بعد 17 يوم.. هل حققت "عاصفة الحزم" أهدافها؟
الأحد 12/أبريل/2015 - 06:55 م
طباعة

بعد نحو 17 يوماً من انطلاق عملية (عاصفة الحزم) التي تقودها المملكة العربية السعودية، ويشارك فيها نحو 11 دولة عربية، ووسط حديث قوي عن قرب تدخل القوات برياً، أعلنت السلطات السعودية، أمس السبت 11 أبريل، مقتل أكثر من 500 حوثي في مواجهات على الحدود الجنوبية للسعودية مع اليمن منذ انطلاق "عاصفة الحزم".
مسئول وزارة الدفاع السعودية، قال إن خسائر الحوثيين وصلت بعد مواجهات الجمعة، نحو 500 قتيل في المواجهات الحدودية بقطاعي جازان ونجران منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم، في وقت ارتفع قتلى العسكريين السعوديين منذ بداية القصف إلى 6 بعد مقتل 3 مساء الجمعة.
وفيما له صلة، بالغارات الجوية التي تنفذها قوات الحلف العربي، حيث قال المتحدث باسم التحالف العربي إن التحالف نفذ 1200 غارة جوية في اليمن منذ بدء العمليات ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم.

وأوضح العسيري أن الغارات التي بدأت في 26 مارس الماضي بدأت بنسق يومي من 35 غارة ثم 50 غارة ثم 80 وأخيرا 120 غارة يوميا لتبلغ في الإجمال 1200 غارة بعد ظهر السبت الماضي.
وفي الوقت الذي تستعد فيه قوات التحالف إرسال قوات برية، إلا أن مراقبون حذروا من أن المشاركة البرية غير مأمونة، نتيجة أن الضربات الجوية التي تشنها مقاتلات عاصفة الحزم، لم تثبت فعاليتها حتى الآن.
العمليات العسكرية الجوية قال عنها عسيري قبل ذلك، إن تسعة أيام في عمر الحروب والمعارك تعد قليلة جداً وتزداد هذه العمليات صعوبة عندما يكون الطرف الآخر ميليشيا وليس جيشا نظاميا، مُضيفاً: "لا يجب أن نستعجل النتائج فقوات التحالف تسير وفق خطة موضوعة".
الضربات الجوية منذ انطلاقها وهي تستهدف معسكرات وقواعد عسكرية ومخازن أسلحة تابعة لجماعة الحوثي وللريس السابق علي عبدالله صالح، في كل من صنعاء وصعدة والحديدة ومأرب وعدن، وقد أسفرت الضربات الجوية عن عرقلة تقدم ميليشيا الحوثي وقوات حليفه داخل مدينة عدن الجنوبية.
العملية العسكرية، نفذت منذ أسبوع عملية إنزال في مرفأ عدن، حيث استخدمت قوات التحالف المظلات لإنزال أسلحة وذخائر بينها بنادق كلاشنيكوف وأخرى قناصة ومعدات اتصالات، ومواد تموينية وأدوية عبر قوارب وليس بواسطة مظلات.
المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري أكد في مؤتمره الصحافي اليومي في الرياض عملية الإنزال بواسطة المظلات، وقال عسيري الجمعة قبل الماضية إن "التحالف قام بعملية دعم لوجستي بجميع أنواعه للجان الشعبية التي استطاعت تغيير الوضع"، وأضاف "لقد دمرنا معدات عسكرية وصورايخ للحوثيين في جزيرة ميون" الواقعة في وسط مضيق باب المندب.
زيادة نفوذ القاعدة:

ووفق المثل الشعبي مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن اهتمام قوات التحالف بضرب معاقل جماعة الحوثي، أنعشت تنظيم القاعدة، الذي بدأ يلملم أوراقه ويستعيد نفوذه بشكل قوي، حيث تمكن تنظيم القاعدة، من فرض سيطرته بشكل تام تقريبا على مدينة المكلا، كبرى مدن حضرموت.
وقال مصدر عسكري إن مقاتلي القاعدة "استولوا على مقر المنطقة العسكرية الثانية في الجيش دون أي مقاومة"، وأضاف أن "قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء محسن ناصر مثنى والجنود انسحبوا من مقر القيادة باتجاه المواقع العسكرية المجاورة للمطار" وهي المناطق الحساسة الوحيدة التي لا تسيطر عليها القاعدة.
ويعتبر فرع تنظيم القاعدة في اليمن، أشد ولاءً للقاعدة الأم من باقي الفروع، وأشد تمسكاً بمبادئ التنظيم العالمي، وأهدافه، ويقال إنه "إن لم تكن قاعدة في اليمن فلا قاعدة في كل العالم"، كما أن عائلة أسامة بن لادن تتحدر من مدينة حضرموت اليمنية، قبل أن تهاجر إلى السعودية في العالم 1930، ودلالة أخرى على أهمية يمنيي القاعدة أيضاً، هو أنهم كانوا من أبرز مرافقي بن لادن، ومن دائرته الضيقة.
أحد عناصر هذه الدائرة هو أمير قاعدة اليمن ناصر الوحيشي "أبو بصير، الوزير الخاص لبن لادن، صاحب العقلية "الزرقاوية" كما يقولون، والذي نفذ هجوماً على منشأة نفطية عام 2006، بتوجيه من أمير قاعدة العراق انذاك، أبو مصعب الزرقاوي.
وربما كانت القاعدة هي أكبر المستفيدين من الانقلاب الحوثي، حيث انها صرفت أنظار الحكومة اليمنية عنهم، إلى جانب أنهم أكثر المستفيدين من عمليات عاصفة الحزم، التي اضعفت بلا شك القدرات العسكرية الحوثية، ما يعزز فرص القاعدة هناك.
المبادرات الإيرانية:

وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في العاصمة الرياض خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس اليوم (الأحد) "كيف يمكن لإيران أن تدعونا لوقف القتال في اليمن... نحن أتينا إلى اليمن لمساعدة السلطة الشرعية فإيران ليست مسئولة عن اليمن."
ونفت إيران أن يكون لها عسكريين في اليمن، حيث كذب مصدر مطلع بوزارة الخارجية الإيرانية، الخبر الذي نقلته وكالة "رويترز" حول اعتقال ضابطين إيرانيين في اليمن، منوها بعدم وجود أية قوات عسكرية إيرانية في اليمن، وقال المصدر: "هذا الخبر غير صحيح ولا توجد أية قوات عسكرية إيرانية في اليمن".
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي مزاعم بأنها اعتقلت الجمعة ضابطين إيرانيين اثنين خلال اشتباكاتها مع عناصر "أنصار الله" موضحة أنهما كانا يقدمان خدمات استشارية للحوثيين.
نتائج عاصفة الحزم اقتصادياً:

أثرت الضربات الجوية التي قامت بها المملكة العربية السعودية، ضد مواقع للحوثيين في اليمن، على أسعار النفط والعملات والبورصات العربية، حيث ارتفع سعر خام برنت حوالي 6%، وقفزت أسعار النفط مع قلق التجار والمستوردين من الهجمات التي تعد أحدث تطور في صراع بدأ يخرج عن نطاق السيطرة في أغنى منطقة بالنفط في العالم.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل ليصل إلى 59.78 دولار للبرميل، بزيادة بلغت حوالي 6% عن التسوية السابقة، وارتفع الخام الأمريكي أكثر من ثلاثة دولارات أيضا ليصل إلى 52.35 دولار للبرميل.
وفيما له صلة بالبورصات العربية، اكتست البورصات العربية باللون الأحمر، في بداية تعاملاتها الصباحية، متأثرة بالضربات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، وتراجع مؤشر سوق الكويت بنسبة 1.3%، ليصل إلى مستوى 6290 نقطة، وتراجع مؤشر سوق دبي بنسبة 4%، ليحقق 3295 نقطة.
كما فقد مؤشر سوق أبو ظبي 2% من قيمته، ليسجل 4276 نقطة، وطال التراجع بورصة قطر، لتتراجع بنسبة 1.44%، فاقدة من رصيدها نحو 165.88 نقطة، لتصل إلى 11337.84 نقطة.
كما تراجعت الليرة التركية إلى 2.6 مقابل الدولار، مسجلة أضعف مستوى لها في أسبوع، بفعل المخاوف من تداعيات العمليات العسكرية، وسجلت الليرة 2.6005 مقابل العملة الأمريكية بعد أن بلغت 2.6013 في وقت سابق ومقارنة مع 2.5737 في أواخر معاملات يوم الأربعاء.