أزمة اليمن.. وقرار مجلس الأمن والخطة الإيرانية في عيون الصحف الأجنبية
الثلاثاء 14/أبريل/2015 - 07:38 م
طباعة
هادى يتهم الحوثيين بالتبعية لإيران
اتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إيران بدعم الحوثيين وتزويدهم بالسلاح، ومساعدة الجماعة الانقلابية على رفض الشرعية، وزعزعة استقرار البلاد، مشيرا إلى حملة الرعب والتدمير التي تقوم بها هذه الميليشيات تتلقى دعماً سياسياً وعسكرياً من النظام الإيراني المهووس بالهيمنة الإقليمية.
أكد هادى في مقال له نشرته عدد من الصحف الأجنبية والعربية، ومنها نيو يورك تايمز الأمريكية، إلى أن هجمات الحوثيين تُمثل أعمال اعتداء جائرة ضد الشعب اليمن والشرعية الدستورية لحكومتي، فضلاً عن كونها اعتداء على السيادة والأمن اليمني، مشيرا إلى أن المتمردين الحوثيين دُمى في أيدي الحكومة الإيرانية، التي لا تعبأ بمصير اليمنيين العاديين، وإنما تهتم فقط بتحقيق هيمنة إقليمية، ونيابة عن جميع اليمنيين، أدعو وكلاء الفوضى إلى الاستسلام ووقف خدمة طموحات الآخرين.
نوه هادى إلى أن طموح اليمنيين هو ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في بلادهم، ولا يجب الحيلولة بينهم وبين تبني دستورنا وتطبيق مخرجات الحوار الوطني التي تفضي إلى انتقال السلطة وبرلمان يتم فيه تمثيل الشمال والجنوب بشكل عادل، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، وهي الآلية التي اعتمدتها الأمم المتحدة، لإنجاز التحول السياسي، إلا أن الحوثيين، وحاميتهم، والرئيس السابق الذي انتفض ضده اليمن علي عبدالله صالح، رفضوا اتباع خريطة الطريق من أجل التغيير التي كانوا قد وافقوا عليها سابقاً، ويجب أن يتحمل صالح المسؤولية عن الفوضى في اليمن، ويدعو لوقف سفك الدماء بلا داع.
شدد هادى على أن عملية عاصفة الحزم التي يقوم بها ائتلاف دول تقودها المملكة العربية السعودية، لمساعدة اليمن بطلب منه ، وما لم ينسحب الحوثيون وينزعوا سلاح ميليشياتهم، وينضموا مجدداً إلى الحوار السياسي، ستتواصل الحملة العسكرية ضدهم، مشيرا إلى انه قبل أسبوعين، كان اليمن على شفا الانهيار، إلا أن مستوى غير مسبوق من التأييد العربي والدولي أنقذه من حافة الهاوية، والرسالة التي يوجهونها واضحة: لا يمكن لإيران أو تواصل التوسع على حساب سلامة وأمن الدول الأخرى في المنطقة.
أكد هادى انه لو لم يتم وقف الحوثيين، فإنهم سيصبحون "حزب الله التالي"، تستخدمهم إيران في تهديد شعوب المنطقة وما ورائها، وستصبح شحنات النفط عبر البحر الأحمر، التي يعتمد عليها كثير من دول العالم في خطر، وسيتم السماح للقاعدة والتنظيمات المتطرفة الأخرى في الازدهار.
نيويورك تايمز
القرار الدولي والأزمة الإنسانية
من ناحية أخرى ركزت الواشنطن بوست الأمريكية على قرار مجلس الامن اليوم بحظر تسليح المتمردين الحوثيين في اليمن وأنصارهم، بعد موافقة عضوا وامتناع روسيا عن التصويت، في خطوة تأتى استجابة للطلب الخليجي بوقف تزويد الحوثيين بالسلاح، وفرض عقوبات على عبد الملك الحوثي وعلى عبد الله صالح الرئيس اليمني السابق.
واعتبرت الواشنطن بوست أن الغارات التي تشنها السعودية وعدد من الدول العربية فشلت حتى الآن في دفع الحوثيين المتمردين للتراجع عن خطواتهم، في الوقت الذى تغرق فيه اليمن في أزمة انسانية كبيرة نتيجة نقص الغذاء والغاز والأدوية.
ونقلت الصحيفة عن العديد من السكان في اليمن مخاوفهم من تصاعد الصراع وتحوله إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، لتشبه الصراعات المدفوعة بالنزعات الطائفية التي مزقت كل من سوريا والعراق.
شددت الصحيفة على أن انتشار السلاح في اليمن بكثرة يقوض من مساعي فرض الحظر ومواجهة الصراع المسلح في مختلف المدن اليمنية، معتبرة أن الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح ونجله متهمان بالتعاون مع المتمردين في شن هجمات عديدة على مقار الحكومة اليمنية ونشر الفوضي في أنحاء البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى الموقف الروسي التى سبق وأن دعت من قبل إلى حظر الأسلحة على جميع الأطراف المتنازعة، كما اقترحت قرارا يدعو توقف في القتال للسماح تقديم المساعدات الإنسانية، قبل القرار الأخيرة لمجلس الأمن بفرض حظر على تسليح الحوثيين.
واشنطن بوست
خطة إيرانية تجاه السلم:
على الجانب الآخر وفى محاولة لتقويض الصراع المسلح في اليمن، اقترحت إيران اليوم خطة لإحلال السلام في اليمن ودعت إلى وضع حد للضربات الجوية التي تشنها طائرات تحالف تقوده السعودية وتستهدف المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع طهران غير أنه من المرجح أن تقابل هذه الخطوة باستجابة فاترة من الرياض.
واقترح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مدريد خطة للسلام تشمل وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية وبدء حوار بين الفصائل اليمنية وتشكيل حكومة عريضة القاعدة.
أضاف "هذه القضية يجب أن يحلها اليمنيون... إيران والسعودية بحاجة إلى إجراء حوار ولكن لا يمكننا الحديث عن تحديد مستقبل اليمن."
وقال ظريف أيضا إن الضربات الجوية "ببساطة ليست هي الحل... كل العمليات يجب أن تتوقف على الأرض وفي الجو."
وأكدت رويترز في تقرير لها إلى انه من المستبعد أن يلقى الاقتراح ترحيبا من الرياض التي تقول إنها تحمي هادي وحكومته من الحوثيين، حيث يواجه هادي وداعموه السعوديون أيضا معارضة قوية من الجنود الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وهو سياسي مخضرم تحالف مع الحوثيين خصوم الأمس.
من جانبها أعلنت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي تدير المنشأة إنها أعلنت حالة القوة القاهرة في مرفأ التصدير ومحطة الانتاج بسبب تدهور الوضع الأمني، وأكدت في بيان على موقعها الإلكتروني "نظرا لتزايد التدهور الأمني حول منطقة بلحاف... قررت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال إيقاف جميع عمليات إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال والبدء في إجلاء موظفي الموقع."
وكانت مصادر أبلغت رويترز الأسبوع الماضي أن القتال أجبر الشركة على وقف تشغيل إحدى وحدات الانتاج.
وفي محافظة الضالع بجنوب البلاد قالت فصائل مسلحة إن مقاتليها قتلوا حوالي 40 من الحوثيين والجنود المتحالفين معهم خلال يوم الاثنين لكن لا يمكن تأكيد ذلك على نحو مستقل.
وفي مدينة الحوطة بمحافظة لحج بالجنوب قالت فصائل مسلحة إنها هاجمت دبابة للحوثيين بقذائف صاروخية وبنادق آلية مساء الاثنين مما أسفر عن مقتل نحو 15 حوثيا.
وتسببت معارك الشوارع المستمرة منذ أسابيع في تحول أجزاء من مدينة عدن التي كانت مزدهرة ذات يوم إلى حالة من الخراب وأدت أيضا إلى نقص المياه وإمدادات الغذاء والكهرباء، لكن سكانا مسلحين يقولون إنهم فرضوا حصارا على جيوب الحوثيين وقوات الجيش الموالية لصالح مما أدى إلى إجبارهم على الاستسلام بالعشرات بعد نفاد الإمدادات.
شددت الوكالة على أن تنظيم القاعدة الذي نفذ تفجيرات انتحارية ضد الحوثيين يشكل أيضا تهديدا لاستقرار اليمن. ويهدد القتال أيضا ممرات الشحن البحري القريبة ومضيق باب المندب الذي يمر عبره حوالي أربعة ملايين برميل نفط يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
رويترز