تنفيذ حكم الإعدام على قمر الزمان يشعل الشارع في بنجلاديش

الإثنين 13/أبريل/2015 - 06:03 م
طباعة تنفيذ حكم الإعدام
 
أعلنت الشرطة في بنجلادش الاثنين مقتل طالبين خلال تظاهرات دعا إليها حزب الجماعة الإسلامية في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على إعدام أحد قياداته.
وأفادت معلومات أن المحتجين أحرقوا سيارات في مناطق عدة في البلاد، بعد تصاعد التوتر إثر قيام السلطات السبت بإعدام القيادي في الجماعة الإسلامية محمد قمر الزمان.
 وأوضحت الشرطة أنها عثرت على جثة طالب يبلغ من العمر 22 عاما في غرب مدينة رايشاهي مصابا بخمس طلقات على الاقل.
 وأشارت الى ان طالبا اخر توفي في المستشفى متأثرا بجروحه التي اصيب بها خلال مواجهات بين الشرطة ومحتجين في مقاطعة سيراجانج في شمال غرب البلاد مساء الاحد، حسبما أشار نائب قائد شرطة المقاطعة فاروق احمد لوكالة فرانس برس.

تنفيذ حكم الإعدام وما ترتب عليه

تنفيذ حكم الإعدام
نفذت بنجلادش حكم الإعدام شنقاً بحق مساعد الأمين العام لحزب "الجماعة الإسلامية” محمد قمر الزمان”، الذي ادين بالتورط في ارتكاب مجزرة خلال حرب الاستقلال في العام 1971 ضد باكستان. وقالت مصادر مختلفة لبعض الصحف العالمية، إن أربعة سجناء مدربين قاموا باقتياد الرجل إلى مشنقة أقيمت خصيصاً بالقرب من زنزانته وشنقوه باستخدام حبل، تبعاً لإجراءات إدارة السجون في بنجلاديش، حيث أعلن قاض وطبيب حكومي وفاته. وبعد تنفيذ الحكم هتف مئات العلمانيين ابتهاجاً، رافعين أيديهم بعلامات النصر في ساحة شاباج وسط دكا، حيث تجمعوا للاحتفال بإعدام الرجل الذي أطلقوا عيه لقب “جزار الحرب”. وقبل تنفيذ الحكم بساعات، أعلنت الشرطة أنها شددت الإجراءات الأمنية أمام السجن الرئيسي في دكا وفي جميع أنحاء البلاد، فيما زار قمر الزمان عدد من أقاربه في السجن المشدد الحراسة، وقال ابنه الأكبر حسن إقبال بعد زيارة والده “وجدناه في صحة جيدة وغير قلق بشان مصيره مطلقاً”، مضيفاً أن والده “أعرب في تصريحاته عن أسفه لأنه لم يشهد انتصار الحركة الإسلامية في بنجلادش إلا أنه واثق من أنها ستحقق النصر في يوم من الأيام”. وأشار إلى أن العائلة حفرت قبراً لوالده بقريتها في إقليم شيربور الشمالي لدفنه. ونفذت عقوبة الإعدام بعد أن رفضت المحكمة العليا في بنجلادش طلب استئناف قدمه قمر الزمان للطعن في الحكم عليه بالإعدام. 

تنفيذ حكم الإعدام
وكانت “محكمة الجرائم الدولية” الباكستانية حكمت على الزعيم الإسلامي بالإعدام في مايو 2013 لإدانته بعمليات قتل جماعي وتعذيب وخطف، فيما مٌنح أيام عدة لطلب الرأفة به من الرئيس البنجلادشي عبد الحميد، وقال المدعون إن قمر الزمان أشرف على المجزرة التي ذهب ضحيتها 120 قروياً أعزل في قرية سوهاجبور الشمالية خلال حرب الاستقلال عن باكستان في العام 1971، وبحسب الاتهام فإن الزعيم الإسلامي كان أحد قادة ميليشيا البدر الموالية لباكستان والمتهمة بقتل مثقفين في بنجلاديش وبالأشراف على مجزرة “قرية الأرامل” وشهدت ثلاث أرامل ضده في هذه المجزرة، وقمر الزمان هو ثالث مسؤول بارز في حزب “الجماعة الإسلامية” الذي يدان بتهم من بينها الخطف والتعذيب والقتل الجماعي عندما كان زعيما لمليشيا موالية لباكستان قتلت الآلاف خلال حرب الاستقلال الدامية، ويهدد إعدام قمر الزمان بإثارة اضطرابات جديدة في بنجلاديش التي تشهد أزمة سياسية مستمرة منذ فترة طويلة. 
وقد عززت سلطات بنجلادش الإجراءات الأمنية في البلاد بداية من امس الأحد بعد. واعلنت الشرطة نشر قوات إضافية في العاصمة ومدن كبيرة عدة، غداة تنفيذ حكم الإعدام بمحمد قمر الزمان ثالث قيادي في حزب الجماعة الإسلامية، وقال متحدث باسم الشرطة «نحذر من أي محاولة لنشر الفوضى والعنف» موضحا أن قوات الشرطة مكلفة منع اي تجمع لمناصري المسؤول الإسلامي.
وحول رد فعل الجماعة الاسلامية في بنجلاديش فقد وجهت الجماعة الاسلامية دعوة الى الاضراب الوطني اليوم الاثنين احتجاجا على "قتل مبرمج من قبل الحكومة للكاتب والصحافي والاسلامي" قمر الزمان، بعدما اقامة يوم صلاة أمس الاحد على روح قمر الزمان. فهل ننتظر خلال الساعات القليلة القادمة ارتفاع لوتيرة الاحداث في بنجلاديش، ام انه سوف تستطيع قوات الامن السيطرة على الموقف هناك؟

ردود الافعال

ردود الافعال
قال منسق منتدى رابعة الدولي، "جيهانجير إشبلير"، في تعليقه على تنفيذ حكم إعدام بحق مساعد الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية في بنجلاديش، "محمد قمر الزمان"، إن "فشل الدول الإسلامية والرأي العام العالمي في حشد ردة فاعلة كافية، تسبب في استمرار بنجلاديش في ممارسة سياسة الإعدامات".
وأفاد إشبيلير في بيان أصدره، امس الأحد، أن نبأ إعدام قمر الزمان مؤلم للعالم الإسلامي بأسره، كما هو مؤلم بالنسبة لبنغلاديش، وأضاف أن "محكمة جرائم الحرب، التي تحقق في جرائم ارتكبت إبان حرب الاستقلال عام 1971، هي محكمة غير محايدة، وليست عادلة، أو مستقلة، وإن الحكومة البنغالية تستخدم هذه المحكمة للقضاء على معارضيها، وخاصة الجماعة الإسلامية".
وشدد إشبيلير على ضرورة أن توقف الحكومة البنجالية تنفيذ أحكام الإعدام فوراً، مبيناً أنه يجب تأسيس محكمة جرائم الحرب في دولة أخرى مستقلة ومحايدة، و"أنه في حال تجاهل ذلك، فإن جرحاً عميقاً سينفتح في المنطقة برمتها، وليس في بنجلاديش وحسب".
وفي موضوع متصل، احتشد متظاهرون من جمعية شباب الأناضول، اليوم، أمام "جامع شرف الدين"، في مدينة قونيا التركية، احتجاجاً على إعدام قمر الزمان، حيث خرج المصلين عقب صلاة العصر، وأقاموا صلاة الغائب على روح قمر الزمان أمام المسجد، كما نظمت الجمعية اعتصاماً آخر متزامن، أمام "المسجد الكبير" في مدينة بورصة، حيث ألقى رئيس الجمعية في المدينة "يعقوب تشتين" كلمة أدان فيها تنفيذ حكم الإعدام.
كما نظمت مجموعة من المتظاهرين وقفة احتجاجية، ضد إعدام قمر الزمان، أمام القنصلية البنغالية في إسطنبول.

شارك