اليمن.. تعقيدات الوضع الميداني والحل السياسي تطرح قرار التدخل البري مجددًا

الثلاثاء 28/أبريل/2015 - 06:26 م
طباعة اليمن.. تعقيدات الوضع
 
تجدد قصف طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم الثلاثاء، علي أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" وسط استمرار حرب العصابات على الأرض بين مليشيات الحوثي وقبائل واللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
تبدو الساحة اليمنية، وخاصةً العاصمة صنعاء، مقبلة على تطورات جديدة مع توارد الأنباء عن ترتيبات جارية لتشكيل نواة لـ"المقاومة الشعبية" في صنعاء، بينما بدأ الحوثيون وقوات أمنية في وضع متاريس ونقاط أمنية في شوارع العاصمة. 
زعماء قبائل كبيرة، وقيادات عسكرية بدأوا الترتيب والتنسيق، بدعم من دول التحالف العربي، لتشكيل جبهة للمقاومة الشعبية ضد قوات ما يسمى باللجان الشعبية، من مليشيات الحوثي، والقوات العسكرية، الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح". 
وأعلن «صالح مولى الدويلة» الناطق الرسمي باسم «حلف قبائل حضرموت» جنوبي اليمن عن فتح معسكرات لتجنيد الشباب من أجل حماية المحافظة وصد أي عدوان من قبل مسلحي الحوثي، مضيفا «الحلف ينوي تجنيد 20 ألف شاب عبر عدة مراحل بهدف إنشاء قوة من أبناء حضرموت قادرة على حماية أرضهم من أي مخاطر وصد أي عدوان".
ولفت «الدويلة» إلى أن هناك تواصلًا مع الرئيس «عبد ربه منصور هادي» والتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن لدعم الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة بشكل عام.
واغارت في هذه الاثناء طائرات التحالف على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية العسكرية، كما استهدفت جبل البراقة ويعد أهم جبل في دماج ومطل على المنطقة بأكملها وكذلك تم قصف داخل القرية، مشيراً إلى أن الصاروخ وقع على سيارة احد المواطنين . 
وتعرضت قاعدة الديلمي الجوية لأول قصف تنفذه طائرات التحالف في الرابع والعشرين من شهر مارس الماضي ، كما شهد المطار عدة غارات ادت الى تدمير الطائرات العسكرية ومدرج المطار.
كما استهدفت طائرات التحالف العربي مواقع للواء العاشر حرس جمهوري  في جبل الشريف والقرش في مدينة باجل محافظة الحديدة.
وقالت مصادر قبلية ومسعفون اليوم الثلاثاء إن 15 شخصا على الأقل قتلوا في معارك عنيفة بين الحوثيين ورجال قبائل في محافظة مأرب المنتجة للنفط بوسط اليمن مع تواصل الضربات الجوية التي تقودها السعودية على قوات الحوثيين المتحالفين مع إيران.
كما أفادت مصادر محلية إن مسلحين حوثيين فجروا الثلاثاء، منزلى شيخين بارزين في مأرب وهما ابو جهم الشليف، ومبارك الشليف، وذلك بعد نهبت محتويات المنزلين الواقعين في منطقة صرواح غرب مأرب.
وسيطرة المقاومة الشعبية في مدينة الضالع جنوبي اليمن على مقار حكومية كانت في قبضة الحوثيين، ووصلت إلى بلدة قعطبة المجاورة للضالع التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها، تعزيزات للقوات الموالية لصالح، بعد خسائر كبيرة لحقت بهم جراء قصف قوات التحالف العربي لهم.
وتستمر المواجهات في انحاء عدة من جنوب اليمن بين الحوثيين المتحالفين مع قوات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح والمقاتلين المناهضين لهم والمنضوين تحت لواء “المقاومة الشعبية” المؤيدة لهادي.
وعلى الصعيد ذاته، أفادت مصادر محلية لوسائل إعلام عربية إن الحوثيين قصفوا بالمدفعية والدبابات بصورة عشوائية عدداً من أحياء مدينة تعز اليمنية، حيث استهدفوا أحياء المسبح والمغتربين والمغتربين والعقبة ومحيط مدرسة الشعب، مما أدى إلى ارتفاع ضحايا القصف المستمر منذ الأحد إلى 16 قتيلا و50 جريحا على الأقل، على حد قولهم.
وقتل 26 شخصا معظمهم من الحوثيين، في مواجهات مع اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، في عدة مناطق باليمن، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
فيما حث وزارة الداخلية اليمنية جميع وحداتها الأمنية على رفع حالة التأهب واتخاذ جميع الإجراءات الأمنية يأتي في أعقاب ورود معلومات عن مخطط لعناصر تنظيم "القاعدة" للقيام بعملية إرهابية بهدف إرباك الأجهزة الأمنية.
فيما أعلن العميد الدكتور أحمد الموساي قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات في اليمن انضمامه للشرعية، ووفقاً لموقع مأرب برس فقد أعلن العميد الدكتور أحمد الموساي انضمامه وتأييده للشرعية في اليمن ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، المقيم في العاصمة السعودية الرياض .

التدخل البري في اليمن "وارد":

التدخل البري في اليمن
رغم إعلان الرياض انتهاء حملة عاصفة الحزم وبداية حملة" إعادة الأمل"، إلا أن مؤشرات التدخل البري في اليمن مازالت قائمة وغير مستبعدة، حيث وصلت قوات «الحرس الوطني»، التي سبق أن أمر الملك السعودي سلمان بمشاركتها في عملية «عاصفة الحزم»، إلى منطقة نجران، في محاولة قد لا تعدو كونها وسيلة للضغط على الأطراف اليمنية والإقليمية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن طلائع قوات وزارة «الحرس الوطني» وصلت إلى منطقة نجران «للمشاركة في الدفاع عن حدود المملكة الجنوبية إلى جانب القوات العسكرية الأخرى، وذلك لمواجهة أي تهديدات محتملة على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي للمملكة». إعلان أعقب أنباءً عن مقتل ضابط سعودي وإصابة 4 أفراد في عملية نفذتها عناصر تابعة لقبائل همدان الحدودية ضد دورية سعودية عند سد نجران، في وقتٍ لم يعلّق فيه إعلام «أنصار الله» على الحادثة.
وفي السياق نفسه، وافقت وزارة الداخلية السعودية على استحداث وكالة بمسمى «وكالة الأفواج» لاستيعاب 4 أفواج يتكون كل واحد منها من ألف مجند من أبناء القبائل المتاخمة للشريط الحدودي في المناطق الجنوبية (جيزان، نجران، عسير)، على أن تُدرَّب هذه الأفواج «تدريباً مكثفاً على حرب العصابات في المناطق الجبلية وغيرها».
مؤشرات يراها البعض في حشد الرياض قواتها العسكرية في المناطق الحدودية بين البلدين، ودفعها بالعديد من الألوية العسكرية من قوات الحرس الوطني إلى نجران ومناطق حدودية أخرى، يأتي ذلك مع قصف مركز في الشريط الحدودي يستهدف تحركات الحوثيين في صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني، أن "دول مجلس التعاون لن تترك اليمن في محنته"، مضيفا أن الجهود متواصلة من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن 2216.

الوضع السياسي:

الوضع السياسي:
بدأ نائب الرئيس اليمني  خالد بحاح، زيارة الي قطر في زيارة رسميةـ، لبحث الملف اليمني ودعم جهود الإغاثة والحل في اليمن.
وأكد نائب الرئيس اليمني، أن أي حوار لحل الصراع في اليمن، "لابد أن يكون تحت مظلة قرار مجلس الأمن الدولي الأخير"، الذي فرض حظرا للسلاح على الحوثيين و حلفائهم.
وقال بحاح في تصريحات صحافية، "على الجميع أن يدرك أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 صنع إطارا لإنهاء الصراع، وأي مبادرة أو حوار سيكون على آلية تنفيذ هذا القرار فقط".
فيما أكد المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام، أَن كُلَّ القضايا التي ذكرها بيانُ مجلس الأَمْـن قابلةٌ للحل والنقاش في إطار الحوار وليس في أَي إطار آخر، مضيفا:" نحن نعتقدُ أَن الحوارَ هو الحلُّ الأمثل والوحيد للوصول إلَـى الحلول السياسية، وهذا مبدأ واضح، وأعلناه وأكدناه مراراً وتكراراً، والحوارُ هو مع فُرَقَاء العمل السياسي؛ ليعالج الأَزْمَـة السياسية، وَنفضِّلُ أَن يكون الحوارُ داخلياً، وفي حال تطلب الأَمْـرُ إجراءَ حوار في الخارج لأسباب منطقية ووجيهة فبالتأكيد الحوارُ يحتاجُ بلداً محايداً".

الموقف الدولي:

الموقف الدولي:
أعلن المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أن الأطراف اليمنية كانت قاب قوسين أو أدنى من إبرام اتفاق سياسي، نتيجة حوار دام أكثر من شهرين عشية إطلاق "عاصفة الحزم".
لكن استمرار القتال على الأرض وإطلاق عملية "عاصفة الحزم" جعلا من غير الممكن مواصلة الحوار، وقال بن عمر إنه تم التوصل إلى توافق أساسي على العناصر الجوهرية لاتفاق لتقاسم السلطة قبل تصاعد الصراع في الشهر الماضي عندما بدأ تحالف تقوده السعودية شن ضربات جوية على الحوثيين.
وقال بن عمر "أبلغت مجلس الأمن أن انهيار العملية الانتقالية لم يكن بسبب تقصير من أحد الأطراف، بل كان نتيجة لأخطاء متراكمة وحسابات خاطئة بدرجات متفاوتة لجميع الأطراف".
على صعيد آخر حذر بن عمر من فرض حظر جديد على السلاح يستهدف الحوثيين، مشيرا إلى أنه قد يتسبب في عرقلة تسليم مساعدات إنسانية يحتاجها اليمن بشدة.
ويرى بن عمر أن انهيار العملية الانتقالية في اليمن لم يكن بسبب تقصير من أحد الأطراف بل كان نتيجة لأخطاء متراكمة وحسابات خاطئة بدرجات متفاوتة لجميع الأطراف خاصة مع انتشار العنف العام الماضي بعد سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء و الانقلاب على الشرعية الدستورية.
وأعلن مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو تؤيد استئناف الاتصالات السياسية بين أطراف الأزمة في اليمن.
وقال تشوركين الثلاثاء للصحفيين عقب انتهاء الجلسة المغلقة لمجلس الأمن حول اليمن: "ندعم استئناف الاتصالات السياسية في أسرع وقت ممكن، وعلى ما يبدو فإن أغلبية الأطراف مستعدة، لذلك آمل في ضغط سياسي شديد من قبل الأمين العام ومبعوثه الخاص الجديد" على الأطراف المتنازعة.
فيما ألقت واشنطن باللوم على جماعة الحوثيين في تجدد قصف التحالف العربي بقيادة السعودية، واتهمتهم باستغلال الهدوء النسبي لمواصلة التقدم في ساحة المعارك بدلا من المساعدة في تهدئة الأوضاع من أجل محادثات السلام.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الحوثيين سعوا إلى تحقيق مكاسب على الأرض منذ إعلان الرياض عن إيقاف القصف الجوي، موضحا أن التحول السعودي استند إلى التزام جميع الأطراف بتهدئة الأوضاع.
وأضاف: لكن ما حدث هو أن جماعة الحوثيين حققت مكاسب من غياب القصف الجوي وتحركت ليس فقط في محاور إضافية في عدن بل وفي محاور أخرى من البلاد"، مع الإشارة إلى أن كيري بحث، على ما يبدو، ملف اليمن مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك أمس.
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على ضرورة اعتماد الحوار في الیمن کطريقة لحل الأزمة، مشددا على أهمية الدور الأممي في تبني الحوار والإشراف عليه من أجل تسوية الأزمة في اليمن.
وعبرت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مرضية افخم عن أملها في اتخاذ المبعوث الاممي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشیخ احمد، خطوات حیویة وبناءة لوقف العمليات العسكرية ضد الیمن والاسراع بأطلاق الحوار بین المجموعات والاحزاب الیمنیة.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
التضارب في المشهد اليمني مع تغيرات طفيفة علي خارطة التحالف السياسي والميداني في الداخل اليمني، مع تحركات دولية واقليمة من اجل انجاح مساعي الحوار، في ظل تحرك ينظر بتدخل بري خلال الايام المقبلة اذا فشلت المساعي للحل السياسي ، لذلك تبقي الحرب في اليمن قائمة ومستمر ويبقي الشعب اليمني هو من يدفع ثمن الحرب.

شارك