بعد عام من وقف قتالها ضد داعش.. جبهة النصرة تعود للمواجهة
الإثنين 27/أبريل/2015 - 05:33 م
طباعة

منذ مايو 2014 وجبهة النصرة اتخذت قرارا بوقف القتال ضد تنظيم داعش هذا القرار الذي جاء تلبية لأوامر ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة ففي مايو 2014 أعلنت “جبهة النصرة” امتثالها لأوامر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بوقف القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، مشيرة إلى أنها لن تبادر بالاعتداء، لكنها سترد على اعتداءات من قبل “داعش” عليها وعلى المسلمين.

وقد أتي ذلك امتثالاً لدعوة الظواهري لـ”النصرة” في سوريا إلى وقف الاقتتال بين “الجهاديين، داعياً كذلك “داعش” إلى القتال في العراق، في خطوة يبدو أن الهدف منها عدم فتح جبهتين في الوقت ذاته. وكانت “جبهة النصرة” اعتقلت في وقت سابق، رئيس المجلس العسكري وقائد “جبهة ثوار جنوب سوريا” أحمد النعمة وقادة كتائب وألوية مقاتلة، مشيرة إلى أنها تنوي تقديمهم للمحكمة الشرعية. وأشارت مصادر مقربة من “النصرة” حينها أن اعتقال” نعمة” جاء في أعقاب إعلان تأسيس “جبهة ثوار جنوب سوريا”، ما اعتبرته “النصرة” على أنه بداية تشكيل “صحوات” لمحاربتها، الأمر الذي اعتبرته تجاوزا من قبل “المجلس العسكري” لكل الخطوط الحمراء التي تحكم التعايش السابق بينهما. وقال مصدر مقرب من “النصرة” في نفس الوقت إن الإنجازات الأخيرة التي حققتها “النصرة” التي تمثلت بتقدم الجهاديين على الأرض سواء في القنيطرة أو درعا، أثارت مخاوف الاستخبارات الأردنية التي هبّت لنجدة حليفها النعمة؛ على اعتبار أن المكاسب التي حققتها “النصرة” تقوض سلطة النعمة وقوة “جبهة ثوار سوريا”؛ وفق المصدر. وانطلاقاً من ذلك تكونت قناعة لدى “النصرة” بوجود نية لدى “المجلس العسكري” بقيادة أحمد النعمة لمحاربتها، وبحسب المعلومات التي توفرت لدى “النصرة” والتي عززت من قناعتها تلك، فإن الهدف الأول لـ “جبهة ثوار سوريا” بعد قتال الجيش السوري، هو قطع الطريق أمام “جبهة النصرة” والكتائب المتحالفة معها لمنعها من فرض سيطرتها على مزيد من الأراضي في درعا والقنيطرة على حساب تقلص سيطرة الجيش السوري الحر، الأمر الذي دفع “النصرة” إلى تنفيذ انقلابها العسكري من خلال اعتقال النعمة ورفاقه، قبل أن يعلنوا الحرب عليها تنفيذاً لأوامر الاستخبارات الأردنية. وكانت نحو 36 كتيبة مقاتلة أعلنت حينها التوحد تحت مسمى “جبهة ثوار جنوب سوريا” في وقت تتوسع فيه العمليات العسكرية والمواجهات في درعا وريفها ومناطق مجاورة.
وتنتمي “جبهة النصرة” المدرجة على لائحة الإرهاب الدولية إلى تنظيم “القاعدة”، وتعتبر من أبرز الجماعات التي تقاتل ضد الجيش النظامي، ويرأسها أبو محمد الجولاني الذي اتهم “الائتلاف الوطني” المعارض وهيئة أركان “الجيش الحر” مؤخراً بـ: “الردة والكفر لسعيهم تشكيل حكومة علمانية والقضاء على مشروع إسلامي راشد”؛ حسب قوله.
عودة الحرب ضد داعش

وفي الايام القليلة الماضية اشتعلت الحرب مجددا بين جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابي في سوريا بعد انضمام عدد كبير من جبهة النصرة إلى داعش في الآونة الأخيرة وفقا لتقرير نشرته أحد المواقع الجهادية الكبرى. وذكر التقرير أن الأعداد المنضمة لـ"داعش" من جبهة النصرة في تزايد مستمر مما جعل "النصرة" ذراع تنظيم القاعدة في سوريا تبدأ خطوات جادة لإيقاف نزيف الجنود، ومن ضمن تلك الخطوات تنفيذ الحكم بالإعدام ذبحا ورميا بالرصاص على كل من يثبت خروجه من التنظيم ونقده لمبايعته لأبو محمد الجولاني قائد النصرة في سبيل مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم داعش والانضمام إلى تنظيمه.
وفي نفس السياق قامت جبهة النصرة بإطلاق عدد كبير من الدورات الشرعية لجنودها لتكشف وجود عوار شرعي كبير في الخلافة الإسلامية المزعومة التي أعلنها داعش، بجانب وجود اتهامات تفيد بحصولها على تمويلات أمريكية لإشعال الأوضاع في سوريا، وذلك كله لمنع هؤلاء الجنود من التسرب إلى داعش.
وعلى الجانب الآخر، واصل داعش رسائله لجنود جبهة النصرة داعيا إياهم بالانضمام لما أطلق عليه "دولة الحق" بعيدا عن جبهة الجولاني التي ترفض إقامة دولة الإسلام على حد مزاعمهم، ووعد داعش كل المنضمين من جبهة النصرة بحسن المعاملة وأن يتم مسامحتهم عن فترة وجودهم في النصرة، وفي هذا الصدد قال القيادي الداعشي أبو الخير الدمشقي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": الحكمة لا تقسوا على إخوانكم التائهين، كونوا رحماء معهم، فهم يبحثون عن الحق كما يبحث الرضيع عن أمـه، فـ والله لقد دُفعت المليارات لتغييبهم".
تقدم النصرة في سوريا

يأتي هذا بعدما بسطت جبهة النصرة وعدة فصائل إسلامية أخرى، السبت25 ابريل 2015، سيطرتها بشكل شبه كامل على مدينة جسر الشغور، الريف الغربي لمحافظة إدلب، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، تكبد خلالها الجانبان خسائر بشرية.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن الاشتباكات لا تزال جارية بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي "جنود الشام" وعدة فصائل إسلامية من جهة، وقوات الناظم والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في حين لاذ بعضهم بالفرار إلى منطقة جورين التي يسيطر عليها النظام. وترافقت الاشتباكات مع تنفيذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 10 غارات استهدفت بها تمركزات المقاتلين في أطراف المدينة ومحيطها، طبقا للمرصد، في حين نقلت وكالة الأنباء الرسمية، سانا، عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة تخوض معارك عنيفة مع التنظيمات الإرهابية ومحطيها بريف أدلب. وتفتح سيطرة الكتائب الإسلامية بشكل شبه كامل على المدينة الاستراتيجية في شمال غرب سوريا، الطريق باتجاه محافظة اللاذقية ذات الثقل العلوي.
جبهة النصرة تسيطر على أحد أهم معاقل النظام في سوريا

تقول ديردين الصحفية في الاندبندنت البريطانية، إن سيطرة "جيش الفتح" وهو تحالف إسلامي تقوده "جبهة النصرة" على مدينة جسر الشغور أكمل السيطرة على محافظة إدلب بعدما سيطر على مدينة إدلب الشهر المنصرم.
وتوضح أن القوات النظامية والميليشيات المتحالفة معها هربوا من المدينة بسبب الهجوم المكثف والذي استمر عدة أيام واستخدمت فيه قذائف الهاون.
وتضيف أن مقاطع مصورة أظهرت عناصر من الفرقة 13 التابعة للجيش السوري الحر تتجول في الميدان الرئيسي في جسر الشغور حيث تحالفوا مع جبهة النصرة بعدما قاتلوا في السابق "الدولة الإسلامية".
وتؤكد ديردين أن القتال بدأ الأربعاء واستمر حتى الجمعة حين تم الهجوم على حاجز لقوات النظام في ضواحي المدينة الجنوبية وبدأت مقاتلات الأسد في قصف المنطقة. وتوضح أن جسر الشغور تقع على الطريق الرئيسية التي تربط حلب بمحافظة اللاذقية الساحلية والتي تقطنها أغلبية علوية.
وتعتبر ديردين أن السيطرة على جسر الشغور سيمنح "جيش الفتح" المقدرة على قطع طرق الإمداد التي تستخدمها قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها بين اللاذقية وبقية المحافظات التي تتواجد فيها.
وتقول إن مدينة جسر الشغور لها تاريخ من العداء للنظام في سوريا وهو ما جعل الجيش النظامي يشن هجوما عليها في بداية الحرب الأهلية كما استهدفت المدينة عدة مرات خلال المعارك المستمرة منذ نحو 4 أعوام.
والجدير بالذكر هنا ان التقدم التي احدثته جبهة النصرة في حربها للنظام السوري وسيطرتها على جسر الشغور اعطاها ثقة كاملة في حربها ضد تنظيم الدولة "داعش" هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قطع الامدادات على النظام السوري مما يؤهل "جبهة النصرة" في الفترة القادمة على تحقيق انتصارات اخرى على القوات النظامية والتوقع باكتساب اراض جديدة.