بعد استهداف "نجران" بالهاون .. مخاوف من تصعيد حوثي على الحدود مع السعودية

الثلاثاء 05/مايو/2015 - 09:33 م
طباعة بعد استهداف نجران
 
في تطور هو الأول من نوعه منذ انطلاق العمليات العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية ودولاً عربية وأخرى إسلامية، لعودة الشرعية في اليمن، أعلنت السلطات السعودية أن ميلشيا تنظيم الحوثي، استهدفت مدينة نجران الحدودية جنوب غرب المملكة، بقذائف هاون وصواريخ كاتيوشا، الأمر الذي ألحق أضراراً في مدارس ومستشفيات المدينة.
الحادث رغم أنه كان متوقعاً منذ بدء العمليات، العسكرية ضد الحوثي، إلا أن الاستنفار العسكري السعودي على الحدود، كان دائماً ما يدفع إلى استبعاد حدوثه، خاصة وأن معظم التقارير الإخبارية أفادت بأن المملكة العربية السعودية عززت من منظومة دفاعها الجوي أخيراً بنحو 2 مليار دولار.
وتعتمد المملكة العربية السعودية على منظومة الدفاع الجوي (MIM-104 Patriot )، أمريكية الصنع، وهي منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع (أرض- جو) يتم استعماله في الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من حلفائها، وحل الباترويت محل كل من نظام (نايك - هرقل) للدفاع العالي والمتوسط ونظام (إم آي إم-23 هوك التكتيكي) للدفاع المتوسط فضلا عن دوره كنظام مضاد للصواريخ الباليستية (TBM) وهي مهمته الرئيسية في الوقت لحاضر.

بعد استهداف نجران
وأنظمة الباترويت تم بيعها لكل من تايوان ومصر وألمانيا واليونان وإسرائيل واليابان والكويت وهولندا والمملكة العربية السعودية وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة، وكوريا الجنوبية الآن بصدد شراء عدد من أنظمة الباترويت المستخدمة بعدما قامت كوريا الشمالية بإجراء تجارب إطلاق صواريخ باليستية باتجاه بحر اليابان. 
المتحدث باسم قوات التحالف، العميد ركن أحمد عسيري، قال إن الميليشيا الحوثية استهدفت اليوم (الثلاثاء)، بعض المدارس ومستشفى ميدانيا في مدينة نجران، بعدد من قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا العشوائية، مؤكدا أن هذا التصرف من الميليشيات الحوثية "ينسجم مع ما توقعناه من هذا النوع من الميليشيات، وهو رد على ما بادرت به قيادة التحالف يوم أمس بطرح موضوع الأعمال الإنسانية والمساعدات الإنسانية وتوقيف العمليات لفترات محددة حتى تتم مبادرة الأعمال الإنسانية".

بعد استهداف نجران
وفي محاولة من المملكة تقليل أهمية الحادث، قال العميد أحمد عسيري في حديث لقناة العربية: "الحادث ينسجم مع ما سبق أن عملوه من رفض تام لقرار الأمم المتحدة 2216، ولا نتوقع خلاف ذلك من هذه الميليشيات الفاقدة لأي منهج أو برنامج سياسي، هذه الميليشيات هدفها الوحيد هو القتل لمجرد القتل". 
وأضاف "أحب أن أطمئن المواطنين والمقيمين في نجران والسعودية أن الوضع تحت السيطرة، والقوات البرية وحرس الحدود الآن تقوم بواجبها في التعامل مع مصدر هذه النيران والقضاء على من تجرأ على الحدود السعودية، كذلك القوات الجوية الآن موجودة وستقوم بواجباتها في هذا الجانب، ولن يترك لهذه الأعمال أن تمر دون رد، ولذلك نؤكد أن مبادرة التحالف يوم أمس في موضوع العمليات الإنسانية لا يعني بأي حال من الأحوال إيقاف الأعمال التي تدعم الدفاع عن أمن وسلامة حدود المملكة وأمن وسلامة المواطن اليمني، ولكن هذه الممارسات متوقعة وسنستمر في الرد عليها بكل حزم لأن أحد أهداف عملية إعادة الأمل هو التصدي لأعمال الميليشيات الحوثية وسينسجم الرد مع هذا العمل".

بعد استهداف نجران
وحول وجود شهداء أو مصابين قال العميد عسيري، "ولله الحمد داخل المدينة لا يوجد هناك إصابات في المستشفى الميداني وسيصدر بيان مفصل من قبل وزارة الدفاع اليوم يوضح نوع الإصابات، ولكن في الوقت الحالي نطمئن المواطنين والمقيمين في مدينة نجران أن هذا متوقع نظراً لقرب المدينة من الحدود اليمنية ووجود هذه النيران غير المباشرة التي ممكن أن تطول مساكن المواطنين، ولكن القوات المسلحة تقوم بواجبها لعدم تكرر مثل هذا الحدث، ولن يمر هذا العمل بدون رد شاف وكاف، وسبق أن ذكرنا لكم أن من يأتون للحدود السعودية هم انتحاريون لأن هناك قدرة على أن لا يعودوا وسيدمرون في مواقعهم وسوف تستمر القوات المسلحة في القيام بواجبها على جميع المجالات للاستمرار في أمن وسلامة حدود المملكة".
ويبدو أن طبيعة المنطقة الحدودية بين المملكة واليمن، كان لها دور في تنفيذ العملية، حيث تتشكل المنطقة الحدودية من منطقة جبلية وعرة التضاريس وصعبة.
وأفاد العميد عسيري، بأن مدينة نجران تقع على الحدود، وتختلف مسافة قذائف الهاون، فهناك الهاون 80 والهاون 120، وهذه تختلف مدياتها باختلاف الزاوية التي يمكن أن تطلق منها، وكذلك الحال بالنسبة لصواريخ الكاتيوشا، وقال "ما نؤكده أنه تم تحديد مصدر النيران والقوات البرية تعاملت مع الموقف وتتعامل مع المصدر الذي انطلقت منه هذه الجماعات، ونحن نعلم مصدرها، وهناك عمل الآن يتم على الأرض ".
وفي حين، بثت قناة الاخبارية صوراً لأضرار كبيرة لحقت بمبان وسيارات متضررة في نجران، أغلقت مدارس المدينة أبوابها، كما أعلنت شركة الطيران الوطنية "السعودية" على تويتر تعليق رحلاتها الداخلية نحو نجران "حتى إشعار آخر".

بعد استهداف نجران
من جانبه، وجه الدكتور عزام الدخيل وزير التعليم السعودي، بإيقاف العمل في جميع مدارس منطقة نجران بنين وبنات ورياض الأطفال، حرصا على جميع الطلاب والطالبات، بعد قصف المتمردين تلك المنطقة.
الحادث بلا شك طرح العديد من الأسئلة، خاصة أن مخاوف العديد من المراقبين تزايدت حول إمكانية تكرار الحادث واستهداف المدينة مرة أخرى، كما طرحت تساؤلًا حول جدوى التدريبات والتسليح السعودي على مثل هذه الأحداث، كما أن المملكة قالت إن عملية "عاصفة الحزم" دمرت كل الدفاعات الأرضية ومنصات الصواريخ التي سيطر عليها ميلشيا الحوثي من الجيش اليمني، ما يعني احتمالية حصول التنظيم على تسليح جديد من إيران.    
كان تسعة من حرس الحدود السعوديين، قتلوا في تبادل النيران فيما قتل ثلاثة جنود سعوديين إثر محاولة توغل للمتمردين الحوثيين على الحدود، كما قتل أيضا "عشرات المتمردين" بحسب ما أعلنت الرياض، وتتهم السعودية ايران بتسليح الحوثيين وهو ما تنفيه طهران.

شارك