تصعيد "القبائل" ضد الحوثيين في اليمن.. واجتماع قادة القوات الخليجية يحدد مصير التدخل البري

الأربعاء 29/أبريل/2015 - 06:04 م
طباعة تصعيد القبائل ضد
 
واصلت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية غاراتها ضد مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح" لم يتوقف لكن بوتيرة أقل، وذلك ضمن ما أصبح يعرف بعملية "إعادة الأمل" ، مع تحرك عربي لدعم الحكومة في اليمن وسط اجتماع لقادة القوات البرية لدول مجلس التعاون الخليجي في ظل مواجهات ميدانية وخسائر لجماعة الحوثي وأبرز القبائل.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وقررت الهيئة العامة للطيران في اليمن الأربعاء اعتماد مطار الحديدة عوضا عن مطار صنعاء بعد تدميره، وقالت مصادر إعلامية يمنية إن غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على مطار صنعاء دمرت بالكامل مدرج الهبوط والإقلاع.
كما دمر القصف طائرة لشركة طيران السعيدة، وطائرتي نقل من طراز "يوشن" تعودان للحكومة اليمنية، وبررت الرياض قصف مطار صنعاء، بأن طائرة إيرانية تحدت الحظر الجوي ما جعلها تقصف مدرج المطار لمنع هبوطها. 
وفي تعز، قالت مصادر محلية إن طائرات التحالف العربي قامت بإنزال مظلي لأسلحة وذخائر في عدة مناطق من محافظة تعز.
وشهدت مدينة تعز معارك عنيفة بين اللجان الشعبية المساندة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجماعة الحوثيين في عدد من شوارع المدينة، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.
وحسب معطيات أولية، دمرت اللجان الشعبية دبابة متمركزة أمام النقطة الرابعة، كما جرت مواجهات دامية في منطقة حوض الأشرف استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. وردا على هجوم اللجان الشعبية، أطلق مسلحو الحوثي 3 قذائف مدفعية على منطقة جبل المسبح.
وأكد العميد صادق سرحان المعين مؤخرا من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي قائدا للواء 22 حرس جمهوري في مدينة تعز انه مع شرعية الرئيس هادي بكل ما تعنيه الكلمة .
وقال إن ما يجري في تعز هو اعتداء صار، مشيرًا إلى أنها تضرب من كل الاتجاهات لأنها تمردت على المتمردين كما قال.
وفي عدن أكدت تقارير إعلامية أن الاشتباكات المسلّحة لا تزال مستمرة بشكل عنيف في خور مكسر، والمعلا ، لافتة إلى أن عناصر حوثية هاجمت مساء أمس مستشفى الجمهوري، أحد أهم المستشفيات في مدينة عدن، وكان يحوي مئات الجرحى الذين قتل البعض منهم، فيما فر آخرون عقب هجوم الحوثيين.
وشن طيران التحالف العربي غارات جوية على منطقة حليل نقيل سمارة بمحافظة إب الذي يربط طريق صنعاء، إب، تعز، وذلك لقطع الإمدادات التي ترسلها القوات الموالية للحوثيين من إب إلى مدينة تعز، لافته إلى أن تعزيزات عسكرية كانت في طريقها إلى مدينة تعز، قادمة من مدينة إب، وذلك لدعم القوات الحوثية التي تقاتل المقاومة الشعبية في المدينة.
وأكدت مصادر محلية من مدينة تعز أن طائرات التحالف نفذت في وقت متأخر مساء أمس عملية إنزال أسلحة لدعم المقاومة الشعبية في تعز، لافته إلى أن عملية الإنزال كانت في وادي القاضي وجبل جره، إلى جانب منطقة البعراره والمسبح.
وأكدت المصادر أن مسلحي الحوثي جددوا اليوم قصف الأحياء السكنية بشكل عنيف في منطقة الشماسي ومحيط مستشفى الثورة، والدرن، ومكتب الصحة التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية، إلى جانب حي الروضة.
كما استهدفت طائرات التحالف منزلي قائدين عسكريين كبيرين في جماعة الحوثيين المدعومة من إيران باليمن، ما تسبب في أضرار بالغة. ويُعتقد أن المنزلين اللذين دُمرا يخصان القائد الميداني والعسكري لجماعة “أنصار الله” عبد الله يحيى الحكيم وقائد اللجان الثورية الحوثية محمد الحوثي.

دور القبائل:

دور القبائل:
فيما كشف شيخ مشايخ مرادا في مأرب الشيخ غالب الأجدع أن المتمردين الحوثيين وميليشيات المخلوع صالح يمارسون ضغوطهم على شيوخ القبائل والأعيان من أجل تمرير مخططاتهم، مشيرا إلى أن هذه الضغوط تختلف من مكان إلى آخر، فيعمدون إلى هدم المنازل أو قتل الأقارب أو عمليات الخطف والمساومة، مؤكدا أن صلابة مواقف رجال القبائل وقفت أمام كل أشكال التهديد الحوثي.
وقال الأجدع في تصريحات إلى "الوطن السعودية": "الحوثيون احتجزوا ابني خالد بتواطؤ واضح من الأجهزة الأمنية لتلبية مطالب الحوثيين وتمرير مخططاتهم، وعندما راجعت إدارة الأمن السياسي قالوا إن اعتقال خالد تم لوجود تهم موجهة إليه، ووجدنا في كثير من الحالات المشابهة أن أفراد الأمن ينفذون طلبات الحوثيين وتوجيهاتهم، في القبض على الناشطين وتوجيه التهم إليهم، وعند طلبنا تحويل ابني خالد إلى النيابة لم يقوموا بذلك، ما يكشف كذبهم وتعاونهم مع الحوثي الذي أصبح يسيطر على مقرات الأمن كافة في صنعاء".
وأضاف الأجدع أن الضربات الجوية التي شنتها طائرات التحالف أضعفت الحوثيين ودفعتهم للتقهقر، وتابع "هم يوجدون في الوقت الحالي بسوق حريض الذي سيطروا عليه بالقوة، ومع أن لدينا القوة الكافية لمواجهتهم، إلا أننا نخشى أن يسقط عدد كبير من الضحايا الأبرياء في السوق، فقد ضيقوا علينا في معيشتنا.
كما كشفت مصادر عسكرية مقربة من المقاومة الشعبية أن اتصالات تجري بين وجهاء القبائل اليمنية لتنسيق التصدي للحوثيين، ووضع الترتيبات اللازمة لمعركة طويلة الأمد معهم باعتماد أسلوب الدفاع الذاتي لكل قبيلة وذلك في ظل انقسام المؤسسة العسكرية والأمنية وضعف الدولة.
وأعلنت قبائل حضرموت فتح مراكز للتجنيد والتدريب لمواجهة محتملة مع الحوثيين وهو موقف قال خبراء ومحللون إنه سيكون أساسيا في هزيمة الميليشيا الطائفية الموالية لإيران، خاصة أن قبائل حضرموت قوة حاسمة ولها ثقلها التاريخي والجغرافي في اليمن.
وأكد خبير عسكري يمني في التحالف القبلي في حضرموت بأن “المنطقة الممتدة من حافات عدن إلى الحدود العمانية تعد منطقة عمق استراتيجي للقبائل”، مضيفا  “وصل الحوثيون إلى أقصى ما يمكنهم من التمدد في الجنوب، وهذا يعطي لقبائل حضرموت الفرصة للتجمع والإعداد والتحرك لضرب الحوثيين من قاعدة أمينة".
وكشف مصدر عسكري في مدينة عدن عن اتفاق بالأغلبية، بين ممثلين لأحزاب سياسية وشيوخ قبائل وقادة في القوات العسكرية الموالية للشرعية على استقبال قوات حفظ سلام في اليمن، مبينا أن اجتماعا موسعا عُقد اليومين الماضيين ضم شرائح مختلفة.
وصادق المجتمعون على مواصلة الترتيب مع القيادة الشرعية للبلاد لرفع طلب دولي لجبل قوات حفظ سلام. وتوقع المصدر بضعة أسابيع قبل استقبال اليمن للقوات الدولية لحفظ السلام.
وقال المصدر العسكري التابع لقوات الأمن المركزي بعدن لـ«الشرق الأوسط» أمس: «هناك اتفاق شبه جماعي بين ممثلين لأحزاب سياسية وشيوخ لقبائل بالإضافة إلى قادة عسكريين موالين للشرعية، على وجود قوات حفظ سلام دولي في اليمن، في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد، خصوصا وأن مثل هذا التوجه يصب في صالح جميع الأطراف، ويساند العملية السياسية الاجتماعية في البلاد».

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى الصعيد الإنساني أفادت مصادر طبية يمنية، اليوم الأربعاء، بأن عشرات الجثث لا تزال منتشرة في منطقة خور مكسر بعدن، جنوبي البلاد، جراء الهجوم الذي نفذته عناصر تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية.
وقالت المصادر إن عشرات الجثث لا تزال ملقاة في شوارع خور مكسر، ولم تستطع أي جهة طبية أو الصليب الأحمر الوصول إليها خوفاً من القناصة الحوثيين، الذين انتشروا على أسطح البنايات.
وأشارت إلى أن الحوثيين قتلوا الجرحى بعد اتهامهم بالانتماء للمقاومة الشعبية، لافتة إلى أن عدد القتلى يصل إلى حوالي 68 قتيلا جميعهم من المدنيين إلى جانب مئات الجرحى.
وجه الرئيس الإماراتي، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بتخصيص 100 مليون درهم إماراتي دعما للجنة العليا للإغاثة في اليمن، والتي تتولى كافة قضايا الإغاثة للشعب اليمني الذي يعاني من أزمة حادة في المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية.
وكانت اللجنة العليا للإغاثة، التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقراً مؤقتاً لها، قد أطلقت موقعا إلكترونياً خاصا باللجنة، من أجل التواصل السريع والفعال، وأوضحت فيه أرقام وطرق التواصل لمن يرغب في مد يد العون والمساعدة لإغاثة اليمنيين.

الوضع السياسي:

الوضع السياسي:
وعلي صعيد الوضع السياسي بحث تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، مع خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس ورئيس الوزراء اليمني، تطورات الأوضاع في اليمن.
جاء ذلك خلال استقبال أمير قطر للمسؤول اليمني في مكتبه بالديوان الأميري بالدوحة، اليوم الأربعاء، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
وأطلع بحاح، أمير قطر، على تطورات الأوضاع في اليمن والجهود المبذولة من أجل حل الأزمة وعودة الاستقرار إليه، معربا عن الشكر لأمير قطر على مواقف وجهود بلاده في دعم الشرعية ومساندة الشعب اليمني في هذه الأزمة، بحسب الوكالة.
فيما قال راجح بادي، المتحدث باسم الحكومة التي يرأسها المهندس خالد بحاح، إنه من المقرر أن تعود الحكومة لممارسة عملها من مدينة عدن خلال أيام، وهي المدينة التي أعلنها الرئيس هادي “عاصمة مؤقتة”، بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في صنعاء.
 وأوضح بادي، في تصريحات أوردها موقع تابع لحزب الإصلاح، إن “الحكومة تعيش ظروفاً صعبة، تتمثل في خروج بعض وزرائها إلى خارج اليمن، وأن رئيس الحكومة تحمل عبئاً جديداً بتكليفه نائباً للرئيس، لافتا إلى أن "المواطن في الداخل سيشهد تغييراً ملموساً" خلال أيام، مؤكدا أن الحكومة "تستمد شرعيتها من الأرض".
و أبدى "المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال جنوب اليمن"، أكبر فصيل في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن اليمن، استعداده للمشاركة في أي حوار قادم، وفقا لوكالة الأناضول. وقال المجلس، المطالب بانفصال الجنوب واستعادة دولة ما قبل 1990، في بيان له تلقت الأناضول نسخة منه، اليوم الأربعاء، إنه سيكون فاعلا في أي حوار قادم ولن يترك مقعده شاغرا. وحذر في نفس الوقت من استنساخ الحراك الجنوبي والتعدي على قضية الجنوب بالالتفاف عليها عبر أية مشاريع منقوصة حسب البيان. 
فيما فتح الحوثيون الذين يسيطرون فعليا على الحكم في اليمن تحقيقا بحق عشرات من الشخصيات العامة من بينهم توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام.
وقدمت منظمة المركز القانوني للحقوق والتنمية شكوى إلى النائب العام تزعم أن 39 من الشخصيات البارزة كثيرون منهم يعيشون في المنفى ارتكبوا جرائم مست استقلال الجمهورية اليمنية ووحدتها وسلامة أراضيها. حسب ما ذكرت وكالة أنباء سبأ الرسمية.

التحرك العربي:

التحرك العربي:
وفي زيارة تتعلق بالحرب على جماعة الحوثيين، التقى وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد بالرئيس الإريتري أسياس أفورقي الذي وصل الى الرياض.
وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، وبذلك يكون سمو الأمير محمد قد بدأ بممارسة مهامه فعلياً ولياً لولي العهد.
في إشارة إلى إمكانية اتخاذ قرار بالتدخل البري، بدأ قادة القوات البرية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأربعاء، اجتماعهم الخامس عشر في دولة قطر، الذي يتضمن سبل تطوير التعاون القائم بين القوات البرية لدول مجلس التعاون.
وبحسب وكالة الأنباء البحرينية، يشتمل جدول أعمال الاجتماع على جلسات عمل على مدى يومين، لتسليط الضوء على "أفضل الطرق الكفيلة بتعزيز هذا التعاون، وبما يعود بالنفع على توطيد وتقوية القوات البرية لدول المجلس، وتعزيز التعاون الخليجي المشترك".
وكانت القوات البرية القطرية اختتمت اجتماعاً تمهيدياً، قبل يومين، لمديري عمليات القوات البرية في دول مجلس التعاون، والذي جاء تنسيقاً للموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماع قادة القوات البري.
كما أكد وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، أن مستقبل اليمن لن يكرسه الانقلاب والعنف والقتل، موضحا أن الإمارات ستستمر بدعمها حتى ضمان الاستقرار والتنمية، داعياً إلى مقارنة مبادرة الحكومة اليمنية لمعالجة الجوانب الإنسانية الطارئة لليمنيين.

هجوم إيراني:

هجوم إيراني:
لا تكل ولا تمل القيادات الإيرانية في أعلى مستوياتها من انتهاز أي فرصة لانتقاد السعودية، خصوصا في الفترة الأخيرة التي قادت فيها المملكة تحالفا عسكريا عربيا وإسلاميا، لوقف سيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران على مساحات كبيرة ومؤسسات حكومية باليمن، وهي الخطوة التي عدها البعض "انقلابا على الشرعية اليمنية".
وهاجم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أثناء استقباله وزير الدفاع السوري، الأربعاء، ما وصفه بـ"ممارسات السعودية غير الأخلاقية واللاإسلامية في العدوان على اليمن".
وقال شمخاني، بحسب ما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية، إن إعلان إنهاء العمليات بعد مضي 27 يوما على الحملة العسكرية المسماة بعاصفة الحزم، وفي الوقت ذاته مواصلة القصف، "مؤشرا للتخبط والتناقضات في سلم السلطة واتخاذ القرار في السعودية".
واعتبر المسؤول الإيراني البارز أن السعودية تعاني من "مشاكل ونزاعات على السلطة في هيكلية نظامها"، وأنه بعد الحملة العسكرية في اليمن والتي وصفها بالعدوان "على أضعف الدول الجارة لها وقتل مواطنيها الأبرياء المسلمين"، قد فقدت مكانتها في العالم الاسلامي، على حد قوله.
وكان شمخاني اتهم، الثلاثاء، السعودية باستخدام تكتيكات "فترة الحرب الباردة" في اليمن، بعد إلقاء منشورات من الجو تهاجم "المد الفارسي".

المشهد اليمني:

في ظل تطوارت المشهد الميداني، ومع تضيق الخناق علي الحوثيين في الداخل اليمني وبدا دخول القبائل معركة عسكريا، واعلان الحكومة اليمنية العودة لعدن، واجتماع قادة القوات البرية لدول مجلس التعاون الخليجي، يشير الي إمكانية حدوث تغير كبير في استراتيجية قوات التحالف العربي في مواجهة الحوثيين، وسط فشل إيراني في دعم حلفائهم باليمن بالسلاح أو تمرير مبادرة تحقق أهدافها وتحمي الحوثيين.

شارك