تواصل "عاصفة الحزم".. الحوثي يهاجم السعودية و"صالح" يناور
الإثنين 20/أبريل/2015 - 04:07 م
طباعة

واصلت طائرات تحالف "عاصفة الحزم" على اليمن بقيادة السعودية، اليوم الاثنين 20 أبريل 2015م، بشن غاراتها الجوية التي تستهدف مواقع مختلفة بالعاصمة صنعاء والمدن اليمنية، في وقت تزايدت فيه الدعوات إلى وقف الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، فيما خرج زعيم جماعة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي بخطاب هو الثاني منذ بدء الحرب على اليمن في 26 مارس الماضي، والتي شنّ فيه هجوماً عنيفاً على النظام السعودي واتهمه بأنّه «يحمل العداء» لليمنيين، مؤكدا أن الشعب اليمني "لن يستسلم أمام العدوان السعودي"، فيما رحب حزب المؤتمر الشعبي العام والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بقررات مجلس الأمن والدعوة إلى الحوار.
ظهور الحوثي وخطاب ضعيف

وبعد غياب دام 24 يوماً من عمليات "عاصفة الحزم"، خرج زعيم الجماعة بكلمة متلفزة، نقلتها قناة «المسيرة»، وحملت رسائل عدة، قال فيها الحوثي: إنّ «هدف السعودية هو غزو هذا البلد، واحتلال هذا البلد، وإخضاع هذا البلد من جديد»، مضيفاً أنّه «لا مبرّر، ولا أحقّية للسعودية في التدخل بالشأن الداخلي اليمني.. وهو انتهاك للسيادة».
واعتبر أنّ «التبريرات التي يسوقها البعض في محاولة لشرعنة العدوان على اليمن كلها واهية»، مشيراً إلى أنّ «الأمريكيين كشفوا أنهم من يحدّد الأهداف للنظام السعودي ليقوم بضربها».
ودعا الشعب اليمني إلى الصمود والاستعداد لاستحقاقات المرحلة المقبلة، حاسماً الجدل حول الموقف من الطروحات السياسية بإعلانه رفض تدخل الرياض في معالجة أي شأن يمني داخلي. وتعمد الحوثي عدم التوسع كثيراً في الخيارات المطروحة أمام اليمنيين، تاركاً الباب مفتوحاً أمام مبادرات الحل السياسي، مع تركيزه على وصف قسم من خصومه بعملاء العدوان.
وبعدما ثمّن كل المواقف التي عبّرت عن التضامن مع الشعب اليمني، اعتبر الحوثي أنّ «العروبة الحقيقية لن تكون بأيّ حال تحت وصاية إسرائيل وقيادة أمريكا»، محملاً الولايات المتحدة المسئولية عن دماء الضحايا الذي يسقطون بأسلحة أمريكية، واتهم واشنطن بأنّها «تدير العدوان على اليمن وتطلق العنان لأياديها الإجرامية فيه».
وتطرق الحوثي إلى الحديث عن الحوار اليمني- اليمني، مؤكداً أنّه كان موجوداً «قبل قيام العدوان»، وعزا فشل الحوار إلى «يد خارجية سعت إلى عدم التوصّل إلى حلّ». وأشار إلى أنّ السعودية تريد لتنظيم «القاعدة» أن يسيطر على مناطق واسعة من اليمن وعلى مؤسسات الدولة في تلك المناطق، مؤكداً أنّ الدور الرئيسي في جنوب البلاد هو لتنظيم «القاعدة» بـ «مساعدة من السعودية».
وقال زعيم «أنصار الله»: إنّ الشعب اليمني «لن يستسلم أمام العدوان السعودي»، معتبراً أن من حق اليمنيين «مواجهة العدوان بكل الوسائل». واتهم السعودية بمحاولة «غزو اليمن واحتلاله»، متسائلاً: «كيف يكون هذا العدوان لمصلحة الشعب اليمني عندما تدمر كل مقدراته؟».
وحمل خطاب الحوثي، إشاده بإيران وشكر لـ«حزب الله» في رسالة عدم التبرؤ من حلفائه الإقليميين، والتشديد في المقابل على عدم سعي اليمنيين إلى أي دور خارج بلادهم.
تواصل الغارات
اهتزت العاصمة اليمنية صنعاء قبل قليل، جراء انفجار ضخم نتج من قصف "عاصفة الحزم"، لأحد مخازن ألوية الصواريخ البالستية، غربي صنعاء، وتصاعدت ألسنة اللهب، جراء الانفجار الذي يعد من أعنف الانفجارات في صنعاء، منذ بدء "عاصفة الحزم".
إلى ذلك، واصلت طائرات قوات تحالف "عاصفة الحزم"، ضرباتها الجوية على مواقع جماعة "الحوثيين" وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، فقصفت صباح اليوم الاثنين، تجمعات لمسلحي "الحوثي" في محافظة شبوة جنوبي اليمن.
كما شنت مقاتلات "عاصفة الحزم" عدة غارات استهدفت مواقع يتجمع فيها مسلحون حوثيون في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، وسط أنباء عن سقوط عددٍ من القتلى والجرحى في صفوف "الحوثيين".
وفي محافظة الضالع جنوبي اليمن، أفاد سكان محليون بأنّ قوات التحالف شنت غارات استهدفت مواقع عسكرية لـ"الحوثيين"، من بينها موقع الجرباء وموقع الخزان، القريبين من مركز المحافظة. وأضاف السكان أنه شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من هذه المواقع، فيما اشتعلت النيران بشكل مكثف هناك.
يأتي ذلك وسط أنباء عن سيطرة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس صالح على مثلث الوضيع في مديرية أحور بمحافظة أبين جنوبي البلاد بعد تطهير المنطقة من المجموعات المسلحة وعناصر القاعدة. كما سيطر الحوثيون على منطقة المشجح في محافظة مأرب وسط اليمن، لتتقدم بذلك إلى أطراف معسكر كوفل الذي تسيطر عليه القاعدة.
فيما أشار وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، إلى أنّ الآلاف من "الحوثيين" وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح قتلوا في عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية.
وقال للصحافيين في الكويت، اليوم الاثنين: "هناك آلاف من الحوثيين قتلوا (تم قتلهم)، طبعاً أنا أقصد الحوثيين، ومعهم ميليشيات علي عبد الله صالح".
وفي إطار رد الفعل قال منصور التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، اليوم الاثنين، إن قوات الأمن في بلاده في حالة تأهب لصد أي هجوم محتمل يشنه متشددون على منشأة للطاقة أو مركز تجاري.
وأضاف المسئول السعودي، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، أن هناك معلومات عن عمل محتمل يستهدف مركزاً تجارياً أو مؤسسات شركة أرامكو"، مؤكدا أن هذه المعلومات نقلت إلى قوات الأمن "كي تتأهب". على حد قوله.
فيما أكد المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم"، العميد ركن أحمد عسيري، أنه تم تحقيق أهداف المرحلة الأولى من الحملة الجوية، التي استمرت 25 يوما، موضحا أن الـ 25 يوما الماضية، التي اعتبرها المرحلة الأولى من الحملة الجوية، كان لها تأثير إيجابي وهي تمهيد للمرحلة اللاحقة التي ستتبع هذه المرحلة.
وبين أن المرحلة المقبلة من الحملة الجوية لها 3 أهداف هي منع التحركات العملياتية للميليشيات الحوثية على الأرض، وحماية المدنيين وهو هدف متلازم مع الهدف الأول، واستمرار دعم وتسهيل عمليات الإجلاء والعمليات الإنسانية والإغاثية.
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية عن مقتل جندي سعودي من حرس الحدود وأصيب اثنان آخران مساء أمس الأحد، في قصف مدفعي من داخل الأراضي اليمنية وبذلك يرتفع عدد العسكريين أو حرس الحدود السعوديين الذين قتلوا بنيران مصدرها شمال اليمن إلى ثمانية منذ 26 مارس، تاريخ بدء العملية العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية.
"علي صالح" يناور

وعقب إطلال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والخروج بخطاب شعوبي، لا يرقى إلى سياسي محنك يدير دفة الأمور في اليمن، جاء خطاب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح يرحب بقرارات مجلس الأمن.
وأشاد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، المتهم بالتحالف مع المتمردين الحوثيين، الأحد، بقرار مجلس الأمن الدولي الذي طلب من المتمردين الانسحاب من المناطق التي احتلوها وفرض عليهم حظرا على السلاح، فيما شملت العقوبات التي فرضها نجلَ صالح (أحمد) الذي كان مرشحا للرئاسة، إضافة إلى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.
وبدعمه هذا القرار الصادر الثلاثاء عن مجلس الأمن الدولي، يلمّح صالح؛ المتهم بأنه مهندس الهجوم الذي شنه المتمردون على عبد ربه منصور هادي، الذي لجأ إلى السعودية، إلى إمكانية الابتعاد عن حلفائه الحوثيين.
أكد الرئيس اليمني السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح أنه سيتعامل بإيجابية مع قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2216.
ونفى صالح، في حوار أجرته معه صحيفة "اليمن اليوم" نشر اليوم الاثنين، وجود أي تحالف أو تنسيق ميداني بين المؤتمر الشعبي وجماعة أنصار الله.
وأكد أنه لم تعد له أي سلطة على الجيش والأمن منذ تسليمه السلطة في فبراير من العام 2012، مشيرا إلى أن جماعة أنصار الله هي المسيطرة على السلطة منذ فرار هادي إلى عدن، ومن ثم إلى الرياض.
وجدد صالح تأكيده أنه لا يوجد لدى المؤتمر الشعبي أي ميليشيات وأن المؤتمر ليس حزباً عقائدياً.
ولفت إلى أنه ليس لديه أي سلطة على جماعة أنصار الله لإقناعها الالتزام بقرار مجلس الأمن، والانسحاب من المدن.
وقال: على المجتمع الدولي أن يخاطب أنصار الله ويقنعهم بالانسحاب.
ورحب صالح بالحوار تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس التعاون وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية.
مبادرة جديدة

وعقب رفض الحكومة اليمنية المبادرة الإيرانية لوقف الحرب في اليمن ظهرت مبادرة جديدة، برعاية الحكومة المستقيلة، جاء في أبرز بنودها: انسحاب «أنصار الله» من صنعاء وعدن، ومن ثم وقف الحملة العسكرية.
وتقدّم بها وزير الشئون القانونية اليمني محمد المخلافي، في الحكومة المستقيلة، إلى جامعة الدول العربية باسم «الحزب الاشتراكي» الذي ينتمي إليه؛ من أجل وقف الحرب وتحقيق السلام في اليمن، وذلك بعد مشاورات مع كل الأطراف.
وعقب لقائه الأمين العام للجامعة نبيل العربي في القاهرة أمس، أشار المخلافي إلى أنّ "أهم ما جاء في هذه المبادرة هو إيقاف الحرب الداخلية، وعملية عاصفة الحزم وانسحاب الميليشيات والقوات التي صارت ذات طبيعية ميليشياوية في المدن اليمنية، وفي مقدمتها عدن وصنعاء، ومن ثم العمل للعودة إلى العملية السياسية، واستئناف الحوار فوراً".
المشهد اليمني

بعد إعلان المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم"، العميد أحمد عسيري انتهاء المرحلة الأولى من الحملة الجوية، يثار التساؤل حول ماهية وطبيعة المرحلة الثانية والسيناريوهات المحتملة لعاصفة الحزم، في غطار رفض الحكومة اليمنية المبادرة الإيرانية وخروج عبد الملك الحوثي يطالب الشعب اليمني بالصبر علي الحرب، ويؤكد وجود خيارات الرد، يبقي الخيارات في اليمن مفتوحة ما بين التدخل البري وهو الخيار المؤجل حتى الآن، وعدم وجود بوادر اللجوء إليه.
فيما يأتي خيار تسليح المقاومة الذي أصبح مطروحا بقوة، ويرى محللون ضرورة مواجهة التمدد الحوثي على الأرض عن طريق دعم قوات يمنية برية وتدريبها وجمع شتاتها وتوفير غطاء جوي لتحركها الميداني، فهم يرون أن الطيران لا يحسم حربا، بينما حسم القتال يكون دوما في المعركة البرية، ولكن من أبناء الداخل للسيطرة على الأرض بمشاة ومدرعات ومدفعية.
ويظل خيار الحل السياسي مطروحا؛ حيث إن التوصل لعملية سياسية أحد أهداف العمل العسكري لإجبار الخصم على تقديم تنازلات والرضوخ لحلول يفرضها الطرف المنتصر ويظل هو الأقل كلفة، وكلما تم الإسراع فيه تجنبت الأطراف المزيد من الخسائر البشرية والمادية.