مع زيارته للكويت.. هل تنجح مساعي "أردوغان" للتقارب من دول الخليج؟

الثلاثاء 28/أبريل/2015 - 04:03 م
طباعة مع زيارته للكويت..
 
عقب موقفه الغامض من عاصفة الحزم الذي شارك فيها عدد من دول الخليج ضد جماعة الحوثيين في اليمن، وانحيازه لإيران في تأييد الحل السياسي الذي رفضته كافة الدول العربية، يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعودة العلاقات مع الدول الخليجية التي اتخذت منه موقفا معاديًا في الفترة الأخيرة عقب عاصفة الحزم، ما زاد من حدة التوتر بين تركيا وعدد من الدول العربية.
مع زيارته للكويت..
من المعروف أن "أردوغان" لديه مواقف عدة معاكسة لمواقف الدول العربية، منها قضية جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك القضية الإيرانية، حيث إن تركيا رفضت الاعتراف بإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب، وكذلك رفضت الانحياز للرئيس الشرعي في اليمن هادي عبدربه منصور، ما أشعل الخلافات بين الجانب التركي والجانب الخليجي.
 ففي الوقت الذي أبدى فيه أردوغان دعمه لعاصفة الحزم، توجه إلى زيارة إيران وأعلن هناك دعمه لحل سياسي في اليمن؛ الأمر الذي فسره الخليج على أنه انحياز لموقف طهران وميليشيا الحوثيين المرتبطة بها.
وبدأ أردوغان مساعيه لعودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية والتي قادت عاصفة الحزم، عن طريق التودد إلى الكويت بأن وصل الرئيس التركي، إلى الأخيرة مساء أمس الاثنين 27 أبريل 2015، في زيارة تستغرق يومين، لبحث عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، منها اقتصادية وتجارية وثقافية، إضافة إلى الوضع الدولي والإقليمي.
ويقول خبراء: إن الزيارة تتطرق إلى الأزمة في اليمن وسوريا والعراق وصفقات الدفاع وتشييد جدول الأعمال حين يجتمع الرئيس التركي مع أمير الكويت، في أحدث إشارة إلى جهود تركيا لتعزيز علاقاتها بدول الخليج العربية.
من جانبهم يرى مراقبون أن نتيجة الزيارة ستكون غير مُبشرة مطلقا، في ظل عدم رضا خليجي عن مواقف تركيا تجاه عدة ملفات كان أبرزها موقفه من عاصفة الحزم في اليمن.
مع زيارته للكويت..
وأشاروا إلى أن أنقرة تبحث عن إعادة علاقاتها الاقتصادية مع دول الخليج التي تضررت في السنوات الأخيرة بسبب مواقف أردوغان، لكنها لا تقدم في مقابل ذلك أي التزام تجاه مصالح العواصم الخليجية.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في أنقرة أمس الاثنين قبل المغادرة إلى الكويت: "سنقدم بعض الصفقات للكويت تفيد البلدين وخاصة الصفقات بشأن الدفاع"، مضيفًا أن المتعاقدين الأتراك لديهم مشروعات بقيمة 1.6 مليارات دولار في الكويت، وأنه يريد زيادة التجارة الثنائية.
وأشار سفير تركيا لدى الكويت مراد تامير أن الزيارة ستتطرق إلى تعزيز العلاقات الثنائية "لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعسكرية"، وأن "الوضع الإقليمي المشتعل سيكون له نصيب في المشاورات الرسمية مثل الأوضاع في العراق واليمن وسوريا وليبيا".
خبراء خليجيون يتهمون تركيا بأنها تتعامل مع بلدانهم بعقلية انتهازية وتريد أن تحصل منهم على الصفقات فقط، وأن الأمر يتغير الآن، وأن دول مجلس التعاون ستقيس مستقبلا علاقاتها الاقتصادية بالمواقف السياسية.
وقامت دول عدة بسحب استثماراتها من تركيا، وبدلا من تدفق السياح، صار هناك تدفق كبير للاجئين من أزمات أسهمت القيادة التركية في تعميقها ومنع الوصول إلى حلّ فيها، مثلما هو الحال مع الأزمة السورية.
مع زيارته للكويت..
وشن الخليج هجوما على تركيا بسبب تصريحات أردوغان المتكررة ضد مصر وقيادتها السياسية، في ظل تبنيها وإيوائها مؤتمرات ولقاءات للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين كان يتم فيها الاتفاق على إشعال مصر بالفوضى.
وأضاف أردوغان في تصريحاته: "سنبحث القضايا الإقليمية أثناء الزيارة ومنها سوريا واليمن.. وسنبحث الخطوات التي يمكننا اتخاذها معا، وخاصة بشأن اليمن".
ولم تشارك تركيا صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف الأطلسي بأي دور في عاصفة الحزم، رغم أنها أبدت استعدادها لتقديم مساعدة في مجال الإمداد والتموين والدعم المعلوماتي.
كانت الكويت جزءا من التحالف الذي تقوده السعودية في حملة قصف جوي بدأت الشهر الماضي ضد الحوثيين الذين استولوا على مساحات كبيرة في اليمن منها العاصمة صنعاء.
وكان أردوغان قد صرح من قبل بأن تركيا والسعودية متفقتان تماما على ثلاثة ملفات أساسية في المنطقة، واختلفتا على ملف واحد هو الملف المصري، عقب ذلك تبين أن الملك السعودي عبد العزيز سلمان طلب منه تنحية الخلاف بين الجانبين حول المشهد المصري مرحليا، مع الإشارة لقناعة الملك شخصيا بأن مصر ينبغي أن يحكمها العسكر فقط.
ويرى مراقبون أن أردوغان يسعى جاهدًا لتوسيط دول مثل قطر مع السعودية، متعهدا بالتخلي عن الخطاب القديم المعادي لمصر واللعب بورقة الإخوان، وأن زيارته للكويت تصب في ذات السياق، وليس مستبعدا أن يطلق تصريحات جديدة عن دعم التدخل في اليمن، أو صيغة لحل سياسي يرضي السعودية ودول التحالف العربي، في ظل مساعيها للتقارب مع السعودية مجددًا.
من المتوقع أن يشهد أردوغان حالة من التخبط السياسي، في ظل مساعيه لإمساك العصا من المنتصف، وموقفه الغامض تجاه إيران وكذلك دول الخليج.

شارك