بعد ثلاث سنوات.. السجن المؤبد لـ 10 عناصر من طالبان باكستان لمحاولتهم اغتيال "ملالا يوسف زي"

الخميس 30/أبريل/2015 - 02:56 م
طباعة بعد ثلاث سنوات..
 
قضت محكمة لمكافحة الإرهاب في باكستان بالسجن المؤبد على 10 رجال بتهمة محاولة اغتيال الفتاة ملالا يوسف زي عام 2012، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام.
وذكر راديو "فرنسا الدولي" اليوم الخميس 30 أبريل 2015 أن الناشطة الشابة التي تدافع عن حق الفتيات الباكستانيات في التعليم قد نجت في شهر أكتوبر عام 2012 من محاولة اغتيال نفذتها حركة طالبان الباكستانية.
وكانت حركة طالبان الباكستانية قد أعلنت مسئوليتها عن الهجوم على الناشطة خلال عودتها من المدرسة في مسقط رأسها "منجورا" بشمال غرب باكستان.
يشار إلى أن ملالا فازت بعد عامين على محاولة اغتيالها وهي بعمر 17 عاما، بجائزة نوبل للسلام لتصبح أصغر فائزة بالجائزة المرموقة.
بعد ثلاث سنوات..
عن "ملالا يوسف زي"
وبعد الحادث مباشرة قد كشف أحمد شاه، أحد الأصدقاء المقربين لعائلة ملالة يوسف زي الناشطة الطلابية الباكستانية (14 عاماً)، أن الفتاة قد سبق وأن تعرضت لتهديدات من الحركة بسبب كتاباتها، التي تدعو للسلام والأمن، وتنادي بحق البنات في التعليم- حسب قوله.
وأكد شاه للصحف في حينها أن العائلة لم تكن تتوقع بتاتا أن يصل الأمر بحركة طالبان إلى استهداف طفلة في عمرها، مضيفاً أن العائلة تشعر حالياً بالأمان، إلا أنها لا تعرف ماذا ستفعل لاحقا؛ بسبب تهديدات حركة طالبان باكستان بمحاولة استهداف الفتاة مرة أخرى. 
بعد ثلاث سنوات..
محاولة الاغتيال
كانت ملالا التي تدرس في مدرسة إعدادية في مدينة منجورة كبرى مدن وادي سوات شمال غرب باكستان تعرضت لمحاولة اغتيال أثناء عودتها من المدرسة لمنزلها، وكشف مسئول في الشرطة المحلية أن مسلحين أوقفا مركبة تقل ملالة وسألوا عنها بالاسم وعندها قام أحدهما بإطلاق الرصاص عليها قبل أن يلوذا بالفرار. وقد تسبب الهجوم بإصابة ملالا بطلقة اخترقت جمجمتها دون الوصول إلى المخ لتستقر في كتفها، كما أسفر الهجوم عن إصابة طالبتين أخريين بجروح متوسطة. وبعد تلقيها للإسعافات الأولية تم نقل ملالة عبر مروحية خاصة إلى مستشفى بإدارة الجيش الباكستاني في مدينة بيشاور؛ حيث خضعت لعملية جراحية ناجحة. وقد باشرت السلطات المحلية في وادي سوات حملة أمنية اعتقلت خلالها عشرات اشتبه بضلوعهم في الجريمة، التي تبنتها حركة طالبان باكستان، من بينهم سائق المركبة التي كانت تقل ملالا. 
كما أعلنت حكومة إقليم خيبر بختون خواه عن رصد مكافأة مالية بـ10 ملايين روبية (105 آلاف دولار أمريكي) لمن يدلي بأية معلومات تساعد للنيل من الجناة.
بعد ثلاث سنوات..
ردود الأفعال 
أثنى أحمد شاه بالدعم والتعاطف الحكومي والحزبي والشعبي مع قضية ملالا. وقد شهدت مدنا باكستانية عدة وقفات احتجاجية على محاولة اغتيال ملالا، وتندد بحركة طالبان باكستان، كما نقلت وسائل إعلام محلية مشاهد لطابور الصباح في عدد من المدارس التي كان طلابها يبتهلون لنجاة ملالا.
كما تواصلت الإدانات والانتقادات في باكستان وخارجها على محاولة الاغتيال الفاشلة، وشمل ذلك الرئيس آصف زرداري الذي أمر بتوفير العناية الطبية اللازمة لملالا، مؤكداً أن الإرهابيين لن يستطيعوا زعزعة الأمة الباكستانية من خلال هذه الأعمال "الجبانة". كما أدانت مختلف القوى والشخصيات السياسية والحزبية بشتى أطيافها محاولة الاغتيال وطالبت الحكومة بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة. وفي سياق متصل تبنى مجلس النواب الباكستاني قرارا بالإجماع يدين الهجوم الذي تعرضت له ملالا وطالب بملاحقة ومعاقبة المتورطين في الهجوم. وخلال كلمته أمام النواب شدد رئيس الوزراء الباكستاني راجه برويز أشرف على ضرورة تجنب الخلافات، ولحمة الصف الداخلي لمواجهة خطر حركة طالبان.
بعد ثلاث سنوات..
ومن جهته تعهد وزير الداخلية الباكستاني بأن تبذل الحكومة قصارى جهدها لضمان أمن وسلامة ملالا وعائلتها، في ظل تهديد حركة طالبان باكستان بمعاودة استهدافها، كاشفاً أن السلطات قد أعدت الوثائق اللازمة في حال استدعت الضرورة سفر ملالا إلى خارج باكستان لإكمال العلاج.
بعد ثلاث سنوات..
"ملالا" تدافع عن تعليم البنات وتحصد الجوائز
يذكر أن ملالة اشتهرت بمواقفها المناهضة لحركة طالبان باكستان وموقفها من تعليم البنات، خاصة أثناء سيطرة الحركة على وادي سوات عام 2009؛ حيث كانت تكتب مدوناتها باسم مستعار تدافع فيه عن تعليم الفتيات.
وفي إحدى مذكراتها أشارت "ملالا" إلى الخوف الذي انتاب الطالبات من الذهاب إلى المدارس، وكيف أن بعض المدارس والطالبات قررن عدم الالتزام بلبس الزي المدرسي، وسمح لهن بارتداء ملابسهن العادية، وكيف أنهن كن يضطررن أحيانا لإخفاء كتبهن تحت الشال أو الحجاب بعيدا عن أعين عناصر طالبان. ونالت ملالا جائزة باكستان الوطنية الأولى للسلام العام 2011؛ نظراً لجهودها في الدفاع عن حقوق الطالبات والجرأة في طرح مشاكلهن في ظل الظروف الصعبة، كما رشحت لنيل جائزة السلام الدولية في العام نفسه، كما حظيت ملالا بحضور إعلامي، وشاركت في العديد من الندوات والبرامج التلفزيونية.
بعد ثلاث سنوات..
كما حصلت "ملالا يوسف" على جائزة سخاروف من البرلمان الأوروبي في حرية التعليم وهي في السادسة عشر من عمرها، وتحولت لرمز عالمي للدفاع عن الحق في التعليم ومقاومة التطرف.
نالت ''الجائزة الوطنية الأولى للسلام'' في باكستان، وحصلت على جائزة السلام الدولية للأطفال التي تمنحها مؤسسة ''كيدس رايتس الهولندية'' وجائزة آنا بوليتكوفسكايا التي تمنحها منظمة راو إن ور البريطانية غير الحكومية في 4 أكتوبر 2013- بحسب صحيفة ليبراسيون الفرنسية.
كما أنها تعد أصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام لعام 2014، مناصفة مع الهندي كايلاش ساتيارثي.

شارك