الصفقة الحرام.. حماس تتفاوض سرًّا مع إسرائيل لإقامة دولة "غزة"

الخميس 16/أبريل/2015 - 03:15 م
طباعة الصفقة الحرام.. حماس
 
تشهد الأجواء بين إسرائيل وحركة حماس حالة من الغموض حول موقف الطرفان في الاتفاق على حل للأزمة العالقة بينهما، فالبرغم من أن هناك أنباء تؤكد اقتراب الطرفان من التوصل إلى حلول، فإن هناك أنباء تشير إلى غموض في الصفقة التي تسعى إليها حركة حماس لتقسيم فلسطين وإنشاء دولة غزة على الحدود، وذلك بعد تجول عدد من القياديين في الحركة قرب السياج الفاصل بين حدود قطاع غزة وإسرائيل لبحث الأوضاع.

خطورة مساعي حماس

خطورة مساعي حماس
الأمر يؤكد أن حركة "حماس" لديها إصرار على إجراء مشاورات مع الجانب الإسرائيلي، وأن المواقع التي أنشأتها حماس للتدريب على الحدود لا تحمل سوى رسالة تحدٍّ أمام الجانب الإسرائيلي.
كذلك تؤكد مساعي حماس الخفية إلى أن هناك لعبة خطيرة وصفقة تقوم بها الحركة لإقامة دولة "غزة" المستقلة بها على الحدود.
وكان نشر المكتب الإعلامي لحركة "حماس"، صورا لنائب رئيس المكتب، إسماعيل هنية، وهو يراقب عبر منظار بعيد المدى، الحدود مع فلسطين التاريخية والأراضي التي أقيمت عليها دولة إسرائيل عام 1948.
من جانبها ذكرت مصادر إسرائيلية أن حركة حماس وإسرائيل على وشك بلورة اتفاق، تلتزم بموجبه إسرائيل برفع الحصار بصورة شاملة عن قطاع غزة مقابل وقف تزويد حركات المقاومة بالسلاح وزيادة الجهد المصري في هذا الإطار، فضلا عن تدمير الأنفاق بين القطاع والأراضي المصرية.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن هذه المصادر قولها: إن مباحثات مصرية إسرائيلية تتواصل بكثافة لمنع أي احتكاك مستقبلي بين غزة وإسرائيل في حال أي تصعيد إقليمي، بينما تضمن القاهرة عدم تزويد الفصائل بالسلاح في ظل الخطورة الدائمة على أمن البلدين من شحنات السلاح المتفق عليها بالقطاع واحتمال استخدامها ضد الأمن المصري.
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن الوفد الأمني المصري المنتظر وصوله إلى تل أبيب سيبحث موضوع تثبيت التهدئة وحل مشكلة الأسرى المبعدين والمضربين عن الطعام، وسبل حفظ الأمن في سيناء الذي من شأنه تهديد الاستقرار في المنطقة.

حفر الأنفاق

حفر الأنفاق
في سياق متصل أكد موقع صحيفة "والا" الإسرائيلي اليوم الخميس 16 أبريل 2015، في تقرير موسع له، أن حركة حماس تقوم بتطوير عملية حفر الأنفاق في غزة بواسطة أدوات هندسية قادرة على العمل في أماكن صغيرة، بالإضافة إلى سعي حماس أيضاً لتسريع وتيرة تصنيع الصواريخ ذات المدى القصير.
وكشف الموقع أيضاً أن حماس انتقلت إلى استعمال أدوات هندسية لحفر الأنفاق باتجاه إسرائيل وليس باتجاه مصر، وهو ما يمثل تحولاً استراتيجياً، مشيرًا إلى أن حماس تستخدم حفارات مناسبة للعمل في أماكن صغيرة، وهي الحفارات التي من شأنها أن تُسهم في تسريع وتيرة عمليات الحفر. 
من ناحية أخرى زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها، أن الجيش الإسرائيلي طور أول منظومة من نوعها في العالم للكشف عن الأنفاق، ردًّا على حفر حركة حماس للأنفاق تحت الأرض.
وادعت الصحيفة نجاح هذه المنظومة الجديدة في الكشف عن محاولات حفر الأنفاق الحمساوية بصورة لافتة، وهو ما دفع بعدد من القادة الإسرائيليين إلى اقتراح فكرة توسيع عمل هذه المنظومة، والأهم من هذا التوسع بها، على حد وصفها.
وتطرقت الصحيفة إلى شرح كيفية عمل المنظومة الجديدة قائلة "منظومة الاستشعار الجديدة تعمل بعد تركيب العديد من أجهزة الاستشعار بها، وتقوم أجهزة الاستشعار برصد أي تحركات أرضية أو حفريات، وبالتالي يتم إبلاغ القيادات العسكرية بها فوراً؛ الأمر الذي يجعلها تتعامل مع هذه التهديدات على الفور".

مساعي حماس لإقامة دولة غزة

مساعي حماس لإقامة
وكان مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشئون الدينية محمود الهباش كشف عن أن السلطة الفلسطينية تملك وثائق ومستندات رسمية تؤكد سعي حركة حماس بالتعاون مع جهات فلسطينية وعربية؛ لإقامة كيان مستقل على شكل دولة في قطاع غزة. 
وأشار إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أطلع القادة العرب على هذا المخطط المكون من ثمانين صفحة.
وطالب الهباش الدول العربية بممارسة الضغوط السياسية وبحزم على حماس كي ترضخ لتسليم غزة كاملا إلى حكومة التوافق الفلسطينية باعتبارها الجهة الشرعية المخولة بإدارة القطاع.
فيما رد إسماعيل هنية، قائلا: إن الحركة لا تسعى لإقامة ما يسمى دولة في غزة، لكنها تعمل على تحرير الأرض الفلسطينية كاملة من الاحتلال الإسرائيلي.

فتح وحماس

فتح وحماس
من جانبه أكد أحمد عساف، المتحدث باسم حركة فتح، أن حركة حماس ما زالت تعمل على تحويل فلسطين إلى ساحة اقتتال داخلي مع العناصر الفلسطينية بدلا من الحرب ضد إسرائيل، موضحًا أن فتح تسعى لأية مصالحة أو تحالف يصب في صالح فلسطين والشعب الفلسطيني وتحرره.
وقال "عساف": إن إسرائيل تسعى لعمل دولة فلسطينية جديدة بدءا من غزة وحتى سيناء بحيث يتم اقتطاع سيناء لصالح الشعب الفلسطيني في حين يكون القدس الشريف ضمن الدولة الإسرائيلية، وهذا لن يحدث على الإطلاق وهذا المخطط الإسرائيلي الغربي سيفشل.
من ناحيتها نفت حماس تصريحات منسوبة للقيادي في الحركة محمود الزهار بشأن قيام دولة أو كيان مستقل في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم حماس في غزة سامي أبو زهري: إنه لن تكون هناك دولة في غزة ولن تكون دولة فلسطينية بدون غزة، مستهجنا تصريحات نسبت للزهار، حول إقامة حكم ذاتي في القطاع.

أبو مازن يعرب عن قلقه

أبو مازن يعرب عن
من جانبه أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن قلقه إزاء توجه حركة حماس لإجراء مفاوضات منفصلة مع إسرائيل بشأن مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة، معتبرًا أن هذا المشروع يرمي إلى نسف مساعي إقامة دولة فلسطينية، موضحا أنه ينص على إقامة دولة في قطاع غزة ومنح الضفة الغربية نظاما للحكم الذاتي، مع انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية منها.
أكد أبو مازن أن مسألتي القدس واللاجئين لا تشملهما المفاوضات المتعلقة بهذا المشروع الإسرائيلي على الإطلاق.
 وقال عباس: إنه مستعد للإعلان عن موعد الانتخابات العامة في البلاد فور موافقة حماس على إجرائها، مشيرًا إلى أن المرسوم الخاص بإجراء الانتخابات سيصدر فور تأكيد حماس استعدادها لإجراء الاقتراع، مؤكدا أن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية مرهون بسير المصالحة الفلسطينية.
ورد القيادي في حماس صلاح البردويل، بأن الحركة مستعدة لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية.

كتائب القسام

كتائب القسام
من جانبه التقى إسماعيل هنية، نائب رئيس حركة حماس، بعدد من مقاتلي كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح للحركة، متفقدا معسكراتهم التدريبية "الثابتة"، التي أنشأتها الكتائب على بعد أمتار قليلة من مواقع الجيش الإسرائيلي المتمركزة على الحدود.
وكانت كتائب القسام كشفت من قبل عن امتلاكها ثلاثة أنواع من الطائرات بدون طيار استطلاعية، هجومية، وانتحارية، وأطلقت عليها اسم "أبابيل"، واستخدمت بعضها خلال الحرب الأخيرة.
ويقول متابعون: إن هذه الزيارة تحمل عددا من الرسائل تريد حركة حماس إيصالها، أولها أن الأخيرة أعدت معسكرات علنية وثابتة قرب الحدود مع إسرائيل، أي أنها تستعد على قدم وساق للمعركة القادمة، مشيرين إلى أنه لأول مرة نشاهد قادة حماس وهم يتفقدون المواقع التدريبية العسكرية، ويراقبون عبر المناظير بعيدة المدى، في رسالة تأكيد على أن المقاومة مستمرة في الإعداد والتجهيز لأي عدوان إسرائيلي قادم.

احتمالية هدنة بين الطرفين

احتمالية هدنة بين
ويرى خبراء أن إقامة حركة حماس مواقع تدريبية ثابتة وعلنية على بعد أمتار قليلة فقط، من مواقع الجيش الإسرائيلي رسالة أخرى، وهي أن الحديث عن هدنة طويلة الأمد بين المقاومة وإسرائيل قد يدخل حيز التنفيذ قريبا، فمواقع القسام المكشوفة، والتدريبات العلنية قد تأتي في إطار الهدنة الطويلة، وثقة حماس في أنها قادرة على التدريب العلني بشكل دائم دون أن تعترض إسرائيل أو تجرؤ على مهاجمة المواقع وعناصر القسام.
من المعروف أنه في 26 أغسطس 2014، توصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى هدنة، برعاية مصرية، أوقفت حرباً إسرائيلية على غزة دامت 51 يوماً؛ ما تسبب في مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وتدمير آلاف المنازل، مقابل مقتل عشرات الإسرائيليين، معظمهم عسكريون، وفقا لبيانات رسمية.
ويقول القيادي في حركة حماس، مشير المصري: إن أطرافا أوروبية أبدت انزعاجها من تدريبات الحركة العسكرية، مضيفًا أن تلك الأطراف طلبت من الحركة عدم إطلاق صواريخ تجريبية ولا إرسال طائرات الاستطلاع، التي قامت بتصنيعها إلى الأجواء الإسرائيلية، قائلا: من حق المقاومة خلال أي تهدئة، أن تقوم بالإعداد والتدريب للمعارك القادمة، ومعركتنا مع الاحتلال طويلة، حتى تحرير كامل أرضنا الفلسطينية.

حماس تتحدى إسرائيل

حماس تتحدى إسرائيل
كانت كتائب القسام نشرت صورا لمواقع تدريب عسكرية، محاذية للسياج الفاصل بين حدود غزة وإسرائيل.
وقالت إنها تنشر الصور بغرض "تحدي إسرائيل"، مضيفة أنها بنت بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة العديد من مواقع التدريب العسكرية المحاذية للسياج الأمني الفاصل بين إسرائيل ومناطق مختلفة من غزة.
وكان طالب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام بإنجاز صفقة تبادل مشرفة لإرغام الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق الأسرى الفلسطينيين والعرب كافة من دون قيد أو شرط.
وأشار مسئول ملف الأسرى في المجلس النائب محمد شهاب إلى أن حالات الاعتقال بلغت خلال العام المنصرم نحو سبعة آلاف، بينما خلال الربع الأول من العام الجاري حوالي ألف حالة، من بينهم 150 طفلاً و60 امرأة، من ضمنهم 54 من قطاع غزة.
لفت إلى أن سلطات الاحتلال أعادت اعتقال 74 محرراً من صفقة وفاء الأحرار، أفرجت عن ثمانية منهم، وأعادت فرض الأحكام السابقة على 35 منهم، في حين بلغ عدد الأسرى المرضى 1200، من بينهم 130 مصابون بأمراض مزمنة.

شارك