اليمن .. استمرار المواجهات الميدانية .. ومساعٍ أوربية للحوار

الإثنين 27/أبريل/2015 - 06:21 م
طباعة اليمن .. استمرار
 
تواصل "عاصفة الأمل " بقيادة السعودية مهامها في شن غارات ضد جماعة انصار الله "الحوثين"، وسط تقدم لقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وفي ظل وجود مبادرات أوربية للتدخل وإنهاء الصراع اليمني، مع لقاء استثنائي بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وآخر رئيس لليمن الجنوبي علي سالم البيض لبحث الاوضاع في اليمن، يظل  الوضع الميداني والسياسي دون تغير مع بدأ المبعوث الأممي الجديد مهامه في اليمن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شن طيران التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، عدة غارات على مواقع تسيطر عليها قوات تابعة لجماعة "أنصار الله" الحوثية في محافظة الحديدة غربي اليمن.
وتعرض مبنى دار الرئاسة في العاصمة اليمنية صنعاء، لقصف من قبل طيران التحالف أسفر عن عدة انفجارات عنيفة أعقبها إطلاق مكثف لمضادات الطيران، وقالت مصادر محلية إن قبائل موالية للرئيس عبده ربه منصور هادي شرق صنعاء هاجمت مسلحين حوثيين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
كما استهدف طيران التحالف ست مرات متتالية صباح الاثنين اللواء العاشر الذي كان سابقاً يتبع لقوات الحرس الجمهوري المتمركز في مدينة باجل القريبة من مركز المحافظة ومبنى بيت الشباب، فضلا عن غارتين على تجمعات للحوثين وأسلحتهم بالقرب من مديرية الزيدية، ومواقع عسكرية أخرى في الحديدة.
وجدد التحالف غاراته على عدة مواقع للحوثيين بمديرية حريب جنوب شرق مأرب حيث شن 5 غارات متتالية.
وقالت مصادر إن طائرات التحالف قصفت موقعا للحوثيين على خط باجل- تعز ما أدى إلى تدمير دبابات وناقلات جند تابعة للحوثيين.
وتحدثت تقارير عن تراجع الحوثيين في مدينة تعز التي خضعت لسيطرتهم مدة شهر، وجاء هجوم القوات الموالية لهادي على مواقع الحوثيين في تعز بعد غارات مكثفة شنها التحالف بقيادة السعودية.
كما استهدف طيران التحالف قلعة “باجل” الأثرية والتي يتخذها الحوثيون مقرا لهم، ومقر اللواء العاشر بستة غارات جوية، نتج عنها تدمير قيادة اللواء ومخازن المدفعية، وأحد العنابر، هذا إلى جانب إصابة 26 جنديا من أفراد اللواء الموالي للرئيس السابق علي صالح، وجماعة الحوثي.
أصيب 15 مقاتلاً في صفوف جماعة "الحوثي"، فجر اليوم الاثنين، خلال قصف استهدف مواقع عسكرية بمحافظة الحديدة غربي اليمن، في وقت قصفت المدفعية السعودية، مناطق على الحدود مع محافظة جازان، حسب مصدر عسكري وسكان محليون. 
بينما أفاد سكان محليون أن المدفعية السعودية، قصفت مناطق يمنية على الحدود الجنوبية مع محافظة جازان السعودية.
وأوضحوا أن القصف طال مناطق "الحصامة"، و"المثلث"،  و'الملاحيط"، و"الضيعة"،  فيما استهدف القصف الصاروخي أسفل جبل "مران".
و دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي "الشرفاء" في المؤسسة العسكرية إلى الالتحام "مع شباب المقاومة، لنصرة الوطن، والدفاع عنه وعن العُزَّل في عدن وتعز والضالع وأبين ومأرب وبقية المحافظات، التي أراقت الدم فيها العصبة الحوثية ومن ساندهم من الباحثين عن حكم العائلة".
وأكد هادي أن "الجمهورية اليمنية قائمة وعزيزة بعزة مقاومتها وجنودها الشرفاء وشعبها الصامد"، وأثنى على دور السعودية وكافة دول الخليج والدول العربية في "النصر"، وكذلك "الدعم القادم"، مشدداً على أن "الفرج بإذن الله قريب، وسوف يرضى به الشعب اليمني عامة والجنوبيون خاصة".

مجلس المقاومة للجنوبيين:

مجلس المقاومة للجنوبيين:
وفي إطار سعي اللجان الشعبية المقاتلة في الجنوب لتوحيد بين فصائلها، أكّد مجلس ما يسمّى بـ"المقاومة الشعبية" في عدن، تمسّكه بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، والتزامه بها. 
المجلس لفت إلى أنّه تمّ الاتفاق على الأهداف الأربعة التالية كأهداف عامة للمقاومة الشعبية وهي: "أولاً التصدي لعدوان مليشيات الحوثي، وقوات المخلوع، ودحر الغزاة المعتدين، وثانياً القيام بحفظ المصالح الضرورية للناس، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، أما ثالثاً دعم السلطة الشرعية ومساعدتها في حفظ الأمن، وتسيير مؤسسات الدولة في المناطق المحررة".
أما الهدف الرابع والمتمثل بـ"التنسيق مع التحالف العربي في كافة العمليات على الأرض، حتى تحقيق الهدف المشترك في إسقاط القوى الانقلابية المعتدية، وقطع دابر المشروع الفارسي في اليمن".
وفي الوقت الذي حيا المجلس شباب المقاومة وأهالي عدن، أكد أيضاً انه جاء ليعزز صمودهم، كما شكر التحالف العربي وفي مقدمته السعودية، للوقوف مع إخوانه لمواجهة الاعتداء المشترك.
فيما ذكرت تقارير اعلامية، أن نائب الرئيس اليمني لسابق، علي سالم البيض، اخر رئيس لليمن الجنوبي، سوف يصل إلى العاصمة السعودية الرياض، اليوم الاثنين، من أجل بحث الأوضاع في اليمن.

الوضع السياسي:

الوضع السياسي:
عبرت جماعة الحوثي أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، عن رفضها شروط التفاوض التي طرحها وزير الخارجية المكلف رياض ياسين، معتبراً أنه لا يحق لأحد من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي وضع أي شروط لاستئناف الحوار.
وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي، في تصريح لوكالة الأناضول التركية، إن "تصريحات ياسين غير واقعية، لأن هادي وحكومته، لم يعد لهم موطئ قدم في اليمن، وهو ليس طرفاً في الحوار، لأن الحوار ليس بين أفراد وإنما بين قوى سياسية، وبالتالي لا يحق لهم وضع أي شروط لاستئناف الحوار".
وأضاف البخيتي "دعونا القوى السياسية للعودة لطاولة الحوار واستكماله من حيث انتهى وأن يكون تحت رعاية الأمم المتحدة، ولكن استمرار الحوار أصبح مرتبطاً بعودة ممثل للأمم المتحدة للاستمرار كوسيط في الحوار".
ويبدأ مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الاثنين، مهمة صعبة لحلحلة الأمور في اليمن ، بعد فشل جهود سلفه جمال بنعمر في منع انهيار العملية السياسية في البلاد.
وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية عن استعداد حكومة بلاده للتفاوض مع جماعة الحوثي التي تسيطر على عدة أجزاء بالبلاد، ولكن بشروط، مستبعدا أن تشمل أي محادثات زعيم الحركة عبد الملك الحوثي أو الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
ودعا البرلمان العربي، حزب المؤتمر الشعبي العام، والحوثيين باليمن إلى الحوار ومواصلة عملية الانتقال السياسي في البلاد، وفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي.

انتخابات يمنية:

انتخابات يمنية:
فيما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، التي يسيطر عليها الحوثيون، أن اجتماعا موسعا عقد،  الأحد، بالعاصمة صنعاء، برئاسة رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين، محمد علي الحوثي، لبحث استعداد اللجنة للتسريع بإجراء الانتخابات.
ولم تشر الوكالة إلى الانتخابات التي يدرس الحوثيون إجرائها هل رئاسية أم برلمانية أم كليهما، لكنها أوضحت أن الاجتماع ضم رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي محمد الحكيمي.
ويأتي مناقشة الحوثيين لإجراء انتخابات في وقت تعيش فيه اليمن أوضاعا ملتهبة، ومعارك مسلحة في محافظات مأرب (وسط) وتعز (شمال)، وعدن والضالع وأبين ولحج وشبوة جنوبا، بالإضافة إلى غارات لا تزال مستمرة تستهدف بين الحين والآخر مواقع وتجمعات الحوثيين تشنها طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وحسب الوكالة، فقد تطرق الاجتماع إلى المواضيع المتعلقة بمكونات المنظومة الانتخابية والخطوات الأساسية لأي عملية انتخابية وآلية إجراؤها، بالإضافة إلى أطراف العملية الانتخابية من الأحزاب والتنظيمات السياسية والقوى والمكونات المختلفة.

مساعٍ دولية للحوار:

مساعٍ دولية للحوار:
فيما ذكرت تقارير إعلامية أن نائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة خالد بحاح، رفض التجاوب مع مقترح أوروبي لاستضافة الحوار اليمني في إحدى العواصم الأوروبية، كان يمكن أن تكون إما جنيف أو أوسلو أو برلين، مع موافقة معظم الأحزاب اليمنية وبعض منظمات المجتمع اليمني، على المشاركة في حوار يشارك في الترتيب له الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة بتمويل ألماني ـ نرويجي مشترك وتشجيع أمريكي. 
وأكدت المصادر اليمنية أنها تلقت اتصالات أولية من جهات أوروبية حكومية وغير حكومية لبحث مدى استعداد الأحزاب اليمنية، من بينها الحوثيون، للحضور. 
يأتي ذلك في  جهود دبلوماسية تقودها سلطنة عمان، لكن السلطنة لم تطرح عاصمتها مسقط بديلاً للرياض كمكان للحوار، بل على العكس من ذلك فإن القيادة السياسية العمانية رغم رغبتها في التوفيق بين اليمنيين، إلا أنها لا تحبّذ استضافة الحوار اليمني، وتريد له أن ينجح أو يفشل خارج أراضي السلطنة. 
من جانبه أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني، أن دول مجلس التعاون لن تترك اليمن في محنته، وأنها تعمل بالتنسيق مع مختلف الأطراف للتوصل إلى الحل السياسي، استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وأضاف الزياني، أن "الجهود متواصلة من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن الذي وجه الدعوة لجميع الأطراف اليمنية لحضور المؤتمر المقرر عقده في الرياض بالمملكة العربية السعودية، لتحقيق الأمن والاستقرار، ودعم الشرعية والعودة إلى المسار السلمي لحل الأزمة اليمنية".
ودافع عن المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، ورفض اعتبار أن تطبيقها ساهم في وصول الأمور في اليمن إلى طريق مسدود، وقال إن "هذه المبادرة التي حظيت بدعم دولي وقبول من جميع الأطراف اليمنية، حققت أهدافها في وقتها ومنعت انزلاق اليمن إلى حرب أهلية عام 2011، وأنها كانت أفضل الحلول وقتها"، متهماً "أحد الأطراف اليمنية دون أن يسميه، بالانقلاب على الجهد الخليجي والمبادرة الخليجية".

المشهد اليمني:

يبقى الصراع في اليمن قائمًا، حتى توقيع اتفاقية تسوية نهائية، فمقاتلات التحالف العربي تواصل مهامها،  واستمرار حرب العصابات على الارض، مع تحرك دبلوماسي من أجل التوصل لتسوية يمنية.

شارك