حسم مصير "الأسد".. بين جماعات الإرهاب ومصالح الغرب

الإثنين 27/أبريل/2015 - 07:39 م
طباعة حسم مصير الأسد..
 
حسم مصير الأسد..
على الرغم من التكهنات التي تنبئ بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد التي تروجها الولايات المتحدة الأمريكية تارة والمعارضة السورية المسلحة "الاسلامية" "والليبرالية " تارة أخرى، تبقى الحقائق على الأرض وقاذفات القنابل والصواريخ أكثر "وقعا" من التكهنات والتنبؤات حتى وإن كانت  قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على السلطة بدأت تهتز بالفعل .
حسم مصير الأسد..
فمن جهة هناك عدة مؤشرات يسوَق لها أنصار مدرسة سقوط الأسد تؤشر على قرب انهياره منها: 
1- التقدم الذي تحرزه قوات المعارضة شمالاً وجنوباً
2- بداية ضعف نظام الأسد الصلب أمام المأزق العسكري الحالي أكثر من أي وقت مضى خلال سنوات الصراع السوري.
3- سيطرت المعارض الاسلامية مدينة "جسر الشغور" الاستراتيجية مدخل الساحل السوري معقل النظام ورصيده الاستراتيجي المتواصل 
4- شكّل سقوط محافظة إدلب  في قبضة جبهة النصرة قبل أسابيع قليلة مؤشر على  تنامي ضعف قوات النظام مقابل استعادة المعارضة لقوتها على الأرض.
5- قطع المعارضة  لخطوط إمداد النظام من خلال هذه المكاسب على الارض 
6- القلق الدولي من استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية للتخلص من معارضيه وفك الحصار عن حلب ودمشق 
7-التساؤلات التي أثارها موت رجل النظام رستم غزالي في ظروف غامضة،  كشف عن حجم الخلافات قلب عائلة الأسد، فابن خاله حافظ مخلوف طرد من رئاسة الأمن في دمشق وفر خارج سوريا، أما ابن عم الرئيس السوري منذر الأسد فوضع في السجن بعد اتهامه بالتخطيط لانقلاب.
حسم مصير الأسد..
ويدعم هذا الاتجاه تأكيدات إيميلي هوكايم الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية  التي أشارت الى أن "التصورات حول بقاء الأسد ونظامه إلى أجل غير مسمى، باتت موضع شك و أن الضغط المتزايد على قوات الأسد وموارده بات واضحاً للغاية، وحجم خسائره الآن كبير جدا، بحيث لم يعد بالإمكان إخفاؤها".
 وهذا ما  اكده رافع العيساوي وزير المالية العراقي  بالقول " ان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد يكون مسألة أسابيع  وأن هناك تسارع حقيقي فيما يتعلق بالاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي بسوريا  وقلق حقيقي من استخدام الأسلحة الكيماوية وأعتقد شخصيا ان سقوط النظام السوري هو مسألة أسابيع"
الولايات المتحدة الأمريكية دخلت على خط التكهنات عندما قال روبرت فورد،  السفير الأمريكي السابق في سوريا إنه "لا يمكن استبعاد حدوث انهيار في النظام السوري، فالانشقاقات والنكسات المتتالية في ساحة المعركة، فضلا عن نقص القوات تشكل جميعها علامات الضعف وقد  نكون الآن بصدد رؤية علامات بداية النهاية للنظام السوري".
حسم مصير الأسد..
على الجانب الآخر ترفض مدرسة بقاء الأسد ذلك استنادا للمؤشرات الآتية 
1-احتمال سقوط النظام في دمشق مازال بعيدا، في  ظل  التحصين الشديد للعاصمة دمشق 
2- ما زالت إيران مستمرة في إرسال المقاتلين والمال والسلاح كلما بدا الأسد متعثراً، لتشكل ظهير أمداد قوى له ضد المعارضة المسلحة.
3- وصول الصراع بين الثوار السوريين ونظام الرئيس بشار الأسد إلى مرحلة المعركة الفاصلة في دمشق لا يعنى بالضرورة سقوط النظام ولك قد يكون مؤشر على مرحلة جديدة من الانتصارات العسكرية له على حساب المعارضة المسلحة 
4-  ما زال الموقف الروسي بشأن الأزمة السورية بجانب الاسد مما يعزز من موقفه .
5-  صلابة الطائفة العلوية  في الدفاع عن نظام الاسد وفشل  المعارضة في إقناعها بأن حقوقها وممتلكاتها وأرواحها ستظل في مأمن بعد سقوطه , لذا فإن الطبيعة الطائفية لمعركة دمشق تعكس مدى الشراسة التي سيتسم بها القتال في حال نشوبها.
حسم مصير الأسد..
ويدعم هذا الموقف حديث سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي  على  أن هناك ثمة تغيير في موقف الغرب تجاه الرئيس السوري بشار الأسد وبدأنا نسمع أشياء لم نكن نسمع عنها من قبل، أن يأتي متأخرًا أفضل من ألا يأتي، وأن تعطي أمريكا ظهرها للأسد فهي بذلك تبرر أفعال الإرهابيين في سوريا، وهذا غير مقبول ومعيب، وأن الغرب فعلوا كل شيء من أجل سقوط الأسد وإقناع العالم أنه فقد دعم المجتمع الدولي وأصبح عاجزًا، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، وأن النظام السوري يعتمد على عدد كبير من السوريين.
المعارضة  المسلحة التي تقودها النصرة وداعش استغلت الفرصة جيدا وبدأت بالضغط جنوباً في اتجاه المناطق التي يسيطر عليها النظام في كل من حماة وحمص، وبات مقاتلوها  يهددون معقل عائلة الأسد على ساحل مدينة اللاذقية، في الوقت الذي بدأت فيه المعارضة الأكثر اعتدالاً بالتقدم السريع جنوب البلاد، وتهدد سيطرة النظام على محافظة درعا الاستراتيجية، بينما تتقدم شمالا باتجاه دمشق. 
دوليا لازالت الولايات المتحدة ترجح من مصالحها ولا تريد إعادة تجربة ليبيا في سوريا،  في ظل انقساما بين حلفاء أمريكا الأوروبيين والعرب تجاه اتخاذ خطوات أكثر حزما بشأن نظام الأسد،  ولا تريد الاصطدام حتما بفيتو روسي.
حسم مصير الأسد..
وعلى الصعيد الأوربي يكثر الحديث حاليًا بين دبلوماسيين أوربيين إن بعض دول الاتحاد الأوروبي التي سحبت سفراءها من سوريا تشير في أحاديث خاصة الى أن الوقت قد حان لمزيد من التواصل مع دمشق على الرغم من معارضة فرنسا وبريطانيا لذلك وأصبحت هذه الدول تتحدث بمزيد من الصراحة في الاجتماعات الداخلية عن الحاجة للتحاور مع الحكومة السورية ولأن يكون لها وجود في العاصمة. 
وترفض كل من لندن وباريس ذلك وتقولان إن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته تماما وهو ما أكد عليه  وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان  بقوله "إن الأسد ليس جزءا من الحل في سوريا ولسنا مضطرين للاختيار بين دكتاتور دموي وجيش إرهابي شرس يجب محاربة الاثنين".
ولكن الدعوات جاءت من عدة دول منها السويد والدنمارك ورومانيا وبلغاريا والنمسا واسبانيا وجمهورية التشيك التي لم تسحب سفيرها  كما تؤيد النرويج وسويسرا وهما من خارج الاتحاد هذه الخطوة.
حسم مصير الأسد..
وقال مارتن ليدجارد وزير خارجية الدنمارك "من المهم أن يدعم الاتحاد الأوروبي وسيط الأمم المتحدة وجهوده للتوصل الى وقف لإطلاق النار و فيما يتصل بذلك لا يمكن أن نتجنب الحوار مع النظام في دمشق لأنه يمثل عنصر قوة. 
وما زالت عدة دول أوروبية ترسل دبلوماسييها إلى دمشق لكنهم لا يقيمون هناك رسميا ولكن السفارات مازالت مفتوحة ليكون لهم عيون على الأرض وداخل دوائر المخابرات. 
ليبقى مصير الأسد والشعب السوري معلقا بين مصالح الغرب ومطامع الجماعات الإرهابية المتأسلمة، والطامعة في السيطرة على سوريا

شارك