دعم "داعش" يجدد "تبادل الاتهامات" بين طهران وواشنطن

الأحد 19/أبريل/2015 - 09:09 م
طباعة دعم داعش يجدد تبادل
 
عاد التلاسن مجدداً بين (طهران وواشنطن) بعد فترة من الهدوء تم التوصل خلالها إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني، والذي قالت واشنطن إنه اتفاق لن يُمكن إيران من تصنيع قنبلة نووية في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية من عليها، حيث قال رئيس أركان القوات الإيرانية المسلحة، اللواء حسن فيروز آبادي، إن طائرات أمريكية الحربية تنقل السلاح والأموال والمواد الغذائية باستمرار إلى تنظيم "داعش".
وكالة "فارس" الإيرانية، قالت اليوم الأحد 19 أبريل، نقلاً عن فيروز آبادي قوله: "حصلنا على أنباء عن زيارة طائرات أمريكية مطارات الدولة الإسلامية" بانتظام"، وأضاف: "لا ينبغي على الولايات المتحدة توريد السلاح والأموال لتنظيم الدولة، ومن ثم الاعتذار والقول إنهم فعلوا ذلك عن طريق الخطأ"، مشيرا الى أن الأمريكيين يقولون إنهم يريدون محاربة الدولة الإسلامية، لكننا لم نر أية إجراءات محددة، فقط عمليات استطلاعية وتجسسية".
ودائماً ما وجهت دولاً إقليمية اتهامات للولايات المتحدة الأمريكية إنها تدعم الجماعات الإرهابية، من بينها تنظيم (الدولة) المعروف بـ(داعش) وأن أمريكا لها تاريخ معروف في ذلك السياق، خاصة أنها هي من دعمت بقوة تنظيم وقت الغزو السوفيتي لأفغانستان. 

دعم داعش يجدد تبادل
واعتبر اللواء الإيراني أن العالم والدول الغربية باتت مهددة قريبا بموجة إرهابية عنيفة، مؤكدًا أن جميع اللاعبين الدوليين بمن فيهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يجب أن يحاربوا الإرهاب وليس تسليح "داعش" وتقديم "مبالغ مالية ضخمة" له، ما حوله إلى أكثر التنظيمات المتطرفة تمويلا في العالم.
وانتقد فيروز آبادي طريقة حرب الولايات المتحدة على تنظيم "داعش" وقال:  "إذا كانت الولايات المتحدة صريحة في إعلانها أنها لم تنشئ الدولة الإسلامية فباستطاعاتها محاربة التنظيم بسهولة، ونأمل أن تحارب الحكومتان الأمريكية والبريطانية "الدولة الإسلامية" على الأقل من أجل مواطنيهما".
تصريحات رئيس الأركان الإيراني لاقت ترحيباً واسعاً من فرانتس كلينتسيفيتش، النائب الأول لزعيم كتلة "روسيا الموحدة" في (الدوما)، وقال إن المعلومات الإيرانية عن نقل الطائرات الأمريكية السلاح لـ "داعش" بانتظام بدد الأسطورة القائلة إن الولايات المتحدة هي أهم عدو للتنظيم المتطرف.

دعم داعش يجدد تبادل
وقال كلينتسيفيتش للصحفيين اليوم (الأحد): "حتى هذا اليوم لم يكن لدي شك بأن الأمريكيين يظهرون وكأنهم يحاربون التطرف (داعش) بمهارة، وقد تحدث عن ذلك كثير من المراقبين الدوليين، غير أن المعطيات التي قدمها رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية بددت نهائيا أسطورة أن الولايات المتحدة هي أهم عدو للدولة الإسلامية".
وأضاف أنه يتشكل انطباع بأن لدى واشنطن خططها إزاء داعش "لذلك تغذيه في الخفاء بما في ذلك بالسلاح، لا شيء جديد، فهكذا سلح الأمريكيون المجاهدين (بأفغانستان) في سبعينيات القرن الماضي، نفس الشيء الآن، فمغازلة "الدولة الإسلامية" تأكيد آخر على أن الولايات المتحدة لا تبالي بباقي العالم".
ويبدو أن العرب دائماً يقعون في خانة (المفعول به) دائماً، فرغم اتهامات الاتحاد الأوربي لتركيا المدعومة بقوة من أمريكا، إنهم يدعمون تنظيم (الدولة الإسلامية) عبر تسهيل بيع المواد البترولية لهم، عبر السماسرة الدوليين، ما يعتبر دعم مباشر للتنظيم من جهة، أو أنه جزء من لعبة المصالح الدولية والإقليمية.

دعم داعش يجدد تبادل
ويرجح مراقبون صدق تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع تنظيم "داعش" خاصة أنها ترى في التنظيم أنه الوحيد القادر على الوقوف في مواجهة طهران، التي باتت تسيطر بشكل أساسي على مجريات الأمور في سوريا والعراق ولبنان وحالياً اليمن، وهو ما يؤكد أنباء قيام طهران بطلعات جوية على بعض الأهداف الداعشية في العراق وسوريا، فضلاً عن قيادتها لعملية تحرير تكريت، وحالياً الأنبار.
إلا أنه وعلى كل الأحوال والظروف فإن طهران ما زالت تملك مساحات واسعة مع الأمريكان، وهو ما مكنها في نهاية الأمر من إبرام الاتفاق مع الغرب في مقدمتهم واشنطن، حول برنامجهم النووي، وأن إيران دائماً ما تسعى إلى استخدام حلفائها واتباعها في المنطقة لكسب العديد من الملفات محل التفاوض غربياً، الأمر الذي عكسه تصريحات ممثل الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، أن الأزمة العراقية ساعدت على تقريب وجهات النظر بين الدول مثل أمريكا وإيران. 

اتهامات أمريكية لطهران

اتهامات أمريكية لطهران
في المقابل، دائماً ما تحاول الإدارة الأمريكية، دفع تلك الاتهامات عبر التصريح أن طهران تدعم الميلشيا الشيعية المسلحة في المنطقة وخاصة في العراق، لتنفيذ مخططاتها في المنطقة.
حيث توجه أمريكا اتهامات من حين إلى آخر إلى طهران، بأنها تدعم أعمال العنف في العراق، خاصة وحدات "القدس" السرية الخاصة، أنها يتم إدارتها من طهران بواسطة الميليشيات الشيعية في العراق التي تزوّدها بالأسلحة والعتاد ومعدات تصنيع القنابل.
المملكة العربية السعودية وهي الحليف الأمريكي الأقوى في المنطقة، دأبت هي الأخرى على توجيه الاتهامات إلى إيران بمساعدة جماعات شيعية مسلحة في العراق، وهي الاتهامات الحقيقية، خاصة أن إيران على وقع مفاوضات الملف النووي وإغراءات الدور الإقليمي وإعادة الإمبراطورية الفارسية التي يعتبرها القوميون الفرس في طريقها إلى النهوض، استثمرت بكل ما تستطيع في الوصفة الجديدة للسيطرة على العالم العربي عبر تلك الجماعات.

دعم داعش يجدد تبادل
وتقول تقارير سعودية إن الخبراء الإيرانيين قدموا كل ما لديهم من إمكانات في تدريب المقاتلين العقائديين ومولت طهران قادة الميليشيا وزودتهم بالسلاح، ودفعت بخبرائها وقادتها لتولي زمام الأمور، فالخبراء الإيرانيون في سوريا للحفاظ على الأسد، وفي قوات الحشد الشعبي في العراق لمواجهة تنظيم "داعش"، ومع الحوثيين في صعدة وفي صنعاء لكل شيء.
وبحسب خبراء فإن الإيرانيين لا يمكنهم احتلال كل هذه المساحات الشاسعة من العالم العربي لتواضع إمكاناتهم العسكرية، لكن عبر الميليشيا يمكنهم السيطرة عليها وخوض الحروب نيابة عن نظام طهران حيث تصبح الدولة رهينة بيد الميليشيا وقادتها الذين يتلقون تعليماتهم من طهران.

دعم داعش يجدد تبادل
يقول الدكتور خالد الدخيل، أستاذ علم الاجتماع السياسي السعودي، إنها الوسيلة لبسط النفوذ والسيطرة ومدّ أذرعها خارج حدودها، ويتابع: "إيران ليس لديها القدرة على احتلال أي دولة، فهي ليست دولة عظمى، لكن الميليشيا تعطيها القدرة على مدّ نفوذها فهي تكلفها ماليا، ولكن تعطيها مكاسب سياسية، والعرب يقتلون بعضهم في سوريا والعراق واليمن"، مؤكداً أن الدولة غير موجودة في المناطق التي تنشط فيها الميليشيا المدعومة إيرانيا.
هنا يقول الدكتور أشرف كشك، وهو خبير استراتيجي في معهد البحرين للدراسات الاستراتيجية وموجه أكاديمي في كلية الناتو للدفاع في روما: "منذ الثورة الإيرانية عام 1979 وحتى الآن، قامت إيران ببناء سياساتها الإقليمية على معادلة (الصراع الصفري)، بمعنى أنها دائما يجب أن تكون الطرف الإقليمي الرابح، وما عداها خاسرون، وقد أسست تلك السياسة بناء على تصورات ثلاثة، وهي: أنها دولة شيعية، والثاني القيام بدور القوة المناوئة، والثالث التمدد في الدول الرخوة والمضطربة".

دعم داعش يجدد تبادل
ويقول الدكتور علي التواتي، وهو خبير استراتيجي وعسكري سعودي، إن إيران أجادت دور صناعة الميليشيا في فترة الضياع العربي، فجمعت كل الشراذم من الطائفيين من السنة والشيعة وحولتهم من جماعات مذهبية فقط، إلى جماعات مقاتلة تنقض على السلطة، والنموذج السوري هو الأساس، و"حزب الله" في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيون، كل هذه الجماعات كانت تسير على نهج النظام السوري الذي تحول من حزب إلى طائفة تتحكم في سوريا، لذا تصرف النظام كقوة محتلة أمام الشعب حينما خرج في احتجاجات سلمية، لذا دفعت إيران بكل قوتها لحماية النموذج.

خامنئي يدعو إلى الاستنفار

خامنئي يدعو إلى الاستنفار
في غضون ذلك، وفي إطار تتابع الأحداث الإقليمية، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي ان الجيش الايراني سيرفع "جهوزيته" العسكرية لكنه لن يشكل تهديدا ابدا لدول المنطقة، مندداً بالتهديدات التي وصفها بـ"الوقحة" من الولايات المتحدة.
وقال خامنئي في خطاب لدى استقباله قادة من الجيش، حسبما نقل موقعه الرسمي، إنه يجب على كل القوات الايرانية الجيش والحرس الثوري أن يرفعوا جهوزيتهم العسكرية والدفاعية يوما بعد يوم، هذا توجيه رسمي"، وأضاف: "رغم ما حققته من تطور في المجال الدفاعي والعسكري، الجمهورية الإسلامية لن تشكل أبدا أي تهديد لبلدان المنطقة وجيرانها".
تصريحات خامنئي، تزامنت مع استمرار مسلسل الاستفزازات الإيرانية وتهديداتها للمملكة العربية السعودية، حيث قال العميد أحمد رضا بوردستان، قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، إن الحوثيين سيوجهون ضربات داخل المملكة، بالتزامن مع استمرار عمليات عاصفة الحزم، التي تخوضها السعودية ودولاً عربية ضد الانقلاب على الشرعية في اليمن.

دعم داعش يجدد تبادل
وأضاف بوردستان في حوار بثته قناة "العالم" الإيرانية، أن المملكة العربية السعودية تخوض حرب استنزاف لن تحقق خلالها أي نجاح، موضحا أن الحوثيين يتصدون بقوة للهجمات التي تشنها القوات العربية المشتركة ضدهم. 
وفى إنكار للانقلاب على الشرعية داخل اليمن، وتجاهل لأسباب عاصفة الحزم، دافع بوردستان عن الانقلاب الحوثى، على شرعية الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، قائلاً: "ندعو الرياض إلى الكف عن قتال إخوانها في اليمن، إنها تخوض حرب استنزاف قد تعرضها لضربات قاضية، ونحن لا نرغب في نزاع مع السعودية".
 وفى تهديد مبطن وتطاول صريح ضد المملكة، قال قائد القوات البرية الإيرانية: "اليمنون تمكنوا في حروب سابقة من السيطرة على مختلف القواعد السعودية، ما يدل على أن الشعب اليمنى شعب مقاتل، فضلاً عن أن الجيش السعودي هش يفتقر للتجارب الحربية، وإذا ما واجه حرب استنزاف، يجب أن يتحمل ضربات قاصمة وقاضية وسوف يمنى بهزيمة قوية".

شارك