اليمن بين غارات التحالف ومؤتمر للحوار الوطني بدون طرفي النزاع
الأحد 03/مايو/2015 - 03:17 م
طباعة

اليمن تلك المعادلة الصعبة التي يستعصي حلها على معظم المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة؛ نظرا لتشابك الأوضاع والحسابات والمصالح، رغم أن الجميع يطالب بوقف إطلاق النار والنظر بعين الإنسانية إلى المواطن اليمني، إلا أن كل هذه الدعوات تظل في إطار الكلام لا الفعل، فما زال القصف بين الأطراف المتنازعة، رغم دخولنا الأسبوع السابع على التوالي للقصف العربي على المواقع الحوثية، إلا أن الأوضاع على الأرض لم تتغير، بل تزداد سوءا وضبابية، فقد أكدت اليوم الأحد 3 مايو 2015، مصادر مقربة من جماعة "الحوثي" في اليمن، قيام طائرات التحالف، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بقصف مواقع تابعة للجماعة المدعومة من إيران، في عدد من المحافظات، من بينها العاصمة صنعاء، ولم تتوافر معلومات عن نتائج تلك الغارات على الفور. وذكرت وكالة "سبأ" للأنباء، التي يديرها الحوثيون بعدما سيطروا على السلطة في صنعاء، أن طيران ما وصفته بـ"العدوان السعودي الغاشم" استهدف، في ساعة مبكرة من فجر السبت 2 مايو 2015، ميدان "السبعين" بأمانة العاصمة، بعدد من الغارات الجوية، ويربط الميدان بين الأحياء الشمالية والجنوبية بصنعاء.

ونقلت عن "مصدر محلي" بأمانة العاصمة أن "العدوان السعودي يستهدف تدمير البنى التحتية المدنية والعسكرية وقصف المطارات المدنية والموانئ البحرية والجسور والطرقات وكل مقدرات الشعب اليمني"- على حد قوله.
كما لفتت الوكالة نفسها إلى أن "طيران العدوان السعودي الأمريكي" استهدف مدينة "حريب"، في مأرب، بتسع غارات على الأقل، ظهر السبت، أسفرت عن إصابة خمسة مدنيين بإصابات خطيرة، فيما أشارت إلى مقتل "جندي" وإصابة 6 آخرين في غارات استهدفت موقعاً عسكرياً بمحافظة صعدة.
وحول نفس الموضوع، أورد موقع حزب "المؤتمر الشعبي العام" رسالة للرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، نعى فيها العميد سالم الزامكي، الذي قُتل في هجوم نفذه "مجهولان" يستقلان دراجة نارية، قاما بإطلاق النار عليه أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة، في حي "سعوان"، واصفاً إياه بأنه "رمز للنضال الوطني، وصوت حر لم يساوم في المبادئ والمواقف."
الحلول السياسية

وعلى صعيد الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة في اليمن، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته إلى مختلف الأطراف المشاركة في العمليات العسكرية، للعمل على حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، ووقف الهجمات على المستشفيات والمرافق الصحية فوراً.
ونقل الموقع الرسمي للمنظمة الدولية، عن المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن أكثر من 1200 قتيل سقطوا في اليمن خلال 6 أسابيع من العمليات العسكرية، التي تقودها السعودية، ضمن التحالف المعروف باسم "عاصفة الحزم"، بالإضافة إلى نزوح ما لا يقل عن 300 ألف آخرين.
وأضاف أن "هناك تقارير موثوقا بها حيال أسر محاصرة في عدن، بسبب القصف والقناصة الذين يستهدفون المدنيين في الشارع، مؤكداً أن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمستودعات الإنسانية ومجمعات الأمم المتحدة، أمر غير مقبول، ويشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي".
ولم يمكن لمجلس الأمن، خلال جلسته التي عقدها بعد ظهر الجمعة، بتوقيت مدينة نيويورك، بناءً على طلب من روسيا، التوصل إلى اتفاق حول الدعوة لـ"هدنة مؤقتة" في اليمن، للسماح بدخول مساعدات إنسانية عاجلة وإخلاء المصابين، نتيجة العمليات العسكرية الجارية في الدولة العربية المضطربة.
إيران والموقف في اليمن

كشف وكيل محافظة عدن، رئيس مجلس المقاومة الشعبية، نايف البكري، عن وجود أسرى إيرانيين من الحرس الثوري في قبضة المقاومة، مؤكدا وجود إيرانيين يقاتلون إلى جانب المتمردين الحوثيين. وقال البكري في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية: إن عشرات الأسرى من المتمردين الحوثيين بحوزتهم، موضحا أن الكثير منهم تراجعوا عن مواقفهم وانضموا للمقاومة. وقال البكري: إن هؤلاء غرر بهم الحوثيون وأغروهم بالمال، وأوهموهم أن ما يقومون به نوع من الجهاد.
وحسب المتحدث، فإن أغلب هؤلاء كانوا مغيبين بسبب حبوب الهلوسة التي كانوا يتعاطونها، ويوجد بين هؤلاء أطفال لا تتجاوز أعمارهم 16 عامًا. وأشار البكري إلى أن "هناك أسرى من ميليشيات صالح، بينهم قيادات في الجيش وضباط برتب رفيعة، وسيتم تحويل هؤلاء للقضاء في حينه"، على حد قول المتحدث.

وعلى صعيد آخر اعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن أمن اليمن من أمن المنطقة وإيران، محذرا البعض من التلاعب بأمن المنطقة بأعمال مغامرة، على حد زعمه.
وقال في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "فارس"، أمس السبت 2 مايو 2015: إنه من غير المقبول صمت بعض الدول تجاه استمرار العدوان السعودي على اليمن ومواصلة الحصار على شعبه المظلوم، في تكرار للمقولات الإيرانية التي تتجاهل أن العملية العسكرية لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية ليست عدواناً وإنما جاءت تلبية لطلب الشرعية لوقف عدوان الميليشيات على الشعب اليمني.
وأضاف المسئول الإيراني أن بلاده تدعم الحوار اليمني- اليمني في المكان الذي تتفق عليه جميع الأطراف الداخلية، وتعتبر أي تدخل أجنبي في شئون هذا البلد أمراً مرفوضاً، معتبراً أن زمن المغامرات قد ولى، وأن على الجميع التفكير بأمن المنطقة وأداء دور بناء، متناسياً مغامرات بلاده العدائية ودورها غير البناء في المنطقة.
وفي تصريحات منفصلة نقلتها وكالة "تسنيم" للأنباء، قال عبد اللهيان: إن طهران لن تسمح للقوى الإقليمية بتعريض مصالحها الأمنية مع اليمن للخطر، وذلك في أقوى اعتراف حتى الآن بدور تقوم به إيران في المنطقة.
وأضاف: "لن يسمح لآخرين بتعريض أمننا المشترك للخطر بمغامرات عسكرية".
مؤتمر الحوار الوطني

وعلى صعيد الحلول السياسية الإقليمية بعد فشل مجلس الأمن في تفعيل قراره بوقف إطلاق النار في اليمن لعدم التزام الأطراف المتنازعة بالقرار، كشفت مصادر سياسية يمنية عن جهود حثيثة تبذلها الرئاسة اليمنية لعقد مؤتمر الرياض الخاص بالحوار اليمني، مؤكداً أن الترتيبات على وشك الانتهاء من إعلان أسماء المشاركين في المؤتمر. وقالت مصادر سياسية يمنية مطلعة: إن هناك تباينات شديدة في موقف القوى السياسية اليمنية المحيطة بالقيادة اليمنية الشرعية، بشأن المحاور التي ستطرح في مؤتمر الرياض المزمع عقده خلال الأيام القليلة المقبلة.
وذكرت المصادر أن أبرز الملفات الشائكة التي تثير نوعا من الخلافات أو التباينات، هي تلك المتعلقة بموضوع تشكيل جيش يمني وطني على درجة عالية من الكفاءة والوحدة الوطنية، في ظل وجود الجيش اليمني على وضعه الراهن، المنقسم، والذي بني على أساس الولاء المطلق للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وأقاربه وأفراد أسرته والمقربين منه فقط، وقالت المصادر: إن نقاشات معمقة تجري بشأن هذا الموضوع، بالتزامن مع نقاشات بشأن الإسراع في اتخاذ خطوات تعجل بانتهاء الانقلاب الذي قاده الحوثيون وقوات صالح المتمردة.
وذكرت المصادر الخاصة أن هادي يدرس جملة من المقررات المهمة التي سيتم إصدار قرارات بها في القريب العاجل، وتتعلق بإعادة بناء مؤسسة القوات المسلحة والأمن.

وقال رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر الرياض الخاص بالحوار اليمني عبدالعزيز جباري: إن اللجنة المكونة من جميع الأحزاب السياسية اليمنية، على وشك الانتهاء من وضع أسماء المشاركين في المؤتمر.
ونقلت الشرق الوسط عن جباري قوله: إن عدد المشاركين في مؤتمر الرياض سيبلغ قرابة 250 شخصا، وإن الموعد المبدئي للحوار سيكون في 16 و17 مايو الحالي.
من جانبها، كشفت مصادر سياسية يمنية أن أبرز المحاور التي سيناقشها مؤتمر الرياض سيكون موضوع «تشكيل جيش يمني وطني جديد على درجة عالية من الكفاءة والوحدة الوطنية».
وقال بدر باسلمة وزير النقل اليمني: إن المؤتمر سيبحث إنشاء ائتلاف وطني سياسي واسع؛ من أجل ترتيب المرحلة المقبلة لليمن والضغط على ميليشيا الحوثي وعزلها، وإن هناك نقاشات في هذا الصدد مع عدد من المنشقين عن حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.