كلمة مرتقبة للحوثي.. انشقاق ألوية الجيش اليمني عن "الحوثيين" تغير حسابات "عاصفة الحزم"

الأحد 19/أبريل/2015 - 06:08 م
طباعة كلمة مرتقبة للحوثي..
 
تواصل "عاصفة الحوم" بقيادة السعودية، أسبوعها الرابع على التوالي دون توقف بقصف المقرات العسكرية لجماعة انصار الله "الحوثيين" وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وسط ارتفاع وتيرة انشقاقات ألوية الجيش اليمني، عن الحوثيين وإعلان الولاء لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، واستمرار وتيرة الانتقادات والهجوم الايراني ضد السعودية، في مساعي لإنهاء الحرب، وسط وضع انساني كارثي وخاصة في عدن جنوب البلاد.

ألوية الجيش تعلن الانشقاق:

ألوية الجيش تعلن
وفي إطار إعلان عدد من ألوية الجيش اليمني الانشقاق عن الحوثيين، أعلن قائد المنطقة العسكرية الأولى في محافظة حضرموت، جنوبي اليمن، اللواء عبد الرحمن الحليلي، اليوم الأحد، تأييده شرعية الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي.
وتعد المنطقة العسكرية الأولى من أهم المناطق العسكرية اليمنية، وتنتشر في محافظة حضرموت، ويقع مركز قيادتها في مدينة سيئون، وتتكون من 7 وحدات قتالية.
و قال مسئولون محليون إن قائد منطقة عسكرية كبيرة تغطي نصف حدود البلاد مع السعودية تعهد بمساندة الرئيس عبد ربه منصور هادي يوم الأحد.
وتأتي هذه الخطوة بعد ثلاثة أسابيع من حملة قصف جوي غير حاسمة قادتها الرياض ضد جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران.
وسبق للمتحدث باسم "عاصفة الحزم"، العميد أحمد عسيري، أن أكد أن عدداً من ألوية الجيش عادت لدعم "الشرعية"، ومنها اللواء 11 حرس حدود، واللواء 135 مشاة، داعياً بقية قادة الألوية والوحدات إلى إعلان دعمهم "الشرعية".
ويرى مراقبون أن انشقاقات داخل الجيش اليمني تمثل خطوة إلى تحجيم قوة الحوثيين وعامل مؤثر في تراجعهم علي الأرض، فاعلان ألوية الجيش اليمني الولاء للشرعية يمثل ضربة قوية للحوثيين والرئيس اليمني السابق من الداخل.
كما تواصلت المعارك بين الحوثيين واللواء 35 الموالي للرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور في مدينة تعز، وسط اليمن، لليوم الرابع على التوالي، مما تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية داخل المدينة التي تضم أكبر تجمع سكاني في اليمن.

تواصل عمليات "عاصفة الحزم":

تواصل عمليات عاصفة
وتزامناً مع ذلك، قصفت قوات "عاصفة الحزم" مواقع عسكرية لمسلحي جماعة الحوثي في محافظة الضالع، جنوبي اليمن، حسب سكان محليين.
وأوضح سكان أن "قوات تحالف عملية (عاصفة الحزم) شنت عدة غارات على مواقع عسكرية، يتحصن بها مسلحو الحوثي في منطقة مريس، في محافظة الضالع".
ومن بين هذه المواقع التي تم قصفها، مواقع السوداء والجرباء وعبود، حسب السكان، الذين أكدوا أن أعمدة الدخان تصاعدت من المكان، فيما تم سماع الانفجارات إلى مسافات بعيدة.
كما قتل 44 شخصاً، بينهم 34 حوثياً على الأقل، في غارات جديدة للتحالف العربي وفي مواجهات وقعت ليل السبت الأحد بين الحوثيين وحلفائهم والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في عدة مدن جنوبي البلاد، بحسب مصادر طبية ومسؤولين محليين.
في عتق، كبرى مدن محافظة شبوة، قتل 7 من الحوثيين في هجوم ليلي على مواقعهم شنه مسلحو قبائل في المنطقة، كما ذكرت مصادر قبلية.
وفجر الأحد، شنت طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في إطار عاصفة الحزم، عدة غارات استهدفت مواقع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح والمتحالفة مع الحوثيين، حيث قصفت مبنى معسكر قوات الأمن الخاص في حي كلابه بوسط مدينة تعز.
وقال سكان إن غارات استهدفت تعزيزات للحوثيين وصالح وصلت من محافظة إب والحديدة إلى تعز.
وفي عدن استمرت المواجهات المسلحة طوال ساعات الليل في أحياء كريتر وخور مكسر ودار سعد، بين الحوثيين والمقاومة الشعبية ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم مدنيون بحسب مصادر محلية.
إلى ذلك، قتل 23 مسلحاً بينهم 17 حوثياً وأصيب عدد آخر في غارات لتحالف عاصفة الحزم ومواجهات مع المقاومة الشعبية في مدينة الضالع الجنوبية.
وتركزت غارات التحالف على معسكر الجرباء وعبود ومقر اللواء 33 مدرع الموالي لصالح ومنطقة الصدرين حيث يتمركز مسلحو الحوثي.

تحرك حوثي على الحدود:

تحرك حوثي على الحدود:
كشف العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، أن هناك ما وصفه بمعلومات مؤكدة تشير إلى تحضير جماعة الحوثي لشن عمل لم يكشف عن طبيعته باتجاه الحدود مع المملكة.
وقال عسيري، في مؤتمره الصحفي اليومي امس السبت: "إن الحوثيين يحركون في هذا الإطار معدات عسكرية من محيط العاصمة اليمنية صنعاء باتجاه المناطق الشمالية".
جاء ذلك بالتزامن مع تصعيد بحرب كلامية انطوت على لغة تهديد من قبل قادة سياسيين وعسكريين إيرانيين وحلفاءهم برد وشيك من قبل جماعة الحوثي، حيث قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله :"إن عاصفة الحزم فشلت في تحقيق أي من أهدافها، وأن جماعة الحوثيين لم يستخدموا أوراقهم بعد"، وسمى عدم رد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بأنه "صبر استراتيجي".
كذلك قال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان:"إن "نتيجة الحرب لا تُحسم بالجو، بل على الأرض واليمن يمتلك قوة برية قوية".
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني، فهدد السعودية خلال مراسم يوم الجيش بقوله "غرستم روح العداوة في شعوب المنطقة وستحصدون نتيجة ذلك قريبًا"، أيضا قامت إيران بتحريك أسطول مؤلف من سبع إلى تسع سفن حربية، نحو اليمن، بعد أن كانت إيران قد أرسلت الأسبوع الماضي مدمرتين إلى المياه الدولية في مواجهة السواحل اليمنية، وذلك بحسب مصادر عسكرية أمريكية.

أزمة إنسانية في عدن:

أزمة إنسانية في عدن:
وفي إطار استمرار الصراع في عدن بين مليشيات الحوثيين وللجان الشعبية،  حذر وكيل محافظ عدن نايف من أزمة غذائية حادة ونقص في الوقود بالمحافظة الأمر الذي ادي الي لجوء الآلاف إلى الدول المجاورة.
وأرجع  البكري أزمة الغذاء في عدن، إلى "محاصرة الحوثيين للمدينة من عدة جهات"، ما تسبب في قطع الطرق على وسائل النقل التي تحمل المواد الغذائية للمدينة، حيث تدور منذ أسابيع حرب شوارع بين "جماعة أنصار الله" (الحوثيين)، واللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأضاف  البكري أن من أسباب تفاقم الأزمة الحياتية التي تشهدها عدن، "سيطرة  الحوثيين على بعض المرافق الخدماتية مثل صوامع الغلال في المعلا، والأماكن الحيوية، مثل مرافق الكهرباء والمياه، ما نتج عنه مشاكل كبيرة في المدينة".
وأوضح البكري، أن "نحو 70% من سكان عدن يعانون من نقص القمح والدقيق، الذي يكاد يكون معدوماً"، مشيرا إلى أن المواجهات العسكرية في مديرية المعلا أدت إلى تدمير صوامع الغلال.
وكشف وكيل محافظة عدن، أنهم تسلموا، أمس، كميات قليلة من المساعدات، التي وصلت إلى اليمن في وقت سابق، حيث تشهد الكثير من المدن اليمنية أزمة غذائية، وأزمة في الوقود، في الأسبوع الرابع للعملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي تقودها دول عربية ضد "جماعة أنصار الله" (الحوثيين).
وعن أوضاع اللاجئين اليمنيين في دولة جيبوتي المجاورة،  قال البكري، إن أوضاع آلاف اللاجئين سيئة، مناشداً المنظمات الدولية بتقديم الدعم الإنساني للاجئين في دول الجوار والنازحين داخل اليمن.
وقالت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، أن نحو 7 ملايين يمني بحاجة إلى مساعدات عاجلة بسبب الصراع، كما وجهت نداء استغاثة عاجل لمساعدتهم، محذرة من ان الأعداد مرشحة للزي

اجتماع ثلاثي:

اجتماع ثلاثي:
وفي إطار مساعي الحل السياسي ووقف الحرب، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، أنه تم الاتفاق بين وزير الخارجية سامح شكري ووزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري والمملكة الأردنية الهاشمية ناصر جودة على عقد اجتماع ثلاثي مشترك بينهم في نيويورك يوم 27 أبريل الجاري في إطار التنسيق والتشاور القائم بين الدول الثلاث حول الأوضاع في اليمن.
وأضاف عبد العاطي في تصريحات للصحفيين: "أن ذلك يأتي في ضوء مشاركة كل من مصر والأردن في عملية عاصفة الحزم، وأخذاً في الاعتبار حرص ورغبة الولايات المتحدة في عقد هذا الاجتماع الثلاثي الخاص بهدف التباحث مع مصر والأردن حول تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن لدورهما الرئيسي هناك وحرص واشنطن علي التنسيق الكامل مع أعضاء الائتلاف الداعم للشرعية في اليمن".

إيران تواصل الانتقادات:

إيران تواصل الانتقادات:
أصرت طهران عبر مسئوليها، على وجهة النظر المنتقدة لعمليات "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية لضرب مواقع للحوثيين في اليمن، حيث قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إن بلاده تؤكد على شجب هذه العمليات العسكرية، مضيفا أنه يأمل أن تنتهي هذه الحرب التي تخدم مصالح الكيان الصهيوني في المستقبل القريب، قائلا أيضا إن نتيجة استمرارها ستكون الفشل.
وأضاف لاريجاني، في كلمته الافتتاحية لجلسة البرلمان الإيراني اليوم الأحد، أن السعودية تدعي أنها دولة إسلامية، فالدين الإسلامي لا يبرر العدوان الوحشي على المدنيين الأبرياء، ولا يقبل الإيقاع بين أبناء الأمة الإسلامية وتعزيز الفتن فيما بينهم، حسب تعبيره.
كما اعتبر أن المقترح الإيراني الذي قدمه وزير خارجية البلاد محمد جواد ظريف للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أخيرا، هو الحل الأنسب لأزمة اليمن، قائلا إنه يجب دعم الحوار اليمني اليمني خلال هذه المرحلة، والاستفادة من هذه الفرصة المتاحة.
في كلمته كذلك، ركز لاريجاني على انتقاد الدور الأمريكي في المنطقة، فضلا عن انتقاد مشروع القرار الذي يبحثه الكونغرس، والذي ينص على ضرورة موافقة أعضائه على أي اتفاق نووي قادم مع إيران، معتبرا أن هذا يدل على عدم وجود صلاحيات للرئيس الأمريكي في بلاده، ويؤكد ضرورة عدم منح ثقة الوفد الإيراني المفاوض للطرف الأمريكي، كما ينبه إلى ضرورة التركيز على تقديم ضمانات غربية لإيران، في وقت تحاول فيه واشنطن التملص من التزاماتها.
يتأتى ذلك في الوقت الذيب، أعلنت الحكومة اليمنية رفضها خطة السلام التي قدمتها إيران للأمم المتحدة لوقف العملية العسكرية على مواقع الحوثيين في البلاد وبدء حوار بين أطراف الأزمة.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الحكومة راجح بادي قوله إن حكومته ترفض المبادرة التي اعتبر أن الهدف منها هو "المناورة السياسية فقط".
وجاء حديث بادي بعد أن أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة من أجل وقف العملية العسكرية على اليمن، وبدء حوار بين الأطراف المتنازعة هناك.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن ظريف أجرى مكالمة هاتفية السبت مع مع نظيره العُماني يوسف بن علوي، تناولا خلالها التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة في اليمن.

تواصل السعودية مع الحوثيين:

تواصل السعودية مع
ولفت إلى أن ترشيح خالد البحاح يأتي كبادرة حسن نية من السعودية لتسهيل التفاهم، لأن بحاح مقبول للحوثيين، وكان مرشحهم في المراحل الأولى بعد دخولهم صنعاء، كاشفًا أن السعودية وافقت على مشاركة الحوثيين في إدارة اليمن في مجلس رئاسي بقيادة بحاح، كما وافقت على بقاء وجودهم العسكري كاملًا في محافظات الشمال.
وأضاف وقال "مجتهد"، في تغريدة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "السعودية وافقت على بقائهم العسكري في الجنوب، لكن خارج المدن، ويصر الحوثيون على أن يبقى وجودهم العسكري كما هو، وتبقى لهم حرية الحركة العسكرية، كما وافق السعوديون على تعويض كبير للحوثيين (بالمليارات) تحت مظلة إعادة إعمار اليمن، على أن لا يسلم شيء إلا بعد خروج الحوثيين من مدن الجنوب".
وقال: "إنه يجري حاليًا ترتيب مع أمريكا لتوجيه مجلس الأمن باتخاذ قرار بدعم الحل السلمي في اليمن، بنفس الخطوط المذكورة أعلاه لإعطائه شرعية دولية"، متابعًا: "يبدو أن القيادة السعودية قررت الليونة بعد أن طالت مدة القصف دون إيقاف تمدد الحوثيين، وتبين أن القوة الوحيدة القادرة على مواجهتهم هي القاعدة، كما أن هذا التفاهم لو تم سيقي السعودية من هجوم بري حوثي، قد لا تستطيع القوات السعودية البرية إيقافه، خاصة بعد رفض الباكستانيين المساعدة".
وأوضح المغرد السعودي، أن المطلعون على التفاصيل يقولون إن الخلاف على بقاء الحوثيين داخل مدن الجنوب سيكون سببًا في فشل التفاهم، وربما تسير الأمور باتجاه التصعيد البري.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
الغموض ولعبة تبادل الكراسي  هي السمة الرئيسة للازمة اليمنية، في ظل غياب التدخل البري، مع انشقاقات ألوية الجيش اليمين عن الحوثيين، وحرب شوارع في عدد من المدن والمحافظات وخاصة في الجنوب، واتساع دائرة الاتصالات والمفاوضات والأطراف من أجل انهاء الازمة اليمنية وخاصة من قبل ايران والتي تعتبر الراعي الرسمي للحوثيين، وهو مؤشر علي حجم التورط  للحوثيين في اليمن، حتي الان الطرف الذي يدفع ثمن الحرب هو الشعب اليمني ويبقي قادة المليشيات والأحزاب السياسية، والأطراف المعنية خارج نطاق الخسارة.

شارك