هل تنجح الحلول السياسية للأزمة اليمنية بعد تردي الوضع الإنساني؟
السبت 25/أبريل/2015 - 06:15 م
طباعة

بعد الإعلان رسميا عن انتهاء عاصفة الحزم، بدأت المشاورات بشأن إمكانية طرح حلول سياسية للأزمة، بعد أن كان ذلك محل اهتمام المراقبين والمهتمين خلال الفترة الماضية؛ نتيجة تردي الأوضاع المأساوية داخل اليمن، وتماشيا مع هذه التطورات دعا الرئيس اليمني السابق عبد الله صالح حلفاءه إلى التقيد بقرارات الأمم المتحدة مقابل وقف التحالف العربي- الذي تقوده السعودية- غاراته التي استهدفت الجمعة مواقع جديدة للحوثيين الشيعة جنوبي اليمن، رغم إعلان الرياض قبل أيام انتهاء عملية "عاصفة الحزم".
اقترح صالح أن يتم تسليم جميع المحافظات للجيش والأمن ووضعها تحت إمرة السلطات المحلية في كل المحافظات.

وأكد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الجمعة على حلفائه الحوثيين أن يتقيدوا بقرارات الأمم المتحدة، لوقف الغارات التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية، في الوقت الذي وجه فيه التحالف العربي بقيادة السعودية ضربات جديدة للحوثيين في جنوب اليمن، بينما عادت أدراجها سفن إيرانية كانت متوجهة إليه، وتشتبه الولايات المتحدة بأنها كانت تنقل أسلحة إلى جماعة أنصار "الحوثيين الشيعة".
قال صالح في بيان نقله تلفزيون اليمن اليوم الذي يملكه: "أدعو أنصار الله إلى القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها مقابل وقف العدوان لقوى التحالف، أدعوهم وجميع الميليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الانسحاب من جميع المحافظات، خصوصا محافظة عدن"، كبرى مدن الجنوب حيث يدور القتال بين المجموعات المسلحة.
ورحب صالح، الذي ما زال يملك سلطة على بعض وحدات الجيش، بالقرار الدولي، معتبرا أنه "يوقف حمام الدم" في اليمن، ودعا الرئيس السابق وهو رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، إلى حوار يمني سعودي تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف، كما وجه نداء إلى كل الأطراف لبدء حوار يمني داخلي، داعيا إلى "التسامح" وإطلاق "جميع الأسرى والمختطفين".

يذكر أن مجلس الأمن فرض الشهر الحالي عقوبات تتضمن حظرا للأسلحة على المتمردين، وتجميد أصول ومنع من السفر على زعيمهم عبد الملك الحوثي وأحمد علي عبد الله صالح الابن البكر للرئيس السابق، وطلب من الحوثيين وقف هجماتهم والانسحاب من كل المناطق التي يسيطرون عليها منذ دخولهم صنعاء في سبتمبر الماضي.
من جانبها اعتبرت نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها أمس الجمعة أن التدخل العسكري السعودي والعربي في اليمن أدى إلى «كارثة» إنسانية، مشيرة لأن هذه المقامرة المحفوفة بالمخاطر نتج عنها مأساة تعيشها اليمن بعد أربعة أسابيع من الغارات العسكرية على معاقل الحوثيين هناك، وأنه بعد أربعة أسابيع من الغارات لم تجن اليمن سوى الدمار حيث قُتِل 1000 مدني وأصيب أكثر من 4 آلاف آخرين فضلا عن نزوح 150 ألف شخص، مشيره لأن القتال والحصار حرم اليمنيين من الطعام والوقود والمياه والأدوية؛ ما تسبب في كارثة إنسانية.

أكدت الصحيفة علي أن هناك حاجة لإنهاء القتال الحالي في اليمن وإيصال مواد الإغاثة بشكل سريع، مع إعادة بدء حوار سياسي، مشيرة لأن مبادرة الأمم المتحدة الدبلوماسية حققت بعض التقدم لكنها لم تحظ بدعم واهتمام كافيين من مجلس الأمن الدولي، ومؤكدة أن السعودية اعتبرت أن الغارات الجوية تهدف لمعاقبة المتمردين الحوثيين، الذين حاولوا الاستيلاء على السلطة في اليمن، بتدمير أسلحتهم ومنشآتهم العسكرية في شتى أنحاء البلاد، لكن المتمردين المدعومين من إيران لا يزالون أقوياء على الأرض، والتأكيد على أن إيجاد حل سياسي في اليمن لن يكون أمرا سهلا، وربما يكون مستحيلا، حيث إنه سيتطلب قبول السعودية بالحوثيين كجزء من أساس السلطة الحاكمة في اليمن، ومثل هذا الحل هو الأمل الوحيد لجلب بعض الاستقرار للبلاد وإعادة تركيز الجهود الدولية واليمنية نحو مكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي هو المستفيد الحقيقي من هذه الفوضى الآخذة في الاتساع.
انتقدت الصحيفة إدارة أوباما في ذلك الصراع، معتبرة أنه موقف متناقض تماما، حيث ساعدت السعودية في حملتها ضد الحوثيين من خلال المعلومات الاستخباراتية وتقديم المشورات في الخطط الحربية ونشر السفن الحربية قرابة الساحل اليمني، لكنها اﻵن تحث الرياض على إنهاء قصف معاقل الحوثيين، معتبرة أن التخبط في البيت الأبيض ربما أدرك أن السعوديين لا يملكون استراتيجية حقيقية لتحقيق أهدافهم السياسية في اليمن، والدليل على ذلك إعلانهم الثلاثاء الماضي إيقاف معظم العمليات العسكرية، لتستأنف لاحقا القصف وشن المزيد من الغارات العسكرية على أهداف للحوثيين حول مدينتي عدن وإب.
أكدت الصحيفة أن هذا هو ما دفع صناع السياسات الأمريكية لمواجهة هذا التحدي الدبلوماسي عبر طمأنة الدول الخليجية على استمرار تقديمها الدعم لهم من جهة في مواجهة إيران، ومن جهة أخرى محاولة واشنطن معرفة ما إذا كان يمكن دفع إيران لبناء علاقات ثنائية بين الجانبين تكون أكثر فائدة ولا تهدد الحلفاء الخليجيين أم لا؟!