بوادر انشقاق بين الحوثيين.. وإيران تأمل في وقف "عاصفة الحزم"
الثلاثاء 21/أبريل/2015 - 06:47 م
طباعة

واصلت قوات تحالف "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، صباح اليوم الثلاثاء، شن الغارات الجوية لاستهداف مواقع وأهداف جماعة انصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
تواصل الغارات:

خفر السواحل في مديرية ميدي الحدودية شمال غرب اليمن وأخرى على مدينة حرض المحاذية للسعودية.
واستهدفت غارات التحالف منطقة شملان شمال العاصمة صنعاء، استهدف معسكر الاستقبال القريب من منطقة ضلاع همدان والتي كانت تتبع قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري) سابقا.
كما قصف طيران "عاصفة الحزم"، مقراً أمنياً يسيطر عليه "الحوثيون" مقر قوات الأمن الخاصة التابعة لوزارة الداخلية، والذي يسيطر عليه "الحوثيون"، في حي جولة القصر، وسط مدينة تعز عاصمة المحافظة.
واحرزت قبائل مأرب تقدما كبيرا في مختلف الجبهات التي تدور فيها مواجهات مع ميلشيات الحوثي تساندها قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأضافت أن القبائل استعادت خلال اليومين الماضيين نحو 12 موقعًا كان قد استولى عليها الحوثيون.
وسقط عشرات القتلى والجرحى في غارة جوية نفذتها طائرات عاصفة الحزم صباح اليوم الثلاثاء في محافظة اب ضد اهداف لجماعة الحوثيين.
كما شنت طائرات تحالف عاصفة الحزم، غارات على مواقع الحوثيين في الضالع، على معسكرات تابعة للواء 33 في الضالع.
وتشهد الضالع مواجهات عنيفة بين المقاومة الجنوبية وبين الحوثيين، وسقط أكثر من 30 قتيلا بينهم 23 من الحوثيين وأربعة من المقاومة، إضافة لثلاثة مدنيين.
في المقابل، ما زالت الاشتباكات جارية في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، بين القبائل والحوثيين، ونصبت القبائل عدة كمائن للحوثيين، وقتل وأصيب منهم العشرات في عتق ومحيطها".
فيما تصد مسلحي القبائل بقيادة الشيخ صالح الشرفي رئيس لجنة الأمن والدفاع عن حضرموت لهجوم عناصر من تنظيم القاعدة غلي البنك العربي بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت.
وما زالت الاشتباكات جارية في عدد من أحياء مدينة عدن، لا سيما شمال وشرق خور مكسر وسط عدن، وفي مدينة دار سعد شمال عدن وبوابتها الشمالية، فيما قصف الحوثيون الأحياء السكنية في خور مكسر والمعلا ودار سعد.
وقطع الحوثيون عن كريتر والمعلا خدمة الاتصالات الثابتة والإنترنت.
في غضون ذلك، كثفت البوارج قصفها على مواقع وتجمعات الحوثيين في صوامع الغلال وجبل حديد.
وتشهد عدة مناطق في عدن انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من يومين، إضافة إلى قطع المياه واستمرار غياب مادة الوقود والغاز المنزلي في وضع بدأ يمتد إلى لحج وأبين والضالع، وفي ظل مخاوف من كارثة إنسانية، لا سيما أن الحوثيين وقوات المخلوع يحاولون قطع وصول أي مساعدات إنسانية تصل إلى أغلب المناطق.
خلافات بين الحوثيين:

وعلى وقع غارات عاصفة الحزم، قال راديو فرنسا الدولي: إن بوادر خلافات بدأت بالظهور بين المتمردين الحوثيين في شمالي اليمن، مشيرة إلى أن عاصفة الحزم التي تقودها السعودية وزلزلت أركان الجماعة المتمردة التي انقلبت على النظام الشرعي، تسببت بهذا الأمر، وظهرت بوادره في منطقة صعدة، فضلاً عن المناطق المحيطة بها.
وأوضحت المحطة الفرنسية، عبر موقعها الإلكتروني، أن الانشقاقات تعود لبضعة أسابيع بسبب كثافة الهجمات التي تشنها "عاصفة الحزم".
فيما أعلن 19 حزباً وتنظيماً سياسياً رفضها لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) بتاريخ 14 ابريل 2015 صباح الثلاثاء بالعاصمة صنعاء.
الحرس الوطني السعودي:

وفي تطور لافت قد يركون له تأثيره علي مصير عاصفة الحزم، أمر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بمشاركة قوات الحرس الوطني السعودية التي يرأسها الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في عملية "عاصفة الحزم" العسكرية ضد انقلاب الحوثيين في اليمن.
بدوره أكد الأمير متعب بن عبد الله، رئيس الحرس الوطني، خلال زيارته التفقدية، الثلاثاء، للواء الأمير سعد بن عبد الرحمن الآلي بالرياض، التابع للحرس الوطني على "الجاهزية التامة والاستعداد المتكامل لكافة قوات الحرس الوطني، وهو الدور الذي يتشرفون بأدائه إلى جانب إخوانهم وزملائهم في بقية القطاعات العسكرية"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية.
انهيار مشروع إيران الطائفي:

وشدد العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم "عاصفة الحزم" على أن السعودية تمتلك إمكانات عسكرية هائلة، وأن قواتها المسلحة على مستوى عال من المهارة القتالية.
وقال في حوار أجرته معه صحيفة "مكة" الثلاثاء، مخاطبا مواطنيه "لا تتفاجؤوا، فلدينا قوة ربما لم يرها المواطن والعالم من قبل".
وعدّ عسيري استدعاء السلطات الإيرانية للقائم بأعمال السفارة السعودية في طهران، للاحتجاج على "ما ورد في أحد المواجيز الصحفية اليومية"، يأتي تعبيراً عما وصفه بـ "شعور إيران أن مشروعها في اليمن الذي صرفت عليه الكثير في طريقه للانهيار".
وأشار العميد الركن أحمد عسيري إلى أن إيران الآن "ترى أن مشروعها الطائفي في اليمن قد دُمر"، مضيفاً أن "طهران لم تبن أي مشروع تنموي في أي دولة من دول المنطقة وإن كل ما بنته عبارة عن ميليشيات مسلحة".
وبشأن الموقف من المبادرة التي طرحها الحوثيون والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والتي نشرت وسائل إعلام تفاصيلها، قال عسيري إن "الوضع في اليمن لم يعد كالسابق وعلى الحوثيين والرئيس المخلوع تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الصادر مؤخراً، والانسحاب من مؤسسات الدولة، وتسليم السلطة للحكومة الشرعية".
فيما نقل موقع هافينغتون بوست الإخباري الأمريكي، عن مسئولين أمريكيين قولهم: إن إيران حذرت الحوثيين من مخاطر الاستيلاء على اليمن في العام الماضي، في محاولة للتقليل من الدور الإيراني في هذا البلد وتأثير دعم طهران للجماعة المتمردة على سير الأحداث.
ووفقاً لمسئولين في الاستخبارات الأمريكية، فإن استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء، في سبتمبر الماضي، والذي شكل صدمة للمجتمع الدولي، جاء "رغم النصيحة الإيرانية التي قدمت لهم بضرورة تجنب السيطرة على العاصمة صنعاء"، بحسب المسئولين الأمريكيين.
ويقول موقع هافينغتون بوست إنه على الرغم من محاولة الإدارة الأمريكية التخفيف من حجم التدخل الإيراني في اليمن، فإنه من الواضح أن إيران قدمت، ومنذ فترة طويلة، دعماً عسكرياً ومالياً لجماعة الحوثي، قبل وبعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء.
ويشير الموقع إلى أن الدعم الإيراني كان حاسماً في صعود نجم الحوثيين، وإن كان الأمريكيون يعتقدون أنه بقي دعماً مادياً وحسب.
إيران: توقف الحرب قريبًا:

وفي سياق متصل دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن والالتفات للوضع الإنساني ودخول الأطراف السياسية في مفاوضات تفضي لتشكيل حكومة موسعة، معتبرا ذلك السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في هذا البلد.
وذكرت رويترز نقلا عن وكالات أنباء إيرانية أن حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية متفائل بشأن إمكانية إعلان وقف لإطلاق النار في اليمن يوم الثلاثاء.
وقال عبد اللهيان: "نشعر بتفاؤل أنه خلال الساعات المقبلة بعد جهود كثيرة سنرى وقفا للهجمات العسكرية في اليمن".
التعاون الخليجي:

من جانبها أكدت دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماع في نيويورك الاثنين أنه لا مجال لوقف إطلاق النار في اليمن ما لم يلتزم الحوثيون بقرار مجلس الأمن الذي يطالبهم بالتخلي عن السلطة في هذا البلد، كما أفاد مسؤول سعودي.
وعلى مدار 40 دقيقة تباحث وفد يضم سفراء دول مجلس التعاون الخليجي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الوضع في اليمن واختيار مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى هذا البلد خلفا لجمال بنعمر الذي استقال من هذا المنصب الأسبوع الماضي.
وقال السفير السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي لوكالة "فرانس برس" في ختام الاجتماع إن الأمين العام للأمم المتحدة "قال إنه يريد نهاية سريعة للعمليات الحربية، نحن جميعا نريد نهاية سريعة للعمليات الحربية لكن هناك شروط للتوصل إلى ذلك وهي شروط نص عليها القرار" الذي أصدره مجلس الأمن الأسبوع الماضي.
وأضاف المعلمي أن "الأمين العام ونحن أنفسنا نعتقد أن (هذا القرار) يجب أن يطبق تطبيقا كاملا".
تنديد فرنسي:

وفي نفس السياق ندد وزير الدفاع الفرنسي، الاثنين، بسعي إيران إلى زعزعة استقرار اليمن، مؤكداً "دعم باريس للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في مواجهة المتمردين الحوثيين".
وقال جان إيف لودريان، في كلمة ألقاها في مقر إقامة السفير الفرنسي في بيروت: "ببادرة من السعودية، أرادت دول بالمنطقة توحيد قواها لإنهاء عملية زعزعة الاستقرار المدعومة من الخارج، التي وقعت ضحيتها الحكومة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي".
وأكد الوزير الفرنسي أمام صحفيين: إنه كان يلمح إلى إيران، وأضاف: "حذرت من نية الهيمنة على اليمن، وهنا أيضاً قليلاً"، في إشارة إلى تأثير طهران على حزب الله اللبناني.
وأضاف: "حتى إن كنا لا نتدخل مباشرةً، فإننا نقف إلى جانب أولئك الذين يتحركون من أجل استعادة الاستقرار في هذا البلد (اليمن)".
تحرك أمريكي
حركت الولايات المتحدة حاملت الطائرات "روزفلت" نحو السواحل اليمنية لمراقبة قافلة سفن إيرانية يشتبه في أن تكون متجهة إلى اليمن.
وقال مسؤول في البنتاجون إن القافلة تتألف من "9 سفن بينها سفينة دورية" من طراز عسكري لم تعرف وجهتها بعد.
بدوره أفاد مسئول آخر أنه "يشتبه في أن تنقل هذه السفن أسلحة ومعدات عسكرية إذا وصلت إلى اليمن وهذا سيؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار" في هذا البلد.
يأتي قرار المراقبة بعد إعلان واشنطن تحريك إحدى حاملات طائراتها باتجاه اليمن "لضمان بقاء الطرق البحرية الحيوية في المنطقة مفتوحة وآمنة".
من جانبه اعتبر العضو في المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" محمد البخيتي أن تحرك عدد من القطع البحرية الأمريكية قبالة سواحل اليمن "يوسع" دور واشنطن في الحرب التي تقودها السعودية ويهدف إلى "تشديد الحصار" على البلاد.
وقال البخيتي إن "هدف تحريك السفن الأميركية هو تعزيز الحصار المفروض على اليمن وإنزال عقاب جماعي بالشعب اليمني"، مشيراً إلى أن "هذه الخطوة ترفع مستوى مشاركة الأميركيين في هذه الحرب".
لقاء سعودي مصري
التقى الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، بالعاصمة الرياض الثلاثاء، نظيره المصري، سامح شكري، وبحثا خلال اللقاء التطورات الأخيرة في المنطقة خاصة اليمن.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إنه جرى خلال اللقاء الذي عقد بقصر الفيصل في الرياض، استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى بحث آخر المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة في اليمن.
المشهد اليمني:

ما بين الأمل الإيراني في التوصل إلى اتفاق لوقف عاصفة الحزم، وما بين التكهنات عن استمرارها حتي يستجيب ويزعن الحوثيون إلى قرارت مجلس الأمن، والتحرك الإقليمي والدولي لتوصل الي اتفاق، يبقي الوضع الميداني هو الحاسم في التحركات الاقليمية والدولية، مع وجود بوادر انشقاقات داخل الحوثيين حول الاستمرار في الحرب.
ويبقي الجانب الانساني والاوضاع المعيشية هي الأصعب لمواطنين، في ظل مليشيا تستهين الشعب اليمني، ويطالب زعيمهم المواطنين بالصبر.