"القلمون" معركة المصير.. وعودة الإخوان إلى سوريا مفاجأة
الخميس 07/مايو/2015 - 07:48 م
طباعة

في محاولة لاستعادة بعض المناطق التي فقد سيطرته عليها مؤخرًا، بدأ الجيش السوري هجومًا واسعا في منطقة جرود القلمون في ريف دمشق على الحدود مع لبنان، ، وأن الهجوم أدى حتى الآن إلى مقتل وجرح العشرات من مسلحي المعارضة.
وأعلنت مصادر تابعة لحزب الله اللبناني أن الجيش السوري ومقاتلي الجماعة اللبنانية استعادوا السيطرة على منطقة جبلية على حدود سوريا مع لبنان وقتلوا عشرات المسلحين من بينهم أعضاء في جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، بعد أن كان المسلحون يتخذون من جبال القلمون قاعدة ينطلقون منها لمهاجمة مواقع الجيش السوري ومقاتلي حزب الله، وانتقلت عناصر من حزب الله للقتال الى جانب قواته، وأنه بعد السيطرة على تلة استراتيجية معروفة باسم قرنة النحلة سيطر مقاتلو الحزب على عسال الورد وتسببوا بمقتل العشرات في صفوف المسلحين المتشددين.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان إن حزب الله مدعماً بجنود النظام وقوات الدفاع الوطني تمكنوا من السيطرة على تلال بجرود عسال الورد في القلمون عقب اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة تزامنت مع قصف عنيف ومكثف بالصواريخ والمدفعية والطيران الحربي على تمركزات ومناطق سيطرة جبهة النصرة والمقاتلين.
في الوقت الذى يري فيه مراقبون أن منطقة عسال الورد السورية هي منطقة استراتيجية تطل على بلدات حدودية لبنانية لحزب الله وجود كبير فيها.

وسبق أن تعهد أمين عام حزب الله حسن نصر الله بأن يحسم أنصاره الامور في المنطقة الحدودية الاستراتيجية الواقعة الى الشمال من دمشق والتي يستخدمها المسلحون لتأمين الدعم اللوجيستي من تموين وعتاد ومقاتلين، وعلى الرغم من ان نصر الله لم يحدد موعدا لبدء الهجوم الكبير في منطقة القلمون إلا أن جماعته أعلنت أمس أن مقاتليها ضربوا تجمعا للمسلحين على الجانب السوري من الحدود، الأمر الذي أدى إلى إلحاق خسائر فادحة في صفوفهم، والإشارة إلى أن مقاتليه استولوا على جزء من تل استراتيجي في منطقة خربة النحلة الحدودية في شرق لبنان التي تشرف على منطقة القلمون الجبلية السورية، حيث يتحصن مقاتلون سوريون متشددون
وكانت قوات جبهة النصرة المعارضة قد أحرزت تقدما في منطقة القلمون في الفترة الأخيرة.
وتقول تقارير إن القوات السورية ومقاتلي حزب الله تحرز تقدما في مواجهة الجماعات المسلحة في هجمات اليوم، وحققت القوات السورية تقدما جديدًا وسيطرت على تلتين في مرتفعات خربة النحلة المشرفة على جرود عسال الورد وتلة القرنة في جرود القلمون، حسب المصادر نفسها.
كانت قوات المعارضة السورية المسلحة قد قالت إنها "طردت عناصر حزب الله من مواقع استحدثوها في القلمون، وزعمت أنها قتلت وجرحت أكثر من 40 من عناصر الحزب، ودمرت خلال الاشتباكات آليات ودبابات حكومية قرب عسال الورد والجبه في منطقة أم خرج.
وتأتى هذه التطورات بعد ساعات من اعتراف بشار الأسد الرئيس السوري بتعرض قواته لخسائر، إلا أن هناك تصميمًا وعزيمة على مواصلة القتال ضد العناصر الإرهابية.

ومن ناحية أخرى وفى خطوة مثيرة للجدل، عاد مئات الأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين السورية من المنفى إلى وطنهم يحدوهم الأمل في إعادة تأسيس الحركة التي سحقها نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قبل عقود وتصنفها حاليا عدد من الدول العربية البارزة بأنها منظمة إرهابية، خاصة وأن القانون السوري الحالي يعاقب كل من تثبت عضويته في جماعة الاخوان المسلمين بالإعدام بعد أكثر من 30 عاما على حظر الرئيس الراحل والد الرئيس الحالي بشار الأسد الجماعة غير أن الأعضاء الذين غادروا البلاد إلى المنفى يعودون شيئا فشيئا إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
من جانبه قال رئيس جماعة الاخوان المسلمين السورية محمد وليد "نحن نشجع الناس على العودة إلى سوريا، يمكنني القول إنهم بالمئات، وهذه "النواة" سيكون عليها شرح أهداف الجماعة ومبادئها، كنا بعيدين عن المشهد العام لوقت طويل والكثير من الناس في سوريا لا يعرفوننا كثير."
وينتظر المتابعون والمهتمون بالملف السوري تداعيات عودة الاخوان الى سوريا، ووصفها البعض بأنها مفاجأة ومحاولة لقطف ثمار الاطاحة بنظام بشار بعد الخسائر التي تكبدها مؤخرا، في الوقت الذى تواصل فيه تركيا مد المعارضة السورية بالسلاح، وإفساح المجال لهم للتوغل داخل الأراضي السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد.