فشل ايراني في تزويد "الحوثيين" بالسلاح.. ومخاوف من هجوم “القاعدة "علي السعودية
الجمعة 24/أبريل/2015 - 06:52 م
طباعة

واصلت طائرات "إعادة الامل" اليوم الجمعة، غاراتها على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين في عددا من المدن اليمنية والعاصمة صنعاء، وسط تراجع لمسلحي الحوثي، في وقت أكد فيه وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، أن دور الجماعة وأنصار الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، قد انتهى في المرحلة القادمة".
الوضع الميداني:

وقال السكان إن "الطيران شنّ نحو 5 غارات على مواقع للحوثيين في منطقة "صرواح" غربي مأرب"، دون أن يتسنّى الحصول على معلومات إضافية بشأن ما أحدثته الغارات من خسائر.
وكان الطيران نفسه، شنّ، مساء أمس، أربع غارات على مواقع للحوثيين في المنطقة ذاتها، والتي تشهد، منذ نحو أسبوعين، معارك شرسة بين "المقاومة الشعبية" الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، ومسلحي جماعة الحوثي.
واستهدفت طائرات السعودية مطار عدن ومعسكر بدر ومحيط قصر المعاشيق وجزيرة العمال في المدينة. كما أغارت على المنطقة الممتدة من ساحل أبين لإلى معسكر الصولبان والمدينة الخضراء شمال عدن. الغارات السعودية طالت مستشفى في صرواح بمأرب ومنشآت مدنية أخرى.
يأتي هذا فيما أعلن محافظ صعدة المحافظة منطقة منكوبة من جراء تعرضها لقصف مركز وتدمير لبنيتها التحتية.
واستهدف القصف أيضاً مقر قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء. وفي المحافظات الجنوبية طاولت الغارات موقع اللواء خمسة وثلاثين مدرع ومعسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة تعز، إضافة إلى مقر اللواء خمسة وخمسين التابع للحرس الجمهوري ومواقع عدة في يريم بمحافظة اب.
كما تستمر المعارك على الأرض، وفي خورمكسر بمحافظة عدن شهدت اشتباكات هي الأعنف من نوعها بين الجيش اليمني وقوات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، بالتزامن مع استمرار المعارك في صرواح ومعسكر ماس. في الوقت الذي حقق فيه الجيش اليمني ومعه أنصار الله تقدماً في مأرب وسيطر على مناطق نفطية فيها.
وقالت وزارة الصحة التي يسيطر عليها الحوثيون يوم الخميس إن الضربات الجوية أسفرت حتى الآن عن مقتل 951 شخصا بينهم 134 طفلا وأصابت 3311. ولم يتسن التحقق من الأرقام بشكل مستقل.
وأصابت معظم الضربات سيارات تابعة للحوثيين وتجمعات لهم في ساحات قتال تشتبك فيها ميليشيات الحوثيين مع أنصار الرئيس «عبد ربه منصور هادي» في 6 محافظات بوسط وجنوب اليمن.
فشل ايراني:

وفي إطارة محاولة ايران دعم جماعة الحوثيين بالسلاح والذخيرة، منعت طائرات حربية سعودية منعت الخميس طائرة نقل إيرانية كانت متوجهة إلى صنعاء من الدخول إلى الأجواء اليمنية، يعتقد انها كانت محملة بأسلحة للحوثيين.
قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية، إن الطائرة كانت تحمل مساعدات إنسانية ومواد طبية مخصصة للمدنيين اليمنيين الذين تضرروا من الضربات الجوية لعملية "عاصفة الحزم".
من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي الخميس، أن سفن الشحن الإيرانية التي تخشى واشنطن أن تكون محملة بأسلحة، تتحرك إلى الشمال الشرقي مبتعدة عن اليمن. ووصف المسؤول الأمريكي ذلك بأنه "علامة مبشرة"، لافتا إلى أن بلاده ستواصل متابعتها لهذه السفن.
واتهم وزير خارجية اليمن، رياض ياسين، إيران بمحاولة اختراق الحصار البحري المفروض على اليمن لمنع وصول أسلحة إلى المتمردين.
وقال ياسين، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في مطار البحرين إن "ايران تقوم بمحاولات بائسة لاختراق الحصار البحري على اليمن"، واصفا بانه "اعتداء على جميع اليمنيين وفقاً لمخطط إيراني بتنفيذ من المليشيات الحوثية"
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن الثلاثاء الماضي أن واشنطن حذرت إيران من إرسال أسلحة إلى اليمن يمكن أن تستخدم لتهديد الملاحة في الخليج، فيما عبّر وزير الدفاع الأمريكي في اليوم التالي عن قلق بلاده من أن تكون السفن تحمل أسلحة متطورة، داعيا طهران إلى عدم "إذكاء نيران" الصراع بشحنات الأسلحة.
القاعدة علي حدود السعودية:

وفي اطار مساعي حرس الحدود السعودي مواجهة اي اختراق لليمن، حالة من الاستنفار وخاصة في المناطق الشرقية لليمن والتي تعتبر منطقة صحراوية قاحلة تتيح لمسلحي القاعدة التجول بحرية.
ولا يوجد أي نشاط عسكري في هذه المنطقة من الحدود منذ بدء الصراع في 26 مارس ولم تشاهد «رويترز» أي أثر للجيش خلال رحلة بالسيارة استغرقت 40 دقيقة من شرورة الى نقطة عبور الوديعة.
ولتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجود راسخ قبل بدء الضربات الجوية بوقت طويل لكن جهود الحد من وجوده عرقلها الاقتتال بين وحدات الجيش اليمني والاضطراب السياسي. وقبل عام شن التنظيم غارة عبر الحدود على «شرورة» قتل فيها أربعة من رجال الامن قبل ان يقتل المسلحون الثمانية في تبادل اطلاق النار.
وتعاني البلدات والقرى في وادي حضرموت الذي يخترق هضبة صحراوية في شرق اليمن من أعمال عنف مستمرة من جانب المتشددين منذ احتجاجات الربيع العربي في عام 2011 التي قوضت الحكومة في صنعاء.
وفي اليمن لا تخضع هذه الرقعة من الصحراء -التي تمثل امتدادا لصحراء الربع الخالي- لسيطرة الحكومة مما يجعلها مكانا مفتوحا أمام تنظيم القاعدة.
ويقلل قادة حرس الحدود المحليون في السعودية من مخاطر تنظيم القاعدة ويصفون الهجوم الذي نفذه العام الماضي بأنه حادث منفصل ويشيرون الى نظام الدفاع المكثف من الاسوار الشائكة والسواتر الترابية على امتداد القطاع الحدودي القريب.
الوضع السياسي:

سياسياً، قال وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، إن دور جماعة الحوثي وأنصار الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، قد انتهى في المرحلة القادمة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة عقد مساء الخميس في المنامة، حسب وكالة الأنباء البحرينية.
واتهم ياسين خلال المؤتمر "مليشيات الحوثي وجماعة المخلوع صالح" بالاستمرار في "محاولة تدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية"، كما اتهم إيران بالاستمرار في دعمهم.
وأضاف "ما تقوم به مليشيات جماعة الحوثي جريمة كبيرة في حق الشعب اليمني بجميع مكوناته، ونتوقع أن تبدأ جلسات الحوار عندما تلتزم تلك المليشيات بقرارات مجلس الأمن الدولي، وتسليم جميع الأسلحة واستقرار الأوضاع الداخلية في اليمن".
وأشار إلى أنه "من المفترض أن تقوم إيران بإرسال المواد الغذائية، إلا أنها لا تزال مستمرة في محاولاتها إرسال بوارج حربية لدعم مليشيات جماعة الحوثي، وكأنما تريد أن تؤجج الصراع في المنطقة أكثر فأكثر، على إيران أن تدرك أن وقف الضربات العسكرية لا يعني فشل أو خذلان العملية".
وعن الدور الممكن لجماعة الحوثي وأنصار علي عبدالله صالح القيام به في مرحلة الحوار القادمة، قال وزير الخارجية اليمني: إنه "بالنسبة لليمنيين، فقد انتهى دور جماعة الحوثي وجماعة علي عبدالله صالح".
وأوضح: "لا أعتقد أنه بعد كل ما فعلته جماعة الحوثي وجماعة علي عبدالله صالح في اليمن وشعبه، أن يكون لهم دور في الحوار اليمني، يكفي ما فعلوه في اليمن حتى الآن".
من جانبهم يقول الحوثيون إنهم لن يجروا محادثات إلا إذا توقفت الضربات الجوية تماما، كد عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي، أن الحركة سترد على "السعودية، إذا استمرت غارات "عاصفة الحزم" ضد جماعته.
وفي حديث للميادين، نفى البخيتي أن تكون عمليات التحالف السعودي قضت على إمكانيات وقدرة "الحوثيين" العسكرية، معتبرًا أن "التخبط في الموقف السعودي سببه خلافات داخلية وشعور بالإحباط واليأس".
ودعا البخيتي إلى "استكمال الحوار اليمني من حيث توقف قبل عاصفة الحزم"، مشددًا على تمسك الحركة بمخرجات الحوار الوطني.
كما جدد التأكيد على أن لا دور للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في المرحلة القادمة، مضيفًا "إن السعودية علمت باقتراب موعد رد الحوثيين فأعلنت وقف العاصفة".
وأضاف "نوجه رسالة للسعودية بمراجعة حساباتها لأن ردنا سيكون حاسمًا.. في مواجهة السعودية لن نحتاج إلى صواريخ".
باكستان تؤكد دعم السعودية واليمن:

وفيما يتعلق بأعضاء التحالف للإعادة الشرعية في اليمن، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف عن تضامن بلاده، التي رفضت الانضمام إلى التحالف العربي ضد الحوثيين باليمن، مع السعودية، خلال لقائه بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وقال مسؤول باكستاني إن النقطة الرئيسية التي تمت مناقشتها، بين الملك السعودي ونواز شريف، هي تضامن جمهورية باكستان مع المملكة العربية السعودية.
والتقى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف والوفد المرافق له مع الملك السعودي ومسؤولين سعوديين آخرين، من بينهم ولي العهد مقرن.
بحث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته بالرياض، خلال لقائه رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف سبل دعم الجهود المبذولة لتعزيز السلام في المنطقة.
كما تطرق الطرفان بحضور وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى مجالات التنسيق بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية والجمهورية اليمنية.
يذكر أن الاجتماع حضره رئيس الاستخبارات العامة السعودي خالد بن علي الحميدان وقائد الجيش الباكستاني الفريق أول ركن رحيل شريف ووزير الدفاع خوجه آصف.
ويري مراقبون، أن الورقة الباكستانية لم تلعب بعد في اليمن، فدورها سيظهر في عملية إعادة الأمل، واستمرار الاحتراب على الأرض ودك الصواريخ من السماء.
اجلاء رعايا:

فيمات يتعلق بإجلاء الرعايا الاجانب من اليمن ، افاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش بأن موسكو أجلت من اليمن أكثر من 1700 شخص بينهم ما يربو عن 400 مواطن روسي و46 أمريكيا.
وقال لوكاشيفيتش: "تم إجلاء أكثر من 1700 شخص في الفترة بين 31 مارس و22 أبريل ، بما في ذلك الرحلتان اللتان وصلتا إلى روسيا فجر الـ23 أبريل ، من الجمهورية اليمنية وهذا الرقم يتضمن 351 شخصا نقلوا في سفن الأسطول الحربي الروسي من عدن إلى جيبوتي بين الـ31 مارس والـ11 أبريل ".
المشهد اليمني:
ويبقي المشهد اليمن، دون تغير في غارات للتحالف العربي بقيادة السعودية، وحرب عصابات علي الارض، مع تحرك دبلوماسي من اجل التوصل الي تسوية يمنية، تحافظ علي الامن القومي العربي، وتؤكد علي مدنية الدولية اليمنية، وعدم تكوين مليشيات مسلحة.