تغييرات مفاجئة في البلاط السعودي.. ومكافحة الإرهاب وحرب اليمن "كلمة السر"

الأربعاء 29/أبريل/2015 - 09:48 م
طباعة تغييرات مفاجئة في
 
اهتمت الأوساط الدولية والإقليمية بالتغييرات التي أقدم عليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بعد إصداره عددًا من القرارات، منها إعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد بناء على طلبه، وتعيين ابن أخيه الأمير محمد بن نايف وليا للعهد ضمن تعديلات وزارية، ليصبح  الأمير محمد بن نايف أول حفيد للملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة يعين وليا للعهد، كذلك تم إعفاء الأمير سعود الفيصل من حقيبة الخارجية التي تولاها منذ 1975 ليحل محله عادل الجبير، سفير السعودية في واشنطن، إلى جانب تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد.
تغييرات مفاجئة في
ويرى مراقبون أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أراد من خلال سلسلة التعيينات التي أجراها فجر الأربعاء وتغير وجه الدولة، ضخ دماء شابة في القيادة ونقل السلطة بسرعة "للجيل الثاني"، كما أنها تعكس مفاعيل الحرب في اليمن.
اعتبر المراقبون أن قرار إعفاء ولي العهد الأمير مقرن الذي كان يفترض أن يكون آخر الملوك من "الجيل الأول"، ليسرع أكثر مسألة الانتقال إلى الجيل الجديد من آل سعود، وكان من  المفترض أن يصبح الأمير محمد بن سلمان، وهو في مطلع الثلاثينيات من العمر، وليا للعهد عندما يصبح الأمير محمد بن نايف ملكًا.
تغييرات مفاجئة في
من جانبه قال الأكاديمي والمحلل السياسي خالد باطر في أنه من الواضح الاتجاه نحو عصر الشباب، والملك سلمان أراد أن يجدد عهد الدولة السعودية الثالثة بضخ هذه الدماء الشابة، فهي ثاني دفعة من التغييرات الكبيرة منذ اعتلاء الملك سلمان سدة الحكم خلفا لأخيه الملك عبدالله في يناير الماضي، مشيرًا إلى أن معظم التعيينات الجديدة من الشباب" مشيرًا إلى أن معدل أعمار المسئولين في الدولة بات حاليًا 55 عاما تقريبا.
شدد على أن الفكرة من التعيينات هو أن يكون المستقبل مطمئنا للداخل والخارج، فقد أصبح واضحًا من سيقود السفينة".
هناك من يرى أن هذه التغييرات المفاجئة تتعلق بما تمر به منطقة الشرق الأوسط من تحديات كبيرة، وتنامى النفوذ الإيرانى، ومحاولة دعم الحوثيين وبسط النفوذ الشيعي في المنطقة، وتغذية المذاهب الشيعية، في ظل محاولات تجديد الدماء في القصر الملكي السعودي، خاصة أن هناك من يعتبر أن المملكة تسعي لكى تظهر منذ وصول الملك سلمان إلى الحكم للظهور بمظهر القوة والحزم، برز ذلك في الحرب التي أعلنتها على الحوثيين في اليمن والتي قالت بوضوح إن من أهدافها التصدي للنفوذ الإيراني لدى جارها الجنوبي.
الأنظار تتجه إلى الأمير محمد بن سلمان الذي يقود هذه الحرب بصفته وزيرا للدفاع، ولمع نجمه بشكل كبير منذ انطلاق "عاصفة الحزم"، أما عادل الجبير وزير الخارجية، أدار حملة العلاقات العامة للمملكة في الولايات المتحدة مع إطلاق هذه الحرب، كما أن الجبير هو الذي أعلن من واشنطن بدء ضربات التحالف العربي بقيادة السعودية، وهو إعلان فاجأ العالم.
تغييرات مفاجئة في
وفى تقرير لها ، اعتبرت الـ BBC  أن الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود عين وليا للعهد في يناير الماضي بعدما خلف الملك سلمان الملك الراحل عبد الله في سدة الحكم، وينتمي مقرن، وهو في أواخر العقد السابع من العمر، إلى الجيل الأول من أبناء مؤسس الدولة السعودية الحديثة الملك عبد العزيز، شأنه شأن الملكين الراحل والحالي، وأعفي من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات السعودية في يوليو 2012، واعتبر الكثير من المراقبين حينها أن هذه الخطوة ستقلل من مكانة الأمير، إلا أن الملك الراحل عبد الله عينه في فبراير وليا لولي العهد حينها سلمان.
واعتبرت كيم غطاس مراسلة بي بي سي إن التعديل الأخير يظهر رغبة الملك سلمان القوية في طي صفحة فترة خلفه الملك عبدالله، حيث نحى جانبا حلفاء العاهل الراحل، مثل أخيه غير الشقيق، مقرن بن عبد العزيز، الذي كان حتى الأربعاء وليًا للعهد.
شددت على أن العاهل السعودي اتبع سياسة خارجية أكثر حزما وقوة في مواجهة إيران، منافس المملكة في المنطقة، وأن التعيينات الجديدة تعزز هذا الاتجاه.
تغييرات مفاجئة في
واعتبر مراقبون أن صعود الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان  تمهيد السبيل لأول حفيد لمؤسس المملكة، الملك عبد العزيز، لتولي الحكم، وسط توقعات أن ينال تعيين الأمير محمد بن نايف ترحيب الولايات المتحدة، التي تربطه بها علاقة وثيقة، خاصة بعد أن تولى أمن المملكة لفترة طويلة ، إلى جانب  موقفه القوي المناوئ للمتشددين الإسلاميين، ونجا من محاولة اغتيال دبرها تنظيم القاعدة في عام 2009.
أما ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، فقد تمتع بترقية سريعة داخل القيادة السعودية، وبعد تعيينه وزيرًا للدفاع في شهر يناير الماضي، تولى في الشهر الإشراف على الحملة التي تقودها بلاده على اليمن.
تغييرات مفاجئة في
على الجانب الآخر اعتبر الخبير في شؤون الشرق الأوسط والخليج جون ماركس أن الأمير محمد بن نايف تقلد منصب وزير الداخلية لفترة طويلة، وهو جزء من تلك المجموعة الضيقة من الإخوة المعروفين باسم "السديريين السبعة"، كما أنه معروف بنجاحه قبل عقد من الزمان في التصدي للحركات الإسلامية المتطرفة بالسعودية، في حقبة من الفوضى كانت المملكة لا تعرف كيف ستخرج منها، ولكنها انتهت بتأكيد آل سعود سيطرتهم على مجريات البلاد.
شدد على أن بعض من ينتمون إلى الجيل "الشاب"، مثل محمد بن نايف، تتم الآن مكافأتهم بشكل جيد للغاية، وإذا ما تحدثت إلى العديد من المحللين السياسيين أو الدبلوماسيين الغربيين، ستجد أن محمد بن نايف شخص معروف في الغرب ويتحدث الإنجليزية بشكل جيد ولديه شبكة اتصالات واسعة مع الحكومات الغربية وأجهزة الأمن والمخابرات هناك،  ومعروف أيضاً بقدرته على إدارة أحد أكثر الملفات تعقيداً، ألا وهو ملف اليمن، لذلك، أعتقد أن الملك سلمان اختار ولياً للعهد يمتلك كل الصفات المطلوبة للمنصب ويحظى باحترام في العالم.
وحول تعيين محمد بن سلمان وليا لولى العهد، أكد ماركس أن عمره اليافع محل نقاش لدى مراقبي الشأن السعودي، لأن ترقيته جاءت بشكل سريع، وربما يكون ذلك بسبب عدم رغبته في الاستمرار بتولي منصب رئيس الديوان الملكي، إنه الآن ولي ولي العهد وما زال وزيرًا للدفاع في فترة تستعرض فيها السعودية عضلاتها جواً وتقود الحرب في اليمن على درجة من العمليات العسكرية لم نرها منذ فترة طويلة.

شارك