اليمن: " الحزم" تستمر.. والسيسي يحسم معركة التدخل البري
الجمعة 17/أبريل/2015 - 05:48 م
طباعة

واصلت مقاتلات تحالف "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، سلسلة غارات جوية استهدفت معاقل جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح.
فيما تشهد عدة مدن في البلاد مواجهات يومية بين مليشيات جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة ومسلحي المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى.
تواصل الغارات:

كما استهدفت الغارات في العاصمة صنعاء صباح وظهر اليوم معسكر الحفا ومخازن الاسلحة في جبل عيبان والوية الصواريخ في تل عطّان.
كما تعرض معقل الحوثيين في صعدة (شمال غرب اليمن) لغارات استهدفت مخازن وقود وأسلحة وتجمعات حوثية. وقال المتحدث باسم عاصفة الحزم العميد الركن أحمد عسيري إن الحوثيين كانوا سيستخدمون تلك المخازن لمهاجمة الأراضي السعودية.
وفي جنوب اليمن، وتحديدا في تعز، شنّ طيران التحالف صباح اليوم غارات على مواقع عسكرية للقوات المتمردة بالمحافظة. وقال الصحفي هشام السامعي للجزيرة إن القصف استهدف القصر الجمهوري ومعسكرا للحرس الجمهوري وآخر للتموين العسكري.
كما شمل القصف اليوم معسكر اللواء 115 في زنجبار ومواقع أخرى بمحافظة أبين (شرق عدن)، وفي لحج شمال عدن، قصفت طائرات التحالف أمس رتلا للحوثيين أثناء مغادرته قاعدة "العند" الجوية، مما أسفر عن مقتل عشرين حوثيا، وتدمير دبابتين وأربع مدرعات، وفقا لمصدر رسمي بالمحافظة.
قال المتحدث باسم حلف قبائل حضرموت صالح مولى الدويلة، إن مسلحي الحلف سيطروا على ألوية عسكرية مسؤولة عن حماية الشركات النفطية في منطقة المسيلة في محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، مضيفا أن "مسلحي حلف قبائل حضرموت تمكنوا صباح اليوم الجمعة، من السيطرة على قوة حماية الشركات النفطية في قطاع المسيلة بحضرموت جنوب شرق اليمن".
وفي عدن، واصلت القوات المتمردة استهداف المباني السكنية والخدمية، وفقا لصور بُثت على الإنترنت. كما قالت مصادر للجزيرة إن قوات المقاومة الشعبية حققت تقدما في منطقة مثلث العند في عدن، ودمرت معدات عسكرية منها مدرعة ومضاد طيران لمليشيا الحوثي.
وأضافت المصادر أن قوات المقاومة الشعبية ما زالت مستمرة في التقدم باتجاه المثلث من ثلاث جبهات قتالية وسط كثافة نارية، بينما انسحب مسلحو الحوثي إلى عدة مواقع كانت تتمرس فيها.
ويذكر أن المقاومة الشعبية نجحت في الأيام القليلة الماضية في وقف تقدم مسلحي الحوثي في عدد من محاور الاشتباكات في محافظة عدن.
أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي أحمد عسيري أن التحالف كانت لديه معلومات عن إعداد الحوثيين لهجوم على الحدود السعودية، مشيرا إلى استهداف مخازن الذخيرة وتجمعات الحوثيين هناك.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي أحمد عسيري، إن قيادة قوات التحالف تركز أعمالها الآن على الألوية الداعمة للمليشيات الحوثية وتستمر في استهدافها، مشيرا إلى أن عمليات عودة الألوية لـ "دعم الشرعية “ مستمرة ومنها اللواء 90 مشاه بحرية.
وأوضح أن القوات الحوثية الآن بلا قيادة ولا سيطرة وما تقوم به تلك القوات من أعمال هي "مجرد عمليات فردية من قادة الألوية، الهدف منها تحقيق مكاسب شخصية"، بعد أن كانوا "يسيطرون تقريبا على معظم الأراضي اليمنية من الشمال باتجاه الجنوب".
الحوثيين يهاجمون السعودية:

فيما أكد القيادي في حركة أنصار الله بسام التجيري أن التحالف سعودية هو المسؤول عن الجرائم التي ترتكب باليمن مضيفا أن التظاهرات الحاشدة لأبناء اليمني يدل على تمسك الشعب المظلوم بمطالبة حقه و عدم الخضوع أمام العدوان السعودي ـ الأمريكي.
وقال التجيري في حديث خاص لوكالة أنباء فارس أن الشعب اليمني خرج في مظاهرات ليعبر عن عدم قبوله لما يحدث في مجلس الأمن و الجرائم الأبادية الجماعية التي قامت بها السعودية في بلادنا مشيرا أن النظام الخليفي مازال مستمرا في آلته القمعية واستعانته بالجيوش من أجل قتل الشعب الذي يطلب المساوات و العدالة الاجتماعية، حسب تصريحاته.
وأضاف التجيري أن الشعب اليمني دخل مرحلة الدفاع عن النفس فالشعب اليمني لا يمكنه أن يترك رموزه و ثورته أمام العدوان الغاشم ويسكت على ما قام به الأعداء الظالمة بحق الشرفاء.
وقال القيادي في حركة أنصار الله أن الشعب اليمني لا يسكت أمام العدوان معتبرا أن السعودية هي من تبطش بشعبنا وهاجمتنا و أعتدت علينا وانتهكت الحرمات و لا يمكن إلا أن تجابه بالمقاومة بكل أشكالها لأنها دولة محتلة و جيش محتل جاثم على أرضنا.
مصر والتدخل البري:

وحسم الرئيس عبد الفتاح السيسي، موقف مصر حول المشاركة البرية في اليمن، مؤكدا عدم مشاركة قوات برية من الجيش المصري في الحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وقال: "تم إرسال قوات جوية وبحرية فقط للمشاركة في عاصفة الحزم، ولو تم إرسال قوات أخرى سيتم الاعلان عن ذلك"، مشدداً على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، وقال: "الحل السياسي في اليمن هو الأمثل خلال الوقت الراهن".
جاء ذلك خلال زيارة له إلى مقر الكلية الحربية، عقب مقتل طالبين من الكلية في تفجيرات إرهابية أمام استاد مدينة كفر الشيخ، وحضر السيسي مع الطلاب بعض التدريبات الصباحية، وتناول الإفطار معهم، ثم استمع إلى أسئلتهم حول مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية.
الأمم المتحدة تدعوا للحوار:

ودعت أطراف دولية وإقليمية إلى وقف القتال الدائر في اليمن، وإفساح المجال أمام الحوار والحلول الدبلوماسية وتوزيع المساعدات الإنسانية.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كافة أطراف الأزمة في اليمن إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، محذر من أن اليمن "مشتعل"، مشددا على أن من شأن محادثات برعاية الأمم المتحدة أن توفر "أفضل سبيل للخروج من حرب طويلة الأمد ذات آثار مروعة على الاستقرار الإقليمي."
وقال المسئول الأممي وفي كلمة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، "أدعو لوقف فوري لإطلاق النار في اليمن من قبل كل الأطراف"، مضيفا أن "السعوديين أكدوا لي أنهم يتفهمون ضرورة وجود عملية سياسية. أدعو كل اليمنيين للمشاركة بحسن نية."
وهذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار في اليمن منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن في مارس، حسبما أفادت وكالة رويترز للأنباء.
صالح يؤكد البقاء في اليمن:

من جانب آخر، أكد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أنه لن يغادر اليمن، مشيرا إلي أنه “لم ولن يخلق من يقول لعلي عبدالله صالح اخرج من بلادك” – على حد قوله.
وقال علي عبد الله صالح من خلال تدوينه له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” : “لست من النوع الذي يرحل ليبحث عن مسكن في جده او ابحث عن مسكن في باريس.. او في اوروبا، بلادي هي مسقط رأسي. ولم ولن يخلق من يقول لعلي عبدالله صالح اخرج من بلادك”.
وقد لاقت هذه التدوينة عاصفة من الجدل والآراء المتباينة بين رواد صفحته، حيث قابل بعضهم التدوينة بالمهاجمة فيما رحب البعض الأخر بالتدوينة.
الوضع الإنساني:

وعلى صعيد الوضع الانساني، يواجه ملايين اليمنيين أزمة حادة تتمثل بانعدام الامن الغذائي.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، إن ما يقرب من 11 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وأطلقت الأمم المتحدة نداء استغاثة لجمع 274 مليون دولار بشكل عاجل لتلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين في اليمن والذين تركوا منازلهم تحت وطأة المعارك التي تشهدها البلاد.
وأصدرت المنظمة الدولية بيانا من مكتبها في العاصمة الأردنية عمان قالت فيه إن الحرب في اليمن جاءت في فترة تشهد فيه انتكاسة للأوضاع الإنسانية.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإغاثية يوهان فان دير كلاف إن المعارك بالإضافة إلى القصف الذي تقوم به طائرات التحالف السعودي اضطرت ألاف اليمنيين للنزوح عن منازلهم.
وأضاف "الأسر اليمنية التي نزحت عن منازلها تسعى جاهدة للبحث عن الأدوية ومياه الشرب والغذاء للبقاء على قيد الحياة".
ويهدف النداء الذي أطلقته الأمم المتحدة وعممته عالميا إلى توفير الإعانات العاجلة لما يقرب من 7.5 مليون شخص هجروا من ديارهم نتيجة الصراع الجاري في اليمن.