ارتفاع خسائر الحوثيين وهدنة في عدن.. وحوار يمني مرتقب في الرياض
الجمعة 01/مايو/2015 - 03:18 م
طباعة

في يومها السابع والثلاثين تواصلت الغارات الجوية التي ينفذها طيران التحالف العربي بقيادة السعودية ضد اهداف لجماعة انصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.
الوضع الميداني:

فقد جددت طائرات التحالف العربي، فجر اليوم الجمعة، قصف مطار صنعاء الدولي ومواقع عسكرية أبرزها معسكرات الصواريخ في شمال وغرب العاصمة.
وأفاد شهود عيان وسكان محليون، أن القصف استهدف معسكر الخرافي في جولة أية، شمال العاصمة صنعاء، بالإضافة الى معسكر النجدة في الحصبة، و مواقع في شارع الأربعين في منطقة سعوان. كما نفذ التحالف قصفا بالصواريخ، استهدف جبل نقم، ما أدى إلى هلع وخوف في أوساط السكان في العاصمة، واستهدفت ايضاً مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية فيما تقوم الطائرات بتحليق منخفض متواصل منذ ساعات يعقبه انفجارات واطلاق كثيف للمضادات الأرضية.
وأكد شهود عيان لمراسل الموقع تصاعد ألسنة النيران من مطار صنعاء الدولي إثر غارتين جويتين على مدرجات المطار.
فيما أحرزت المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب تقدما في مواقع جديدة بجبهة صرواح غرب المحافظة فيما انسحب الحوثيون من الجبهة الجنوبية، وتمكنت المقاومة الشعبية من السيطرة على تباب الدشوش كان يتمركز فيها الحوثيون، ولقي اكثر من 20 حوثياً مصرعهم استهدفتهم طائرات التحالف العربي بمنطقة صرواح غربي مأرب، وذكر مصادر أن 4غارات جوية استهدفت تجمعات للحوثيين بمنطقة مفرق الزور و عرقوب ذنه والدشوش.
وتحدثت مصادر إعلامية أن خلاف نشب بين حوثيين من ابناء المنطقة (قبائل جهم )وحوثيين آخرين من مناطق يمنية أخرى ،وبحسب المصادر أن الخلاف كانت نتيجة انسحاب حوثيين من خارج المنطقة ) الى منطقة الزور غرب مأرب تمهيدا للإنسحاب الكلي من جبهة صرواح ،وهو ما عارضه الحوثيون من ابناء قبائل جهم ونتيجة الإصرار على الإنسحاب حدثت مشادة تطورت الى اشتباكات ادت الى مقتل 6حوثيين اثنين منهم من أبناء المنطقة بحسب المصادر .
يأتي ذلك مع أعلنت المقاومة الشعبية الجنوبية عن وقف اطلاق النار من جانبها وهدنة تبدأ من صباح يوم الجمعة استجابة لنداء وجهتها منظمات محلية ودولية منها الصليب الأحمر والهلال الأحمر .
وقالت المقاومة الجنوبية في بيان صادر عنها أن هناك هدنة لإطلاق النار من الساعة الثامنة صباحاً وحتى العاشرة صباحاً أبتداءً من يوم الجمعة ليتمكن الصليب الأحمر والهلال الأحمر من مزاولة عمله بعد نداء استغاثة من أجل انتشال الجثث المرمية في الشوارع ومن أجل اسعاف الجرحى .
وشهدت مدينة خور مكسر الواقعة وسط عدن، وتربط مدن جنوب عدن بشمالها وغربها، جرائم حرب هي الأسوأ منذ بدء المعارك في الجنوب، حسب مصادر حقوقية، وتعرضت لأعمال هدم وقتل وإعدامات استمرت مدة ثلاثة أيام متواصلة، على يد مليشيات الحوثيين وقوات صالح، حسب ما يؤكده الأهالي ومنظمات حقوقية.
وفي محاولة لفك الحصار عن المدينة، تمكنت طائرات التحالف من رصد مخزن للأسلحة، تابع للحوثيين وقوات صالح، داخل مطار عدن الدولي، واستهدفته بشكل مباشر، في الوقت الذي شنت فيه غارات على مواقع للحوثيين بالمدينة، بعيدة عن الأحياء السكنية في ساحل المدينة، وفي جنوبها وغربها، فيما كانت "المقاومة الشعبية" قد تداعت وشنّت هجوماً عنيفاً، وتوغلت في ناحية خور مكسر، وتمكّنت من السيطرة على أجزاء من المطار ومعسكر بدر، وخففت من الحصار على المدينة، التي ما زال المسلحون الحوثيون يتمركزون في عدد من أحيائها.
فيما أعلن تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، أن طائرات تحالف "عاصفة الحزم" دمرت أحد مكاتبه في اليمن، خلال غارات شنتها مساء الأربعاء. وقال حساب المحطة على موقع "فيسبوك"، إن الغارات استهدفت مكتبها في مدينة صعدة حيث معقل الجماعة.
فيما واصل عناصر تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، سيطرتهم على عاصمة محافظة حضرموت، مدينة المكلا، للشهر الثاني على التوالي، بعد أن سيطروا على كل المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية ونهبوا الأموال من البنوك وباتوا يتحركون في المدينة بحرية كاملة.
فشل هجوم الحوثيين البري:

و قتل ثلاثة جنود سعوديين، وعشرات من الحوثيين، خلال تصدّي القوات السعودية لهجوم شنته جماعة الحوثي ليل الخميس ـ الجمعة، عبر الحدود مع المملكة، في وقت جددت فيه طائرات "إعادة الأمل" قصفها لمواقع الحوثيين في العاصمة صنعاء.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بيان وزارة الدفاع والذي جاء فيه: "في عملية نوعية، قامت القوات البرية اليوم بصد هجوم قامت به مجموعات من الميليشيا الحوثية ومن يساندها من الألوية المتمردة على الشرعية، على حدودنا الجنوبية بقطاع نجران، حيث كانت تلك المجموعات تستهدف مراكز حدودية ونقاط مراقبة سعودية."
وأضاف البيان: "اشتبكت معها القوات البرية بالنيران المباشرة وغير المباشرة، وبفضل من الله استطاعت قواتنا الباسلة دحر عناصر الشر المعادية، تساندها ضربات جوية مباشرة نفذتها القوات الجوية تجاه المجموعات، مما أدى إلى تدمير آلياتها وإعطاب معداتها المستخدمة، وقتل العشرات من أفراد الميليشيا، وقد استشهد في العملية ثلاثة من جنود القوات البرية".
كشف مصدر مقرب من جماعة "أنصار الله" الحوثيين, عن تنسيق الجماعة مع دولة روسيا ودور الأخيرة في الحرب التي تشهدها اليمن, منذ إستيلاء الحوثيين على السلطة, في سبتمبر من العام الماضي.
وقال مصدر مقرب من حركة "أنصار الله" لـموقع "الخبر برس" الالكتروني اللبناني، أن قيادة الجماعة بعثت رسالة الى روسيا تعلمها بأن صبرها بدأ ينفذ بسبب إستمرار ما وصفه بـ"العدوان السعودي الأمريكي" على الشعب اليمني.
وأكد المصدر أن جماعة الحوثيين "بصدد إتخاذ خطوات عملية على الأرض لوضع حد للسعودية، كما أنها حددت بنك أهداف سيكون مزلزلاً على المملكة" حد قوله.
وتابع المصدر الذی رفض الکشف عن إسمه "أن روسيا أرسلت على وجه السرعة رسالة تطلب فیها من جماعة أنصار الله، التريث قليلاً، ونصحتها بعدم الرد في الوقت الحالي لعدم قطع الطریق بشکل نهائي أمام الحل السياسی والحوار".
الوضع الانساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، أن حصيلة النزاع الدائر في اليمن منذ أكثر من شهر، بلغت حوالي 1250 قتيلاً، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
ووصفت المنظمة الوضع الإنساني في اليمن بـ"المتدهور"، وخصوصا في تعز، وسط البلاد حيث تجري معارك عنيفة.
وحذّرت المنظمة من أن كل الطرق التي تربط صنعاء بمحافظات عدن وتعز والضالع ولحج "يصبح الوصول إليها متعذرا تدريجيا"، ما يعقّد عملية نقل الأدوية الضرورية.
فيما أعلنت الخطوط الجوية اليمنية، أمس الخميس، تأجيل عملية اجلاء المواطنيين اليمنيين العالقين في الخارج واعادتهم إلى الوطن.
وقال مصدر مسؤول في الشركة لموقع "يمن برس" أن قرار تأجيل العملية جاء بعد وصولها بلاغ من الهيئة العامة اليمنية للطيران بعدم جاهزية مدرج مطار صنعاء بعد تعرضة للتدمير.
وأضاف المسؤول بأن موعد نقل العالقين خارج الوطن تم تأجيله إلى أجلاً غير مسمى لحين تتم عملية الأصلاح لمدرج المطار الذي تعرض لغارات جوية من قبل قوات التحالف.
الموقف السياسي:

وعلي صعيد التحرك السياسي، كشف نائب رئيس الجمهورية رئيس الحكومة الدكتور خالد محفوظ بحاح أن الأيام القادمة ستشهد صدورا لقرارات بتغييرات وتعينات هامة بوزارة الدفاع.
وأوضح بحاح، خلال حديثه في لقاء على قناة "الجزيرة" الفضائية، أن هذه القرارات والتغييرات ستشمل قمة هرم وزارة الدفاع.
وكشف رئيس الحكومة أن وزير الدفاع لا يزال في قبضة الحوثيين، مؤكدا على إلتزام الحكومة باللواء الصبيحي وزيرا للدفاع، وانهم سيقومون بكل الجهود للإفراج عن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، المختطف لدى جماعة الحوثي.
فيما كشفت مصادر سياسية يمنية لـ«البيان» أن الرياض سوف تستضيف اول لقاء للحوار السياسي في اليمن منتصف الشهر الجاري بحضور تيار من حزب المؤتمر الشعبي العام المؤيد للشرعية، في وقتٍ تقدمت المقاومة في تعز وعدن وسط غارات مكثفة للتحالف العربي دمرت مواقع الانقلابين الحوثيين.
وقالت المصادر السياسية اليمنية لـ«البيان» أمس إن ممثلين عن كافة القوى السياسية في اليمن سيشاركون في مؤتمر الحوار بما فيهم حزب المؤتمر الشعبي بقيادته المؤيدة للشرعية بعد أن تم استبعاد الرئيس السابق علي عبدالله صالح من أي دور سياسي، كما أن الدعوة ستوجه للحوثيين مع أنهم سبق وأن رفضوها.
وذكرت المصادر أن نائب رئيس المؤتمر الشعبي أحمد عبيد بن دغر والأمين العام المساعد البركاني سيمثلان «المؤتمر الشعبي» في مؤتمر الحوار الذي سينعقد منتصف الشهر الجاري، في حين سيمثل حزب الإصلاح برئيسه محمد اليدومي والأمين العام عبد الوهاب الإنسي، والحراك الجنوبي سيمثله رئيس الوزراء الأسبق أبوبكر حيدر العطاس. وأشارت إلى أن جهودا دبلوماسية كبيرة تتم في الرياض لإقناع الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض بالمشاركة في المؤتمر.
هذا وقد توجه البيض إلى العاصمة السعودية الاسبوع الماضي لطلب سعودي في إطار الجهود التي تبذل لإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية .
تسليح ايران للحوثيين:

كشف تقرير للأمم المتحدة أن إيران تسلح جماعة الحوثي منذ عام 2009، وهو ما يعزز اتهامات دول عربية وغربية لطهران بدعم الحوثيين الذين سيطروا على مفاصل الدولة اليمنية منذ سبتمبر الماضي.
وجاء ذلك في تقرير لخبراء في الأمم المتحدة قدم إلى لجنة العقوبات الخاصة بإيران في مجلس الأمن الدولي، في وقت تسعى فيه المنظمة الدولية إلى التوسط للعودة باليمنيين إلى طاولة الحوار.
واستند الخبراء في تقريرهم إلى تحقيق في حادثة مصادرة السلطات اليمنية عام 2013 شحنة أسلحة كانت تحملها سفينة الشحن إيرانية "جيهان".
وتفيد المعلومات التي جمعها التقرير أن الحالة بالنسبة لـ"جيهان" تتسق مع نماذج شحنات أسلحة إلى اليمن عبر البحر تعود إلى عام 2009.
ويسرد التقرير مثالا على محاولة زورق إيراني شحن مئات الصواريخ المضادة للطائرات المروحية والدبابات إلى الحوثيين.
وقال التقرير إن سفينة صيد إيرانية جرى احتجازها في فبراير 2011 من جانب السلطات اليمنية، وكانت تحمل 900 صاروخ مضاد للدبابات إيراني الصنع وكانت الشحنة موجهة للمتمردين الحوثيين.
ويؤكد تقرير الأمم المتحدة أن إيران هي مصدر تلك الشحنات، وأن المتلقين المحتملين هم الحوثيون، أو ربما آخرون في الدول المجاورة.
فيما بدأت البحرية الأميركية بـ"مرافقة" السفن التجارية التي تحمل علماً أميركيا في مضيق هرمز، حسبما أعلن الخميس مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، بعد يومين من اعتراض إيران لسفينة تجارية ترفع علم جزر مارشال.
وقال المسؤولون إن "سفن البحرية ستكون في المنطقة نفسها" التي تتواجد فيها السفن التجارية و"على اتصال" معها، ولكنها ليست مرافقة لصيقة، مؤكدين أن هذه السفن "ستكون قريبة بما فيه الكفاية كي تتدخل إذا تطلب الأمر ذلك".
وأشارت المصادر إلى أن هذه المرافقة لا تتطلب زيادة في الوجود البحري الأميركي في المنطقة لأنه يوجد ما يكفي من السفن الأميركية في المنطقة.
المشهد اليمني:
وفي إطار المساعي الي الوصول لحل الأزمة في اليمن، مع استمرار الحرب، يبقي الوضع الانساني هو الاصعب في المشهد اليمني، في ظل استمرار تعنت جماعة الحوثيين وعدم قبولهم بالحل السياسي والجلوس الي طاولة المفاوضات في الرياض.