"أردوغان" يفكر في التراجع عن ترشحه بعد توافق المعارضة على مرشح إسلامي

الأربعاء 18/يونيو/2014 - 01:49 م
طباعة أردوغان يفكر في التراجع
 
حسمت المعارضة التركية اسم مرشحها لرئاسة الجمهورية، فيما لا يزال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يضفي المزيد من الغموض على موقفه من الانتخابات، التي كان يفترض أن يعلن ترشحه رسميا لها في منتصف مايو الماضي.
أكمل الدين إحسان
أكمل الدين إحسان أوغلي
وكان لترشيح الأمين العام السابق لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي المفاجئ وقعه الكبير في الشارع التركي؛ لقرب أوغلي من التيار الإسلامي المحافظ، فيما توقعت مصادر تركية معارضة أن يعزف أردوغان عن الترشح لمصلحة رئيس الجمهورية الحالي عبد الله جول، وهو ما نفته مصادر رسمية تركية، مؤكدة أن شيئا لم يتغير بعد، وأن أردوغان هو المرشح حتى الساعة، وإن كان لم يعلن ترشحه رسميا، مشيرة إلى أنه سيعلن موقفه النهائي نهاية الشهر، وأنه يريد أن يتلاعب بأعصاب خصومه حتى ذلك الحين. 
وبعدما كان متوقعا اتفاق المعارضة على ميرال اكشنار العضو في البرلمان عن حزب الحركة القومية والنائبة الثالثة لرئيس البرلمان التركي، أتى ترشيح إحسان أوغلي ليعيد خلط الأمور.
 وقالت مصادر تركية معارضة: إن أردوغان قد يتخلى عن الترشيح لصالح جول، بعدما اهتزت شعبيته خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن آخر الاستطلاعات التي قامت بها المعارضة تقول: إن عبد الله جول سيحصل على 41 % من الأصوات. 
وأكدت المعارضة التركية أن زعيمي حزبي المعارضة توافقا على الاسم وأبقياه سرا بينهما، بحيث لم يعرف به سوى 4 أشخاص من الطرفين قبل إعلانه.
وبعد أن أعلن رئيسا حزب المعارضة الرئيسين في تركيا "كمال كليتشدار أوغلي" رئيس حزب الشعب الجمهوري، و"دولت بهجتلي" رئيس حزب الحركة القومية على تسمية الرئيس السابق لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي مرشحا للانتخابات الرئاسية التركية المزمع إجراؤها في العاشر من أغسطس المقبل، توجه بيان صادر عن إحسان أوغلي بالشكر والاحترام لقرار الحزبين، مضيفا: «إن التفاهم العظيم حول مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة- التي ستجري لأول مرة بالاقتراع الشعبي المباشر- هو نقطة تحول في مسيرة الديمقراطية التركية».
وقال رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري المعارض حمزة تشابي: إن توافق المعارضة حول ترشيح الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور «أكمل الدين إحسان أوغلي» لرئاسة الجمهورية- قد يدفع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للانسحاب من السباق الرئاسي. 
وأكد تشابي أن توافق المعارضة التركية حول إحسان أوغلي باعتباره مرشحا توافقيًا للمعارضة، قد يدفع رئيس الوزراء أردوغان للتخلي عن فكرة الترشح للانتخابات، مذكرًا بوجود تعليقات جادة تزعم أن أردوغان قد يتخلى عن الترشح للانتخابات، إذا تقدم أمامه مرشح ذو خلفية إسلامية يتمتع بتوافق شعبي كبير.
وقال زعيم حزب الحركة القومية: إن إحسان أوغلي يمثل كافة الأطياف في البلاد، وإنه رجل علم متعلم ومثقف ومُفعم بالحيويّة، وأثبت كفاءته ونجاحه بجدارة في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي التي دامت قرابة عشر سنوات. ولفت بهتشلي إلى أهمية خاصية يتمتّع بها إحسان أوغلي قائلا: «نعلم جميعًا أن إحسان أوغلي ليس له رابط عضوي بالسياسة اليومية، وأنها فرصة عظيمة لتركيا أن تشهد ترشّح مثل هذه الشخصيّة في الانتخابات المقبلة»، ثم تابع: «إن المعضلة الجسيمة لتركيا هي: رجب طيب أردوغان الذي يقوم بدور الرئيس المشارك في مشروع القتل العالمي»، في إشارة منه إلى القول الذي كان يتردّد على لسان أردوغان إبان الفترة الأولى من حكمه في البلاد من أنه الرئيس المشارك لمشروع الشرق الأوسط الموسّع وشمال إفريقيا. 
رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان
وقال بهتشلي: إن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لم يستطع أن ينعت داعش بأنه تنظيم إرهابي، وفسّر سبب ذلك بقوله: «ثمة علاقة قلبية حميمة بين داعش وأردوغان».
واستبعد مستشار مركز الدراسات الإستراتيجية التركي "جواد جول" إمكانية انسحاب أردوغان، متوقعا أن يتمكن (أردوغان) من الفوز في انتخابات الرئاسة في الجولة الثانية والسبب في هذا تشرذم المعارضة، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية يوجد لديه قناعة بأن أردوغان هو صمام الأمان لهم ولهذا يعدون نجاح أردوغان قضية حياة أو موت. 
لكنه رأى أن الحزب قد يعيش بعد تنصيب أردوغان معضلات كبيرة بين المجموعات التي يكون منها الحزب على من سيكون خليفة أردوغان، كما أشار إلى أن «ترشيح المعارضة مرشحا واحدا، قد يكون مؤثرا إذا ما انضم إليهم الأكراد، وحظي بدعم الجماعة (جول)؛ لأن الانتخابات البلدية والنتائج التي حصدها الحزب تشير إلى ذلك».
وبدوره رأى البروفسور مظهر باللي من جامعه ليدرك بايازيد أن نسبه فوز أردوغان في حالة ترشيح نفسه في الدورة الأولى للانتخابات ستكون 90 %. وقال: «رأيت يوما أحد المواطنين يستمع إلى خطاب أردوغان بكل دقة، فسألته: لماذا تستمع له بهذا الشغف؟ فأجابني: أنا لا أؤيد هذا الرجل ولا حزبه ولا أفكاره الدينية، ولكني أستمع له؛ لأنني أسمع ما يجول في داخلي وهو الآن لسان حالي».
ورأى الصحفي والكاتب في جريدة صول علي أونيك أنه لا أحد يعرف إلى الآن- بمن فيهم المقربون من أصحاب القرار في الحكومة- من سيكون مرشح حزبهم، والسبب في هذا هو الخلافات التي ستنجم عن من هي الجهة التي ستترأس قيادة الحزب بعد أردوغان، عادا أن هناك تخوفا من قيام خلافات يمكن أن تؤدي إلى انشقاقات داخل الحزب.
 وقال: إن «أردوغان هدفه إيجاد خليفة له يحركه كما يشاء، كما فعل الرئيس السابق تورغوت أوزال عندما تقلد رئاسة الجمهورية وعين لمدة سنوات خليفة له كان هو الحاكم الفعلي للبلاد، ولكن مكونات حزب العدالة والتنمية الذي يتكون من تجار ورءوس أموال وبيروقراطيين ومنتفعين لن تسمح بهذا، والسبب أن أردوغان يريد تعيين نعمان كرتلمش الزعيم المنشق عن حزب السعادة بعد أن يدخل البرلمان التركي، وحاليا تعيين بولانت أرنج رئيسا مؤقتا، أو تعيين أحمد داود أوغلو منذ الآن رئيسا صوريا (للحكومة) ولكن مؤسسي وقاعدة الحزب تعترض على داود أوغلو».

شارك