اهتمت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بقرار مجلس الأمن بفرض الحظر على الأسلحة في الفصائل المتمردة في اليمن، في خطوة اعتبرها مراقبين ستعمل على مواصلة عزل المتمردين، ومحاولة طرح حلول سياسية للأزمة.
أشارت الصحيفة إلى أن الهجمات التي تقودها السعودية خلقت حالة فوضى في اليمن، وهو ما ترتب عليه استغلال تنظيم القاعدة للفراغ الأمني والتفوق في مناطق كبيرة بالمدن اليمنية.
وأكدت الصحيفة أن السعودية وحلفائها في العملية الجوية والبحرية تستهدف مناطق وتجمعات المتمردين الحوثيين في اليمن، واتهام إيران بدعم الحوثيين وتزويدهم بالسلاح، في الوقت الذى تنفيه فيه السلطات الإيرانية الاتهامات المنسوبة لها.
ونقلت الصحيفة عن متابعون مخاوفهم من استمرار الحرب بالوكالة بين الشيعة والسنة في الخليج، في ظل استمرار الصراع بين السعودية وايران على بسط نفوذهم في منطقة الشرق الأوسط، وهى تماثل الصراع الذى عمل على تردي الأوضاع في سوريا والعراق على خلفية الصراعات الطائفية..
شددت الصحيفة على أن اليمن أصبح يغرق في الأسلحة، ولا أحد يستطيع التوقع هل الحظر المفروض من الامم المتحدة سيؤدى إلى نتائج ايجابية ام لا، وهل سيعمل على تقويض الصراع الدائر أم لا.
واشنطن بوست
على الجانب الآخر أعرب خالد بحاج نائب الرئيس اليمني عن أمله في تفادي شن حملة برية للتحالف العربي باليمن، واعتبرت وكالة رويترز في تقرير لها أن هذه التصريحات تأتى بعد أن أثارت تدريبات عسكرية مزمعة بالسعودية تكهنات بأن التحالف الذي تقوده السعودية ويقصف الحوثيين المتحالفين مع إيران باليمن منذ ثلاثة أسابيع يفكر في استخدام قوات برية.
ونقلت الوكالة عن بحاح قوله "نحن لا نزال نأمل بأن لا يكون هناك أي حملة.. أي حملة برية تماشيا مع الضربات الجوية هذا ما نأمل به ونأمل أن الشعب اليمنى يفهم ذلك".
ودعا بحاح القوات المسلحة إلى تأييد الحكومة اليمنية "الشرعية" وقال إنه ينبغي وقف القتال قبل أن تكون هناك أي مبادرة سياسية.
وقال "في هذه اللحظة التاريخية فإننا نوجه نداء لكل أبناء القوات المسلحة والأمن أن يكونوا في ركب مؤسسة الدولة الشرعية."
وقال بحاح إنه لن يتم النظر في أي مبادرات سلام حتى يعود الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى عدن.
يأتي ذلك في الوقت الذى أشارت فيه الوكالة إلى تصريحات محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين بانه يرفض فكرة عودة الرئيس اليمني المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي إلى البلاد واتهمه "بالخيانة"، موضحًا أن
حملة القصف التي تقودها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران يجب أن تتوقف فورا وبلا أي شروط.
رويترز
من جانبها اعتبرت الإيكونيميست البريطانية انه بعد 3 أسابيع من الحملة الجوية على الحوثيين المعروفة باسم "عاصفة الحزم" في اليمن ومع تزايد عدد الضحايا من المدنيين، فلا توجد دلالات كبيرة على أن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، حقق كثيرا في استراتيجيته العسكرية والسياسية، لذا يبدو اسم "اليمن السعيد" مثارا للسخرية فالدولة الأفقر في العالم العربي تقصفها الدولة الأغنى، أما بالنسبة لأمريكا، التي تدعم العملية العسكرية السعودية لوجيستيا واستخباراتيا، فإن اليمن تمثل خطرين أولهما هو الجهاديون وثانيهما زيادة النفوذ الشيعي.
أكدت المجلة الشهيرة أن الحرب في اليمن أشبه بعراك بدائي في دولة بعيدة بين أشخاص لا يعرف العالم عنهم شيئا وفي بعض الأحيان يلعب صراعها الداخلي على السلطة دور البطولة لصالح المنافسات الجيوسياسية الأوسع، ففي ستينيات القرن الماضي كانت المنافسة داخل هذا البلد بين الملكيين والقوميين العرب والتي أدت لتقسيم العالم العربي، مشيرة إلى تدخل مصر إثر ذلك لجانب الجمهوريين القوميين ضد أنصار الإمامة الزيدية المدعومة من المملكة العربية السعودية، لكن في هذه الأيام فإن الانقسام الأكبر بات بين السعودية وإيران، وهو الانقسام الذي يغذي الطائفية بين السنة والشيعة، واﻵن فإن السعودية ومصر أصبحتا حليفتان وتدخلتا لدعم السنة ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
نوهت المجلة إلى أن الولايات المتحدة ترى أن اليمن أرضا خصبة لانتقال الجهاديين فضلا عن وجود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على أراضيها وهو أخطر أفرع التنظيم الأم، وتوفر اليمن أيضا لإيران فرصة لزيادة نفوذها ورعاية حليف شيعي ربما يكون أقرب لتنظيم حزب الله في لبنان، وكلا الخطرين تفاقمهما الفوضى، بينما يري الحوثيين فقد قاتلوا الحكومة اليمنية مرارا ووقفوا في وجه الرئيس القوي علي عبدالله صالح، لكن بعد ذلك تحالف الحوثيون مع صالح واستطاعوا السيطرة على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي ثم تقدموا صوب عدن حيث يقيم الرئيس عبدربه منصور هادي.
أكدت على أن الإجراءات السعودية في اليمن ربما حالت دون استيلاء الحوثيين على مدينة عدن بأكملها، لكنهم لا يزالوا يحققون مكاسب على الأرض، لذا فإن الغارات الجوية لن تؤدي لهزيمتهم وفي الوقت نفسه تتراجع احتمالية التدخل البري بعد أن رفضت باكستان طلبا من السعودية بإرسال قواتها لهناك فضلا عن عدم تعجل مصر في إرسال جنودها لليمن، الذي يطلق عليها البعض "فيتنام".، موضحة انه لم تكن الطائفية بهذه القوة من قبل في اليمن وثمة شكوك متزايدة حول مدى الدعم الذي ينعم به الحوثيون من إيران، وأقرب مثال هو تصريحات المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي التي قال خلالها إن الهجمات السعودية في اليمن ترتقي إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية، متسائلة بقولها " هل حان الوقت لاتفاق سياسي ينهي ذلك الصراع؟ هناك العديد من الدعوات لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات، لاسيما بعد إصدار مجلس الأمن قراره في 14 من إبريل الجاري بفرض حظر الأسلحة على الحوثيين وعائلة صالح مع إقرارها لدعوات السعودية بإجراء محادثات بوساطة أممية في العاصمة الرياض، الشرط الذي رفضه الحوثيون.
كما شددت المجلة على انه في إطار دفعهم لعودة الرئيس هادي، فالسعوديون يعتمدون على حليف لا يحظى بشعبية كبيرة على الأقل لأنه فر من البلاد، لكن في الوقت نفسه يُعد نائبه ورئيس الوزراء خالد بحاح الشخصية التي يتوحد حولها اليمنيون، لكن السعودية لم تضع حتى اﻵن أهداف سياسية واضحة ما يتركها أمام مهمة مستحيلة وهي التخلص من الحوثيين وتسمح في الوقت نفسه لإيران بأن تكون صانعة السلام في اليمن.
الإيكونيميست البريطانية
قال تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش،
الخميس: إن غارة للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، ضربت مصنعا للألبان
في اليمن، في 31 مارس/ آذار، ما أدى إلى مقتل 31 مدنيا، وإصابة 11 آخرين بجروح. ودعت
الدول المشاركة في الغارات إلى التحقيق في الغارة، التي قد تكون انتهكت قوانين الحرب
عن غير قصد.
ويبدو أن مليشيات أنصار الله، التابعة
للحوثيين، وقوات المعارضة الأخرى، قد وضعت المدنيين في خطر غير مبرر، وأفاد سكان محليون
للمنظمة أ، مصنعا للألبان والعصير، المكون من بناء يضم عدة طوابق على بعد 7 كيلومترات
من خارج ميناء الحديدة على البحر الأحمر، يبعد نحو 100 متر عن قاعدة عسكرية يسيطر عليها
الحوثيون، كما تضم قاعدة أخرى قريبة قوات موالية للرئيس علي عبدالله صالح.
وقال جو ستورك، نائب مدير منظمة هيومان
رايتس ووتش، لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن
"الغارات المتكررة على مصنع الألبان القريب من القواعد العسكرية، يظهر عدم احترام
الطرفين للمدنيين من قبل طرفي الصراع في اليمن"، وأضاف بأن "الهجمات ربما
تنتهك قوانين الحرب، والدول المشاركة يجب أن تحقق وتتخذ إجراءات، بما فيها تعويض ضحايا
الغارات غير الشرعية."
وأوضحت المنظمة في بيانها أنه بالرغم
من أنه ليس بالضرورة أن تكون الخسائر في صفوف المدنيين ناجمة عن انتهاك لقانون الحرب،
فإن الغارة على مصنع للألبان يستخدم للأغراض المدنية، يجب أن يخضع لتحقيق عادل، مشيرة
إلى أنه في حال كون الولايات المتحدة تقدمة الدعم الاستخباراتي والدعم غير المباشر
للغارات، فإن هذا يجعلها طرفا في الصراع، تتشارك المسئولية
في تخفيف الأذى الذي يصيب المدنيين والتحقيق في الانتهاكات.
وأوضح التقرير أن بدءا من الساعة 11
مساء يوم 31 مارس، أغارت طائرة أو أكثر أربع مرات وقصفت مصنع الألبان، بحسب ما أفاد
3 من العمال في المصنع، وثلاثة من المواطنين المحليين، ونقلت عن طبيب الطوارئ هاني
محفوظ، في مستشفى 22 مايو بالحديدة، التي استقبلت الضحايا، بأن الغارة قتلت 31 شخصا
من موظفي المصنع، وأصابت 11 آخرين، وأكدت مصادر المنظمة أن المصنع ينتج مواد عامة لا
يستبعد أن تكون المليشيات الحوثية وأي قوات أخرى تستفيد منها.
"CNN"