تدريب وتسليح القبائل في اليمن.. هل سيكون بديلا للتدخل البري؟

الخميس 30/أبريل/2015 - 02:39 م
طباعة تدريب وتسليح القبائل
 
مع تعقيدات التدخل البري في اليمن، وفي ظل تحفظات حلفاء السعودية على التدخل العسكري، وجدت السعودية أن القبائل واللجان الشعبية في الحراك الجنوبي أحد أهم أدوات حسم المعركة وتغيير الاستراتيجية العسكرية في مواجهة ميليشيات جماعة أنصار الله "الحوثيين".

تدريب القبائل

تدريب القبائل
وفي إطار مساعي السعودية إلى تدريب القبائل وتسليحهم لمواجهة ميليشيات الحوثيين على الأرض، ذكرت تقارير إعلامية أن المملكة تدرب المئات من رجال القبائل اليمنية لقتال الحوثيين.
وقال مصدر يمني رسمي لرويترز: إن 300 مقاتل قبلي تدربوا في السعودية عادوا إلى موطنهم في منطقة صرواح بمحافظة مأرب وسط اليمن هذا الأسبوع لمحاربة الحوثيين، وتمكنوا من صدهم. 
وذكر مصدر دفاعي سعودي أن هناك خطة لتعزيز القوات اليمنية في المعارك بمختلف أنحاء اليمن؛ لأن السكان المحليين على دراية أفضل بطبيعة الأرض، مقارنة بالسعوديين. 
وقال المصدر اليمني الذي طلب عدم ذكر اسمه: "المشكلة هي أن عدد المقاتلين القبليين الذين يتم تدريبهم صغير جدا وليس كافيا." وأضاف أن التدريب يشمل تزويدهم بالأسلحة الخفيفة والنصائح التكتيكية". 
من جانبه، وردا على سؤال بشأن التدريب قال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف بقيادة السعودية لـ"رويترز" إنه لا يمكنه التعقيب على عمليات ما زالت مستمرة، لكنه لم يقدم نفيا لوجود مثل هذا التدريب. 
ودعت أن السعودية دعت زعماء القبائل لحضور اجتماع في الرياض؛ وذلك في محاولة لتشكيل جبهة قبلية موحدة في مواجهة الحوثيين. وقال مصدر يمني موجود حاليا بالرياض: "تريد السعودية توحيد زعماء القبائل في هذا الاجتماع، لكن هناك شعور بأنه لا يوجد أمل كبير في تحقيق هذا".
فيما جنَّدت قبائل تقطن جبال الفيفا، على الحدود السعودية اليمنية، عشرة آلاف متطوع، للقيام بدوريات راجلة لتأمين الحدود بين البلدين، ومساندة جنود الجيش السعودي المرابطين في تلك الجبال الواقعة بمنطقة جازان الحدودية.
وبحسب تقرير لصحيفة سبق السعودية الإلكترونية، فقد جرى توزيع المتطوعين على عدة دوريات على قمم الجبال، في إطار تشكيل عسكري قبلي سُمي "سلاح القبائل".
وقال شيخ قبائل الحكميين في جبال فيفا، الشيخ أحمد محمد حكمي الفيفي: إن مهمة رجال القبيلة المتطوعين تتمثل في عمل دوريات تأمين لجميع المناطق التي لا تصل لها السيارات، منعاً للمتسللين أو المهربين، مؤكدا تكثيف الدوريات المتطوعة في نطاقات المدارس والمساجد، والأسواق وأماكن التجمعات، لافتا إلى أن "هناك تنسيقاً مسبقاً مع الجهات الأمنية وإمارة المنطقة حول هذا الأمر، ومحافظ فيفا يقوم بجولات ميدانية للاطلاع على التجهيزات القبلية".
وكان المتحدث الرسمي باسم "حلف قبائل حضرموت" صالح مولى الدويلة أعلن فتح معسكرات لتجنيد الشباب؛ من أجل حماية المحافظة وصد أي عدوان من قبل مسلحي الحوثي". وقال الدويلة إنه تم وضع خطة لتقسيم حضرموت إلى أربع مناطق: الساحل، والوادي، والصحراء، والهضبة، على أن يتم تجهيز كل منطقة بلواءين، وتم فتح مراكز تسجيل للراغبين في التجنيد، وأضاف: "نعمل حاليا على تدريب كتيبتين، منشآت ومهمات خاصة، ثم سيتوسع العمل شيئا فشيئا". مشيراً إلى أن الخطة تشمل تجنيد 20 ألف شاب عبر مراحل عدة، بهدف إنشاء قوة من أبناء حضرموت، قادرة على حماية أرضهم من أي مخاطر وصد أي عدوان. وكشف عن وجود تواصل مع الرئيس عبدربه منصور هادي، وقيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة ضد الحوثيين، لدعم الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة بشكل عام.

حلف القبائل

حلف القبائل
ومع بدء "عاصفة الحزم" أعلنت عدد من القبائل اليمنية فور الضربات الجوية على الحوثيين تشكيل قوى مسلحة لمحاربة الحوثيين و"صالح" على الأرض، استطاعت السيطرة على عدد من الألوية العسكرية كاللواء الثاني مشاة جبلي التابع للحرس الجمهوري السابق، كما استولت على معدات اللواءين 111 و112 التابعين للمنطقة الثالثة.
كما أعلنت قبائل يمنية في محافظات "شبوة" و"أبين" و"لحج" و"حضرموت" تأييدهم لـ"عاصفة الحزم"، وجهزت قبائل يافع في محافظة "أبين" جنوب اليمن دفعة ثالثة من أبنائها لمساندة المقاومة الشعبية في محافظة عدن اليمنية. وأعلنت قبائل "شبوة" مواجهة التمدد الحوثي في مناطق المحافظة، بعد أن تمكنت من السيطرة على اللواء الثاني مشاة الموالي للرئيس المخلوع، كما حشدت قبائل شبوة العشرات من مسلحيها في ضواحي مدينة عتق مركز محافظة شبوة استعدادا للهجوم ضد ميليشيا الحوثي وقوات صالح في المحافظة. وقادت قبائل الصبيحة في لحج المعارك ضد ميليشيات الحوثيين منذ ضربات قوات التحالف. وفي الجانب الآخر داخل الأراضي السعودية خرج أبناء القبائل السعودية للترحيب بالجنود السعوديين، وتقديم المعلومات حول الطرق والمواقع وغيرها.
من جهتها، أعلنت أكبر قبائل محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، وهي قبيلتا "نوح، وسيبان"، تأييدهما لـ "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، وقوات حليفهم المخلوع، "صالح".
وأكد وجهاء القبيلتين في اجتماع موسع، عقد في مدينة المكلا، تأييدهم لـ"عاصفة الحزم"، واستمرارها ضد الحوثيين وحلفائهم، والوقوف صفًّا واحداً لحماية حضرموت من أي فوضى وأعمال عنف.
ورصدت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية المستوى الأمني والحضور العسكري والقبلي على الحدود السعودية- اليمنية، كما رصدت عددا من الضربات المدفعية للمحاولات الحوثية على الحدود من داخل الأراضي اليمنية.
ويستعد وجهاء القبائل اليمنية بحضرموت بالتنسيق للتصدي لعدوان الحوثيين، ووضع الترتيبات اللازمة لمعركة استنزاف طويلة الأمد معهم، باعتماد أسلوب الدفاع الذاتي لكل قبيلة، وذلك في ظل انقسام المؤسسة العسكرية والأمنية. 
كما أعلنت أن قبائل حضرموت أعلنت فتح مراكز للتجنيد والتدريب، استعدادا لمواجهة محتملة مع الحوثيين في المنطقة الممتدة من حافات عدن إلى الحدود مع سلطنة عمان.
وتمثل حضرموت التي تعد كبرى محافظات اليمن ثلث مساحة البلاد، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي المهم، إذ تمتلك شريطا حدوديا طويلا مع المملكة، وموقعها المطل على البحر، ووجود عدد من الموانئ، وكذلك تتميز بوجود مخزون نفطي كبير، يجعلها هدفا استراتيجيا لأطراف الصراع في اليمن.
كما أفادت الأنباء الواردة من محافظة مأرب، بشرق البلاد، بأن المواجهات بين الموالين للشرعية من رجال القبائل وقوات الجيش من جهة، والقوات المهاجمة للمحافظة من ميليشيات الحوثيين والموالين لصالح من جهة أخرى- تزداد تصاعدا في ظل تقدم للقوات الموالية. 
وأفاد مصدر قبلي في مأرب، بأن نحو 26 مسلحا من القوات المهاجمة لقوا مصرعهم على يد رجال القبائل في مديرية صرواح. وفي المقابل زعم الحوثيون أنهم تمكنوا من تأمين طريق صنعاء- صرواح، وأنهم باتوا على مشارف مدينة مأرب. وكانت المقاومة في مأرب تمكنت من ضبط سيارة وهي محملة بأسلحة نوعية كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين، وهي عبارة عن بنادق قنص كانت مغطاة بأعلاف المواشي.

الرهان علي القبائل

الرهان علي القبائل
يقول محللون: إن التحالف القبلي "سيكون أساسا في تغير الاستراتيجية القتالية ومواجهة جماعة الحوثيين، يمهد إلى وجود صعوبات أمام الحوثيين في مواجهة مقاتلي القبائل في حالة حصولهم على التدريب المناسب ونوعية الأسلحة، مع دعم عسكري من القوات الخاصة يؤدي إلى هزيمة الحوثيين".
ويرى المراقبون أن تسليح ودعم القبائل يُسهم في قطع الطرق والممرات التي يسيطر عليها الحوثيون، أو القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. ويعني دخول هذه القبائل المعركة إمكان حدوث تغيير استراتيجي ضد متمردي الحوثي الذين تحركوا في بعض المدن.
ويعتقد المراقبون أن خطوة دعم وتسليح القبائل سوف تكون البديل من التدخل البري، أو تقلل حجم القوات البرية التي دخل إلى محاربة الحوثيين، ويتم الاكتفاء بمجموعات دعم لمسلحي القبائل، وهو ما يقلل التكلفة العسكرية لقوات التحالف في حالة التدخل البري.

شارك