بعد تفجير مقر أمني للحركة.. هل ينتهي التحالف الضمني بين "حماس" والتنظيمات الإرهابية الموازية؟
الثلاثاء 05/مايو/2015 - 07:48 م
طباعة

في تطور جديد للأوضاع الميدانية، في قطاع غزة الفلسطيني، بدا أن التحالف الضمني بين ما يسمى "حركة المُقاومة الإسلامية حماس" والجماعات الجهادية المُتشددة في غزة على وشك الانفجار، بعدما تبنى تنظيم "داعش غزة" تفجير أحد المقرات الأمنية التابعة للحركة، بعد تحذير أرسله التنظيم للحركة للمطالبة بإطلاق عنصرين من أنصارها تحتجزهما الحركة منذ فترة.

التحالف الضمني بين حماس أحد أفرع تنظيم "الإخوان" الإرهابي، والجماعات الإرهابية الأخرى، يمكن رصده في فترات الهدوء الطويلة التي يشهدها القطاع دون حدوث عمليات إرهابية تذكر، وهو الحال ذاته الذي تكرر إبان فترة حكم الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي، حيث شهدت سيناء خلال تلك الفترة هدوء طويل، في حين تصاعدت وتيرة العنف والعمليات الإرهابية عقب عزل مرسي يوليو 2013.
ولعل تصريحات القيادي الإخواني البارز محمد البلتاجي، أثناء إحدى التظاهرات التي كان يقودها عقب عزل مرسي، "وليعلم السيسي أنه في اللحظة التي يعود فيها عن انقلابه ستهدأ الأوضاع تماماً في سيناء"، إلى جانب حديث الرئيس السيسي وقتما كان وزيراً للدفاع حينما قال إن النائب الأول لمرشد الإخوان خيرت الشاطر، أخذ يهدده أكثر من ساعتين أنه في حال استبعاد مرسي سيأتيه مقاتلين من كل انحاء العالم".
فيما يخص واقعة تفجير مركز "حماس" الأمني، قال شهود عيان إن الانفجار وقع في حي الشيخ رضوان، شمال غرب مدينة غزة، واستهدف موقعا للتدريب تديره حماس، بعدما هددت جماعة "أنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس" باستخدام "كافة الخيارات" ضد حماس ما لم يتم الإفراج عن كافة المعتقلين السلفيين الذين تحتجزهم الحركة.

وقالت الجماعة في بيان لها، "نمهل حركة حماس وأتباعها من الأجهزة الأمنية 72 ساعة، ابتداء من مساء الأحد 3 مايو، للإفراج عن كافة المعتقلين السلفيين، وإن امتنعوا فكافة الخيارات مفتوحة للرد عليهم".
كانت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "حماس" اعتقلت منذ نحو شهر الشيخ السلفي عدنان خضر ميط من سكان مخيم البريج، بتهمة الانتماء إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية في الآونة الأخيرة أن حماس نفذت سلسلة من الاعتقالات في الأوساط السلفية في القطاع.
من جهته، قال متشدد سلفي من التنظيم، نشر تصريحات له على الموقع الرسمي للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "عناصر حماس تعتقل 23 عضوا من التنظيم وتطارد 25 آخرين بسبب انتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية". ولم تعقب حماس على أي من عمليات الاعتقال، أو تفجير العبوة الناسفة.
إعلان تأسيس التنظيم:

ويمكن رصد البدايات الأولى لتأسيس التنظيم، في منتصف فبراير 2014، حيث أصدرت جماعة "أنصار الخلافة في فلسطين" التابعة لتنظيم "داعش"، الإرهابي بقطاع غزة بيانًا أكدت فيه على مبايعة عناصر من قطاع غزة، لزعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، مؤكدة خلال البيان على أن أعضاء التنظيم بالقطاع، سيبدأون عملياتهم ضد عناصر وقيادات حركة "حماس"، مؤكدين أن الهدف من تلك العمليات جمع راية ما وصفتهم بالمجاهدين، تحت راية الخلافة لمواجهة اليهود وتحرير بيت المقدس.
ووصفت الحركة التابعة للتنظيم الإرهابي خلال البيان الذي نشرته مؤسسة "النصرة المقدسية" التابعة له، أن حركة حماس بالعصابة الموالية للنظام اليهودي والأمريكي والرافضي، والذي تسير على نهجه في هدم المساجد وهجومهم على المصلين أثناء خروجهم من المساجد واعتقالهم لعدد كبير من السلفيين الموالين للتنظيم، وواصلت إجرامها بحقهم عبر الاعتقال والاختطاف والمداهمة والتعذيب.
وأكدت الحركة أنها ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها ما وصفتهم بعصابات "النظام الحمساوي" المساجد، مؤكدة أن مجزرة مسجد ابن تيمية في رفح ما زالت حاضرة في أذهان أهالي قطاع غزة وقيام حركة "حماس" بقصف المسجد بصواريخ الهاون والأسلحة الثقيلة.
وطالبت حركة "أنصار الخلافة" بقطاع غزة، من وصفتهم بأسود التوحيد بمزيد من الثبات والتراص، والصبر والجلد مطالبة منهم باستكمال عملية التمكين، وتصفية قيادات الحركة موضحة أنها تركت قتال اليهود وتحرير فسطين وبيت المقدس، وحاربت السلفيين وأقامت علاقات كبيرة مع وإيران.

وأكدت الحركة أن الحملة التي تقوم بها حماس على أعضاء التنظيم في قطاع غزة، بسبب ما حدث لأعضائها في مخيم اليرموك ومطالبتهم بتدخل إيران لتحرير عناصرها، يؤكد أنها تعمل على محاربة الفكر السلفي الجهادي، ومواجهة تنظيم الدولة ومنع تمدده إلى القطاع.
وأوضحت تقارير إعلامية، أن مصدر قريب من الجماعات السلفية في قطاع غزة، أكد وجود جماعة "داعش" في القطاع، مشيراً إلى أن تلك الجماعة تعمل بسرية كبيرة وتمتلك أسلحة متطورة بغزة، وأضاف المصدر "تشكلت الجماعة من أشخاص ينتمون إلى مجموعات وحالات عسكرية متعددة لكن اغلبها جاء من الجماعات السلفية الجهادية ولجان المقاومة الشعبية ومنهم من عاد إلى غزة بعد اشتراكه بالقتال في سورية التي يصلها مقاتلو غزة عن طريق تركيا مستغلين عدم معرفة الجهات الأمنية المصرية أو التركية لهويتهم أو انتمائهم".
ويؤكد هذا المصدر ان المجموعة تفرض على عملها أجواء شديدة من السرية خوفا من ملاحقتها من حكومة حماس بغزة أو من قوات الاحتلال الإسرائيلي الأمر الذي يفسر عدم وجود كثير من المعلومات حولها لذا باءت محاولات الوصول إلى احد أفراد المجموعة في غزة بالفشل رغم ان البحث تركز في أوساط المجموعات السلفية.
حملات اعتقال:

وحاولت حركة حماس، تدارك الأمر قبل استفحال أمر الجماعات الإرهابية التابعة لداعش، حيث شنت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في قطاع غزة، حملة اعتقالات ضد عناصر سلفية، يُرجح انتماؤها لتنظيم "داعش"، وقال مصدر أمني إنّ الأجهزة الأمنية التابعة لـ"حماس" شنت حملة اعتقالات، ضد عناصر سلفية تناصر "داعش".
وتشير تقارير إلى أن الحملة تركزت في المناطق الجنوبية والوسطى من قطاع غزة، وطالت نحو 20 عنصرا، وتقول الجماعات السلفية، إن عدد المعتقلين داخل سجون الداخلية بغزة وصل إلى عدد إلى 30 معتقلا، بينهم الشيخين "عدنان ميًّط، وخالد أبو العطا"، وهما من النشطاء البارزين.

واتهمت جماعة "أنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس"، قوات أمنية تابعة لحركة "حماس"، بهدم مسجد يرتاده أنصارها وسط قطاع غزة، وهو ما نفته وزارة الداخلية، وقال بيان صادر عن حركة حماس في مدينة دير البلح، إن المكان الذي هدمته وزارة الداخلية، ليس مسجدا، وهو عبارة عن دفيئة زراعية بلاستيكية، تستخدم كـ"حلقة وصل بين أصحاب الفكر المتطرف، وكنقطة انطلاق لاستهداف الآمنين".
كما اتهم بيان حماس المجموعات السلفية بارتكاب "بعض الأفعال التي ترتقي إلى جرائم وأخرها إلقاء قنابل يدوية على مجموعة من كتائب القسام ما استدعى اعتقال بعض الأفراد الذين اعترفوا بفعلتهم".