وقف "عاصفة الحزم".. بين استمرار المعارك واتساع مساحة الحوار
الأربعاء 22/أبريل/2015 - 07:29 م
طباعة

جاء إعلان المملكة العربية السعودية وقف عمليات "عاصفة الحزم"، مع التأكيد علي عودتها مرة اخري يؤكد علي أن هذا الاعلان جاء كجس نبض لأطراف اليمنية والاقليمية، وما سيحدث علي الأرض من تغيرات واستجابة لقرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن.
"إعادة الأمل"

وانطلقت عملية "إعادة الأمل" عقب إنهاء "عاصفة الحزم" مهامها التي استمرت 27 يوماً لاستعادة الشرعية في اليمن، والتي جاءت استجابةً خليجيةً لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وتستهدف "إعادة الأمل" تحقيق 6 مطالب تتمثل في سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216)، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، واستمرار حماية المدنيين، واستمرار مكافحة الإرهاب، وفق ما ذكره بيان صدر، الثلاثاء، عن دول التحالف.
وكذلك، وفقاً للبيان، "الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب، وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة، وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للمليشيات الحوثية ومن تحالف معها، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات، أو المهربة من الخارج"، فضلاً عن "إيجاد تعاون دولي، من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء، لمنع وصول الأسلحة جوًا وبحرًا إلى المليشيات الحوثية وحليفهم علي عبد الله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين"
فيما قال الناطق الرسمي لحرس الحدود السعودي، اللواء محمد سعد الغامدي، إن انتهاء عملية "عاصفة الحزم" يعني لحرس الحدود البقاء في حال التأهب كما كانوا قبل وأثناء العاصفة.
وقال الغامدي، في بيان له نشر على الموقع الرسمي للحرس الوطني اليوم الأربعاء، إن حرس الحدود سيبقون عيناً تحرس حدود الوطن.
حسن النوايا

وفي إطار حسن النوايا من قبل الحوثيين، أطلق مسلحو جماعة الحوثي، فجر الأربعاء، سراح وزير الدفاع اليمني، اللواء محمود الصبيحي الذي احتجز في جنوب البلاد في 25 مارس الماضي.
وأكدت وسائل إعلام يمنية أنه تم إطلاق سراح اللواء الصبيحي، إلى جانب ناصر منصور، وكيل الأمن السياسي في عدن، وفيصل رجب قائد اللواء العسكري في أبين، من قبل قوات الحوثي، بعد مرور نحو أكثر من شهر على احتجازهم.
وقالت مواقع إخبارية يمنية، إن عملية الإفراج عن الصبيحي جاءت تنفيذاً لاتفاق سياسي بين الأطراف اليمنية ودول إقليمية وعربية حول وقف العمليات على اليمن، مشيرة إلى أن الصبيحي كان محتجزاً من قبل الحوثي في العاصمة صنعاء.
كما عبر قيادي من جماعة الحوثي عن "دهشته" لإعلان التحالف الذي تقوده السعودية إنهاء عملية "عاصفة الحزم"، مشيرًا إلى أن الإعلان تزامن مع إحراز تقدم نحو اتفاق شامل، منوها بأنه تم التوصل تقريبا إلى اتفاق سياسي لإنهاء الصراع في اليمن.
وأضاف أن الحركة كانت تتوقع أن يكون هناك اتفاق على وقف إطلاق النار بعد توقيع اتفاق سياسي وأن الموافقة عليه جاهزة تقريبا.
ودعا الرئيس اليمني السباق علي عبدالله صالح إلى العودة للحوار السياسي حتى تخرج البلاد من الفوضى، وجاءت هذه التصريحات ترحيبا بوقف دول التحالف لغاراتها الجوية قبل ان يتم استئنافها.
وقال صالح في بيان نشره على صفحته على فيسبوك إنه يدعو إلى "أن يتساعد الجميع للعودة إلى الحوار لحل ومعالجة المشاكل والقضايا بعيدا عن الرهانات الخاسرة والخاطئة والمكلفة".
وذكرت تقارير اعلامية، ان جماعة انصار الله "الحوثين" وافقت على كل المطالب التي فرضها مجلس الأمن الدولي تقريبا، وهو الأمر الذي أدى إلى الإعلان عن تحول عمليات عاصفة الحزم التي تقودها السعودية إلى عمليات “إعادة الأمل،” بعد تحقيق جميع الأهداف بحسب ما اعته الناطق باسم التحالف، العميد ركن أحمد العسيري.
قال موقع "يمن24" الإخباري إن طائرة عمانية خاصة ستهبط في مطار صنعاء الدولي خلال الساعات المقبلة، لنقل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وأفراد عائلته إلى خارج البلاد كجزء من اتفاق التسوية.
الحل السياسي

وظهرت اكثر من مبادرة للحل السياسي في اليمن، فقد أكدت الخارجية المصرية ومن خلال بيان رسمي لها "على ضرورة تنفيذ كافة بنود قرار مجلس الأمن رقم 2216 والتي تتضمن التأكيد على وحدة اليمن وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي".
جاء ذلك عقب إعلان تحالف دول (عاصفة الحزم) انتهاء العملية وبدء عملية (إعادة الأمل).
ودعت مصر مساء أمس الثلاثاء الأطراف اليمينة، إلى "التعجيل بوقف العنف وتسوية الخلافات عن طريق الحوار والامتناع عن الأعمال الاستفزازية"، في أول تعليق رسمي علي إعلان انتهاء عملية عاصفة الحزم مع نهاية الثلاثاء.
وأكدت دعوتها لكافة الأطراف أن يلتزموا بتنفيذ الآتي:
١-الامتناع عن اتخاذ أي تدابير من شأنها تقويض وحدة اليمن. ٢-ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية، ومكافحة الإرهاب والعودة لتنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي 3- صياغة دستور جديد وتنظيم الانتخابات وامتناع جماعة الحوثيين عن الأعمال العسكرية التزاماً بمقررات قرار مجلس الأمن.
وأهابت الخارجية المصرية بـ"الأطراف اليمنية بالتوصل إلى حل توافقي والتنفيذ الكامل للاتفاقات المبرمة والالتزامات التي تم التعهد بها والتعجيل بوقف العنف وتسوية الخلافات عن طريق الحوار والامتناع عن الأعمال الاستفزازية “.
وأشار البيان إلى أن مصر “ستواصل تنسيقها الوثيق مع شركاء التحالف من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بإعادة الاستقرار لليمن وحماية الأمن القومي العربي".
كما قدمت سلطة عمان تزم سلطنة عُمان الإعلان عن مبادرة متكاملة تقود إلى حل سلمي للأزمة اليمنية. وتجري مسقط حاليا مشاورات عدة لبلورة الموقف من مبادرتها، في وقت يشير مراقبون إلى أن بنود المبادرة لم تخرج عن الأهداف المعلنة لعملية عاصفة الحزم، علماً أن مسقط لم تشارك في العمليات العسكرية
وتتضمن المبادرة ما يلي:
1. انسحاب الحوثيين وقوات صالح من جميع المدن وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري للجيش 2. عودة السلطة الشرعية إلى اليمن برئاسة هادي، 3. المسارعة بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت، 4. التوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه، 5. أن تتحول جماعة الحوثي إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية بطرق شرعية، 6. عقد مؤتمر دولي للمانحين بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني، وتقديم اقتراح بإدخال اليمن ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي
الموقف الدولي

وقوبل إعلان الرياض أمس الثلاثاء وقف حملة الضربات الجوية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران بترحيب من البيت الأبيض وطهران كما تجددت دعوات إلى إجراء محادثات سلام وتوصيل مساعدات إنسانية عاجلة.
من جانبها رحبت باكستان بإنهاء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، وقالت تسنيم أسلم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية إن "ذلك سيكون ضمانا لإيجاد حل سياسي في اليمن. وباكستان تشاطر رغبة العربية السعودية في تسوية الأزمة سلميا".
واعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بالغ سعادته لنجاح الضربات الجوية التي قادتها السعودية ضد الحوثيين باليمن، مؤكدا أنها حققت أهدافها واكتملت.
فيما قال البيت الأبيض، اليوم الأربعاء إن "اليمن مازال يعاني انعدام للاستقرار، وإن المنطقة تحتاج إلى عمل أكبر بكثير".
وقالت مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض لشبكة سي. إن. إن جين ساكي: "من الواضح أن المهمة لم تنجز". لكن ساكي قالت إن "هناك حاجة لعمل أكبر بكثير، ودعت إلى حل دبلوماسي للصراع".
غارات جديدة

وعلي الارض، شنت مقاتلات ما يعرف بـ«التحالف» الذي تقوده السعودية، غارات جديدة على مواقع للحوثيين في مدينة تعز جنوب صنعاء بالرغم من إعلان انتهاء عمليات «عاصفة الحزم»، أمس.
واستهدفت الغارات مقر اللواء 35 مدرع الذي سيطر عليه الحوثيون في وقت سابق اليوم، كما استهدفت مواقع لهم بالقرب من السجن المركزي في جنوب غربي المدينة.
وفي وقت سابق من اليوم، سيطر الحوثيون على مقر اللواء 35 مدرع الموالي للرئيس المنتهية صلاحيته عبدربه منصور هادي في مدينة تعز جنوب صنعاء.
استمرت المواجهات المسلحة، اليوم الأربعاء في عدة مدن بجنوب اليمن بين الحوثيين و"المقاومة الشعبية"، وشاركت طائرات التحالف العشري في أولى عمليات "إعادة الأمل" في قصف مواقع سيطر عليها الحوثيون في اليمن.
كما فرض الحوثيون، اليوم الأربعاء، حصاراً على مثلث ردفان ـ الضالع ـ يافع، وقطوا كل الطرق المؤدية الى هذه المناطق.
وتمثل ردفان ويافع والضالع، مناطق مغلقة أمام الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، وفشلوا مرات كثيرة من التوغل فيهما، وتعد هذه المناطق الجنوبية الوحيدة المحررة من أي تواجد للحوثيين وقوات صالح.
وقال مقاتلون في جنوب اليمن في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء إنهم سيواصلون قتال الحوثيين إلى أن يطردوهم من المنطقة رغم إعلان السعودية انتهاء حملة الضربات الجوية بعد أن حققت أهدافها.
وجاء في بيان المقاومة الجنوبية "توقف عمليات عاصفة الحزم لا يعني توقف أعمال المقاومة الشعبية الجنوبية على الأرض".
وأضاف "هذه الجبهة لن توقف الهجمات حتى يتم تطهير الجنوب من الحوثيين وقوات صالح" في إشارة إلى الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
واشتبك الجنوبيون مع الحوثيين اليوم الأربعاء حول مدينة الضالع الجنوبية مقر الانفصاليين الجنوبيين الذين غيروا ولاءهم عدة مرات خلال الصراع.
المشهد اليمني
يبقي المشهد اليمني معقدًا إذا لم توقع الأطراف اليمنية، علي اتفاقية تؤكد احترام الدلة المدنية، وضع خارطة طريق للمستقبل تنهي المرحلة الانتقالية، وتؤسس لمرحة ديمقراطية جديد، وتنهي ظاهرة المليشيات في الدولة ذات الأهمية الاستراتيجية في المنطقة العربية والتجارة العالمية، ويبقي رهان القوى الإقليمية والدولية على رهان العقلاء في الداخل اليمني.