الإيزيديون يودعون عام "داعش".. ويتطلعون إلى مستقبل بلا إرهاب
الخميس 16/أبريل/2015 - 10:53 م
طباعة

جاءت احتفالات الإيزيديين هذا العام، مكسوة بلون الحزن والدم والحداد على ضحايا أبناء الطائفية الإيزيدية، بيد تنظيم الدولة "داعش" في العراق، ليكو ن أكثر الأعوام حزنًا وسوادا في تاريخ الطائفية الإيزيدية.
ويشكل الإيزيديون واحدة من أصغر الأقليّات الدينية في العراق، من الجائز أنَّ نحو 50 % من الإيزيديين يعيشون في العراق، خاصة في المناطق المحيطة بناحية شيخان التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الموصل وفي جبل سنجار غرب الموصل، كما يُقدّر عددهم في كل أرجاء العالم بحوالي 250 ألف يزيدي.
الأربعاء الأحمر:

سنويا يكون يوم الأربعاء الأول من اأريل والذي يتخلف ثلاثة عشر يوما عن التقويم الميلادي، عيد رأس السنة الإيزدية ويسمى أيضا الأربعاء الأحمر. ويصادف هذه السنة يوم 15/4 /2015 يوم الأربعاء الأحمر. وهو يوم مقدس لد ى الإيزدية خاصة ومعتبر لدى الشعب الكردي عامة لذى يعتبر هذا اليوم عطلة رسمية لكافة دوائر الأقليم بقرار من برلمان كردستان .
في ليلة هذا اليوم ليلة ألأربعاء الأحمر يتحول وادي لالش النوراني الى لوحة فائقة الجمال يعجز عنها الوصف، يليق بهذا البيت المقدس، حيث تنار 366 شمعة، شمعة في مكان كل تقي وولي وفي مزارات الصالحين بالنسبة للأيزيدية، وكذلك يجرى قداس عظيم يسمى (الصما) من قبل رجال الدين في باحة المجلس، وتقرأ الأدعية الدينية على سماع الموسيقة الهادئة،من قبل رجال الدين. ويمثل عيد الأربعاء الأحمر بداية الحياة وبعث الخليقة.
ويوجه الإيزيديون دعواتهم هذا المساء بوجه خاص للملك الطاووس بشكل خاص، وهو أحد الملائكة السبعة الذين يقدسهم الإيزيديون، ويعتقد الإيزيديون أن الملك الطاووس هو الذي يحميهم ويوفر لهم عاما سعيدا.
مع الاحتفال المشترك بعيد العام الجديد يعود بعض الأمل أيضا للإيزيديين.
مأساة الإيزديين و"داعش":

لم تكن احتفالات الإيزيديين هذا العام بيوم الأربعاء الأحمر أو رأس السنة الإيزيدية كالأعوام السابقة، فالأحداث التي شهدوها خلال الأشهر الماضية المتمثلة بسيطرة تنظيم داعش على بلداتهم في محافظة نينوى وما آلت إليه من نزوح نحو نصف مليون شخص من مناطقهم و وجدوا ملاذا في مناطق خاضعة للحكم الذاتي للأكراد شمال العراق.
ويرى المتشددون السنة في الإيزيديين «عبدة الشيطان» ويلاحقونهم بوحشية حيث قتل تنظيم "داعش" نحو 1500 من الإيزيديين ويعتقد أنه لا يزال هناك نحو 3000 امرأة تحت سيطرة مليشيا تنظيم الدولة، ربما أكرهت هذه النساء على الزواج من رجال التنظيم وربما «تم بيعهن كسبايا» وهو ما يصفه الإيزيديون بالتطهير العرقي.
قالت عضوة البرلمان العراقي السابقة، أمينة سعيد، إنها تحتفظ بأسماء أكثر من 5 آلاف امرأة ورجل وطفل تم اختطافهم من قبل عصابات داعش، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 4 آلاف شخص آخرين في قبضة داعش مع نجاة حوالي 900 شخص غالبيتهم من النساء".
وأضافت الناشطة الإيزيدية أنها "سجلت وبجهود شخصية وبمساعدة بعض النشطاء، 5 آلاف اسم للأطفال والنساء والرجال، مع تحديد مواقع أغلبهم في المناطق التي يسيطر عليها داعش".
وذكرت البرلمانية السابقة التي تعمل في هذا الملف بشكل طوعي منذ شهر أغسطس من العام الماضي، أن "الجهود الدولية والمحلية غير كافية لإنقاذ المئات من النساء والأطفال في مواقع معروفة وقريبة كانت إلى فترات سابقة".
تقرير أممي:

وظهر تقرير مفصل لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان نشر أمس أن تنظيم «داعش» المتطرف «قد يكون ارتكب أخطر الجرائم الدولية الثلاث وهي جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية» بحق الإيزيديين في العراق بهدف «تدميرهم كمجموعة»، وتطرق الى اعمال وحشية أخرى استهدف مجموعات إثنية أخرى، كما اتهم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران بارتكاب جرائم حرب.
ونشرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان تقريراً مفصلاً حول الجرائم والأعمال الوحشية التي ارتكبها المتطرفون و"تتضمن أعمال القتل والتعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي والارغام على التحول من دين إلى آخر وتجنيد الأطفال».
وبحسب التقرير فإن «كل هذه التجاوزات تبلغ مرتبة انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وبعض هذه التجاوزات قد تشكل جرائم ضد الإنسانية و/أو قد تبلغ مرتبة جرائم الحرب».
ويستند التقرير الى «مقابلات متعمقة مع أكثر من 100 شخص شهدوا أو نجوا من الهجمات التي شنت في العراق في الفترة بين حزيران 2014 وشباط 2015»، وفق بيان مفوضية حقوق الإنسان.
وأضاف البيان أن «التقرير الذي طلبه مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بناء على مبادرة حكومة العراق في ايلول العام 2014، يذكر أعمال القتل الوحشية والمحددة الهدف التي كان ضحيتها مئات الرجال والفتيان الإيزيديين في سهول نينوي في آب الماضي».
ووفق التقرير فان النمط الجلي للهجمات «يدل على عزم «داعش« في العراق والشام على تدمير الإيزيديين كمجموعة»، وهذا «يوحي بقوة» بأن تنظيم الدولة الإسلامية «قد يكون ارتكب إبادة جماعية» بحقهم.
ويشير التقرير الى انه «جرى في بعض الحالات إخلاء القرى تماماً من سكانها الايزيديين». كذلك، ينقل التقرير عن فتيات ونساء إيزيديات استطعن الفرار من الاسر كيف كان يتم «بيعهن علناً أو تسليمهن باعتبارهن هدايا إلى أعضاء في الدولة الإسلامية في العراق والشام».
إلغاء الاحتفالات:

ومع حالة الحزن التي تسكن بيوت الإيزديين، اعلن المجلس الروحاني الإيزيدي في العراق إلغاء الاحتفالات بعيد "الأربعاء الأحمر" - يصادف أول يوم أربعاء من شهر نيسان/ أبريل من كل عام - في معبد "لالش" المقدس بالنسبة للطائفة الإيزيدية في العراق والعالم، والذي يقع بمحافظة دهوك، وذلك بسبب اختطاف تنظيم "داعش" الإرهابي الآلاف منهم، وشن هجمات على قضاء سنجار بمحافظة الموصل شمالي العراق. وأفاد" بيشيمان بابا شيخ" - زعيم ديني إيزيدي - في حديثه لمراسل الأناضول، أن عيد الأربعاء الأحمر يعد أهم عيد بالنسبة لهم، مضيفاً أنهم يحتفلون بهذا العيد في أول يوم أربعاء من شهر نيسان كل عام، وفقاً للتقويم الشرقي (الرومي)، مؤكداً أن رجال الدين الأيزيديين قرروا إلغاء الاحتفال بالعيد هذا العام؛ بسبب المأساة التي وقعت في جبل سنجار، وهجمات داعش على مناطق إقليم شمال العراق. من جانبه أشار المتحدث الإعلامي باسم معبد لالش، "لقمان سليمان" إلى أنهم سيكتفون بزيارة رجال الدين، والزيارات المتبادلة وسلق البيض وإشعال الشموع؛ بدلا من الاحتفالات بعيد الأربعاء الأحمر. وأضاف سليمان أن الإيزيديين في الخارج لن يأتوا إلى معبد لالش هذا العام كما في السابق، حيث سيتم استقبال العيد عبر قبول رجال الدين للزيارات في باحة المعبد، وسيتم توزيع البيض المسلوق من قبل أبناء الطائفة، وجمع الزهور على شكل باقات، والدعاء من أجل تخلص العراق من داعش. وأشار سليمان إلى أن عيد الأربعاء الأحمر يعد أقدم وأقدس عيد بالنسبة للأيزيديين، مضيفاً أن العيد يرمز إلى رأس السنة الأيزيدية وبداية الخليقة، وأن سكان الشرق الأوسط وخصوصاً بلاد ما بين النهرين، منذ القدم يحتفلون بالأربعاء الأحمر، وأن الأيزيديين يواصلون الأحتفال به، حيث يرمز العيد إلى "يوم بعث الخليقة وبداية الحياة".
ويأمل الإيزديون في عام جديد يحمل لهم مستقبلا جيدا ومبشرا في ظل الاوضاع المأساوية، التي شهدوه علي يد "داعش"، " فقد تعرض الإيزديين كمصير باقي الشعب العراقي، للقتل، والشيعة، والسنة، والمسيحيين والتركمان، والشبك، قتلوا.. فهل سيحمل العام الجديد الأمل في حياة أفضل للإيزديين؟