المناورات المصرية- السعودية.. ذراع "عاصفة الحزم" الضاربة

الأربعاء 15/أبريل/2015 - 12:50 م
طباعة المناورات المصرية-
 
اتفقت مصر والسعودية أمس الثلاثاء 14 أبريل 2015 على تشكيل لجنة لتنفيذ "مناورة استراتيجية كبرى" على الأراضي السعودية، تشارك فيها دول خليجية عربية، حيث قررت مصر المشاركة في عاصفة الحزم جوا وبحرًا فقط.

مصر المقر الدائم

مصر المقر الدائم
وفق صحيفة العرب اللندنية، فإن مصر هي المقر الدائم المقترح للقوة العسكرية، وسيسهم الجيش المصري بالعدد الأكبر من القوات التي من المقرر أن تضم أكثر من 40 ألف جندي بحجم يتخطى قوات التدخل السريع التابعة للناتو.
وتتكون القوة المشتركة حسبما ذكر خبراء عسكريون، من 500 إلى 1000 عنصر من القوات الجوية للدول المشاركة، ومن 3000 إلى 5000 عنصر من القوات البحرية، ومن حوالي 35 ألفا من القوات البرية، وإن القوات البرية للقوة المشتركة التي من المقرر إسناد قيادتها إلى قائد عمليات سعودي ستنقسم إلى ثلاثة أقسام: قوات العمليات الخاصة، وقوات التدخل السريع، وعمليات الإنقاذ.
ويشارك العدد الأكبر من القوات بمصر والمغرب والأردن والسودان، بينما ستمول السعودية ودول الخليج القوة وتسليحها ومعداتها، وستشارك بأعداد من قواتها الخاصة.

باكستان ترفض المشاركة وتدعم السعودية

باكستان ترفض المشاركة
بعد رفض باكستان المشاركة في عاصفة الحزم والتي جاء بمثابة الصدمة للسلطات السعودية، التي كانت تراهن على الحليف الباكستاني كقوة عسكرية يمكن الاعتماد عليها في وقت الأزمات، جاء القرار المصري ليطمئن السعودية تمامًا ويعطيها دافعا أقوى لمواصلة الضربات ضد جماعة الحوثي حتى انسحابهم من الأماكن التي احتلها الحوثيون خلال المرحلة السابقة.
كان برلمان باكستان رفض في 10 أبريل الماضي طلبا من السعودية للمشاركة بقوات برية وبحرية وجوية في عملية "عاصفة الحزم، مؤكدًا في قراره على حياد إسلام آباد في هذا الصراع معبرا عن القلق البالغ من "تدهور الوضع الأمني والإنساني في اليمن وتداعيات ذلك على السلام والاستقرار في المنطقة"، في حين أعلن البرلمان دعمه الكامل للسعودية.
وشدد على أنه "يود أن تلتزم باكستان الحياد حول الصراع في اليمن حتى تتمكن من لعب دور دبلوماسي وقائي لإنهاء الأزمة، مؤكدًا على دعمه الكامل للسعودية"، مشيرا إلى أن إسلام آباد ستقف كتفا بكتف مع السعودية وشعبها، إذا انتهكت أراضيها أو ظهر أي تهديد للحرمين الشريفين.

السعودية ترفض التدخل الإيراني

وزير الخارجية السعودي
وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل
فيما رفضت السعودية دعوات إيران إلى وقف الضربات الجوية على اليمن، مطالبة طهران بعدم التدخل في الصراع.
وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في العاصمة الرياض: إن "إيران ليست مسئولة عن اليمن".
وأضاف: "كيف يمكن لإيران أن تدعونا لوقف القتال في اليمن؟ نحن أتينا إلى اليمن لمساعدة السلطة الشرعية، لكنهم تدخلوا لتأزيم الوضع".
من جانبه دعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الإيرانيين إلى التدخل، واستخدام نفوذهم لإقناع الحوثيين بالعودة إلى طاولة الحوار؛ لتسوية الأزمة المستعرة في اليمن.
شدد شريف على أن بلاده تعتبر السعودية حليفاً استراتيجيا مهمًّا لها، مجددا تأكيده على أن باكستان سترد بقوة في حال وجود أي تهديد للحرمين الشريفين وسيادة السعودية.
وأشار شريف إلى أن إسلام آباد حثت طهران على جلب الحوثيين إلى طاولة الحوار، مضيفا أن بلاده لن تتخلى عن أصدقائها وحلفائها الاستراتيجيين، خاصة في الوقت الذي يتعرض فيه أمنهم للخطر.
وتعهد شريف بتكثيف جهود بلاده الدبلوماسية بالتنسيق مع السعودية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة اليمنية، مشددا من جهة أخرى على أن تضامن باكستان مع دول الخليج العربية غير قابل للشك.

السعودية تتأهب للمواجهة

السعودية تتأهب للمواجهة
منذ 26 مارس الماضي وتواصل عدة دول عربية تحت شعار "عاصفة الحزم" قصف مواقع جماعة الحوثي جوًا في اليمن تحت قيادة المملكة العربية السعودية، وذلك استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن" وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية، التي تسيطر علي أجزاء واسعة من البلاد، وتلتزم مصر بواجبها تجاه الأشقاء العرب بحماية أمن الخليج من التمدد الشيعي.
كانت أعلنت الرياض الاثنين الماضي أنها نشرت قوات تساندها الدبابات والمدرعات على طول الشريط الحدودي مع مدينة حرض بمحافظة حجة، وجاء الإجراء السعودي ردا على تهديدات من الحوثيين بالرد على العملية العسكرية التي تقودها السعودية على مواقعهم.

تدخل مصر جوا وبحرا

تدخل مصر جوا وبحرا
وعقب المحادثات التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان أمس الثلاثاء 14 أبريل 2015، وحضرها وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول صدقي صبحي، صدر بيان قال: إن مصر والسعودية اتفقتا على تشكيل لجنة لتنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على الأراضي السعودية تشارك فيها دول خليجية عربية، ووصل وزير الدفاع السعودي مساء الثلاثاء، إلى القاهرة في أول زيارة له منذ توليه منصبه يناير الماضي.
وقال الجيش المصري في بيان له أمس الثلاثاء، نشره الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الدفاع: إن الفريق أول صدقي صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى استقبل الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي والوفد المرافق له بمطار القاهرة الدولي؛ حيث أجريت له مراسم الاستقبال.
وأشار العميد محمد سمير المتحدث باسم الجيش المصري إلى أن مشاركة القوات المسلحة المصرية في عمليات التحالف مقتصرة على عناصر من القوات البحرية والجوية، مشددا على عدم وجود قوات برية لبلاده حتى الآن ضمن القوات المشاركة في عملية "عاصفة الحزم".
وأعرب الأمير محمد بن سلمان عن اعتزازه بالروابط والعلاقات القوية التي تربط القوات المسلحة لكلا البلدين والمواقف السعودية الداعمة للشعب المصري، مضيفًا أن مصر تمثل إحدى القوى الرئيسية والفاعلة في تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، رافق وزير الدفاع كل من وزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن فياض بن حامد الرويلي، ومدير عام مكتب وزير الدفاع فهد بن محمد العيسى.
وتأتي الزيارة في أعقاب زيارة وزير الدفاع المصري صدقي صبحي للرياض، وهو اللقاء الذي جاء بعد زيارة قام بها صبحي إلى باكستان التي أعلنت الحياد في الأزمة اليمنية.

وقائع المناورات المشتركة

وقائع المناورات المشتركة
يذكر أن مصر والسعودية شاركتا في عدة مناورات سابقة، منها المناورات المصرية- السعودية المشتركة "تبوك 3"، في 6 مايو 2013 بمشاركة القوات البرية من الجانبين في المنطقة الشمالية الغربية السعودية، شمل التمرين تطبيقا عملياتيا يحاكي مسرح عمليات الحروب الحقيقية، ويهدف إلى رفع الكفاءة القتالية لدى المشاركين في المناورات.
وسبق عمل مناورة تدريبية بين مصر والسعودية عام 2010 "مرجان 13" ولكن على مستوى منخفض، إلا أن هذه المناورة حدثت لأول مرة على مستوى كبير في تاريخ البلدين.
كما أجرت القوات الجوية 22 يونيو 2013 مناورة في قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف، بالمملكة العربية السعودية، فعاليات التمرين الجوي التكتيكي المشترك "فيصل 10" مع القوات الجوية الملكية السعودية، تأكيدًا وتعزيزًا لروابط التعاون بين البلدين الشقيقين.
وكانت أشهر المناورات التي جرت هي "النجم الساطع" والتي تعتبر أكبر تدريب متعدد الجنسيات في العالم وتقام في مصر كل عامين، حيث يشارك فيها كل عام قرابة 43 ألف جندي مصري.
ويوم 9 فبراير 2015، شاركت مصر والسعودية في مناورة بحرية مشتركة "مرجان 15"، أجرتها وحدات من القوات البحرية في البلدين، وتستمر لعدة أيام بنطاق البحر الأحمر بالسعودية.
وتأتي المناورات المشتركة بين الجانيين لتؤكد متانة العلاقة بين مصر والسعودية، وتعتبر أيضا رسالة واضحة للدول العربية والعالم بأن العلاقات بين الدولتين لم تختلف بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز.

خسائر الحوثيين

خسائر الحوثيين
يذكر أن قوات حرس الحدود السعودية والمسلحين الحوثيين يواصلان تبادل القصف المدفعي عبر الحدود؛ ما أدى إلى مقتل عدد من ضباط الصف السعوديين، فيما أعلنت الرياض أن قواتها كبدت الحوثيين خلال المواجهات خسائر فادحة تجاوزت 500 قتيل.
ويفتقد الجيش السعودي مهارات المواجهة مع أطراف النزاع، وكذلك يفتقد الخبرات القتالية التي تؤهله لخوض مغامرة الحرب البرية منفردا ضد الحوثيين على الرغم من تفوقه النوعي الكبير في الأسلحة.
في هذا الصدد صرحت مصر والسعودية والإمارات وقطر والمغرب والأردن والسودان بإسهاماتها بعدما اتفق الجميع على أن إيران تسعى إلى مزيد من التوسع في المنطقة، خاصة بعد نجاحها في التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الدول الغربية حول ملفها النووي.
ويقول المحلل العسكري ماثيو هيدجز: إن تلك القوة العربية المشتركة جاء نتيجة لغياب ثقة الدول العربية في حلفائها التقليديين، وأضاف أن الربيع العربي أظهر الهوة العقائدية التي لم تعالج بعد بين القوى الغربية وحلفائها الإقليميين.

مجلس الأمن يهدد الحوثيون بعقوبات

مجلس الأمن يهدد الحوثيون
في سياق آخر أقر مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار خليجيا تحت الفصل السابع يطالب الحوثيين في اليمن بالانسحاب ووقف العنف مع فرض عقوبات عليهم، بأغلبية 14 صوتا مع امتناع دولة واحدة هي روسيا.
ويطالب القرار، ميليشيات الحوثيين بالانسحاب من العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى التي سيطروا عليها وتطبيق ووقف الأعمال أحادية الجانب التي يقومون بها.
ويستهدف القرار زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي ونجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أحمد، عبر إدراجهما على لائحة عقوبات تشمل مسئولين آخرين، مما يعني منعهما من السفر وتجميد ممتلكاتهما.
كما لا يلزم القرار التحالف العربي بوقف الضربات الجوية ولو مؤقتا ضد الحوثيين.

شارك