بعد التقرير الأممي .. تاريخ تسليح إيران لجماعة الحوثيين في اليمن

الجمعة 01/مايو/2015 - 12:58 م
طباعة بعد التقرير الأممي
 
كشف تقرير للأمم المتحدة أن إيران تسلح جماعة الحوثي منذ عام 2009، وهو ما يعزز اتهامات دول عربية وغربية لطهران بدعم الحوثيين الذين سيطروا على مفاصل الدولة اليمنية منذ سبتمبر الماضي.

تقرير أممي

تقرير أممي
وجاء ذلك في تقرير لخبراء في الأمم المتحدة قدم إلى لجنة العقوبات الخاصة بإيران في مجلس الأمن الدولي، في وقت تسعى فيه المنظمة الدولية إلى التوسط للعودة باليمنيين إلى طاولة الحوار.
واستند الخبراء في تقريرهم إلى تحقيق في حادثة مصادرة السلطات اليمنية عام 2013 شحنة أسلحة كانت تحملها سفينة الشحن إيرانية "جيهان".
وتفيد المعلومات التي جمعها التقرير أن الحالة بالنسبة لـ"جيهان" تتسق مع نماذج شحنات أسلحة إلى اليمن عبر البحر تعود إلى عام 2009.
ويسرد التقرير مثالا على محاولة زورق إيراني شحن مئات الصواريخ المضادة للطائرات المروحية والدبابات إلى الحوثيين.
وقال التقرير إن سفينة صيد إيرانية جرى احتجازها في فبراير 2011 من جانب السلطات اليمنية، وكانت تحمل 900 صاروخ مضاد للدبابات إيراني الصنع وكانت الشحنة موجهة للمتمردين الحوثيين.
ويؤكد تقرير الأمم المتحدة أن إيران هي مصدر تلك الشحنات، وأن المتلقين المحتملين هم الحوثيون، أو ربما آخرون في الدول المجاورة.

مخالفة للقرار الأمم المتحدة

مخالفة للقرار الأمم
ويعد تصدير طهران الأسلحة للحوثيين وهو ما يخالف قرار الأمم المتحدة الذي أصدرته في عام 2007 والذي يحظر على إيران بيع أسلحة ويطالب جميع الدول بالعمل على منع تدفق أي أسلحة من هذا البلد.
وفي حوار أجرته صحيفة «الشرق الأوسط» أكد وزير الخارجية اليمني السابق الدكتور أبوبكر القربي أن نتائج التحقيق الذي قام به أخيراً فريق من مجلس الأمن حول شحنات الأسلحة التي دخلت اليمن، أكدت تورط إيران في عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات، مبينا أن إيران، عوضا عن أن تمد يد العون والمدد لأشقائها في اليمن، قامت بإرسال الأسلحة وشبكات التجسس، متسائلاً عما قدمته إيران الرسمية من دعم حقيقي لليمن وهي التي تردد رسميا دعمها للوحدة والاستقرار في اليمن.
وذكر مسؤول يمني رفيع أن جزر البحر الأحمر اليمنية تحولت في الآونة الأخيرة إلى مخازن للأسلحة المهربة، والتي قال: "إن إيران تسعى إلى إدخالها إلى الحوثيين في محافظة صعدة"، وذكر المسؤول اليمني: "أن ورشاً كثيرة تم بناءها في محافظة صعدة لإعادة تجميع بعض الأسلحة التي تأتي من إيران".

إريتريا نقطة تمويل الحوثيين

إريتريا نقطة تمويل
وقبيل الحديث عن العلاقات العسكرية بين الحوثيين وايران، نشير إلى أهمية دولة إريتريا في اتخاذها الإيرانيين كنقطة ومركز لتدريب وتهريب الأسلحة للحوثيين، ويقول المعارض الإريتري بشير إسحاق، رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالتحالف الديمقراطي الإريتري، إن الوجود الإيراني في إريتريا بدأ منذ 2007، وتنامت هذه العلاقة على الرغم من التباينات للخلفية الأيدلوجية للنظامين في إيران وإريتريا.
ويضيف المعارض الإريتري، أن هناك تقارير عديدة محلية وخارجية عكست وجود قوات الباسيج (الحرس الثوري الإيراني) على الأراضي الإرترية، وأن الحرس الثوري الإيراني يقيم معسكرات تدريب للحوثيين ويتولى إمدادهم بالسلاح.
وعقب انطلاق عاصفة الحزم بقيادة السعودية ضد الحوثيين  في اليمن،  قام  وفد رفيع المستوى من الحوثيين، برئاسة حسين العزي رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله” بزيارة إلى أسمرة وهو ما زاد الشكوك حول أن تكون اريتريا في نثقل وتدريب الحوثيين .
وقد ذكرت إحدى برقيات ويكيليكس، مرسلة من السفارة الأميركية في أسمرا إلى واشنطن بتاريخ 12 فبراير 2010، أن السفير السعودي في إرتيريا قلق من النفوذ الإيراني، وقالت البرقية إن إيران زودت البحرية الإرترية بالأسلحة وأن وفدا إيرانيا يزور أسمرة. وأضافت أن السفير السعودي يقول إن المتمردين الحوثيين كانوا متواجدين في إريتريا عام 2009. وقد أخبر السفير السعودي ناصر علي الحوطي نظيره الأميركي يوم 11 فبراير 2010 إنه قلق بخصوص المصالح الإيرانية المتزايدة في إريتريا.
وقامت إيران بتهريب أسلحة إلى جزر إريترية ومن ثم نقلها بواسطة قوارب صيد على شحنات صغيرة إلى الحوثيين، بالإضافة إلى قيام الحرس الثوري الإيراني بتدريب مقاتلين حوثيين في إحدى الجزر الإريترية.

العلاقات الحوثية الإيرانية

العلاقات الحوثية
تأثَّر حسين الحوثي المؤسس الأول لجماعة الحوثيين بالخميني وبالثورة التي قادها في إيران عام 1979، ولم تخلُ محاضراته وخطبه من ذكر الإمام الخميني، ورفع الشعار الإيراني "الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل"، وجعل القضية الفلسطينية الهمَّ الأول والقدس الهدف المنشود في جميع خطبه، وأحيا المناسبات الدينية الشيعية الجعفرية، وفي 1994 ذهاب بدر الدين الحوثي -الأب الروحي للحوثيين- وابنه حسين الحوثي إلى إيران، بعد مغادرتهم صعدة على إثر خلاف نشب بينهم وبين علماء الزيدية، وبعد مقتله اتَّبع أخوه عبد الملك الحوثي الزعيم الحالي للجماعة نفس الأسلوب.
وقدمت إيران الدعم الفكري والمالي، فقد ركزت الجهود الإيرانية في علاقتها مع الحوثيين منذ منتصف التسعينات وحتى عام 2004، على النشاط الفكري والدعم المالي.
ولكن مع بداية المواجهات المسلحة بين الحوثيين والدولة اليمنية في عام 2004؛ بدأ الدعم العسكري الإيراني للحوثين حيث عثر الجيش اليمني أثناء تمشيطه مواقع للحوثيين بعد إحدى المعارك على أسلحة إيرانية الصنع، ودعمتهم بالأموال أيضًا من أجل شراء الأسلحة من السوق السوداء بأسعار باهظة، حتى وسائل التعبئة المعنوية للحوثيين كانت من إنتاج إيراني، وأمدَّتهم طهران بمدربين من الحرس الثوري كانوا على رأس التدريب في المناورات القتالية التي كان الحوثيون يقيمونها بين فترة وأخرى .
وبعد احتجاجات 2011 وقفت إيران بكل ثقلها لدعم الحوثيين إعلاميًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، فأثناء احتجاجات فبراير وبعدها، عمل الإعلام الإيراني على تصوير الحوثيين بأنهم من يقود الثورة وأنهم المكوِّن الأقوى فيها والبقية ليسوا سوى جماعات قليلة تسعى لسرقة الثورة والانحراف بمسارها وأنها خاضعة للوصاية الأميركية والسعودية.
ووصل الدعم الإيراني للحوثيين لدرجة تجنيد إيران لشبكات تجسس إيرانية في اليمن للعمل لصالح الحوثيين، كشف ذلك الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في محاضرة ألقاها بمركز ودرو ويلسون الدولي بواشنطن في سبتمبر2012، وكانت الأجهزة الأمنية اليمنية قد أعلنت عن القبض على شبكة تجسس إيرانية اتهمتها بأنها تعمل في اليمن منذ سبع سنوات بإدارة قيادي إيراني سابق في الحرس الثوري الإيراني.
وفي فبراير 2013  صرح وزير الداخلية السابق اللواء عبد القادر قحطان في مؤتمر صحفي عُقد في صنعاء، أن شحنة الأسلحة التي ضُبطت على متن السفينة جيهان1 تُقدَّر بحوالي 40 طنًّا من الأسلحة والقذائف والمتفجرات كانت قادمة من إيران، بالإضافة إلى إرسالها عناصر من الحرس الثوري وحزب الله لتدريب الحوثيين، وبقاء عدد كبير منهم بعد سقوط صنعاء لمساعدة الحوثيين على تنفيذ أجندتهم السياسية والعسكرية في صنعاء.
كما أنشأت إيران للحوثيين شبكة اتصالات داخلية مستقلة كشبكة اتصالات حزب الله في لبنان.

جيش الحوثيين

جيش الحوثيين
ويتشكل التنظيم العسكري للحوثيين، والذي يرأسه عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة انصار الله، من عدة اقسام المشاة، وهو ينقسم الي قسمين الأول: يتم تشكيل مجموعات يتم تدريبهم بشكل غير مكثف وبصفه دوريه كل أربعه أشهر تقريبا، وليس هناك رقم محدد لأعدادهم وأن كانوا يتخطون الـ10 آلاف.
وهناك الكتائب: (كتبه الحسين-كتيبه الموت-الحسينيون ) وهم المتواجدين في معسكرات التدريب بشكل شبه دائم واجازاتهم قليله وتدريبهم مكثف وهم بألاف.
وهناك المدفعيين، أحد اهم عناصر جيش الحوثي، وهم عناصر تم اختيارهم وتدريبهم على سلاح المدفعية والرشاشات المتوفرة للحركة وأيضا على الدبابات ومضادات الطائرات عيار 23 و 37. 
وتأتي فرق القناصة، والتي تعتبر أهم ما يتميز به جيش الحوثي، وهم العناصر الذين اخذوا دورات مكثفه على القنص بالرشاش 7-12 والقناصات والجرمل وأعدادهم تقريبا 180 عنصر 
الأمنيات، وهم العناصر المنتشرين على المحاور والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيين ويتبعوا في القيادة المشرف الأمني للمنطقة ومسئول الأمنيات للحركة هو أبو حسن طه أحسن إسماعيل المداني.
وواهم قادة جيش عبد الملك الحوثي، القائد يوسف أحسن إسماعيل المداني "ابوحسين"، والقائد عبدالخالق بدرالدين الحوثي " أبو يونس" وهو مسؤول تأمين وحماية "صعده" معقل الحوثين، والقائد عبدالملك أحمد المرتضى" أبو طالب"، القائد عبدالواحد ناجي أبو راس وهو مسؤول عسكريا عن منطقة الجوف، والقائد أبو زيد على سعيد الرزامي.
وأما عن التسليح: فلدي الحوثيين مختلف انواع الاسلحة، منها السلاح الخفيف بأنواعه، المعدل، والشيكي، وقاذف البوازيك، وصواريخ الكتف لو، والقناصات، البرجنيف والصيني والروسي، ورشاش12,7، ورشاش14,5، ومضاد عيار 23، ومضاد 37، ومدافع ميدان متنوعه 75مم، بي عشره 85مم,100مم-12مم- ومدافع الهاون 62مم-82مم-81مم-120مم، وعدد من عربات بي ام بي 2 و1، وعدد من عربات مدرعه همر و حميظه وقطيش وقاذف كاتيوشا جرباء.
كما عزز الحوثيون قوتهم عقب سيطرتهم على صنعاء واستولوا على معسكرات الجيش، ومن أبرز الأسلحة التي يتفوقون بها الدبابات والمدرعات من نوع "بي إم بي"، ومضادات الطيران والصواريخ والمدفعية الثقيلة.
وتمكن الحوثيون من السيطرة على ألوية الصواريخ ومخازن الأسلحة في صنعاء والجبال المحيطة بها، في يناير من العام 2015 بعد حصار الدار الرئاسية في صنعاء.
و تقول بعض التقارير إن روسيا أمدت الحوثيين بالمنظومة الدفاعية الأكثر تطورا سام 300 والمتخصصة في صد الضربات الجوية والصاروخية.
وأمدت إيران الحوثيين بعدد من الصواريخ المتقدمة محلية الصنع من طراز شهاب وفجر، ما جعل من الحوثيين قوة عسكرية كبيرة بالقياس إلى أي جماعة أخرى في المنطقة.
وذكر تقرير لركز أبعاد للدراسات والبحوث، أنه أصبح في يد الحوثيين منذ بدء إسقاطهم لمعسكرات الدولة في هذا العام أكثر من 120 دبابة من نوع ( T55-T62)، وحوالي 70 مدرعة ( BTR – BMB) .20 مدفع ( شيلكا وهاوتزر ذاتي الحركة) وحوالي 10 عربات ( كاتيوشا) ، وما يقارب من 100 صاروخ ( بين حراري مضاد للطيران وغراد بر- بر)، وأكثر من 100 مدرعة تحمل رشاشات ثقيلة ومتوسطة، إلى جانب مئات الأطقم العسكرية وعشرات المخازن للذخيرة الحية.
وأكد أن احتمالية حصولهم على شحنات صواريخ إيرانية نوعية إلى جانب شحنات سفينة جيهان التي كانت محتجزة فإنهم يمتلكون حوالي 70 % من قدرات الجيش اليمني، فيما هم يحاصرون معسكرات أخرى فيها أسلحة نوعية واستراتيجية مثل الصواريخ بعيدة المدى، ويتحكمون بالمطارات العسكرية بالطيارات الموجودة فيه.

المشهد الحوثي

المشهد الحوثي
يبدو أن تاريخ العلاقات بين الحوثين وإيران هو تاريخ مبني علي المصالح بغطاء مذهبي، فإيران تستثمر كل علاقتها وتتشعب من أجل تحقيق إمبراطورتيها الكبرى، فهي تعمل دائما علي وجود مليشيات بعدد من الدول من أجل تحقيق مصالحها تحت شعارات المقاومة والمجابهة أمريكا في الوقت الذي تجري فيه حوارات مع واشنطن من أجل  رفع العقوبات عنها، وهو ما يعكس حقيقة التوجه الإيراني بالسيطرة علي ثروات المنطقة وأنها الدولة الأهم ومن بيدها القرار، فتقرير الأمم المتحدة ليس الأول علي تورط ايران في زعزعة استقرار المنطقة.

شارك