الأزمة الليبية.. بين تبلد طرفي النزاع وتشاؤم أممي

الخميس 30/أبريل/2015 - 02:05 م
طباعة  الأزمة الليبية..
 
بات الوضع في ليبيا متأزم للغاية، في ظل استمرار مواقف المتنازعين في عدم الوصول إلي حل يدفع البلاد إلي الاستقرار، فكل طرف متمسك بوجه نظر مخالفة للطرف الأخر، ما جعل الأمور في غاية التعقيد، فكلما بدأت الأوضاع تنفرج شيء تعود مجددًا إلي التفكيك والتشرذم.

تمسك أطراف النزاع بموقفهم.. وتشاؤم ليون

تمسك أطراف النزاع
ليبيا الآن أصبحت في موقف غاية الصعوبة ما بين راغبين في الاستقرار وأخرون يسعون إلي استمرار حالة الفوضى وانتشار الميلشيات المسلحة داخل الأراضي، قد يصعب الآن الوصول إلي حل مع تمسك كل جهة بموقفها المتشدد، فالحكومة المعترف بها دوليا بقيادة عبدالله الثني والتي تقيم في طبرق، ترفض رفضًا قاطعًا مشاركة الحكومة الموازية بقيادة عمر الحاسي والمقيمة في العاصمة الليبية طرابلس والمحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين والتي تواليها ميلشيات فجر ليبيا، فى التشكيل الجديد بحكومة الانقاذ الوطني التي قد تقود البلاد نوعًا ما إلي حالة من الاستقرار المؤقت، فكل طرف متمسك بموقفه دون النظر إلي مصلحة البلاد.
ويسعي برناردينو ليون، المبعوث الأممي في ليبيا، إلي لم شمل الأطراف المتناحرة، حتي استقرار البلاد، وقال ليون مساء أمس الأربعاء 29 أبريل 2015، إن مجلس الأمن يريد التوصل إلى اتفاق سياسي بين طرفي الصراع قبل حلول شهر رمضان، الذي يبدأ منتصف يونيو المقبل، معربًا عن تشاؤمه حيال إمكانية تحقيق ذلك بسبب الفوضى التي تعم البلاد، حسب وكالة أسوشيتد برس.

ضرورة اجتماعات طرفي النزاع وجها لوجه

ضرورة اجتماعات طرفي
جاءت تصريحات ليون عقب تقديمه إحاطة إلى مجلس الأمن خلال مشاورات مغلقة، وبعد يومين من تقديم أحدث مسودة اتفاق إلى طرفي الأزمة الليبية، وأشار ليون إلى رغبته في عقد اجتماعات مباشرة ووجها لوجه بين طرفي النزاع في أقرب وقت ممكن.
وكرر ليون القول إنه "لا حل عسكريًا" للنزاع في ليبيا، مما يجعل الوساطة ضرورية، مضيفًا أن يوم الأحد المقبل هو آخر موعد لتسلم تعليقاتهم وملاحظاتهم، وستكون لدينا عندها فكرة أكثر دقةً عن الجولة المقبلة من المفاوضات".
وأوضح أن اللمسات الأخيرة على مشروع الاتفاق الذي سلمه إلى الطرفين قبل يومين ستوضع الأسبوع المقبل، خلال جولة جديدة من المفاوضات بعد تلقي الردود، وأن مشروع الاتفاق الثالث ومشروع الاتفاق الرابع قد يكون مختلفًا. 
وأقر بأنه من الصعب أن نكون متفائلين، مشيرًا إلى وجود أشخاص لدى الجانبين يحاولون نسف الحوار السياسي.
وأضاف ليون أن ردود الأفعال حول مسودة الاتفاق النهائي لحل الأزمة في ليبيا المقدمة إلى ممثلي الأطراف الرئيسية كان بعضها بالغ الأهمية وبعضها الآخر سلبيًا، قائلا: "لدينا ردود الفعل من كلا الطرفين، بعضها بالغ الأهمية، وبعضها سلبي، وبطبيعة الحال، هذا شيء يمكننا أن نتوقعه في مثل هذه العملية المعقدة".
تابع ليون: لقد شرحت للمجلس أن هذا هو مشروع، لذلك فإن المفاوضات هي التقدم في العمل، نحن على اتصال مع الطرفين، نستمع لهم بالطبع، وأحاول أن أفهم كيف يمكن تحسين المشروع، وكيف يمكننا الوصول إلى هذا التوافق، كحل سياسي في ليبيا، مشيرًا إلي أن الفوضى الجارية في ليبيا هي ما تُفسر الأعمال الدرامية التي وقعت مؤخرًا في ليبيا، في إشارة إلى غرق مهاجرين غير شرعيين في البحر المتوسط، وقتل 30 إثيوبيًا مسيحيًا من قبل داعش وجرائمها الأخرى في البلاد، واعتدائها على عدد من السفارات الأجنبية في طرابلس.
فيما يخص موقف المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته الذي أعلن رفضه مسودة الاتفاق، قال ليون ما سمعت أن بعض أجزاء من الاتفاق لا بأس بها، بما في ذلك بعض من أهم أجزاء الاتفاق، مضيفًا: هذا يعني أنه لا يمكن أن يقبل كل شيء.....، وأنا أعتقد أن هناك مصلحة حقيقية في تحسين الاقتراح، إنهم يريدون بوضوح نصيبهم من السلطة.

موقف حلف "الناتو"

 موقف حلف الناتو
في هذا الصدد، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي ناتو، إن الحلف لن يتدخل عسكريا ضد تنظيم داعش في ليبيا إلا إذا تعرضت إيطاليا لتهديد مباشر منه.
وقال المسؤول عبر شبكة "وورلد نيوز" الأمريكية: إن ناتو يتعامل مع كل حالة بشكل منفصل، مضيفًا: إذا قرر داعش مهاجمة إيطاليا الدولة العضو بالحلف، فقد يدفع ذلك الناتو للرد بمهاجمة مواقع التنظيم في ليبيا وفقًا للمادة الخامسة، مؤكدًا أن الحلف يتخذ خطوات لمواكبة تغيرات البيئة الأمنية في أوروبا.
وأشار إلى زيادة عدد جنود قوات الاستجابة من 13 إلى 30 ألفًا وإضافة خمسة آلاف شخص لقوات الرد السريع كاستجابة للتحديات التي تواجه أوروبا من حدودها الشرقية والجنوبية.
وأشار المسؤول إلى أنَّ الحلف على استعداد لدعم ليبيا بالنصح في بناء مؤسسات الدفاع والأمن حالما تسمح الظروف الأمنية بذلك.
وأكد أن أى تدخل عسكري جديد في ليبيا سيكون أكثر صعوبة بعشر مرات عن ذلك الذي قام به ناتو في 2011، واصفًا تدخل المجتمع الدولي عسكريا في ليبيا سنة 2011 لإسقاط نظام القذافي، بأنه خطأ فادح، ارتكبه المجتمع الدولي والليبيون.
من جانبه أبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يانس ستولتنبرغ "مشاعر القلق" حيال الوضع في ليبيا، ومن ناحية التدفق الكبير لدفعات المُهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط نحو أوروبا.
وأضاف ستولتنبرغ عقب اجتماعه أمس الخميس، برئيس الوزراء الإيطالي ماتّيو رينتزي أن حلف شمال الأطلسي بناء على طلب الحكومة الليبية مُستعد لتقديم الدعم لها في مجال بناء مرافق الدفاع وفق تأكيده.
ووجه أمين عام ناتو الشكر لإيطاليا للجهود الكبيرة التي تبذلها في مجال استقبالها. 

موقف ايطاليا من القضية الليبية

موقف ايطاليا من القضية
ومن جانبه أكَّد رئيس الوزراء الإيطالي ماتّيو رينتزي أن القضية الليبية لها أولوية مُطلقة بالنسبة لإيطاليا، قائلا: لقد تحدّثنا عن الأهمية الكبيرة التي توليها إيطاليا لحلف شمال الأطلسي، وعن ضرورة أن يكون هناك في النظام العالمي الجديد، دفع للانتباه نحو الملفات الساخنة، بل وكذلك بالنسبة للقضايا التي لا تمتلك أولوية كبرى في النقاش العام في جميع أنحاء العالم، بدءًا بـ"مسألة منطقة المتوسط وليبيا، ذات الأولوية المطلقة بالنسبة لنا" حسب وكالة الأنباء الإيطالية.
وأوضح رئيس الحكومة الإيطالية نحن نعتقد أن علينا الانطلاق في ليبيا من تجربة حكومة طبرق، لأنها حصلت على تأييد الشعب الليبي في يونيو العام الماضي، معربًا عن الأمل بأن تسير جهود الأمم المتحدة مع "مبعوثها بيرناردينو" ليون، تمامًا بالاتجاه الذي يوصل إلى سلام مستدام يقوم على تجربة طبرق، وفق قوله.

استمرار القتال في البلاد

استمرار القتال في
في سياق مواز، مازالت الصراعات المسلحة قائمة على الأراضي الليبية، وكشف عقيد في الجيش الليبي أن القيادة العامة للجيش كلفت اللواء سليمان محمود بقيادة العملية العسكرية في مدينة درنة، فيما استهدفت طائرة حربية منطقة الهيرة التابعة لـ"فجر ليبيا".
حسبما ذكرت "بوابة الوسط" الليبية عن العقيد سعد عقوب قوله إن القبائل المحيطة بدرنة شمال شرق ليبيا فوضت اللواء سليمان العبيدي بقيادة العمليات في المدينة، وأجبرت القيادة العامة للجيش على الموافقة على تكليفه بالمهمة، وأشار إلى أن التجهيزات العسكرية جارية، والمعركة على من أسماهم بالمتطرفين باتت وشيكة.
فيما تستمر النزاعات في ليبيا، فيبقي الوضع قائم كما هو، بين معارض لاتفاق الحوار ومؤيد، مما يقود الوضع إلي حالة أسوء مما عليها الآن.

شارك