خطوط وقف إطلاق النار هي الخطوط التي وصلها الحوثيون في قلب المحافظات الجنوبية وخصوصا عدن، وهو ما لا يمكن القبول به بتاتا. وتمسك مسئولو التحالف بأنه إذا أراد الحوثيون ومعهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح إثبات حسن نواياهم بالعودة إلى مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية، أن ينسحبوا من عدن ومحيطها ومن المحافظات التي اجتاحوها في الفترة الأخيرة وأن يعودوا إلى مواقعهم القديمة في صعدة.
كما أكدت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن الدكتور أبو بكر القربي الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر، يحمل مبادرة من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، سعيا للعب دور سياسي في اليمن مع اشتداد عمليات «عاصفة الحزم».
"بحاح" رجل المرحلة:

وتحمل الأخبار المتوارد اليوم أن المهندس بحاح سيكون رجل المرحلة المقبلة، فهناك أنباء تؤكد أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أصدر قرارا بتعيين المهندس خالد بحاح، نائبا له.
فيما يسعى صالح إلى طرح مبادرة تهدف إلى «الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسة من خمس شخصيات يكون رئيسه بحاح، ويكون من بينهم شخصيات جنوبية وشمالية، وأن تبقى هذه الحكومة لمدة عام ويكون تشكيلها مناصفة بين الشمال والجنوب». على أن تكون مهام الحكومة الانتقالية «الإعداد للدستور وطرحه للاستفتاء، والإعداد للانتخابات الرئاسية، وإجراء مصالحة شاملة لتهدئة النفوس، وأن يترك موضوع الإقليم للسلطة التشريعية (البرلمان) للاتفاق على إقليم أو اثنين أو 12 أيا كان».
كما تشمل المبادرة وقف كل العمليات العسكرية وخروج كل الميليشيات المسلحة من الوزارات والمؤسسات الحكومية في صنعاء وعدن. وتشمل المبادرة كذلك تعهدا بـ«إخراج الميليشيات المسلحة من عدن أيا كانت لأي طرف، وتسليم السلاح إلى المكونات العسكرية التي لم تشارك في القتال أو من يُتفق عليه». وهذا موقف من شأنه أن يثير غضب الميليشيا الحوثية، إذ سيتطلب ذلك نزع سلاحها.
كما أنه من المرتقب أن يطرح القربي تشكيل لجنة عسكرية يتفق عليها لتنظيم القوات المسلحة وتسلُّم المعدات الثقيلة والمتوسطة من كل الميليشيات. وتعتبر هذه الخطوة تخليا عن الحوثيين المتشبثين بالسلاح. كما أن المبادرة تشمل طرح فكرة تنظيم القوات المسلحة مع إمكانية الاستعانة بخبرات عربية للمساعدة في إعادة التنظيم.
استعداد بري:

وفي الحديث عن التدخل البري قالت مصادر يمنية مسئولة لصحيفة «كريستيان ساينز مونيتور» اليوم: إن «ائتلافاً من 70 ألف مقاتل من القبائل اليمنية، بالإضافة إلى قوات التدخل السريع المصرية والسعودية، على استعداد للتدخل برياً لاستعادة السيطرة على مدينة عدن الواقعة في الجنوب خلال أيام، وسيحاربون من خلالها لاستعادة السيطرة على بقية أجزاء اليمن الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين». ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ياسين مكاوي، وهو مساعد مقرب من الرئيس اليمني عبدربه هادي قوله: «منذ يوم بنينا تحالفاً يضم جميع شرائح المجتمع اليمني لاستعادة حكم القانون». وأضاف أن «هادي الآن في الرياض يعيش تحت حراسة أمنية مشددة».
وأعلنت الحكومة اليمنية، التابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن جميع المياه الإقليمية اليمنية منطقة حظر بحري.
ودعت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان لها جميع السفن التجارية والعسكرية وجميع أنواع الزوارق والطائرات التابعة للسفن العسكرية، إلى عدم دخول منطقة الحظر، "إلا بعد أخذ الإذن المسبق من الحكومة الشرعية".
وفوضت الحكومة اليمنية، وفقا للبيان، قوات دول تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقود السعودية لمساندتها في تطبيق وإنفاذ ذلك الحظر، بما في ذلك إجراءات التفتيش اللازمة، حتى تستعيد الحكومة الشرعية اليمنية كامل سلطاتها البحرية.
يرى عدد من المراقبين أن التدخل البري ممكن في اليمن رغم إحجام الباكستان عن مشاركة دول تحالف "عاصفة الحزم" في جهودها من أجل إعادة الشرعية في البلد العربي، مؤكدين أن الجهود الباكستانية غير مطلوبة في هذه المرحلة من الحرب، وأن باكستان توفر إلى حد الآن ما هو مطلوب منها، بأدائها لدور القوة الرادعة لإيران ضد أي مغامرة قد تهدد أمن السعودية.
المشهد اليمني:

ويبقى المشهد اليمني يسير منذ بدء "عاصفة الحزم" في 26 مارس الماضي، باستهداف الحوثيين، واستنزاف قدراتهم العسكرية التي تتراجع يوما بعد يوم مع اقتراب نفاذ السلاح والذخيرة، وهو تراجع الخدمات العامة للشعب اليمني، وهو ما ينذر بثورة ضد جماعة الحوثيين ويجعلها تسعى إلى فرصة للبقاء مع فشل حليفتها إيران في تقديم يد الإنقاذ له.