ارتفاع خسائر الحوثيين في اليمن وتصاعد وتيرة الحوار

الإثنين 04/مايو/2015 - 02:42 م
طباعة ارتفاع خسائر الحوثيين
 
على وقع الغارات والاشتباكات في اليمن، يستمر التحضير لحوار يمني- يمني في العاصمة السعودية الرياض، في تفاقم للأزمة الإنسانية، وسقوط وإصابة عدد من قيادات جماعة أنصار الله "الحوثيين".

الوضع الميداني

الوضع الميداني
ما زالت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية تتواصل، ضد حماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، فقد شنت مقاتلات التحالف العربي غارات عنيفة قبل قليل على مطار صنعاء ومعسكر الخرافي، وأهداف تابعة للحوثيين والرئيس السابق صالح في العاصمة صنعاء.
كما شنت مقاتلات التحالف غارت استهدفت مواقع لـ"الحوثيين" في منطقة "الزور"، في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب شرق البلاد، وفي محافظة إب وسط البلاد أفاد شهود عيان بأن غارات جوية استهدفت مواقع في قرية المسقاة، في مديرية السدة.
 وبحسب الشهود فإنّ الغارات دمّرت منزل قيادي حوثي في القرية، فيما تتواصل الانفجارات مع استمرار تحليق الطيران في المنطقة، كما شنت طائرات التحالف العربي تشن 3 غارات على مواقع للحوثيين بصعدة شمالي اليمن.
فيما كشفت قناة تلفزيونية خليجية عن هوية الجنود التي إنزالهم يوم أمس الأحد بمناطق قريبة من مطار عدن الدولي، وأكدت العربية الحدث أن القوة البرية التي تم إنزالها بمدينة عدن (جنوب اليمن) وبالقرب من موقع المطار هي قوة يمنيه مدربة.
وأوضحت القناة أن الهدف من إنزال هذه القوات البرية هو التعامل مع قتال الشوارع وتنظيم أعمال المقاومة الشعبية وتعتبر قوة مساندة للمقاومة.
وكانت قد تحدثت وسائل إعلامية مختلفة عن إنزال قوات برية محدودة لدول التحالف بعدن لمواجهة مسلحي الحوثي، ونفى المتحدث الرسمي باسم دول التحالف أي إنزال للقوات العربية في عدن.
فيما خسر الحوثيون عددا من قادتهم الميدانيين خلال مواجهتهم مع قبائل اليمن واللجان الشعبية، فقد قتل العقيد خالد مجاهد الحيدري في مواجهات مع المقاومة الشعبية في إحدى الجبهات في محافظة أبين، يأتي ذلك وسط أنباء مؤكدة عن إصابة أبي علي الحاكم القائد الميداني للحوثيين ومقتل 31 آخرين في غارات لعاصفة التحالف على صنعاء.
فيما قالت مصادر يمنية في عدن: إن المقاومة الشعبية اقتحمت مناطق في محيط مطار عدن الدولي في عملية أشرف عليها التحالف الذي تقوده السعودية، ووفقا لمعلومات فإنه تم إعداد قوات خاصة من المقاتلين الجنوبيين وتدريبها من أجل عملية لمهاجمة مطار عدن.
وتعتبر عدن نقطة ساخنة منذ بدء الحرب في السادس والعشرين من مارس الماضي حين شرع التحالف العربي بمهاجمة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح المعارضين للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي مارس مهام عمله من عدن لعدة أسابيع ثم انتقل إلى الرياض.
وفي مدينة تعز الجنوبية اندلع قتال عنيف بعد ليلة من الاشتباكات القوية جراء قيام مجموعات قتالية موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي باقتحام معقل لميليشيات الحوثي في المدينة.. سكان محليون أفادوا أن الاشتباكات بين مناصري الرئيس هادي وبين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بدأت ليل السبت وتركزت في حيين سكنيين أحدهما مكتظ بالسكان.. عشرات العائلات فرت من الحيين بعدما بدأت ميليشيات الحوثي وصالح بالقصف العشوائي للمنازل.
وقالت مصادر محلية: إن القتال استمر في منطقتي المعلا وخور مكسر قرب المطار الرئيسي، وكذلك في شمال المدينة في محيط معسكر للجيش والمطار. فيما قال الشيخ صالح أبو عوجاء القيادي الكبير في حزب المؤتمر الشعبي العام ووكيل محافظة عمران سابقاً: إن اللجنة الثورية العلياء بعيدة عن معاناة الشعب، مؤكدا على صفحته الشخصية في الفيس بوك: أن هذه اللجنة لم ترتق في تفكيرها من عقلية الثورة إلى عقلية الدولة، مضيفا: "ننصح هذه اللجنة الحاكمة للبلد أن تراجع حساباتها، فيبدو أن المعركة طويلة والعاصفة مطولة، وبمسميات أخرى ومتعددة الأوجه مش يمكنا الأخ محمد علي الحوثي اجتماعات مقابل دعمه ولا كأن في البلسة بلس، ونحن نعرف حجم العبء والمشاكل والتعقيدات على اللجنة، ولكن يجب التخفيف عن معاناة الشعب قدر الإمكان ما لم يحدث البركان الذي لا يتوقعه الجميع، والمتربصون لحدوث هذا البركان كثيرون، والتحالف يراهن ويعول على ذلك وعندها سيحصل الندم".

الوضع السياسي

الوضع السياسي
وعلى صعيد الوضع السياسي فقد أصدر النائب الأول للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أحمد عبيد بن دغر، بيانا أيد فيه شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، داعيا الحوثيين إلى الانسحاب وتسليم أسلحتهم، وهو ما اعتبره المراقبون انقلابا علي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وأفادت صحيفة "الشرق الأوسط" بأن أحمد عبيد بن دغر، النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام، أعلن التزام حزبه بقرار مجلس الأمن رقم 2216 بكل بنوده وأحكامه والقرارات الأخرى ذات الصلة، كما أكد التزام حزبه بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وبقية المؤسسات الدستورية الأخرى ورفض الانقلاب عليها.
كما دعا النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام، كل الأطراف إلى استئناف وتسريع المفاوضات الشاملة التي تجري بوساطة الأمم المتحدة، طالبا من الحكومة اليمنية والأمين العام للأمم المتحدة تكثيف الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية لكافة مناطق اليمن.
ومن جانبه كشف عبد الله جباري، رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر الحوار اليمني، أن حزب "المؤتمر الشعبي العام" أقر بتأييد الشرعية اليمنية، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، ورفضه للانقلاب من قبل الحوثيين.
وقال عبد الله جباري: إن عددا من المسئولين بـ"المؤتمر الشعبي العام"، الذي يتزعمه صالح، أيدوا شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الاجتماع التحضيري الذي عقد، أمس الأحد، من اللجنة المشرفة على حوار الرياض الذي سيقام برعاية مجلس التعاون الخليجي.
وأكد رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر الحوار اليمني، أن أحمد بن دغر، وسلطان البركاني، ومحمد ناجي الشايف، وعوض الوزير، ورشاد العليمي، أعلى تكوين قيادي في حزب علي عبد الله صالح، أصدروا بيانا في تأييدهم لشرعية الرئيس هادي.
وفيما يتعلق بالتحرك السياسي من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في اليمن، زار نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح، أمس الأحد، سلطنة عمان، أجرى خلالها مباحثات مع كبار المسئولين في السلطنة حول أولويات الحكومة اليمنية في الوقت الحالي ومستجدات الوضع في المنطقة وآلية التنسيق على أعلى المستويات مع الأشقاء والأصدقاء من مختلف دول العالم .

الحوثيون يتحدثون عن حكومة طوارئ

الحوثيون يتحدثون
وفيما يشبه الهروب من الوضع الحالي، أكد رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، المكنّى بـ "أبو أحمد" أن "هناك مشاورات جارية مع أحزاب متعددة لتشكيل حكومة طوارئ"، مضيفا حول طبيعية هدف التحرك، أن "الحكومة ستكون معنية باتخاذ خطوات إيجابية لإدارة الأزمة والجبهة الداخلية ومواجهة العدوان الخارجي وتداعياته"، مشيراً إلى أن «الحكومة يجب أن تأخذ مسارها في مواجهة العدوان ومتابعة شئون المؤسسات ورفع الجاهزية لديها والتعامل بجدية مع ما يحصل في الوطن وإعادة تفعيل المؤسسات أكثر مما هي عليه».
وقال الحوثي، لصحيفة الأخبار اللبنانية، رداً على سؤال حول تأخر تشكيل مجلس وطني، وحكومة وفق الإعلان الدستوري، «كنا حريصين على الشراكة وعدم الانفراد بالسلطة، وكنا ننتظر التوافق، وكان المجلس الوطني وشكل السلطة ومؤسساتها قد تم الاتفاق عليها في الحوار برعاية بن عمر، ونحن حالياً نتحدث مع كل الأحزاب والقوى الوطنية، بما فيها المؤتمر الشعبي العام، لترجمة ذلك وتطبيق الاتفاقات حيث توقفت في الحوار». 

إيران تؤكد دعم الحوثيين

إيران تؤكد دعم الحوثيين
فيما واصلت إيران تأكيدها على دعم الحوثيين، ومهاجمة السعودية- أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، أن إيران هي التي صنعت الجماعة الحوثية في اليمن بقوله: إن "المقاومة اليمنية"- ويقصد جماعة الحوثي في اليمن- تعتبر اليوم آخر إنجاز للثورة الإيرانية، وإن "الحوثيين يتخذون من الثورة الإيرانية نموذجا لمقاومة النظام المتسلط". على حد تعبيره.
وأكد جعفري خلال كلمة له بحفل تكريم المدربين النموذجيين في المجال العقائدي والسياسي للحرس الثوري، اليوم الاثنين، أن "مشروع تصدير الثورة الإيرانية إلى الخارج يسير بشكل جيد، وأننا نشهد صحوة ومقاومة إسلاميتين". حسبما نقلت عنه وكالة "فارس".
وتتخذ إيران من شعار تصدير الثورة لتبرير تدخلاتها في شئون المنطقة وتمددها على حساب شعوبها.
وزعم جعفري أن الثورة الإيرانية حققت نجاحات عديدة في الداخل والخارج، قائلا: "إننا نشاهد اليوم آخر إنجازات الثورة الإيرانية في اليمن، حيث يقاوم اليمنيون (الحوثيون) النظام المتسلط، حيث لا يستطيع الأعداء الإقليميون والدوليون وقف هذه الحركة ". على حد تعبيره.
وبحسب قائد الحرس الثوري فإن "الثورة الإيرانية تميزت بمناهضة الاستكبار، وإن هذا الأمر أدى إلى تقدم ونمو الأهداف السامية للثورة خارج الحدود". على حد قوله.
يذكر أن تقريرا للأمم المتحدة أكد قبل أيام أن إيران تقوم بتسليح جماعة الحوثي منذ عام 2009، وهو ما يثبت تورط طهران بدعم الحوثيين عسكريا، على الرغم من تأكيدات المسئولين الإيرانيين أن دعمهم يقتصر على الجانب السياسي والمساعدات الإنسانية فقط.
واستند خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم الذي قدم إلى لجنة العقوبات الخاصة بإيران في مجلس الأمن الدولي، إلى تحقيق في حادثة مصادرة السلطات اليمنية شحنة أسلحة عام 2013 كانت تحملها سفينة الشحن الإيرانية "جهان".

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، حذر منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في اليمن، يوهانس فان در كلاو، من نفاد سريع لمخزون المحروقات والغذاء في هذا البلد، «ما قد يؤدي إلى انهيار في البنى التحتية الأساسية في غضون أيام». وقال فان در كلاو من جيبوتي: إن الخدمات التي لا تزال تعمل في مجال الصحة والمياه والغذاء باتت قيد التوقف؛ بسبب عدم وصول الوقود.
وتوقع المنسق أوضاعاً إنسانية أسوأ من تلك الحالية، «إذا لم يحدث أي شيء على هذا الصعيد»، محذراً من احتمال توقف المستشفيات في حال نفذ الوقود. وأوضح أن سيارات الإسعاف لن تستطيع التحرك، كذلك فإنه لن يتم ضخ المياه في شبكة التوزيع وستتعرض الاتصالات لخطر الانقطاع، قائلاً: «إذا لم يتم التزود بالوقود والغذاء خلال الأيام المقبلة، فإن كل شيء سيتوقف في اليمن».
وطالب فان در كلاو، في حديثٍ إلى «فرانس برس»، بهدنة إنسانية عاجلة، ولو لعدة أيام، خصوصاً أن الحظر على الأسلحة يترك «عواقب غير محمودة» على المساعدات الإنسانية التي تستطيع الأمم المتحدة توفيرها لليمنيين عبر مراكب وطائرات، في إشارةٍ إلى منع «التحالف» هذه الوسائل من الوصول إلى اليمن.
في نفس السياق، دعت جماعة "أنصار الله" الأمم المتحدة إلى العمل على إنهاء الضربات الجوية ضد الحوثيين.
وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية لحركة أنصار الله حسين العزي، في رسالة لبان كي مون: "يؤسفنا أن نبلغكم بأن الكميات المتبقية من الوقود مهددة بالنفاد خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة في معظم مستشفيات الجمهورية اليمنية المكتظة بآلاف الجرحى والمرضى، مع تناقص مخيف في كميات الدواء".
وأضاف في الرسالة: "نتطلع إلى دور إنساني فاعل وبناء ينتصر للأخلاق وللقيم الإنسانية المشتركة، يضع حدا لكل هذا الصلف السعودي بحق شعبنا اليمني المظلوم والمحاصر، دون أي مبرر ما عدا كونه يناهض الفساد والإرهاب نيابة عن الإنسانية جمعاء".

أزمة القنابل

أزمة القنابل
فيما وجهت اتهامات إلى السعودية باستخدام قنابل محرمة دولية في غارتها على اليمن، نفى مسئول كويتي أمس الأحد امتلاك بلاده ودول الخليج عامة لأسلحة محرمة دوليا، لافتا أن اتهامات منظمة حقوقية دولية لتحالف «عاصفة الحزم» باستخدام قنابل عنقودية في قصف مواقع لـ«الحوثيين» في اليمن عار من الصحة.
وقال مدير إدارة المتابعة والتنسيق في وزارة الخارجية الكويتية «ناصر الصبيح» للصحافيين، على هامش مشاركته باحتفال السفارة البولندية بالعيد الوطني لها، أمس الأحد: إن الكويت ودول الخليج لا تمتلك قنابل محرمة دوليا، مضيفا: «لا نعلم مصداقية هذه المنظمة، ولا نستطيع الرد على كل ما يقال؛ لذا نلتزم الصمت لحين الإثبات بالدليل».
كما دافعت الولايات المتحدة عن تزويدها للسعودية بقنابل عنقودية استعملت في اليمن، مشددة على أن منتجاتها من هذا النوع تحترم بصرامة ضوابط الانفجار.
وقال مسئول أمريكي بالبنتاجون عقب اتهام منظمة "هيومن رايتس ووتش" التحالف الذي تقوده السعودية باستخدام ذخائر عنقودية في غاراته الجوية على اليمن: "الولايات المتحدة تصنع ذخائر عنقودية تحترم الشرط الصارم بالانفجار بشكل شبه كامل"، مؤكدا أن نسبة القنابل الصغيرة التي قد لا تنفجر في هذا النوع من الذخائر تقل عن 1%..
وأكد المسئول العسكري الأمريكي أن واشنطن لا تزود أي دولة بذخائر عنقودية إلا بعد أن تلتزم بأن "ينحصر استخدام الذخائر العنقودية بأهداف عسكرية محددة بوضوح، وأن لا يتم استخدامها في مناطق معروف أن فيها مدنيين أو يقطنها في العادة مدنيون"، مضيفا: "من الواضح أن هذا عنصر حاسم في السياسة" الأمريكية التي تشرف على تصدير القنابل العنقودية.
وأكد بيان لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" وجود صور ومقاطع فيديو وأدلة أخرى تؤكد استخدام ذخائر عنقودية من صنع الولايات المتحدة في الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف خلال الأسابيع الأخيرة على محافظة صعدة، معقل الحوثيين في شمال اليمن على الحدود مع السعودية.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
يبقى المشهد اليمني في ظل تعنت أطراف الصراع في تقديم تنازلات حقيقية؛ من أجل إنهاء الحرب، وسط مؤشرات بالتصعيد تلوح في الأفق وقد لا تتوقف عند الغارات الجوية، في إطار مساعٍ لإنهاء الحرب، وذلك باعتماد المفاوضات أكثر من التحركات العسكرية، وممارسة المزيد من الضغوط على الحوثيين لتقديم تنازلات، في إشارة إلى «عودة عبد ربه منصور هادي وتقاسم السلطة ومنح الحوثيين مقاعد في الحكومة بعد إعادة تشكيلها»، وهي رؤية تتوقف على قرار الحوثيين وحلفائهم، خاصة إيران، والتي تعتبر مثل هذه الرؤية هزيمة سياسية وميدانية لها.

شارك