اليمن.. تراجع الحوثيين في الجنوب... والاستعداد لعقد حوار يمني بالرياض
الخميس 30/أبريل/2015 - 05:41 م
طباعة

تواصل غارات التحالف العربي بقيادة السعودية ، بتنفيذ مهامها ضد اهداف لجماعة الحوثيين ، مع تقدم ميداني للجان الشعبية الجنوبية في عدن وصعوبة تدخل الحوثيين في مأرب وتوحد القبائل في عد د من المناطق ضد جماعة الحوثي، وسط تحرك سياسي لعقد مؤتمر للحوار اليمني بالعاصمة السعودية الرياض، واستمرار الانتقادات الايرانية للسعودية وتحريك سفن حربية للخليج.
الوضع الميداني:

قصف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم الخميس، مواقع يتجمع فيها مسلحون حوثيون، في محافظتي صعدة وعدن، باليمن، في وقت استهدف فيه كتيبة جوية لم يعرف على الفور ولاؤها في مأرب (شرق).
ففي صعدة (معقل الحوثيين شمالي البلاد)، أفاد سكان محليون بأن مقاتلات التحالف شنت في وقت مبكر اليوم، عدة غارات استهدفت من خلالها مواقع لمسلحي الحوثي في مديرية الظاهر.
وفي مدينة كريتر، بمحافظة عدن (جنوب)، أفاد سكان محليون آخرون أن مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع يتمركز فيها مسلحون حوثيون، مشيرين إلى أن ألسنة النيران شوهدت تتصاعد من المكان.
وشن طيران التحالف غارات استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في خور مكسر ودار سعدة أكبر المناطق في محافظة عدن، لمساعدة القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي لاستعادة بعض المحاورالتي فقدتها وسيطرت عليها جماعة الحوثي وأنصارها.
وذكرت مصادر أن اللجان الشعبية سيطرت على محاور واسعة في مدينة عدن بعد معارك وقتال شوارع بينها وبين جماعة الحوثي.
وقالت ذات المصادر إن 13 حوثيا قتلوا بينهم قيادي خلال هذه المواجهات، وتحاصر اللجان الشعبية حاليا الحوثيين داخل مطار عدن، كما طوقت معسكر بدر من جميع الجهات وسيطرت على برج الإشارة فيه.
وأشار شهود عيان إلى أن بعض آليات الحوثي سحبت من المطار هربا من المعركة، واستهدفت غارات التحالف مواقع للحوثيين في معسكر بدر وفندق عدن وجزيرة العمال التابعة لخور مكسر.
و استهدفت غارات طيران التحالف مواقع أخرى تابعة للحوثيين في كل من لحج وأبين جنوب اليمن، وأفاد شهود عيان أن التحالف شن 5 غارات جوية على كتيبة للدفاع الجوي قرب حقل صافر النفطي بمأرب شرقي اليمن، وقصفت تحديدا منصات إطلاق صواريخ ما أدى إلى تدميرها، وإعطاب الصواريخ.
وتبقى محافظة مأرب، حصنا منيعا أمام الحوثيين الذين لم يتمكنوا من السيطرة عليها نتيجة ممانعة كبيرة تبديها القبائل هناك ضد توسعهم، ما أجبرهم على الاكتفاء بخوض معارك في محيطها الشمالي والغربي.
وفي جنوب غرب اليمن، أغارت طيران التحالف على اللواء العاشر في الحديدة، ونقل موقع "المشهد اليمني"، عن شهود عيان، أن الغارات استهدفت معسكرا لكتيبة تابعة للواء العاشر في المنطقة الشرقية لمدينة الحديدة، إذ يقع خلفه أكبر مخزن للأسلحة في الحديدة حسب مصادر عسكرية.
وسبق أن شن التحالف منذ يومين غارات على اللواء العاشر في مدينة باجل في الحديدة سقط فيها قتلى وجرحى من الجنود نتيجة للقصف وتم تدمير آليات عسكرية.
فيما اعلنت قبائل صبر في مدينة تعز بقيادة امين عام المجلس المحلي بمديرية صالة الشيخ عارف جامل، النفير العام ضد مسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح، وسيطرت على جبل صبر والجبال المحيطة به .
وشكلت المقاومة الشعبية بتعز, اليوم الخميس, مجلس تنسيق برئاسة الشيخ حمود سعيد يتكون من ابرز القيادات الميدانية والمدنية وهيئة استشارية عليا مكونة من قيادات ألوية عسكرية موالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي برئاسة قائد اللواء 22, العميد ركن صادق سرحان.
وذكر مصدر مسئول في مجلس التنسيق ان قيادات المقاومة الشعبية بتعز بتنوعها الجغرافي والسياسي تهدف من خلال ذلك الى إسقاط انقلاب مليشيا الحوثي وصالح واستعادة الدولة ومؤسساتها المختطفة والسعي لبناء دولة مدنية حديثة وفقاً لأهداف الثورة اليمنية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات المجتمع الدولي.
كما حاصرت القبائل معسكر الدفاع الجوي " موقع قمة العروس العسكري " بجبل صبر من جميع الجهات واطلقت تحذيرات للجنود المرابطين في الموقع لتسليم انفسهم وتسليم السلاح، كما تم الاتفاق بين قبائل الجفري وقبائل حمير لقموش على أن يكونو يدا واحده في مواجهة الحوثين.
الموقف السياسي:

وتستعد لجنة تحضيرية يعمل عليها مختلف الأطراف السياسية اليمنية، لعقد مؤتمر بين المكونات السياسية اليمنية، للخروج برؤية موحدة لكيفية تجاوز الأزمة الحالية، وإنقاذ البلاد من الأحداث التي تشهدها المدن والمحافظات اليمنية.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قد ذكر انه سيعقد في العاصمة السعودية الرياض، مؤتمر الحوار اليمني يومي 16 و17 مايو القادم، وسيشارك فيه مختلف المكونات السياسية، مؤكداً أنه يجري استكمال الإجراءات والترتيبات التي تساعد على نجاح المؤتمر.
ويأتي المؤتمر تحت مظلة المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أن اللجنة التحضيرية تعمل حالياً على إعداد مشاريع الوثائق التي يمكن أن تقدم إلى هذا المؤتمر وتحديد من سيشارك في المؤتمر وتوجيه الدعوة لهم.
فيما ذكرت تقارير اعلامية أن قيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تسعى إلى إعادة تشكيل الحزب بصيغة ورؤية سياسية جديدة تتوافق مع الشرعية الدستورية.
واضافت ان أبرز الشخصيات التي تبذل جهودا في هذا الاتجاه، هو الشيخ محمد بن ناجي بن عبد العزيز الشايف، عضو الأمانة العامة للحزب (المكتب السياسي) وأحد أبرز وجهاء قبائل بكيل في اليمن، و أحمد عبيد بن دغر نائب رئيس حزب المؤتمر، وهو متواجد في اللجنة التحضيرية، فيما لم يؤكد صحة الأخبار التي تتحدث عن تواجد للشيخ سلطان البركاني.
وانقسمت قيادات حزب المؤتمر الشعبي في اليمن، مع الأزمة الراهنة، إلى أربعة أقسام؛ القسم الأول، وهو الأصغر، الذي يقف إلى جانب صالح، والقسم الآخر يضم هادي وقيادات وقواعد الحزب في المحافظات الجنوبية، أما القسم الثالث فيضم القيادات التي غادرت إلى الرياض لبحث مستقبل الحزب والتبرؤ من مواقفه السياسية التي صاغها صالح والمشاركة في الانقلاب على الشرعية، أما القسم الأخير فهو الأغلبية التي فضلت الصمت ومراقبة كل التطورات.
ونقلت وكالة أنباء “إيسنا” الطلابية الإيرانية الخميس، عن مصدر مطلع قوله إن “الأحزاب السياسية بما فيها أنصار الله قد تعلن الموافقة المشروطة على المشاركة في مؤتمر الرياض”، مضيفة أن “الأحزاب السياسية تعتبر إحاطة المبعوث الأممي السابق لمجلس الأمن وثيقة أممية رسمية تدين الرياض”.
ونقلت الوكالة عن المصدر اليمني المقرب من حركة أنصار الله قوله إن “السبيل الوحيد لإعادة العملية السياسية إلى مسارها يمر بالضرورة عبر حوار يمني يمني”، مشيراً إلى أن مؤتمر الرياض لا يعني اليمنيين وحوارهم، ولا يمكن أن نقبل بالحوار في أي دولة من دول العدوان.
على صعيد آخر، أكد سامي شبيل رئيس نقابات البريد والاتصالات في الجمهورية اليمنية، اليوم، أن الاتصالات السلكية واللاسلكية وخطوط الإنترنت ستنقطع بشكل كلي في اليمن خلال أقل من أسبوع.
وقال شبيل إن وزارة النفط وفرت 10 آلاف لتر من مادة الديزل، بينما تشغيل الاتصالات في العاصمة صنعاء ليوم واحد فقط يحتاج إلى ضعف الكمية.
وأشار إلى أن مسألة انقطاع الاتصالات عن اليمن واردة خلال أقل من أسبوع، في حال لم تحُل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن حتى وإن صرح وزير الاتصالات بأن ذلك الأمر غير صحيح.
التسيق مع اريتريا:

فيما أفادت مصادر دبلوماسية إريترية، بأن إريتريا والسعودية توصلتا إلى اتفاق تعاون عسكري وأمني واقتصادي، لمحاربة الإرهاب والتجارة غير المشروعة والقرصنة في مياه البحر الأحمر، وعدم السماح لأي تدخلات أجنبية في الشأن اليمني.
جاء ذلك خلال زيارة الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، للمملكة العربية والسعودية، التي أنهاها في وقت سابق من مساء اليوم الأربعاء.
وكان في وداع الرئيس الإريتري، حسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، ولي ولي العهد، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وعدد من المسؤولين.
وأوضحت المصادر لوكالة الأناضول، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، أن الزيارة غلب عليها تناول الوضع في اليمن وأمن البحر الأحمر .
وأشارت إلى أن البلدين توصلا إلى تفاهم مشترك حول القضايا التي تم بحثها، ومن أبرزها الوضع في اليمن، وقضايا أمن البحر الأحمر.
ولفتت المصادر إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق تعاون عسكري وأمني واقتصادي، يساعد البلدين في محاربة الإرهاب والتجارة غير المشروعة والتهريب والقرصنة في مياه البحر الأحمر، وعدم السماح لأي جهة بإلحاق الضرر بمصالح كل من البلدين، كما تم الاتفاق على عدم السماح لأي تدخلات أجنبية في الشأن اليمني.
وخلال الزيارة، عقد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في قصره بالرياض أمس الثلاثاء، جلسة مباحثات ثنائية مع افورقي، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، حسب وكالة الأنباء السعودية.
كما عقد “أفورقي” لقاءات منفصلة مع عدد من الوزراء والمسؤولين، أبرزهم ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
وفي ذات السياق، علم مراسل الأناضول من مصادر إريترية مطلعة، أن إريتريا استقبلت وفودا رفيعة المستوى من السعودية والإمارات خلال الـيومين الماضيين، تفقدت ميناءي عصب ومصوع وعدة جزر إرترية متاخمة لليمن.
وأشارت المصادر إلى أن طائرات من نوع هليوكوبتر سعودية عبرت الأجواء الجيبوتية قادمة من الأجواء الإرترية، ما يشير إلى وجود تنسيق إرتري سعودي سبق زيارة الرئيس الإريتري، إلى المملكة.
ويستبعد مراقبون حسم المعركة في اليمن بحرا دون مساعدة دول جنوب البحر الأحمر في القرن الأفريقي.
ويرى المراقبون أن زيارة الرئيس الإريتري للسعودية تشكل تطورا هاما لصالح التحالف الذي استطاع فرض عزلة على الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، ويسقط عن إريتريا اتهامات سابقة بوجود علاقة مع الحوثيين وإيران، وهو ما دأبت إريتريا على نفيه.
ووصل الرئيس الإريتري إلى الرياض، لثلاثاء، في زيارة مفاجئة، استمرت يومين، وكان في مقدمة مستقبليه، الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من المسؤولين والوزراء.
ايران في خليج عدن مرة اخري:

دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى حوار بين اليمنيين برعاية الأمم المتحدة لإنهاء القتال، وأكد ظريف أن الحوار يجب أن يشمل جميع اليمنيين ويديره اليمنيون أنفسهم دون شروط مسبقة، وأن يجري في مكان ليس طرفا في النزاع، مستبعدا انعقاد الحوار في الإمارات العربية لأنها صارت أحد أطراف النزاع في اليمن، حسب قوله.
وأوضح ظريف أن الحوار يجب أن يفضي إلى تشكيل حكومة واسعة تقيم علاقات جيدة مع دول الجوار، خاصة أن الوضع في اليمن صار مترديا والوضع الإنساني بات "كارثيا"، حسب وصفه، مشيرا إلى أن بلاده تستطيع تسهيل الحوار بين الأطياف المتنازعة
فيما أعلن قائد البحرية الإيرانية، الخميس، أن "مدمرتين إيرانيتين أرسلتا إلى خليج عدن لحماية السفن التجارية متمركزتان حاليا عند مدخل مضيق باب المندب الاستراتيجي بين اليمن وجيبوتي".
وقال الأميرال حبيب الله سياري: "نحن موجودون الآن في خليج عدن وتقوم المدمرتان البرز وبوشهر بدوريات تحديدا عند مدخل باب المندب"، بحسب وكالة «إرنا» الرسمية، مضيفا : "نحن في خليج عدن بموجب القوانين الدولية من أجل حماية السفن التجارية لبلادنا من تهديد القراصنة"
كان مسؤول أمريكي أعلن الأسبوع الماضي، أن "حاملة طائرات وسفينة مزودة بقاذفة صواريخ أمريكية غادرتا المياه قبالة سواحل اليمن بعد عودة سفينتين إيرانيتين تشتبه واشنطن بأنهما تنقلان أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.
وأشار إلى أن "المعلومات التي أشارت إلى تلقي السفن الإيرانية تحذيرات غادرت على إثرها المنطقة ليست صحيحة وأن السفن الحربية الإيرانية لن تدخل المياه الإقليمية لدول أخرى"، في إشارة إلى اليمن، موضحا أن "المدمرتين ستظلان في المنطقة حتى 22 يونيو على أن تحل محلهما سفن أخرى".
فيما استدعت وزارة خارجیة الجمهورية الاسلامية الإيرانية، للمرة الثانیة خلال ايام، القائم بالأعمال السعودي في طهران وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة بسبب قیام طائرات حربیة سعودیة بمنع هبوط طائرة المساعدات الإنسانية الإيرانية في مطار صنعاء الدولي.
المشهد اليمني:
الهدف الاستراتيجي للحرب لابد أن يكون إيقاع هزيمة لا جدل فيها بالحوثيين وصالح، وضع حد لمشروع السيطرة الذي تعهدوه، ورسم خط في الرمال أمام التدخل الإيراني في اليمن، وييبدو ان القبائل سيكون لها دور كبير في احداث تغير استراتيجي بالمعركة في اليمن، وقد تكون لها اليد الطولي في مواجهة الحوثيين، مع تحرك سياسي لوضع خارطة لمستقبل اليمن بعد الاطاحة بصالح والحوثين.