فجر ليبيا.. بداية الانهيار على يد جيش القبائل
الخميس 23/أبريل/2015 - 01:35 م
طباعة

حققت قوات الجيش الليبي تقدما حاسما نحو معسكر 27 بالطريق الساحلي غرب العاصمة الليبية طرابلس.
قوات الجيش تسيطر

سيطرت قوات الجيش على منطقة الحشان على بعد 2 كيلو متر من جسر ومعسكر 27 على الطريق الساحلي محققة خطوات حاسمة على هذا المحور، حيث أنهى الجيش سيطرته على منطقة الزهراء، كذلك تقاطع طريق الشرطة العسكرية المؤدي إلى وسط طرابلس.
وتخوض قوات الجيش معارك عنيفة للسيطرة على مقر كتيبة 27 الواقعة بين العاصمة ومدينة الزاوية.
كانت أنباء ترددت حول التوصل إلى هدنة بين قوات الجيش وقوات فجر ليبيا، في حين تواصل قوات الجيش تواصل التقدم لتحرير العاصمة.
وسيطر الجيش منذ أسابيع على كامل منطقة العزيزية والساعدية ويتجه وفق الخطة الاستراتيجية نحو طرابلس.
وفي ظل مساعيها للتوسع في أكبر مساحة على الأراضي الليبية، تدخل ميليشيات فجر ليبيا مرحلة قد تؤدي إلى انهيارها تمامًا خلال الفترة المقبلة.
أجبرت قوات فجر ليبيا، جيش القبائل على التراجع في منطقة العزيزية غرب العاصمة، بينما تجددت الاشتباكات بمحيط قاعدة الوطية غربي البلاد بين قوات تابعة للمؤتمر الوطني العام في طرابلس وأخرى موالية لمجلس النواب المنحل بطبرق.
فيما اتهمت قوات فجر ليبيا، جيش القبائل بخرق هدنة بينهما كان مقررا أن تستمر ثلاثة أيام بعد أن تم التوصل إليها بين زعماء في "جيش القبائل" وكتيبة الحلبوص التابعة لمدينة مصراتة شرق طرابلس.
وتشكل جيش القبائل بعد مؤتمر القبائل الليبية الذي عقد في مايو 2014، بمشاركة 2000 من شيوخ وأعيان ووجهاء، بهدف تطهير غرب ليبيا، من المسلحين التكفيريين والميليشيات.
القبائل وفجر ليبيا

أوضح متابعون أن قوات فجر ليبيا اتهمت "جيش القبائل" بخرق الهدنة والتقدم باتجاه الناصرية، مشيرين إلى أن الوضع حاليا يشهد توترا في ظل حشد قوات فجر ليبيا عناصرها بغية التقدم باتجاه مواقع ما يسمى جيش القبائل، وأكدوا غلق الطريق الساحلي بين طرابلس وتونس جراء سقوط قذائف صاروخية عليه.
وكانت الهدنة تنص على وقف مؤقت لإطلاق النار بين ممثلين عن منطقة ورشفانة وكتيبة الحلبوص، على أن ترجع الأسر لمنازلها بمنطقة العزيزية والزهراء بشرط تمركز قوات كتيبة الحلبوص في المدينة.
في سياق متصل، تجددت الاشتباكات بمحيط قاعدة الوطية غربي ليبيا بين قوات تابعة للمؤتمر الوطني العام في طرابلس وأخرى موالية لمجلس النواب المنحل بطبرق.
وقال قائد محور قاعدة "الوطية" بقوات المؤتمر الوطني الطاهر الغرابلي، إن قواته أحرزت أمس الأربعاء تقدما في اتجاه القاعدة، وأوضح أن المعارك مستمرة ضد قوات الزنتان الموالية لمجلس النواب المنحل التي تسيطر على القاعدة.
وحسبما ذكرت وكالة الأناضول، أن الغرابلي أكد أن استئناف القتال جاء بعد قصف قوات الزنتان مدينتي الزاوية ثلاثين كيلومترا غرب طرابلس وغريان بالجبل الغربي؛ حيث سقطت عدة صواريخ غراد بالمنطقتين محدثة أضرارا مادية في منازل بعض الأهالي دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.
فيما اعتبر أن تحرك قوات الزنتان يعد خطوة ضمن التصعيد العسكري المستمر من قبل القوات الموالية لخليفة حفتر.
ثوار ليبيا

من جانبها اتهمت غرفة عمليات ثوار ليبيا عبر موقعها الرسمي على الإنترنت بأن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته وفريق الحوار التابع له، يحاول لي ذراع الثوار وإرغامهم على خفض سقف المطالب بحوار الصخيرات بالمغرب، والتنازل عما يراها الثوار ثوابت ومبادئ ثورة 17 فبراير، يتقدمها قانون العزل السياسي.
كما اتهمت الغرفة لواء الحلبوص، بأنه لم يرسل لمحاور القتال بالمنطقة الغربية ليحقق الحسم، بل لغايات أخرى في نفس كل من "فتحي باشاغا – سليمان الفقيه"، نواب مدينة مصراتة في الحوار السياسي، واللذين يتهمان بأنهما يحاولان سحب مسلحي مصراتة، من تحالف فجر ليبيا الذي يعتمد أساسا على قواتهم.
وأشارت إلى أن لواء الحلبوص لم يتواجد في العزيزية، سوى لإيصال جيش القبائل لمعسكر الـ 27، وتحسين موقفهم التفاوضي بعد توقف إمدادهم بالذخائر الثقيلة.
وأكدت في ختام بيانها بأن لا أحد يمثلهم في الحوار السياسي، وأن الحسم العسكري هو الذي سيكون الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة.
بداية انهيار الميليشيات

فيما تمكنت قوات الجيش الوطني خلال الـ 24 ساعة الماضية، من منع إمدادات ميليشيات فجر ليبيا، وذلك بمساندة من قوات جيش القبائل، حيث تمكنت من التقدم في مدينة العزيزية، واتجهت نحو الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس والمدن الغربية للبلاد، وتحديدا عند معسكر 27 كلم.
وتمثل هذه الطريق الساحلية دورا مهما، كونها ستقطع الإمدادات العسكرية عن المليشيات بالزاوية وصرمان وصبراتة وزوارة، وتعزلها عن العاصمة طرابلس تماما.
ويقول خبراء: إن تحالف ميليشيات فجر ليبيا، شكل بطريقة تقوم على التوافقات المناطقية، والولاءات لقادة الكتائب المسلحة، وبالتالي عملية تغيير قناعتهم من قبل المدن التي ينتمون إليها، قابلة للتطبيق.
ويشير مراقبون إلى أن الجماعات الجهادية لم يرأسها شخص واحد، وأن كتائب مصراتة المسلحة، هناك أشخاص مؤثرون على تحريك كتائبها القوية، وبالتالي تغيرت مؤخراً مصالح هؤلاء الأشخاص، بعد إيمانهم بأن مصراتة تحملت وزر الحرب لوحدها، وخلقت عداءً كبيراً مع كافة مدن البلاد.
ويؤكد خبراء على أن الصدام بين مصراتة والزاوية، اللتين تمثلان ثقلاً في تحالف ميليشيات فجر ليبيا، سيحدث بالفعل، وأن ملامحه تظهر بالفعل، عندما اتهم لواء الحلبوص، قوات الزاوية بعدم احترام هدنة مع جيش القبائل، وهو أمر قوبل برفض كبير من الزاوية التي اتهمت مصراتة بالتحالف مع حفتر ضدها.
وكان خالد الفقيه المتحدث باسم لواء الحلبوص قد اتهم قوات الزاوية بعدم احترام هدنة إنسانية في مناطق العزيزية وورشفانة؛ الأمر الذي دفع بميليشيات الزاوية، اتهام الحلبوص بمحاولة تمكين جيش القبائل الدخول إلى طرابلس.
انتشار الميليشيات

تنتشر ميليشيات فجر ليبيا في 12 مدينة ومنطقة غرب طرابلس، أبرزها مدن "مصراتة – الزاوية – زوارة – صبراتة – غريان"، حيث شنت هجوماً كاسحاً مطلع يوليو 2014، على كتائب الزنتان المسلحة الموالية للجيش الوطني، وقامت بإخراجهم من طرابلس بقوة السلاح.
واستمرت المعارك العنيفة قرابة الشهرين، مخلفة 250 قتيلا وأكثر من ألف جريح في صفوف الطرفين، بحسب إحصائية وزارة الصحة.
وشهدت جزيرة دوران بوهادي بمدينة سرت الليبية، اليوم الخميس 23 أبريل 2015، وقوع اشتباكات بين قوات فجر ليبيا وتنظيم داعش الإرهابي، أسفر عن مقتل 3 عناصر وإصابة 4 آخرين.
وكانت تجددت الاشتباكات الليلة الماضية، بين الكتيبة 166 مشاة التابعة لقوات "فجر ليبيا"، ضد قوات تنظيم "داعش" في مدينة سرت، وأسفرت عن مقتل 3 وإصابة 4 في صفوف "فجر ليبيا.
وتخوض الكتيبة 166 مشاة التابعة لقوات فجر ليبيا مواجهات مستمرة منذ مارس الماضي ضد تنظيم "داعش" في سرت.
كما شنت فجر ليبيا، غارات على موقع عدة في مدينة الزنتان غربي البلاد، وذكرت مصادر أن الغارات استهدفت أيضا مدينة الرجبان، لكن لم ترد تفاصيل عن وقوع خسائر.
وتتعرض الزنتان، التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية لهجمات، أغلبها جوية، تشنها ميليشيات فجر ليبيا المصنفة إرهابية، منذ أشهر.
تهديدات فجر ليبيا

في سياق متصل دعت فجر ليبيا كل المدن والمناطق والقبائل إلقاء السلاح ووضعه كله في أياديها، ومن ثم العودة الآمنة والسالمة لبيوتهم.
وأوضحت في بيان صحفي لها، بأنه لا رغبة لها في القتال ولا التهجير ولا غيره من الأعمال التي فرضت عليها، بحسب وصف البيان.
وتوعدت فجر ليبيا، من وصفتهم الذين يحلمون بعودة القذافي أو نظامه أو نظام مثيل له، أن يلقوا سلاحهم ويعودوا لرشدهم ليعودوا لبيوتهم، وتابعت من يعاند ويكابر ويستمر في رفع السلاح لصالح قائد العملية الإنقلابية في إشارة الفريق أول خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي على حد وصف البيان، فلا حوار ولا تفاوض معه، ولا نملك له إلا القوة والسلاح.
وأصدر المؤتمر الوطني المنتهية ولايته الموالي لقوات فجر ليبيا أول مارس الماضي، قانون إنشاء جهاز الحرس الوطني، وهو جهاز عسكري مستقل مالياً وإدارياً، يتكون عناصره من الثوار، ويكون بمثابة قوة عسكرية تدعم رئاسة الأركان المنبثقة عن المؤتمر في طرابلس.
فجر ليبيا تقايض الحكومة

في السياق ذاته حذرت حكومة طرابلس الموالية لقوات فجر ليبيا، الاتحاد الأوروبي، من أي إجراء أحادي الجانب تقرره أوروبا بمناسبة القمة الاستثنائية التي تقام اليوم الخميس، للرد على تهريب المهاجرين السريين، والتوجه نحو اعتماد حلّ أمني عسكري ضد قواعد ومراكب التهريب انطلاقاً من ليبيا، وفق ما أكد صحيفة "تايمز أوف مالطا"، التي نشرت حديثاً مع وزير الخارجية في حكومة طرابلس محمد الغرياني، الخميس.
وكشف المسئول في حكومة الإنقاذ الموالية لميليشيا فجر ليبيا، ابتزاز طرابلس للاتحاد الأوروبي عن طريق ملف المهاجرين السريين، قائلاً: "بذلنا جهدنا لإقناع أوروبا بالتعاون على هذا الصعيد، لكن رد أوروبا كان دائماً، لستم حكومةً شرعيةً تحظى باعتراف دولي"، ومضيفا: "الآن عليهم التوقف عن تجاهلنا، والحديث معنا".
وأَضاف الغرياني، أن حكومته لن تقبل بضربات عسكرية بدعوى محاربة التهريب "كيف يمكن لهم ادعاء القدرة على ضمان أمن وسلامة المدنيين الآخرين من صيادين أو أبرياء في المناطق المستهدفة؟".