اليمن يشهد الغارات الأعنف علي صعدة... والحديث عن البري يعود للواجهة
الجمعة 08/مايو/2015 - 02:47 م
طباعة

واصلت التحالف العربي بقيادة السعودية عدة غارات جوية الجمعة، في مناطق في مدينة صعدة أدت إلى تدمير مقر قيادة للحوثيين ومجمع اتصالات المثلث ومركزين للتحكم والسيطرة.
الوضع الميداني:

ودمرت غارات التحالف بقيادة المركزين التابعين للحوثيين ببني معاذ، بالإضافة إلى مصنع للألغام بصعدة القديمة.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بقصف مجمع الاتصالات الواقع في المثلث بصعدة المجاورة للسعودية. وذكرت الوكالة أن الطائرات قصفت "مركزا للقيادة الحوثية بمذاب الصفراء شمال صعدة، ودمرت مقر قيادة للحوثيين بمديرية ساقين بصعدة".
وجاء القصف الذي بدأ مساء الخميس ردا على هجوم حوثي بالصواريخ على مدينة نجران.
قالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين ان طيران التحالف شن غارات مكثفة على مران في مدينة صعدة معقل الحوثيين من ضمنها غارات على ضريح حسين الحوثي مؤسس الحركة. واضافت ان طيران التحالف شن 23 غارة استهدفت مران منها 14 غارة على ضريح حسين الحوثي مؤسس الحركة مما أدى الى تدميره .
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، أحمد عسيري أكد قبل ساعات أن الرد على تخطي الحوثيين الخطوط الحمراء سيكون قاسياً جداً.
وأفادت مصادر يمنية بسقوط قتلى وجرحى في الاشتباكات الدائرة بمناطق عدة في مدينة عدن جنوب البلاد، ولا سيما في منطقة التواهي ودار سعد والمعلا، بين اللجان الشعبية من جهة، والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى.
وفي مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة قتل 10 أفراد من الحوثيين وقوات صالح و5 من اللجان الشعبية في اشتباكات عنيفة، حسبما ذكرت مصادر.
وسيطرت لجان المقاومة الشعبية بمساندة القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، الخميس، على موقع استراتيجي في مدينة تعز، وذلك بعد مواجهات مع ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقالت مصادر عسكرية إن المقاومة الشعبية أحكمت سيطرتها على موقع العروس العسكري في جبل صبر، إثر معارك أسفرت عن مقتل 5 متمردين وأسر آخرين، بالإضافة إلى اثنين من اللجان.
وسيطرت المقاومة على المعدات العسكرية، بينها دفاعات جوية، التي كانت في الموقع الذي تدين قواته بالولاء لصالحن ويعد من أكبر المعسكرات في جبل صبر، حسب ما أضافت المصادر، كما قصفت قوات صالح والحوثي المتمركزة في قلعة القاهرة منزل عضو مجلس النواب اليمني عبد الله احمد علي العدنيني.
وكانت قوات التحالف كثفت مساء الخميس غاراتها الجوية على محافظة صعدة شمال اليمن قرب الحدود مع السعودية، تزامن مع قصف مدفعي على مواقع للحوثيين في عدد من مديريات المحافظة، واستهدفت الغارات منطقة حرض المحادة للسعودية بمحافظة حجة.
كما ألقت طائرات تحالف "إعادة الأمل" صباح الجمعة، منشورات تطلب من سكان صعدة القديمة المغادرة، الجمعة، تبعه موجة نزوح كبيرة من المدينة التي تعد مقعل المتمردين الحوثيين.
ويأتي هذ التطور بعدما دمر طيران التحالف الذي تقوده السعودية مواقع استراتيجية للحوثيين في محافظة صعدة، من بينها مركزا للتحكم والسيطرة في منطقة بني معاذ ومصنع للألغام في مدينة صعدة القديمة.
القاعدة في مرمي القصف الامريكي:

وعلي صعيد اخر أعلن تنظيم أنصار الشريعة باليمن، الجمعة، مقتل أحد قادته نصر الآنسي في قصف لطائرة أمريكية بدون طيار، الجمعة، بحسب ما بثه حساب مقرب من التنظيم في موقع تويتر.
وقال القيادي في القاعدة، خالد باطرفي، في تسجيل مصور بثه التنظيم: “بعد مسيرة حافلة بالجهاد والبذل امتدت لأكثر من عقدين من الزمن ننعى إلى أمتنا المسلمة عامة وإلى قبيلة آنس خاصة الشيخ العالم المجتهد أبا محمد نصر ابن علي الآنسي”.
وأشار باطرفي إلى أن الآنسي قتل مع نجله الأكبر محمد وعدد آخرين في قصف أمريك،. دون أن يحدد المنطقة التي قتل فيها؟
وأوضح أن الآنسي تنقل في حياته بين ساحات القتال من الفلبين إلى كشمير وأفغانستان إلى اليمن، وكان يعقد الدورات العسكرية ويؤلف الموسوعات الحربية ويدرب المجاهدين، مؤكداً أن مسيرة الجهاد لن تنقطع بمقتل قائد.
ودأب القيادي الآنسي على الظهور في تسجيلات متلفزة لتنظيم القاعدة باليمن وظهر مؤخراً في تسجيل يتبنى فيه مسؤولية التنظيم عن عملية الهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية في ينايرالماضي.
الوضع الانساني:

وعلي الصعيد الانساني، كشفت تقارير صحفية اليوم الخميس، أن حوالي عشر سفن على الأقل تحمل القمح وغيره من المواد الغذائية، ما زالت تنتظر قبالة الساحل اليمني من أجل السماح لها بإنزال حمولتها من البضائع في مينائي الصليف والحديدة المطلين على البحر الأحمر، مما يزيد من احتمال تفاقم الوضع الإنساني الضغط الدولي على السعودية لإنهاء حملتها العسكرية.
ووفقا لبيانات تتبع حركة السفن والموانيء أكدتها مصادر في الصناعة، فقد ظلت بعض هذه السفن منتظرة لأسبوعين على الأقل.
وحسب هذه المصادر، تحتاج سفن الشحن عدة أسابيع لتسليم شحناتها من المواد الغذائية الحيوية لليمن بسبب قيام السفن الحربية التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية بالتفتيش عن أي أسلحة قد تكون متجهة إلى مقاتلي جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، فضلا عن استمرار القتال الشرس مما يعرقل نقل هذه الشحات وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وأضر الصراع بحركة الاستيراد في اليمن، مما جعل نحو 20 مليونا أي 80 % من السكان عرضة للمعاناة من الجوع، في بلد يستورد 90 % من غذائه بما في ذلك معظم استهلاكه من القمح وكل حاجته من الأرز، وتأتي معظم هذه الواردات بحرا.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الخميس في بيان أن ما يزيد على 1400 شخص قتلوا وأصيب حوالي 6 آلاف في اليمن خلال الأسابيع الستة الأخيرة.
وأكد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يوهانس فان در كلاو أن غالبية الضحايا من المدنيين، ودعا جميع الأطراف إلى تقديم ممرات آمنة لإجلاء المدنيين من مناطق القتال والتمسك بالتزاماتها المتعلقة بحماية المدنيين وفقا للقانون الدولي الإنساني.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي زارة نائب الرئيس المني خالد بحاح الامارات العربية المتحد، والتقي وزير الخارجية الاماراتي محمد بن زايد ، والذي شدد علي أن الحل في اليمن سياسي عنوانه قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا دعم الإمارات للشرعية اليمنية بما يكفل عودة الأمن والاستقرار لليمن.
واضاف بن زايد، أن الإمارات تسعى إلى أن يكون الدعم الإنساني لليمن من خلال المنافذ البحرية لضمان المعالجة السريعة للأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد، مؤكدا على أن الامارات ستتعامل مع الجالية اليمنية بما تقتضيه الظروف الراهنة، وإن الأحداث والأزمات «لا تؤثر على تعاملنا الإنساني مع الأشقاء ومع الجاليات التي تعيش في هذا البلد بكل أمان واطمئنان».
وأعرب بحاح عن تمسك الحكومة اليمينة بحل سلمي مرجعيته قرار الأمم المتحدة 2216 رافضاً مساراً سياسياً مفروضاً بقوة السلاح والعنف، موضحا أن الخسائر المدنية الكبيرة للاجتياح الحوثي وميليشيات علي عبدالله صالح هي أضعاف خسائر عمليات التحالف، مشيراً إلى أن الحوثيين لا يتورعون في سعيهم للتمدد من استهداف المواطنين العزل والتنكيل بالأبرياء.
الموقف الإيراني:

وعلي صعيد الموقف الايراني من الصراع الدائر في اليمن والذي يشهد تصريحات متكررة لمسؤولين السياسيين والعسكريين ورجال الدين الإيراني، نفت إيران على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها مرضية أفخم قطعيا اتهامات السعودية بتدخلها في الأزمة اليمنية.
وأعلنت أفخم الجمعة أن "مثل هذه الاتهامات الموجهة الى الجمهورية الإسلامية من قبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبيري خلال لقائه نظيره الأمريكي ليس سوى محاولة لتحميل المسؤولية عن تطور (تصعيد) الوضع في اليمن للآخرين، في الوقت الذي تقصف فيه الرياض بدعم حلفائها (اليمن) منذ أكثر من 40 يوما".
واعتبرت المسؤولة الإيرانية أن "الحوار أفضل سبيل لتسوية الأزمة في اليمن، والتوصل إلى حل مستدام بين القوى السياسية الداخلية".
لكن علي مستوي رجال الدين، واصل خطيب جمعة طهران آية الله السيد احمد خاتمي، هجومه علي السعودية، لقيامها بشن غارات علي الحوثيين في اليمن، متوعدا المملكة العربية السعودية بالسقوط والزوال وهو خطاب عدائي تجاه السعودية.
وعلي المستوي العسكري كشف قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، بأن تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسيع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة.
واعتبر اللواء جعفري أن ما أسماه “نظام الهيمنة الغربي” بات يخشى من توسع الهلال الشيعي في المنطقة، والذي يجمع ويوحد المسلمين في إيران وسوريا واليمن والعراق ولبنان”، على حد قوله.
وبحسب لوكالة أنباء “فارس” القريبة من الحرس الثوري، فقد أقر جعفري بوجود تدخل إيراني في اليمن، مشدداً على أن هذا التدخل “غير مباشر”، بقوله: “يعلم الأعداء بأن لإيران تأثيراً في اليمن من دون أن تقوم بتدخل مباشر فيه، حيث ينتفض الشعب اليمني بنفسه ويواصل طريق الثورة الإسلامية والشهداء والشعب الإيراني العظيم ويقتدي بهم”، مضيفا أن “كل قوى العالم قد اصطفت اليوم للوقوف أمام تقدم ونمو الشعب اليمني، لكنها غير قادرة على ذلك، والفضل يعود إلى قوة الإسلام والثورة الإسلامية الإيرانية في نشر أهداف الشهداء في العالم”.
المشهد الدولي:

وعلي صعيد الاتصالات وللقاءات الدولية، استعرض ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز اليوم الخميس، مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأوضاع في اليمن، واستئناف الجهود السياسية في ضوء المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إن الأمير محمد بن سلمان والمبعوث الاممي بحثا خلال اللقاء “تطورات الأوضاع في الساحة اليمنية، وجهود استئناف العملية السياسية في ضوء المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بما فيها القرار 2216″.
وأكد ولي ولي العهد، دعم المملكة ومساندتها للجهود الأممية بما يحقق عودة الاستقرار والشرعية في الجمهورية اليمنية، مشيرا إلى تكثيف قوات التحالف جهودها لإيصال مساعدات الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني.
وفي تعليقه على توجه اليمن إلى المجتمع الدولي بطلب إجراء العملية البرية، أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، عن اعتقاده بأن هذه الخطوة ستكون "مجازفة"، مضيفا أن المطلوب حاليا هو استئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية بوساطة الأمم المتحدة.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تواصل العمل حول الأزمة اليمنية مع اللاعبين الإقليميين، مضيفا أنه أجرى في الفترة الأخيرة "اتصالات جيدة وفعالة مع مجموعة مجل التعاون الخليجي ولقاءات جيدة جدا مع المندوبين السعودي والقطري، واتفقنا على ضرورة الإسراع في استئناف المفاوضات". وتابع قائلا: "نحن نأمل في أن يشهد اليمن في أقرب وقت انتهاء أعمال واستئناف هذا الحوار".
ورقة التدخل البري:

وفيما يتعلق بمستقبل التدخل البري والتي تعتبر الورقة الاخيرة والأقوى في الأزمة اليمنية، أكد مصدر عسكري سعودي إن الرياض تضع " كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك العمليات البرية لوقف هجمات على مناطق وبلدات سعوديه قريبه من الحدود اليمنية . وكانت عدد من قذائف مورتر سقطة في منطقة نجران وادت الى سقوط ضحايا وخسائر ماديه خلال يومي الثلاثاء و الاربعاء الماضيين .
ما يعزز هذا الاعتقاد، اللهجة الشديدة التي وجهها العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، في أعقاب ذلك القصف، بقوله إن “أمن المملكة خط أحمر تم تجاوزه، وسيدفع الحوثيون ثمن ذلك، وأن المعادلة اختلفت حيث كانت في بدايتها تهدف إلى حماية الشرعية في اليمن وحماية المواطن اليمني، ولكن المواجهة أصبحت تستهدف حدود المملكة العربية السعودية والمواطن السعودي وأمن وسلامة المدن السعودية”.
ولعل مصطلح “اختلاف المعادلة”، الذي ورد في حديث العسيري، خلال مؤتمر صحفي، يرفع من احتمالية بدء العملية البرية، وفق مراقبين.
وأضاف العسيري إن السعودية ستبحث طلب الحكومة اليمنية دخول قوات دولية للتخفيف عن مدينة عدن الواقعة جنوب اليمن بعد أن سيطر الحوثيون على منطقة التواهي وسط اشتباكات عنيفة .
ونشرت السعودية قوات بريه على حدودها مع اليمن مزودين بالعديد من المعدات العسكريه الحديثه ووضعتها في أهبة الاستعداد . وشنت طائرات التحالف يوم الاربعاء قصفا عنيفا على مدينة ميدي ومحافظة صعده بالطائرات بالاضافة الى قصف مدفعي عنيف على مواقع في محافظة صعده وحجة.