بعد اشتباكات "تاجوراء" و"فشلوم".. هل حصلت "فجر ليبيا" على مدد عسكري؟

الإثنين 20/أبريل/2015 - 10:04 ص
طباعة بعد اشتباكات تاجوراء
 
يبدو أن المسودة الأولية التي وقعت عليها الفصائل الليبية منذ أيام في مدينة الصخيرات في المغرب برعاية الأمم المتحدة، وتم التوصل فيها إلى اتفاق مبدئي بخصوص أهم النقاط الخلافية لحل الأزمة الليبية، لا يمكن أن تقود إلى حل الأزمة، حيث استمرت المعارك بين الجيش الليبي الذي يقوده اللواء خليفة عسكر، والجماعات الإرهابية بينها قوات (فجر ليبيا) ذراع تنظيم الإخوان المسلح، والتي تسيطر حالياً على العاصمة الليبية طرابلس. 
الصراع الأخير بين القوات النظامية وميليشيا (فجر ليبيا) عززت من احتمالية وصول سلاح جديد إلى تنظيم الإخوان، حيث وجه رئيس الوزراء الليبي المعترف به دولياً عبد الله الثني، أصابع الاتهام إلى تركيا وقطر قائلا: "إن تركيا تدعم الإرهاب في ليبيا بأموال قطرية".
تفاصيل هجوم قوات "فجر ليبيا" والكتائب المتحالفة معها على حي فشلوم، السبت الماضي 18 أبريل، حكا تفاصيله شهود عيان، حيث قالوا: إن قوات (فجر ليبيا) اقتحمت الحي بأكثر من 70 سيارة عسكرية، وشنت حملة اعتقالات، وقتلوا بعضهم فور مداهمة منازلهم، كما سُمع أصوات إطلاق نار وانفجارات نتيجة سقوط قذائف على عدة مبان سكنية، كما ذكرت مواقع إخبارية أن الاشتباكات اندلعت في فشلوم بعد أن هاجمت جماعة مسلحة نقطة تفتيش تابعة لشرطة مكافحة المخدرات.
بعد اشتباكات تاجوراء
المتحدث الأمني التابع للمؤتمر الوطني (برلمان طرابلس) في طرابلس قال: إن قواته سيطرت على معسكرين تابعين للجيش في تاجوراء بعد اشتباكات اندلعت الجمعة الماضية، موضحاً أن نحو 21 شخصا معظمهم من القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، قتلوا وجرح نحو 24 آخرون في معارك بتاجوراء الجمعة.

حكومة الثني تدين العمليات

حكومة الثني تدين
من جانبها، دانت الحكومة الموقّتة ما وصفته بالموقف المتخاذل من قبل المجتمع الدولي إزاء ما يتعرَّض له سكان مدينة طرابلس وضواحيها خصوصًا تاجوراء وفشلوم وغيرها من الأحياء المُنتفضة ضد شراذم الإرهاب وعصابات ما يُسمى بفجر ليبيا، وقالت الحكومة في بيان لها إنّها تتابع ما يتعرَّض له سكان طرابلس من قتل وتهجير وتشريد واعتقال وهدم البيوت؛ لا شيء إلّا لأنهم أبَوْا إلا أنْ يكونوا مع دولة القانون الخالية من الجماعات الإرهابية والتطرف.
بعد اشتباكات تاجوراء
هجوم الحكومة الليبية برئاسة عبدالله الثني، طال كذلك المبعوث الأممي برنادينو ليون، وقال إنّه يكيل بمكيالين، فلم يكلف نفسه بإدانة الإبادة الجماعية التي تعرَّض لها أهالي بعض أحياء طرابلس جهارًا نهارًا، في الوقت الذي لا يكاد يمر يوم إلا ويخرج علينا (ليون) منددًا بعمليات الجيش الوطني العسكرية الهادفة إلى مكافحة الإرهاب وحماية المواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم، وذلك بحسب نص البيان.
كما استهجنت الحكومة صمت المنظمات الحقوقية والإنسانية على ما تتعرَّض له أحياء العاصمة من انتهاكات وصلت إلى حد قتل الأطفال وهم نيام في بيوتهم، ويبدو أن عمليات ميليشيا فجر ليبيا الإرهابية، جاءت بحسب تصريحات عضو لجنة المفاوضات عن المؤتمر محمد إمعزب، أنها جاءت نتائج للهجوم المسلح على العزيزية خلال الفترة الماضية.
بعد اشتباكات تاجوراء
وأشار إمعزب، في لقاء مع "بوابة الوسط"، في مدينة الصخيرات، إلى أن القصف المتكرر على مطار معيتيقة في طرابلس هو ما أدى إلى ذلك الرد العسكري من قبل قوات "فجر ليبيا".
وعرض المؤتمر الوطني المنتهية ولايته على ليون مجلسًا رئاسيًّا، وحكومة توافقية وغرفتين تشريعيتين لبرلمان واحد، بمشاركة كل النخب السياسية الليبية، على أنْ يتم الاتفاق لاحقًا خلال المفاوضات على التفاصيل.

ليون يُدين الاشتباكات بشدة

ليون يُدين الاشتباكات
من جانبه، دان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون تجدد الاشتباكات في العاصمة طرابلس، ونقلت وكالة "أ ف ب" عن ليون تأكيده أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر مهما كان للاشتباكات الجارية في طرابلس ولا لاستمرار أعمال القتال المسلح في أجزاء مختلفة من البلاد في الوقت الذي تجتمع فيه الأطراف الليبية المعنية في المغرب كجزء من جهود الوساطة المستمرة لإيجاد تسوية للنزاع السياسي والعسكري في ليبيا".
المسئول الأممي جدد "مناشدته لجميع الأطراف في ليبيا أن تبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق وقف فوري للقتال في طرابلس وغيرها من المناطق، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لإيجاد بيئة مواتية بشكل أكبر لمباحثات الحوار الجارية".
كما شدد على "ضمان عدم استهداف المدنيين والممتلكات المدنية أثناء القتال واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني"، وكذلك "إطلاق سراح جميع المدنيين المختطفين فورا وتمكين الجرحى من الوصول إلى العلاج الطبي".

انسحاب أبناء نالوت من قوات "فجر ليبيا"

انسحاب أبناء نالوت
في غضون ذلك أعلن شيوخ وأعيان نالوت أنهم "اتفقوا عقب اجتماع رسمي، السبت، على انسحاب أبنائهم من ميليشيات ما يسمى بـ(فجر ليبيا) ومن جميع محاور الاقتتال بالمنطقة الغربية بالكامل"، ونقلت وكالة الأنباء الليبية "وال" عنهم أنه "تبين لهم أن توريط أبنائهم يتم بصورة بشعة للزج بهم في حرب الرابح فيها خاسر والخاسر هو الوطن المكلوم".
وأضافوا أن "ذلك لا يخدم ليبيا، بل يتم بهدف تشتيت وتشريد أبناء الوطن لتنفيذ غايات وأجندات خارجية"، مؤكدين أن "قتالهم سيكون مستقبلاً من أجل بناء ليبيا والانضمام إلى الجيش الوطني، ووحدة الوطن وترابه أكبر من الصراع السياسي".
فيما رَفَضَ رئيس الحكومة الموقتة عبد الله الثني، الاتهامات الموجَّهة لحكومته بعرقلة الحوار الوطني، متَّهمًا البعثة الأممية بغض النظر عن استهداف المتشدِّدين مواقع مدنية في ليبيا.
وقال الثني، خلال لقاء له مع قناة "العربية": إنَّ المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون، يغض النظر عن استهداف قوات "فجر ليبيا" مواقع مدنية، بينما يشجب تحرُّكًا للجيش الليبي عند استهدافه مواقع المتطرِّفين، متهمًا إياه بالنظر إلى المشهد الليبي "بعين واحدة".

شارك