"الحوثيون" بين رفض مبادرة "صالح" والزج بالأطفال في المعارك

السبت 25/أبريل/2015 - 07:29 م
طباعة الحوثيون بين رفض
 
رغم الإعلان عن انتهاء عاصفة الحزم إلا أن المعارك ما زالت مستمرة على أرض الواقع بين الفصائل اليمنية الموالية لمنصور هادي من ناحية والحوثيين والموالين لعلي عبد الله صالح من ناحية أخرى، هذا مع وجود بعض المناوشات من تنظيم قاعدة شبه الجزيرة باليمن من ناحية وتنظيم الدولة "داعش" من ناحية أخرى؛ مما أدى إلى زيادة ضراوة المعارك ضد الحوثيون؛ مما جعلهم يستخدمون الأطفال إما كدروع بشرية أو جنود في تلك المعارك، وقد كشفت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة عن أرقام الأطفال المشاركين في هذه الحرب، حيث قالت منظمة الطفولة (اليونيسيف): إن عدد الأطفال الذي قتلوا في الحرب الدائرة في اليمن بلغ 115 طفلا وطفلة.

الحوثيون بين رفض

وتعتقد المنظمة أن «هذه الأرقام متواضعة، وأن عملية التحري والتحقق مستمرة، وأنه من المرجح أن عدد الأطفال الذين قتلوا أو شوهوا في الصراع في اليمن أعلى مما ذكر».
وقال ممثل «اليونيسيف» في اليمن، جوليان هارنس، في بيان له تناقلته بعض الصحف العالمية، إنه «لا يزال مئات الآلاف من الأطفال في اليمن يعيشون في ظروف خطرة، وكثير منهم يستيقظون فزعين في الليل على أصوات القصف وإطلاق النار»، وإن «عدد الضحايا من الأطفال يظهر بوضوح كيف أن هذا الاقتتال مدمر لأطفال البلاد ومن دون نهاية عاجلة لهذا العنف، لن يتمكن الأطفال من أن يعيشوا حياة طبيعية».

أحمد القرشي
أحمد القرشي
على ذات الصعيد، قال أحمد القرشي، رئيس منظمة «سياج» لحماية الطفولة في اليمن: إن أكثر من 5 ملايين طفل وطفلة متضررون من الأحداث الحالية، جراء توقف الدراسة أو القتل وقصف الميليشيات.
وأضاف القرشي أن المعلومات التي لديهم في المنظمة تفيد بأن الميليشيات جندت في عدد من المحافظات نحو 4 آلاف طفل للمشاركة في القتال، وأشار إلى أن أكثر من 200 طفل وطفلة لقوا مصرعهم في اليمن منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي.
واعتقلت المقاومة الشعبية في عدد من المحافظات الجنوبية عددا من المقاتلين الأطفال الذين قالوا: إن (الحوثيين) أجبروا عائلاتهم على إلحاقهم بالميليشيات المسلحة، وإنهم تركوا مدارسهم من أجل قتال «القاعدة والدواعش»، حسبما قال لهم الحوثيون.

مبادرة صالح

مبادرة صالح
كان الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح قد قدّم مساء الجمعة مبادرة تقضي بوقف الأطراف المتصارعة القتال وانسحاب جميع الميليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين من جميع المحافظات، "خصوصاً محافظة عدن ثغر اليمن الباسم"، وتسليمها للجيش والأمن تحت إمرة السلطات المحلية في كل المحافظات، وعودة "الجميع دون استثناء" إلى حوار تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف. ودعا صالح في بيانه جماعة "أنصار الله" الحوثية إلى "القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها مقابل وقف العدوان لقوى التحالف".
وحول هذه المبادرة فقد رفضت الرئاسة اليمنية المبادرة التي طرحها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لحلّ الأزمة في اليمن، واصفة إياها بأنها "مراوغة إعلامية" تهدف إلى "إحداث مناورة لعكس الأحداث التي تجري في اليمن، والخسائر التي سجلها، ويظهر أمام دول العالم إنه مع القرارات الدولية التي أصدرت بحقه". 
ومن جهته، اعتبر مصدر مقرّب من الرئاسة اليمنية أن صالح "عهدت عنه تلك المراوغة بعدما نكث عن المبادرة الخليجية التي وقع عليها، في حين عقد تحالفاً مع ميليشيا الحوثي وباع اليمن لتلك العصابات التي لها أهداف وأجندات واضحة"، مشيراً إلى أن "تلك المراوغات الهدف منها تدمير اليمن"، وأن صالح يسعى "لبعث رسائل أنه متقبل للقرارات التي أصدرت بحقه، خصوصاً مع انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة؛ لكي لا يتم تجديد العقوبات عليه ولا بحق ابنه".

الحوثيون بين رفض
في السياق ذاته، فإنه من المتوقع أن يتلقى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، مجدداً خلال أيام، 9 من قيادات حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه صالح. ونقلت صحيفة "الحياة"، السبت، عن مسئول حضر الاجتماع الأول بين الزياني والأطراف اليمنية في الرياض، أن قيادات الحزب أكدوا أنه "لا مكان لصالح في العمل السياسي في اليمن مجدداً"، وكشف أن هذه القيادات ستصدر بياناً مشتركاً، بعد اختتام لقاءاتهم، يؤكدون فيه "تأييدهم الكامل لخطوات حماية الشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي". 
بدوره قال عضو "اللجنة الدائمة" في حزب صالح، معمر الأرياني، للصحيفة إنه تم إبلاغ دول الخليج "بتمسكنا بالشرعية اليمنية المتمثلة بالرئيس هادي، وشكرناها على دعمها اليمن في هذه المرحلة، وطلبنا أن يكون المؤتمر الشعبي العام جزءاً فاعلاً في مستقبل اليمن الجديد"، مؤكداً أن "من اقترفوا أية مشكلات في اليمن لن يكون لهم مستقبل فيه".

الحوثيون بين رفض
في المقابل، اعتبر عضو المكتب السياسي في جماعة الحوثي، محمد البخيتي، أن نداء صالح للجماعة للقبول بقرارات مجلس الأمن الدولي، "يعبر عن قناعة صالح ومصالحه ولا يعني حركة أنصار الله في شيء". وأشار القيادي إلى أن بيان صالح "يؤكد عدم وجود تحالفات لأنصار الله معه". من جهة أخرى، نفى البخيتي ما تم تداوله قبل أيام بشأن إطلاق سراح اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع، واللواء ناصر منصور هادي وكيل جهاز الأمن السياسي في محافظات عدن ولحج وأبين الجنوبية وشقيق الرئيس اليمني، وقائد اللواء 119 مدرع فيصل رجب، الذين احتجزهم الحوثيون في مارس الماضي. وقال البخيتي، السبت، إنه لم يتم إطلاق سراح شقيق الرئيس هادي ولم يتم الإفراج عن الصبيحي أو غيرهما؛ "لأن قرار مجلس الأمن حول اليمن غير واقعي ولا يمكن تطبيقه".

العمليات العسكرية

العمليات العسكرية
ميدانياً، شنّت طائرات التحالف، فجر السبت، غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في عدن، مستهدفةً القصر الرئاسي في المدينة ومنطقة حقات المؤدية إليه. كما استهدفت الغارات ألوية الصواريخ ومخازن الذخيرة في منطقة جبل عطان في صنعاء، وسُمع دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن القصف مع اندلاع النيران وتصاعد أعمدة الدخان. وتُعتبر هذه المخازن التي سيطر عليها الحوثيون من أكثر المواقع التي قصفتها قوات التحالف منذ بداية عملية "عاصفة الحزم" قبل حوالي الشهر. وكان الطيران قد قصف الجمعة، "عدن مول" في كريتر. وقال مصدر عسكري: إن استهداف الطيران للسوق التجارية يأتي "بعد أن صار ثكنة عسكرية لميليشيات الحوثي وقوات الرئيس صالح التي دأبت دوماً على الاحتماء والتحصن في المباني المدنية السياحية والصناعية والفندقية والتجارية والتعليمية والدينية والسكنية المهمة والحيوية".

الحوثيون بين رفض
وعلى الأرض، قُتل أكثر من 30 مسلحاً حوثياً، في كمين نصبته "المقاومة الشعبية" في محافظة لحج، بينما تشهد محافظة شبوة اشتباكات عنيفة بين المقاومة والحوثيين وقوات صالح. وتحدثت مصادر قبلية في شبوة عن أن المقاومة الشعبية، تمكنت من السيطرة على مدينة نصاب وعلى اللواء العسكري "الثاني مشاة بحري" واللواء "الثاني مشاة جبلي" في المحافظة.

الموقف الإيراني

الموقف الإيراني
في إطار آخر، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال السعودي في طهران، الجمعة، للاحتجاج على اعتراض الرياض لطائرتين إيرانيتين كانتا تحملان مساعدات إنسانية لليمن، ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن مسئول إيراني قوله: إن طائرات سعودية أجبرت طائرتي شحن إيرانيتين تحملان مواد غذائية وطبية لليمن على مغادرة المجال الجوي اليمني إحداها يوم الخميس والأخرى يوم الجمعة، واصفاً الحادث بأنه "تدخل سافر في شئون الدولة اليمنية وانتهاك للمجال الجوي اليمني". بينما ذكرت "وكالة تسنيم" للأنباء أن وزارة الخارجية قدمت شكوى للجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن منع الرياض وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

من جهته، قال الناطق الرسمي لقيادة التحالف العربي أحمد عسيري: إن عدم السماح لطائرة إيرانية بالهبوط في اليمن أتى لعدم حصولها على تصريح، وقال: إن قوات التحالف لديها آلية لاستصدار تصاريح، لكن الطائرة الإيرانية لم تلتزم بذلك.

الموقف من إخوان اليمن

وعلى صعيد آخر أكدت مصادر مطلعة أن ميليشيات الحوثي تقوم بتجنيد المزيد من الشباب في صفوفها للقتال في محافظتي الحديدة وتعز والمحافظات الجنوبية. وقالت المصادر: إن تعزيزات بشرية كبيرة جرى نقلها، اليومين الماضيين، وشوهدت وهي تتجه من صنعاء باتجاه الحديدة ومن الحديدة إلى تعز، بعد أن لم يعد بإمكان الميليشيا الوصول من صنعاء إلى تعز مباشرة عبر محافظة إب التي قصف فيها، قبل أيام، أحد الجسور المهمة، الذي كانت الميليشيات تستخدمه لنقل الإمدادات إلى تعز.

الحوثيون بين رفض
وذكرت المصادر أن قيادة الميليشيا الحوثية في صنعاء كلفت عددًا من قيادييها بإرسال أشخاص لتنفيذ سلسلة اغتيالات بحق شخصيات بارزة، على رأسها شخصيات في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي الذي يعتبره الحوثيون من ألد أعدائهم على الساحة اليمنية، هذا ولم يتسن الحصول على تعليق من الحوثيين على هذه المعلومات، ويعتقل الحوثيون المئات من قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، فيما فرت معظم قياداته الرئيسية وقيادات الأحزاب السياسية الأخرى المؤيدة للشرعية وشخصيات سياسية وقبلية بارزة من اليمن إلى الخارج خوفًا على حياتهم، خاصة وأن الميليشيات الحوثية تواصل حملة مداهمة البيوت والاعتقالات وتفجير منازل بعض المعارضين القبليين وبعض الخصوم السياسيين، وما زالت تستولي على منازل الكثير منهم والتي تحولت إلى ثكنات عسكرية، حسبما تؤكد المصادر المحلية في صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية.

شارك